أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سليم محسن نجم العبوده - حليمة و الفرات














المزيد.....

حليمة و الفرات


سليم محسن نجم العبوده

الحوار المتمدن-العدد: 3019 - 2010 / 5 / 30 - 11:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بعد أن تلمست بفؤادها نواحا لم تكن لتُدركَ باكيهِ لولا جموح لهفتها على تكسرات أمواج الشفقِِ الذي عجزت عن صدهِ حُجبُ الزمان المُلقي بالمكانِِ بعيدا خلف إيحاءات السراب المتلاطم على قارعة بحرٍ مُبتًلعٍ من محيطٍ نسي اسمهُ و أضاع ما بي جعبتهِ فمسخ عقلا اثقلتهُ الهواجسَ المتتالية تكرارًا لذات الصفحةِ الملعونةِ بلا نهايةٍ للمرات ..
فترى الزمان أجلالا لهطول الدمعةِ واقفًا و قد بان شبحهُ مجسداً في هيئة الحرمان الساري في نفسٍ قوّسها الألم و دثرها النسيان من الفطرة في شعاب الشوق الذي استدر ثديي البعد فحلب حتى الحُلََم في كأسٍِ كان مزاجها ما بين السحت و الخُبال على دكة لا يرتقيها الا من ضل حضهُ موالياً للعثرات ..
هكذا كانت " حليمة " عجوزا ناهزت الثانية و العشرين .. ! كما القادسية الواحدُ باثنتين احلامُها كأحلام المقاتلين ان يعودوا و لو فراراً الى حاراتهم و آخرين فطموا بعد ان أدمنوا رقاب حبيباتهم برائحة الموت و تراب الخنادق ..
واحدة " حليمة " مكررة في مجلد العرف المقيت الذي مسخت وريقاته قصصا تسرد التناقض بين ما نقول و نفعل .. اننا الجاهلية التالية بعد ان تبرأت الأولى منا متلعثمة من هول ما ترى من وئد البنات في قبور أنوثتهن و قد طمرنَ بوَسَخ أفكارنا المريضة و عقولنا الخاوية الا من ضنون حتى هجرنا الشيطانُ الى بلادٍ لا عربَ فيها مستعيذا منا و من وسوستنا و من همزاتنا و يعوذ بالله ان يحضرون .. حتى اختلط الأمر علي أينا انزل من الفردوس الآخر و أينا " أباه آكلُ التفاحةِ " و ان كانت عضتها معصيةَ توجب الجلاء فإلى أين سيجلي وائد القوارير و مستبيح عطرها .
مثقلات بأعبائنا و لا ذنب لهن سوى إنهن بلا " ذكرٍ" و كأن تلك الزائدة صك الحرية و مقبض العلا .. و لا فضل لنا كوننا ذكورا الا أنهن ولدننا و لو لا هن لكنا بين الضياع و الهاوية و اذا بهن حبل نجاة و مرساة أمل و إطلالة ربيعية في قلب تموز المتعب من زفير الشمس محرقةً أيامهُ و تركةً اياها رمادا تذرو أمال ترابنا في منبت غصن او تدحرج ثمرة على سهلنا الذي أصبح أكثرُ موتاً من وادي السلام الممتد على بحرٍ ميت و عقيم ..
و بعد ان مرت خمس بعد عقود ثلاث انتُزِعً الغول من عرش حرسه التنين ناقشاً قنوطنا كلمات لا لبس فيها كوننا خانعين أو إنا مسخنا بلا حراك .. محض غول انتزع غول و رحى تطحنُ أجسادنا المتعبة .. و جماجمنا تملئ الفيافي كفطرٍ بعد مطر..
فتياتنا في ذات دوامة الجوع و الإقصاء و للا حول و للا قوة و ذات العفة المنتهكة في سجون لا فرق فيها عما كان سوى أن السجان تلون بزي جديد حرباءٌ تلعق عذرية فراشاتنا فتحيل عبق الجناح مسيلاً للرذيلةِ و القبح ..
و أي فارس يأتي من بعيدا مثقلا بهموم لسنا فيها من شئ سوى أننا نلعب دور البهلوان الغشيم فيه و ندعي الحكمة و ما فينا خنوع فقد أثبتت السبع العجاف صدق خورنا واستكانتنا فلم نجني من تلك السنون ألا صبغة ما بين الزرقاء و البنفسجية هي وسام ضحكت فيه الديمقراطية الكئيبة على ذقونٍ شاخت تحت سخرية الحاكم الراحل و عديد المستشيخين الجدد ..
نحن امة كثر فرسانها فزاعات صلبت على صليب من القش لم تنفع حقلها ألا انها كانت أوكاراً للغربان الناعقةِ بالخراب و كأن هزات رؤوسهم ترافق ميل الهوى تميل حيث يميل ... فشح الفرات و سيجف دجلة بلدٌ جائعٌ بنهرين فكيف سيحيى في قفار..
كيف سيحيى عيالٌ أباهم سارقٌ لقوتهم و أعمامهم يتناصفون الغنيمة حتى أضحى الوطن لصاً مركباً يسرق بعضه بعضا و اذا بالخارطة تحتاج لثام .. و كأن الرذيلة طاعونا تفشى و " الثوم " عاجز عن دفع البلاء سرقاتٌ و هدرٌ و لصوص قتلة و ضحايا تدافعوا على سكين جزارهم موت بعنوان الشهادة يختزل العمر و ينثر الأشلاء نثارا لحفل صاخب عصائره دماء اليتامى و الثكالى و آباء العيال لم تكن لتراق لولا خضوعهم مستسلمين لجلاد جديد .
و كأن ظهورنا عشقت حد الثمالة عصي السادة فإذا بضلوعنا تعانق تلك التي وشمت بأزميل التقادم و السكوتُ من علامات الرضا مدعين تفاخراً بأن بصمات الذُل التي رتقت جلودنا الميتة بثفناتها وسامٌ و ثورة .. فإذا بمجلسنا مائدة نفاق يكذب بعضهم على بعض و الكل يصنع التاريخ لذاته كذبا في أحلك فسحة لطخة سفر تاريخنا المتقطع منذٌ بابل و بني العباس وما عدى ذلك لا يعدو أكثر من خوار ..
قطعان " بنات آوى " تجوب البلاد مستبشرات بما حل و كان .. و قطعان الماشية راتعة بهمومها تضن ما ترى ذئاب و ليس كل ذي ناب أسد .. و هكذا خلصت حياتنا ما بين " أسد أصابه الكلب " و " كلابٌ استأسدت " فإذا بها أرَضَةٌ تقضم العظم و الحديد و حتى الأصبع الذي انتخب .. و الناس كالفراش المبثوث تتهافت على محرقة تضنها نورا و بها تهتدي .. هكذا نحن مهتدون من ضلالة الى ضلالة نسير بخطىً واثقةٍ كالإنعام بل أضلُ سبيلا .



#سليم_محسن_نجم_العبوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقه النساء في المسرح العراقي
- طبيعةالصراع البشري
- هل سيكون - لبنان- ضحية الحراك الجيوسياسي الأمريكي ..؟
- جبهة عرب العراق الموحدة .. للعلم والاطلاع
- أكراد العراق ( بلبلٌ لا ينسلُ في قفص ) :
- أصفاد التنمية العراقية :
- تداعيات الأزمة الاقتصادية و إستراتيجية الخروج الصيني :
- الاستهلاك الأعمى :
- غياب الإستراتيجية العربية :
- - رواندا - نموذج المصالحة الوطنية :
- أصفاد التنمية الروسية و النموذج الصيني :
- المصالحة والحيود
- حل الدولتين بعيون إسرائيلية
- سياسة العزل والاحتواء الأمريكي
- دعك من السياسة
- الدولة الفلسطينية و أراضي 2009
- القرابين .. والمفخخات الاستباقية .. !
- عقل المجتمع
- أزمتنا مع الكويتية .. إفلاس دعائي
- العرف فوق القانون والديمقراطية العرجاء :


المزيد.....




- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سليم محسن نجم العبوده - حليمة و الفرات