أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامر صالح - وين الوعد وينه بالضيم ظلينه... في سيكولوجيا الظلم الاجتماعي














المزيد.....

وين الوعد وينه بالضيم ظلينه... في سيكولوجيا الظلم الاجتماعي


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3043 - 2010 / 6 / 24 - 22:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اندفعت جماهير شعبنا الأبية بمظاهرات واحتجاجات عارمة في العديد من المحافظات كالبصرة والناصرية وكربلاء ومناطق متفرقة من بغداد مطالبة بالحد الأدنى من شروط العيش الكريم والبقاء على قيد الحياة لتوفير خدمات الكهرباء والماء في أشهر الصيف اللاهب الذي لا يتحمله حتى الحمار ذو الباع في الصبر الجميل والذي لقب بابي صابر !!!.

اليوم ينتفض شعبنا على ذات البرلمانيين الذين منحهم بالأمس ملايين الأصوات وكأن لسان حال شعبنا يقول لقد لدغنا من ذات الجحر مرتين,وأن يقظتنا ستكون إضعافا هذه المرة,أن شعبنا اليوم لديه الإحساس بالظلم المتزايد ليست من جلاديه التقليديين المتمثلين في الدكتاتوريات السابقة,بل من اقرب ما يدعون تمثيله ومناصرته وملبي حاجاته الإنسانية.

أن شعبنا اليوم ترك يتيما في العراء لا يؤتمن على من منح أصواته لهم,فهو يفتقد إلى الأمن والاستقلال الكامل,والى الوحدة الاجتماعية,ويرفض تقبل السلطة الجديدة لعدم ثقته بها,ويفتقد إلى احترام الذات يلهث وراء العيش وسد الرمق بمختلف الأساليب بما فيها غير المشروعة,ويفتقد شعبنا إلى الحرية بمعناها الإنساني وليست الفوضى,شعبنا يعاني من التفكك الاجتماعي العام بما فيه التفكك الأسري والتحلل ألقيمي والأخلاقي,شعبنا يعاني من الفساد ونهب المال العام.

أن اليتيم ليست من فقد والديه,بل اليتيم هو الذي حرم من أسباب العيش الكريم من آمان وصحة وتعليم وكهرباء وماء وخدمات وغيرها,ولعل المسئولين المتشبثين بالدين يتذكرون سورة الضحى,بقوله تعالى: " الم يجدك يتيما فأوى(6)ووجدك ضالا فهدى(7) ووجدك عائلا فأغنى(8) فأما اليتيم فلا تقهر(9) ",لقد أودع شعبنا بأعناق هؤلاء كل ثروته ومستقبله فكذبوا عليه في وضح النهار,ولعل في سورة الماعون درس في تذكير هؤلاء بقوله تعالى : "أرأيت الذي يكذب بالدين(1) فذلك الذي يدع اليتيم (2).ومعنى الدع كلمة استعملت لتدل على كل معاني الإقصاء والإهمال والشدة والعنف وسائر مظاهر الظلم الذي يلحق باليتيم ومثلها أيضا كلمة القهر.

أن الظلم الذي يتعرض له شعبنا اليوم وهو صاحب الثروة والقدرات والذهب الأسود ما هو إلا عملية إذلال مخطط لها للانتقام منه, وأن احتجاجات شعبنا اليوم ما هي إلا صرخات بوجه هؤلاء تقول لهم " ارحموا عزيز قوم ذل ".لقد جاءت كل الأديان السماوية وغير السماوية محرمة للظلم بمختلف مظاهره وصوره,ففي الإسلام وفي قوله تعالى " يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ", وكذلك في قوله " ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا ".فمن الظلم القاسي ارتهان الخدمات العامة للمواطنين وتجويعهم على طريقة " جوع كلبك يتبعك ".

أن ما يقوم به شعبنا اليوم في العديد من المحافظات هو تعبير عن غريزة متأصلة في الدفاع عن النفس وهو يمارس هذا الفعل من اجل المحافظة على ذاته كعضوية للبقاء والاستمرار,ويجب الإشارة هنا إلى إن الإنسان حين ودع " الغابة " ودخل المجتمع بدأ يلتمس حماية الدولة له بدلا من حمايته الفردية لذاته,ولكن عندما تكون الدولة فاسدة فمن حقه أن يقاوم كما قاوم من قبل,فليست من العدل أن نستبدل النظام الدكتاتوري السابق بنظام أخر كمن يستبدل السل بالسرطان !!!!!.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار المحكمة الاتحادية العراقية العليا... كذب ابيض في محاولة ...
- انعكاسات الفكر الجدلي في سيكولوجيي نشأة القدرات العقلية للإن ...
- في سيكولوجيا نزوع الإنسان بين: التفرد والإبداع والبحث عن الش ...
- ليست شتم للشعب بل إدانة لأساليب التطاول على كرامته في سيكول ...
- بين الانتقاد والنقد الذاتي هل تتغير الحقائق على الخارطة السي ...
- بين مفهومي الهزيمة النفسية والخسارة السياسية في الانتخابات ا ...
- الخاسرون بنكهة الفوز والفائزون بطعم الخسارة نحو فهم ميداني ...
- مهمات عاجلة أمام البرلمان القادم لإصلاح منظومة التربية والتع ...
- نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية للعام 2010 بين:احترام أ ...
- قبالة صناديق الاقتراع.... يدا بيد من اجل وجود أفضل !!!!!
- حذار من - غيبوبة - الناخب في لحظات الإدلاء بصوته الانتخابي,ع ...
- ليست دعاية انتخابية لقائمة اتحاد الشعب ,شيوعي العراق ليست كش ...
- - نكسة - الثامن من شباط/1963 وأبعادها التربوية والنفسية المض ...
- !كي لا تتحول الشراكة الجنسية إلى كراهية متبادلة ... في سيكول ...
- سيكولوجيا الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة : بين ناخب ...
- قراءة في سيكولوجيي اجتماعية النظام السياسي في العراق على خلف ...
- فوبيا البعث من جديد...استشعار عن بعد !!!
- نحو فهم عواقب المصادقة على قانون الانتخابات البرلمانية في ال ...
- الأبعاد التربوية والنفسية للفساد الإداري والمالي في العراق
- على هامش قرار غلق الجامعة المستنصرية لمدة أسبوع و صعوبات تعي ...


المزيد.....




- -ما تفعله اختطاف-.. فيديو يُظهر شابة متشبثة بشجرة وملثمون يح ...
- غموض وتساؤلات حول تداعيات قرار الحد من صلاحيات القضاة في الو ...
- مصر.. تحرك من السيسي بعد مصرع -عاملات اليومية- بحادث تصادم م ...
- الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء في غزة، و81 قتيلاً خلال 2 ...
- صحيفة: جدّ رئيسة الاستخبارات البريطانية كان جاسوسا لألمانيا ...
- انقسام في الولايات المتحدة بشأن نجاعة الضربات الأمريكية ضد إ ...
- هل نضجت ظروف اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة؟
- مسؤول عسكري أميركي: لم نستخدم قنابل خارقة للتحصينات في أصفها ...
- ويتواصل تدهور أوضاع الشعب التونسي
- باكستان: مقتل 16 جنديا في هجوم انتحاري غرب البلاد وإصابة مدن ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامر صالح - وين الوعد وينه بالضيم ظلينه... في سيكولوجيا الظلم الاجتماعي