أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سليم محسن نجم العبوده - بغداد تحتضر














المزيد.....

بغداد تحتضر


سليم محسن نجم العبوده

الحوار المتمدن-العدد: 3046 - 2010 / 6 / 27 - 12:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مدلهمةٌ سمائها بعد صفاء نسيناه و قطيرات سحب القحط انجبت سنابلها الخاويه الا من سوسِ نخر لبّ حباتها و اطفئ بريقها الذهبي و کأن نورَ الشمس سُلبَ من بين سِفاها .. فاسوّدت کثکلی فی وحيدٍ غارقهٍ في وصل فقدانها مطرزة بزفرات انينها فرحة البين بداره الجديده .. فغرق العامه فی وهم المدينه الفاضله و سحر ماضيها القريب .. فی ليالٍ حمر من دمٍ لا حول له و لا قيمه .. الا نه دمُ الفقراء فی ملعقِ ألسُن الساسة التی حولت الشعب طبقات يرتقيها النبلاء الوافدون و فی قعرها بقايا اناس هم فی الحقيقه ما تبقی من مخلفات حصار التسعينيات الذين علبهم الضروره فی محفظه الرعب و الانهيار و مجده المتهاوي ..
وهکذا تسمع انين الکنائس و المئاذن ناعقاتٌ ببغداد والعراق ميتمٌ و کل من فيهِ ضحايا .. بعد ان عقمت الحکومه ان تلد الحياة فاضّمحلت فی رحمها امال البسطاء .. التی جرفها جفاف الرافدين و سيول السراب احّيت القنوط حتی تکسرت اقداح الفرات عطشاً بعد عذب معين کدّرهُ ملحٌ اجاج فاستحال صفصافهُ شوکا ادمی وجنتي دجله و ادمع مقلتيها .. فاجهضت امواجها علی ساحلٍ انکر خریر الماء الذی ما عاد قادرا علی مداعبه ساقیّ قُهرُمانهةٍ بغداديةٍ مُخلّقةٍ من ذات لؤلؤيهِ فيروز المحيط المنطوی علی مدينه السلام کثعبانٍ عاشقٍ يقدم فی قلب حذوتهِ جزيره لکن للخنازير ..
ايا ويل بغداد ممن تبغددوا .. و يالرثائها لمن کانوا قاطنيها .. کبرناکي خمسا ايتها الفردوس المتعبه العتيقه .. ايها الدامس لطفا بالبُنّيهِ فقد اذهب سوادك کُحل بصيرتها .. و لما تسّندت علی عکاز الواهمين لم تدرك بان آفتَ سليمان قد قضمت عصاها .. ای ضريبه هذه التی تدفعينها للتاريخ و خراجی کان كل الدنيا و قد لجمت الغمام مهورا سابحات. بمحوريها ام ما حل کان کبوه او ربما داء الجبن استشری فی العيال فما عاد يطرب النادبُ الداعی مسامعا ادمنت الذُُل و الخنوع ..
ايتها الحره الممزقه الثياب لا ساتر اليوم لعوره کشفت الايام عن زيف لباسها .. ايتها الرصافه العاريه اجذبی الکرخ رداءا و تستری به و لُفی الاعظميه حجابا و تجلببی بمدينه الثوره .. و اشتری من بسطات المتعبين فی طرقاتکي الموحله کُحلا و تسامری علی حدائق النواس عاقده قرانکي علی الدنيا من جديد فانتی فحلٌ فی قلب فحل .. و دعکي من الساسه لاهين بتجاره لا کساد لها ما دام الصمت قماطا يکبل اهل الدار و يسوقهم سوق العبيد الی محرقه وقودها الناس و البترول مستنزف ..
ايتها الاصيله علی ذاتکي ثوری یامدينه ليست لاهلها يامدينه الضحايا و الاموات يامدينه الايتام و الارامل يامدينه الثکالی يامدينه الجياع و الشحاتين يامدينه النفاق و الشقاق يا مدينه الرووس المقطعه و الاجساد الممزقه و السيارات المفخخه يامدينه الآلآم يامدينه الاشباح يامدينه المنطقه الخضراء المحصنه و کُلکي مباح .. ثوری و انفضی غبار الضّيم عن جبين طمر فيه ..
او لا تثوری و کلی من عدسها وقثائها و ثومها عسی الله ان يظل بالغمام التائهين فی حاضره الدنيا .. و ان يخرس الکذاب کمستصرخ موسی و اعلمي ان المعاجز قاب قوسين او ادنی حدوثها من القانطين .. يامدينه الحب الالهی تبسمی فمثلکي العروس تبسمت حين آلمها الوتر .. و مثلنا من يصنع من خنوعه ثوره ومن ديمقراطيته مجزره . و من رقابه مسبحة يخنقها ابهام المستشيخين المفتون بهلاكنا فأذا بأرواحنا صك الولوج الى جنة الدجال ..
و هكذا بتنا ناعقين نرتقي للغراب تارة و تارة على افواه المداخن التي غطى دخانها الاسود امالنا العريضة فظُلمت الارض فينا و لم نُظلم في العراق .. فتتركنا سُلم المجد لغيرنا يرتقيه ..



#سليم_محسن_نجم_العبوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الباب العالي
- قافلة الحرية هل تحرك المياه الراكدة
- حليمة و الفرات
- فقه النساء في المسرح العراقي
- طبيعةالصراع البشري
- هل سيكون - لبنان- ضحية الحراك الجيوسياسي الأمريكي ..؟
- جبهة عرب العراق الموحدة .. للعلم والاطلاع
- أكراد العراق ( بلبلٌ لا ينسلُ في قفص ) :
- أصفاد التنمية العراقية :
- تداعيات الأزمة الاقتصادية و إستراتيجية الخروج الصيني :
- الاستهلاك الأعمى :
- غياب الإستراتيجية العربية :
- - رواندا - نموذج المصالحة الوطنية :
- أصفاد التنمية الروسية و النموذج الصيني :
- المصالحة والحيود
- حل الدولتين بعيون إسرائيلية
- سياسة العزل والاحتواء الأمريكي
- دعك من السياسة
- الدولة الفلسطينية و أراضي 2009
- القرابين .. والمفخخات الاستباقية .. !


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سليم محسن نجم العبوده - بغداد تحتضر