حسين علي غالب
الحوار المتمدن-العدد: 927 - 2004 / 8 / 16 - 08:15
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
الوضع العراقي...و سياسة التخبط و النزاعات
ليس بالأمر الجديد أن نعلم بأن العراق يمر بمرحلة خطرة و حساسة في تاريخه بعد حكم نظام مستبد لأكثر من ثلاث عقود و هذا جعل من الساحة العراقية ساحة قتال بكل معنى الكلمة حيث تتضارب المصالح و الأطماع و الجهات الخارجية و دول الجوار في العراق و كل واحد منهم يسعى لهدف معين و غاية يعمل من أجلها و علينا أن نذكر بشرح مبسط الوضع العراقي الراهن
أولا الجهات الإسلامية الجهادية التي فشلت في العمل في الدول العربية و الإسلامية بعد سقوط مقرهم الرئيسي و هي أفغانستان و وجدت العراق مكان جيد لهم بسبب فقدان الأمن و الحدود المفتوحة و كثرت الأسلحة التي تركها النظام السابق مما جعلهم يتخذون العراق نقطة مهمة و أساسية لكي يهزموا عدوهم و هي قوات الاحتلال التي تحتل العراق
ثانيا أعوان النظام السابق الذين انهاروا بعد سقوط النظام و اتخذوا من العمل السري طريقة لبدء عملهم يطالبون و يفعلون أي شيء لعودتهم لسابق عهدهم بعد أن حوصروا بقانون اجتثاث حزب البعث و حرموا من مراكز القوى
ثالثا الجهات العراقية من أحزاب و حركات و تجمعات و التي تسعى لتثبيت نفسها في العراق لكي تحصل على سيطرة في دوائر الدولة فهناك العلمانيين الذين يحصلون على دعمهم من الخارج و يتخذون من تركيا مثل يريدون تطبيقه في العراق و هناك الجهات العرقية التي تسعى أن تحصل على إثبات وجود في العراق بعد سنوات حرمان طويلة في زمن النظام السابق و كذلك هناك الأحزاب التي تتبنى الأفكار المختلفة من الفيدرالية و الليبرالية و اليسارية و تسعى بجهد لإقناع المجتمع العراقي بها
رابعا دول الجوار حيث أن إيران لا ترغب باستقرار الوضع العراقي و هذا واضح من تصريحاتها و تدخلها المستمر بالقضايا العراقية و ذلك لأنها تخاف من أن يأتي دورها في عملية التغيير التي تقوم بها أمريكا و بريطانيا مثلما حدث في أفغانستان و العراق و يصبح النموذج العراقي نموذج يطبق بحذافيره على إيران و كذلك نفس الحال في سوريا التي باتت تحتوي على أحزاب و حركات معارضة كثيرة تقف ضد النظام في الخارج و تطالب بالحرية و الديمقراطية التي دائما كانت سوريا توعد بها المجتمع السوري من غير أن تقوم بتنفيذها فلذلك مشاركة سوريا في الوضع العراقي و زعزعته يسبب في بطء قدوم الدور على سوريا التي أقرت عليها الحكومة الأمريكية قانون لمحاسبته و أثبتت أن النظام السوري كان مع النظام السابق و يمول المقاومة العراقية
هذه الأمور الأربعة تسبب في عدم استقرار الوضع في العراق و يجعلنا نتنبأ بالأسوأ مع كثرة التصريحات الأمريكية بأنها سوف تخرج من العراق حتى لو لم يستقر الوضع فيها و يتم اختيار حكومة عراقية منتخبة
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟