أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عامر صالح - فوبيا البعث من جديد...استشعار عن بعد !!!















المزيد.....

فوبيا البعث من جديد...استشعار عن بعد !!!


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2836 - 2009 / 11 / 21 - 02:12
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


" من خشي أن يكون له أعداء لا يكون له أصدقاء "
زينون



د.عامر صالح

نشرت في مقال مطول سابق على صفحات الانترنيت موسوما: " فوبيا السياسة وإشكالية البعث بين الاجتثاث والامتصاص" , وقد عالجت فيه موضوعة" البعث واجتثاثه" ضمن رؤية سايكوـ سياسية,وإذ تثار اليوم مجددا مسألة الخوف من البعث وعودته, يمكن للمرء أن يؤكد هنا أن الصعوبات الميدانية في معالجة ظاهرة البعث في العراق و ما آل أليه " قانون اجتثاث البعث " في الممارسة العملية,ناتج ليست فقط من تراكمات النظام السابق باعتباره الحاضنة الرئيسية لهذه الظاهرة السياسية والنفسية,بل إلى مجمل السياسيات التي أعقبت سقوط النظام بما فيها سياسات المحاصصة الطائفية والأثنية التي لم تدع النسيج الاجتماعي أن يقف واضحا ومتحديا لهذه الظاهرة كما ينبغي وبحجم تأثيرها الاجتماعي ( وخاصة في ظل ضعف ألأحزاب الطليعية المعارضة وعدم مقدرتها على احتواء حدث التغير والناتج من قساواة الديكتاتورية وبطشها),بل أغرق المجتمع بكامله في بحر من الاقتتال الطائفي والعرقي,وخسر شعبنا نشوة النصر الأولى بعد سقوط الصنم,حيث من منا كان يعتقد أن البعث سيعود بأي شكل من الأشكال " على الأقل كانطباع أولي " عندما كان يرى شعبنا منتفضا على شاشات التلفاز والفضائيات ليزيل آثار الدكتاتورية !!!.

أن الصراعات السياسية الشرسة والمسلحة والاحتراب الاجتماعي ـ الطائفي والأثني ما بعد السقوط وفرت ظروفا ملائمة لاختفاء " ظاهرة البعث في العراق" خلف الكواليس وتحولها إلى خزانات وقود قابلة للاشتعال على خلفية توظيف معاناة الناس الاقتصادية والاجتماعية والتردي المستمر لظروف الحياة المعيشية وانتشار مزيدا من الفقر والبطالة,طبعا وعلى خلفية تصدع المنظومة القيمية لشرائح اجتماعية واسعة من شعبنا تجسدها اللامبالاة السياسية والاجتماعية وعدم الاكتراث بما يحدث من انهيار اجتماعي واقتصادي,وهو قائم على خلفية الإحباط والقنوط المتواصل أوجدتها أزمة النظام السابق وكرستها سوء إدارة البلاد حاليا ابتداء من إدارة المحافظات إلى السلطة التشريعية المتمثلة في البرلمان والى رئاسة الجمهورية والى مختلف مفاصل الدولة حيث الفساد المستشري بمختلف مظاهره السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية.

وتخلق " ظاهرة البعث وعودته " هلعا مستمرا لدى أوساط كثيرة من أبناء شعبنا وفي صفوف بعض من الكتاب والمثقفين فيه,وهو قلق مشروع في بعض من وجوهه ,وخاصة عندما نستحضر في الذاكرة كل ما جرى من ويلات وحروب وأباده جماعية وتدمير للبنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية,و لكن من جانب آخر قد يكون هذا الخوف غير مشروعا ويحمل زخما مخادعا قائم على تصور سابق لإمكانيات نظام " صدام ",وهي حالة إسقاط سايكولجي نرى فيها أن إمكانيات المجاميع السياسية ذات الأصول البعثية بنفس إمكانيات النظام السابق وحجمه,وهو أمر مجافي للحقيقة والواقع,حيث إن أمكانية النظام السابق تشكلت بطريقة تراكمية خلال ثلاثون عاما تمكن فيها من مصادرة الدولة كاملة وتحويلها إلى دولة الحزب الواحد,وتشكلت بنفس الوقت العشرات من الأجهزة القمعية والمخابراتية الخاصة والقادرة على الفتك والإرهاب والقمع والمطاردة والإبادة, وهي غير موجودة الآن كمستلزم لإدامة الخوف والهلع لدى الناس,أنني أرى في ذلك نمطا من تأثير الهالة للنظام السابق على طرائق تفكيرنا.وبودي الإشارة هنا أن الكثير من منتمي حزب البعث سابقا وشرائحه بمختلف درجاتهم الحزبية انضوت تحت ألوية الأحزاب الدينية بشكل خاص وغير الدينية ,وهي لا ترغب مطلقا بعودة الأوضاع السابقة تحت قيادة " البعث ",حيث الاستفادة أكثر بكثير من ظروف النظام السابق والامتيازات غير المشروعة على قدم وساق,فعلام هذا الانتماء إلى حزب البعث ,فهل لديهم قضية وطنية تستحق التضحيات !!!!!.

أما التصريحات النارية التي يطلقها بعض مسئولي الأحزاب السياسية ذات "الأصول البعثية" ,بأنهم سوف يحصلون في الانتخابات البرلمانية القادمة على 40 مقعدا أو أكثر,فأن كانت هذه هي قراءة صحيحة ومنضبطة ومتزنة,فنقول بجرأة إن هذا خيار بعض من شرائح مجتمعنا وهذه هي صناديق اقتراعه القادمة,ونؤكد بهذا الخصوص أن لحظات الانتخاب وإدلاء الصوت هي ليست لحظات عقلية أو فكرية محضة ناتجة من تفكير متأني طويل الأمد لتنضيج الاختيار,بل أن المزاج الشخصي والانفعال الشديد وردود الأفعال والشللية والمغريات تشكل جزء كبيرا من سلوك الناخب,وخاصة في التجارب الديمقراطية الهشة التي تنعدم فيها الاصطفافات الذهنية ـ العقلية الواضحة والقائمة على أرضية اصطفافات سياسية غير واضحة المعالم,وفي ظروف انعدام الاستقرار الأمني والسياسي وانعدام وضوح الرؤى التي تدفع المواطن إلى مختلف الخيارات التي لا تحمد عقباها " فمن آتى بالحامض في المرة السابقة يأتي بقاطع الحموضة هذه المرة ",وألا فلنأتي بشعب أخر من خارج الحدود يضمن لنا التصويت في الانتخابات القادمة,خارج أطار دراسة الظروف الموضوعية لتحسين أداء الناس الاقتصادي والاجتماعي الذي ينعكس بدوره على مختلف أنشطة الإنسان العقلية بما فيها الاتجاه نحو الانتخابات.

وفي هذا السياق أشير إلى ملامح ما جرى في دول أوربا الشرقية عندما تحولت نظمها صوب الاقتصاد الحر وتبني الديمقراطية التعددية كأسلوب لتداول الحكم(رغم أن الحالة غير قابلة للمقارنة مع العراق في بعض من وجوهها,إلا إن المثل يقال ولا يقاس),فأن الأحزاب الحاكمة السابقة استلمت زمام الأمور ثانية لدورة انتخابية أو دورتين على التوالي كما جرى لبولندا,وحصل هذا عبر صناديق الاقتراع والانتخابات الحرة النزيهة حسب اعترافات المنظمات الدولية ذات العلاقة( وكان يحرسها الشيوعيون واليساريون قبل غيرهم),ثم استمر تداول السلطة سلميا بين اليسار واليمين وبين هذا وذاك,والاختلاف بيننا وبينهم هو أن ظروف الأمن والاستقرار والتحسن المضطرد كان سمة مميزة لهم,وقبل كل شيء هو القناعة المتأصلة لدى الجميع بالديمقراطية كطريقة لإدارة الحكم وليست كطريقة للخداع والإقصاء,وقد ساعد ذلك لديهم على وضع كل كيان سياسي في حجمه الصحيح وموقعه المناسب في أطار عملية سياسية تنمو وتتطور نحو الأحسن رغم صعوبة الإمكانيات المادية والمالية وفقر الثروات قياسا بالعراق !!!.

أن المشكلة لدينا تتمثل في إفرازات النظام السابق الاجتماعية والأخلاقية والقيمية المتمثلة في ضعف روح المواطنة والولاء للوطن باعتباره مصلحة عليا,والتي كرستها بوضوح سياسات المحاصصة الطائفية,والتي لا تحتاج إلى مزيدا من العناء لإماطة اللثام عنها ووضع اليد عنها,وأشير هنا فقط إلى إن الفساد ينتشر على نطاق واسع بين الأحزاب الحاكمة التي احتلت مكان النظام السابق,فهل يجوز لنا إلقاء اللوم على كل ما يحصل في رقبة النظام السابق وبعثه !!!!

ونقول ختاما أن شعبنا ينبذ الديكتاتورية والاستحواذ,ولكنه لا يمتلك أذرعا للدفاع عن النظام الديمقراطي,وأن النهوض بالحياة العامة وأحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة لتوسيع نطاق الخدمات العامة والارتقاء بمستوى المواطن تزامنا مع محاربة الفساد على نطاق واسع باعتباره وجه من وجوه الإرهاب وحاضنة له وتعزيز مكانة القانون والقضاء العادل في حياة المجتمع والدولة,وهي مداخل لازمة لرسم ملامح الثقة بالنظام السياسي الجديد والولاء وهي اذرع شعبنا الضاربة في الدفاع عنه,أنها مقدمات لازمة على طريق نشوء منظومة قيمية واخلاقية ايجابية ذات طابع يليق بمكانة الإنسان العراقي كمواطن في دولة ديمقراطية حقه,وسوف تسهم هذه الاتجاهات بخلق مزاج ايجابي لدى المواطن والناخب العراقي,وبالتالي سوف يسهم المواطن عبر صناديق الاقتراع أن يضع كل كيان سياسي في مكانه المناسب وبحجمه الحقيقي في المجتمع,وعند ذلك فأن الفصيل أو الكتلة السياسية التي حصلت في الانتخابات السابقة على أكثر من100 مقعد أو من يتمنى أن يحصل في الانتخابات القادمة 40 مقعدا,سوف يأخذ اقل أو أكثر من ذلك في الانتخابات التي تليها استنادا إلى تحسين كرامة العيش والانتماء إلى الوطن..عندها يكون المواطن العراقي كائنا انتخابيا حيا !!!!!!.







#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو فهم عواقب المصادقة على قانون الانتخابات البرلمانية في ال ...
- الأبعاد التربوية والنفسية للفساد الإداري والمالي في العراق
- على هامش قرار غلق الجامعة المستنصرية لمدة أسبوع و صعوبات تعي ...
- ظاهرة التسرب المدرسي في التعليم الابتدائي- أبعاد المشكلة, أس ...
- التحصيل الدراسي المرتفع والذكاء الطائفي المنخفض!!!
- فوبيا السياسة ملاحظات ميدانية حول إشكالية البعث بين الاجتثا ...
- - الميكافيلية الخاصة - وإشكالية البعد الأخلاقي في الصراع الس ...
- جدل العلاقة بين الكلاب السائبة والكوابيس الليلية وبعض من ألو ...
- أطفالنا والتخلف الدراسي/ الأسباب والعلاج الحلقة الثانية أطف ...
- أطفالنا والتخلف الدراسي/الأسباب والعلاج الحلقة الأولى - أطف ...
- الفرويدية أو مدرسة التحليل النفسي/ صرح سايكولوجي متجدد يثير ...
- المثلية الجنسية الأنثوية/بين أروقة الخطاب الديني ومعطيات الب ...
- مفهوم الأمن وتدهوره على ضوء بعض المعاييرالأنسانية / تجربة ال ...
- المثلية الجنسية /ملاحظات أستباقية في أصل ألانواع الجزء الأو ...
- سيكولوجيا المثلية الجنسية والتصفيات الجسدية/ العراق ضحية ومت ...
- فصام العقل وآلية النقد السياسي
- سيكولوجيا الكلام واللاتناظر الوظيفي للدماغ
- سيكولوجيا -المفارقة-في اللامساواة بين الجنسين/الجذور الاولى ...
- سيكولوجيا الأقصاء والأقليات الدينية والعرقية/الميكانيزم والأ ...
- سيكولوجيا الحب الاول في السياسة/ الحزب الشيوعي العراقي أنموذ ...


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عامر صالح - فوبيا البعث من جديد...استشعار عن بعد !!!