أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - عامر صالح - المثلية الجنسية الأنثوية/بين أروقة الخطاب الديني ومعطيات البحث العلمي الجزء الثاني















المزيد.....

المثلية الجنسية الأنثوية/بين أروقة الخطاب الديني ومعطيات البحث العلمي الجزء الثاني


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2674 - 2009 / 6 / 11 - 09:57
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


أن المثلية الجنسية الأنثوية( السحاق) هي الوجه الأخر للمثلية الجنسية عموما,والتي تشكل المثلية الجنسية الذكرية( اللواط) وجهها الأول.وقد نشرت على صفخات الأنترنيت مقالا مكرسا عن الأخيرة بعنوان" المثلية الجنسية والتصفيات الجسدية/ العراق ضحية ومتهم",ثم أعقبت ذلك بمقال آخر موسوما "المثلية الجنسية/ ملاحظات أستباقية في أصل الأنواع/ الجزء الأول", وكان يحتوي على ملاحظات تمهيدية حول مقالنا الحالي.

أن المثلية الجنسية الأنثوية بمعناها الشامل تعني الميول والممارسات ذات الطابع أو التنويه الجنسي بين أنثيين أو من أنثى الى اخرى من جنسها,غير أنها بالمعنى المحدد تعني ممارسة العلاقة الجنسية الفعلية بين أنثى وأخرى.وهذه الحالة الأخيرة هي التي تسمى باللسبية.ولانعتقد أن هذه الممارسات منعدمة كليا في أي مجتمع, قديم أو حديث, بدائي أو متحضر أو متطور, غير أنه يصعب تحديد نسبة الممارسة في أي مجتمع, وهذه الصعوبات ناتجة عن التستر عليها وعدم الأفضاء,وما يترتب على ذلك من نبذ أجتماعي وعقاب ديني لذوي الممارسة,أضافة الى صعوبات ناجمة عن تحديد اوجه هذه الممارسة بين أنثى وأخرى,وذلك لأن درجات التماس الجسمي عديدة كما أن أي واحدة منها قد تخدم غرضا جنسيا قد يختلف في طبيعته النفسية والفيزيولوجية عن أي درجة أخرى من التماس.

ففي المجتمعات الأوربية والمتقدمة منها بشكل خاص أصبحت الظاهرة قابلة للقياس والبحث العلمي نسبيا.أما في المجتمعات الأخرى, ومنها العربية والأسلامية بصورة خاصة فهي عصية على الأختراق لأسباب ثقافية ودينية تحجب اختراق الظاهرة ودراستها بشكل موضوعي, على الرغم من وجود الكثير من المؤشرات التأريخية والحاضرة على وجودها وأستمرارها.وتشكل رمزية قصة قوم لوط وذكرها في القرآن أحدى المؤشرات الهامة لذلك وتعبر بنفس الوقت عن عمق التأريخ المدون للظاهرة. وتشكل قصة لوط ليست فقط مدخلا لفهم " اللواط", بل لفهم الوجه الأخر من نتائجها وهو "السحاق", وهي تفسر النتائج والأسباب المتبادلة بين الظاهرتين عندما تؤسس الممارسة على قاعدة الأنكفاء بين الجنسين,وأن لم يكن قد ورد ذلك صراحة في القرآن,ولكن ورد على آلسنة المفسرين للنص القرآني.

ولأغراض المتعة العقلية فيما ذكرنا اعلاه, نشير هنا الى ما ذكره الراغب الأصبهاني في كتابه " محاضرات الأدباء" والمحمل على صفحات الأنترنيت,بخصوص الجذور الأولى لنشأة السحاق عند العرب. فوفقا للأصبهاني كانت هند بنت عامر زوجة النعمان بن المنذر بن امرئ القيس اللخمي الملقب بأبو قابوس( 582ـ610م ) وهو من أشهر ملوك المناذرة في عصر قبل الاسلام, رائدة السحاق العربي بعد الأنقطاع التأريخي الذي نتج عن اهلاك الله لقوم لوط.فقد ذكر الأصبهاني في المحاضرات أن أول من سنت السحاق عند العرب نساء قوم لوط لما شاع بين رجالهن اتيان الذكور وهجرهم النساء,فلما اشتدت شهوتهن أخذن يتضاربن بالأرداف فوجدن لذة في ذلك, ثم ألصقن الردف بالشراح فكانت أكثر لذة,ثم دلكن الشراح بالآخر,فتصدم النواة بالنواة/ والهنات بالهنات,فتنزلان الماء, ولما أهلك الله قوم لوط الرجال والنساء انقطع اللواط والسحق,حتى جاءت رقاش بنت الحسن اليمانية مرة لزيارة هند بنت عامر بن صعصعة زوجة النعمان بن المنذر,وافدة عليها فأنزلتها عندها وكانت ذات حسن ونضارة فشغفت بها وكان النعمان يغزو فيغيب عن امرأته,فتكون هي ورقاش على فراشه,فربما التصق جسداهما,فوجدتا لذة لطول العزوبة حتى استدلتا على طريق المساحقة,فما زالت رقاش تزين لهند وقالت إن في اجتماعنا أمنا من الفضيحة وأدراك الشهوة,فاجتمعتا واستمر بهما ذلك حتى أصبحن كزوج وزوجة وبلغ من شغف كل واحدة بالأخرى أنه لما ماتت ابنة الحسن اعتكفت امرأة النعمان على قبرها واتخذت الدير المعروف بدير هند في طريق الكوفة. وفيها يقول الفرزدق مخاطبا جرير بن عطية يهجوه:
وفيت بعهد كان منك تكرما كمالأبنة الحسن اليماني وفت هند

أن وضع النص المذكور اعلاه في مناظرة مع العلم الحديث يعكس لنا أنطباعا دقيقا أن الأصبهاني تحدث عن المثلية الفعلية بين الأناث وليست الميل العام لها,وهو بهذا المفهوم يتفق مع مفهوم اللسبية التي تقابل السحاق في المفهوم العربي الكلاسيكي, وهي حالة التماس الفعلي ذو الممارسة الجنسية.ولانتفق مع الأصبهاني كون أن الظاهرة أنقطعت بعد ما حل بقوم لوط من عقاب حسب" الرواية الدينية",ولكننا نستطيع أن نقول أن الظاهرة أختفت عن الأنظار ولم تنقطع, ولذلك لم تسنح الفرصة لتدوينها اما ما تم تدوينه فهي حالات قريبة من البلاط الحاكم,وهي حالات سهلة الملاحظة نسبيا قياسا بالحالات العامة المستعصية,ولذا نستطيع ان نقول ان هند بنت عامر قد تكون أحدى رائدات السحاق العربي وليست الرائد الأول.كما نستطيع ان نؤكد أن النص وضع يده على احد أسباب السحاق وهو هجر الزوجة بعيدا وعدم تنظيم العلاقة الزوجية,ولكن النص من جانب آخر حصر السحاق فقط في المتزوجات.

ورغم أن هناك أجماع بين فقهاء الدين بأن ممارسة المرأة الجنس مع امرأة أخرى هو حرام ومعصية كبيرة من أشد الكبائر وهو مخالف للفطرة الأنسانية,ألا أن عدم وجود نص قرآني صريح وواضح (على نسق ما جرى لقوم لوط) بهذا الخصوص ترك آثاره على المذاهب الأسلامية المتعددة للأجتهاد حول هذه الظاهرة وشروط أقترانها بالممارسة الدينية,مع العلم أن هناك آحاديث تنقل عن النبي محمد(ص) تدين الظاهرة أدانة واضحة كقوله مثلا:"سحاق النساء زنى بينهن" وكذلك قوله" السحق في النساء بمنزلة اللواط في الرجال,فمن فعل من ذلك شيئا فاقتلوهما,ثم أقتلوهما", الا أن هناك خلافا بين الفقهاء حول ماورد من آحاديث وأعتبروها من الاحاديث الضعيفة من حيث أستيفائها لشروط أنتسابها الى الأحاديث النبوية.

ونشير هنا الى موقف المذهب الشيعي من السحاق وتحديدا الشيعة الأثنى عشرية والذي روي عن الأمام جعفر الصادق(ع),والذي تسمى الشيعة الأثنى عشرية نسبة اليه با لجعفرية,وهو موقفا متشددا,ويستند الى تفسير بعض النصوص القرآنية,وليست الى نصوص صريحة.حيث روي عنه أنه دخل عليه نسوة,فسألته امرأة منهن عن السحاق؟ فقال:حدها حد الزنى.فقالت المرأة: ما ذكر اللة عزوجل ذلك في القرأن؟ فقال:"بلى".قالت : وأين هو؟ قال : "هن أصحاب الرس", ويقصد بذلك الذين جاء ذكرهم في سورة الفرقان,الأية 38: ( وعاد وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا), وكذلك ما ورد في سورة قاف,الأية 12: (كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود). وأستنادا الى بعض التفسيرات فأن اصحاب الرس هو نسبة الى نهر أوبئر يعرف بالرس بآذربايحان, وهم قوم كذبوا الأنبياء والرسل, وأختاروا الممارسات الجنسية الشاذة والمحرمة كاللواط والسحاق,فأستغنوا رجالهم بالرجال و نساؤهم بالنساء فأهلكهم الله.وهناك الكثير من التفسيرات لهذه النصوص,يمكن الأطلاع علها في المواقع الألكترونية الخاصة في تفسير القرآن أو كتب التفسير.

أما بالنسبة للمذهب السني فقد أشار بوضوح كون فعل السحاق حرام بأجماع فقهاءه,الا أن هناك تنوعا مرنا في الرأي عند فرق السنة بقدر ما يتعلق الأمر بصلته بالممارسات الدينية. وهنا نشير الى ما ورد بخصوص ذلك في الموسوعة الفقهية والمحملة على أوقاف نت الخاصة بوزارة الاوقاف والشؤن الأسلامية في دولة الكويت/ في الجزء الرابع والعشرون من هذه الموسوعة . فقد أختلف فقهاء السنة في نفض السحاق للوضوء؛فذهب الحنفية الى أن تماس الفرجين سواء كان من جهة القبل أو الدبر ينقض الوضوء ولو بلا بلل ـ وهو عندهم ناقض حكمي ـ وأشترطوا أن يكون تماس الفرجين من شخصين مشتهيين وهو ما يفهم من مذهب المالكية حيث أن مس امرأة لأخرى بشهوة ينقض الوضوء, لأن كل منهما تلتذ بالأخرى, وصرح الحنابلة بأنه لانقض بمس قبل امرأة لقبل امرأة أخرى أو دبرها, وهو مذهب الشافعي.كما يؤكد مذهب المالكية والحنابلة أن خروج المذي بلمس أوقبلة مباشرة مفسدا للصوم, خلافا للحنفية والشافعية ,(يمكن العودة للموسوعة المذكورة للمزيد من التفاصيل). ونعتقد على خلفية هذا الموقف الواضح للمذاهب السنية أنه بأمكان" المرأة السحاقية المسلمة"!!! أن تمارس الطقوس الدينية من صلاة وصوم وفقا للضوابط الشرعية المذكورة أعلاه.ونعتقد كذلك أن هذا الموقف قائم على على تصور مفاده أن فعل السحاق ليست بمنزلة فعل اللواط وأن الأول هوأشبه بمقدمات(مداعبات) للفعل الجنسي,وليست عملا جنسيا كاملا كما يجري في اللواط في أغلب الأحيان .

أما بالنسبة لمديات أنتشار ظاهرة المثلية الجنسية الأنثوية في العالم العربي والأسلامي في الوقت الحاضرفهي غير معروفة ولايمكن أن نتوقع أحصاء دقيقا عنها,نظرا للتكتم الشديد عليها, الا أننا نستطيع أن نلتمس بعض من أبعادها,والذي يعبر بالتأكيد عن وجودها في عالمنا العربي ,فعلى سبيل المثال لا الحصر,ونقلا عن شبكة أبن الخليج الالكترونية يؤكد أستشاري الطب النفسي الدكتور عبد الله السبيعي بكلية الطب بجامعة الملك سعود في الرياض بأن ظاهرة المثلية الجنسية الأنثوية في المجتمع السعودي في تزايد مستمر في ظل وجود العوامل المثيرة للرغبات الجنسية كالقنوات الفضائية والانترنيت والهاتف الجوال الذي أصبح الان للعلاقات غير المشروعة(وفقا لتصوره), وأكد كذلك أن هذه الظاهرة غالبا تحدث بين الشابات في الأماكن المكتظة بهن كالمدارس, وتبرز بشكل أكثر في الجامعات لعدم قوة ضبط وهيبة الأدارة مقارنة بالمدارس ( حسب قوله ) كما أكد ايضا عن أن أكثر من(70%) في الفتيات الشاذات جنسيا(حسب تعبيره) في المملكة العربية السعودية لايرغبن في تعديل وعلاج سلوكهن خاصة اللاتي مارسن هذه الظاهرة بشكل كبير لأقتناعهن بأنهن لايحسن غير هذا النوع من الممارسة للحصول على المتعة الجنسية ولايجدن الاثارة في الرجل.

ومن الجدير بالذكر أن بعض من ملامح هذه الظاهرة بدأت تطفح على السطح من خلال معالجات بعض الأعمال الفنية,فقبل أكثر من عام تم عرض الفلم المصري" حين ميسرة " والذي تم فيه عرض مشاهد ( السحاق ) الذي أدته الفنانتان المصريتان غادة عبد الرزاق وسمية الخشاب, وقد أثار موجة من السخط والغضب في صفوف بعض من اساتذة الجامعات وعلماء الدين في الأزهر,مطالبين بأحالتهما الى النيابة المصرية العامة للتحقيق معهما بنهمة الدعوة الى نشر الشذوذ الجنسي والسحاق والتخريب الأخلاقي, وكالعادة متهمين "الأصابع الأمريكية والصهيونية"!!! بالوقوف وراء مثل هذه الأعمال الفنية الشاذة!!! ضمن مخطط تخريبي كما يدعون لتدمير أخلاق المجتمع,مؤكدين أنه لايمكن أن نتصور أن" السحاق" وصل عندنا الى هذا الحد!!!. وقد سبق ذلك فلما ولكنه عن" اللواط" بين رجلين,وهو فيلم( عمارة يعقوبيان ) من بطولة الفنان عادل أمام.

أن المثلية الجنسية الأنثوية هي ظاهرة سايكوأجتماعية معقدة نسبيا قياسا بالمثلية الجنسية الذكورية وذات طابع نمائي,وان الأسباب التي تدفع بالمرأة نحو المثلية كثيرة, وترد في غالبيتها الى عوامل معقدة تتصل أتصالا وثيقا بشخصية الفتاة وبالعوامل النفسية المختلفة التي تعرضت لها في أدوار الطفولة, ولعل هذه العوامل النفسية في المرأة اكثر تعقيدا منها في الرجل بسبب الرقة التي يتميز بها الكيان النفسي للمرأة مما يجعلها أدق وأعمق من الرجل في حياتها النفسية.

قد تلجأ بعض الأناث الى التجربة الجنسية مع مثلهن بسبب محدودية الأتصال بالجنس الأخر من الناحية الجنسية وحتى العاطفية.وفي هذه الحالة تعتبر التجربة الجنسية المثلية امتدادا طبيعيا للدور الجنسي المثلي الذي يكثر في المراهقة عند الذكور والأناث.والبعض من الأناث يمارسن ذلك بسبب دافع حب الأستطلاع او لمجارات بعض التجمعات الشللية.ومعظم الأناث يتخلين عن ممارسة المثلية بعد توفر العلاقة الطبيعية مع الجنس الأخر,الا أن بعضهن يتجهن أتجاها واضحا في ممارسة المثلية حتى بعد توفر العلاقات الجنسية الطبيعية سواء من خلال الزواج أو بدونه, وهذه الحالات هي حالات مثلية صرفة,وهناك العديد من الأسباب لتفسير ذلك,يمكن أختصارها بالشكل الأتي:
* أن بعض الأناث يثيرهن الأعجاب ببعض الخصائص التى تتحلى بها بعض الفتيات من جنسهن, وقد يبدأ هذا الأعجاب منذ الصغر, وقد ينمو عند بعضهن الى ما يشبه عاطفة الحب العنيف. ويقع أختيار الفتاة على فتاة تتحلى ببعض المزايا التي تفتقدها في نفسها وطالما تمنتها,سواء كانت هذه الصفات عقلية أو جسمية أو أجتماعية.ويعزز هذا الأتجاه فشل الفتاة في العثور على هذه الصفات في والدتها أو بسبب حرمانها من عطف أم , لها بعض هذه الصفات.مع أن بعض الفتيات يستطعن في الكبر تحويل هذه العاطفة الأعجابية الى مجالات عاطفية أو أحتماعية أخرى,الا أن البعض الأخر لايستطيع الابتعاد عن هذا الأرتباط الذي قد ينمو ويتخذ مظهرا حنسيا مثليا.الا أن بأمكان العلاقة الزوجية القائمة على التفهم العاطفي للزوجة أن يحل ذلك.

* أن بعض من الأناث يعانين مبكرا من عدم الثقة بالنفس,وفي أنوثتهن ويعانين من شعور عام بالنقص وعدم الأطمئنان والقلق. وقد يكون ذلك بسبب عدم اكتمال نمو الحياة العاطفية للفتاة,كما قد ينجم ذلك من أخطاء عاطفية تربط الفتاة بوالديها وخاصة الأم.إذ أن من العسير على الفتاة أن تشعر بمثل هذه الثقة بنفسها إذا كان المصدر الأول لتعرفها بنفسها كأنثى,وهو الأم,لايعطيها الشعور بذلك.وهناك من يعتقد أن وفاة الأم مبكرا او الفراق الطويل الأمد,وكذلك العزوف عن الصلات العاطفية بأولادها,وجميع هذه العوامل تدفع صوب المثلية الجنسية الأنثوية كشكل من أشكال التعويض العاطفي عن المصادر الطبيعية. ولكن أذا أستطاعت الفتاة من ملء هذا الفراغ بمصادر طبيعية يمكن لها ان تعود الى العلاقة مع الجنس الآخر.

* أن الفشل في الحياة الزوجية بما في ذلك العلاقة الجنسية قد تكون وراء أندفاع المرأة نحو العلاقة المثلية. وقد يكون هذا الفشل مقررا بسبب البرودة الجنسية للزوجة سواء كان هذا البرود مقررا بالطبيعة التكوينية او بسبب عوامل أخرى.وقد يتقرر هذا الفشل بسبب الزوج,لأسباب مماثلة,وقد يأتي بنتيجة عدم التوافق بينهما,وهي أمكانية كثيرة الوقوع.ويجب ادراك حقيقة أن الحياة الجنسية للمرأة هي أكثر من الأكتفاء الجسدي أو الغريزي, وهذا الواقع قد يعرضها الى مختلف الأضطرابات النفسية العميقة اذا لم تراع حاجاتها بدقة وعناية.والخطأ في أدراك ذلك قد يؤدي الى ردود فعل عنيفة لدى المرأة يبعدها عن أي علاقة مع الرجل,فتندفع نحو علاقات مثلية لتأمين نوع من الأمن النفسي والروحي(طبعا تلعب هنا الثقافات المختلفة دورا كبيرا في تحديد وجهة ذلك ودرجته).

* كما تفسر بعض حالات المثلية الجنسية الأنثوية هي أن ذروة المرأة قد لاتتحقق الا عن هذا الطريق,ثم أن حصول المرأة على ذروات متعددة في وقت قصير قد لآيأتي الا عن هذا الطريق,وهذا مايدفع بعض النساء الى اللجوء الى اللسبية تفضيلا عن العلاقة الجنسية مع الرجل.وقد يكون من الأسباب أيضا في بعض الحالات هروب المرأة من الألتزامات التي يترتب على العلاقة الجنسية مع رجل,من تكوين أسرة وحمل وتربية الخ.

* وهناك أيضا التفسيرات التي ترى ان هناك أستعدادا تكوينياـ وراثيا نحو الجنسية المثلية وبأن هذا الأستعداد ينتقل على شكل تغيرات هرمونية عصبية,وأن هذه التغيرات تحدث تحسسا لنواة الهايبوثالموس في الدماغ في وقت دقيق وحرج من مراحل النمو.وكما هو معروف ان هذه النواة تنظم وتتحكم بالفعاليات المختلفة لحياتنا الجنسية.اما بالنسبة للفرويدية فهي ترى أن الأشباع الشديد للغريزة في مرحلة الطفولة أشباعا فمويا يجعل الطفل يجد صعوبة في التخلي عنها أويجعله يحن الى العودة اليها حين يكبر,وتشكل المثلية أحد مظاهرها,وهو مايسمى في علم النفس بالتثبيت.

وهكذا من الناحية العلمية فأن المثلية الجنسية الأنثوية لايمكن حصرها في عامل واحد, وأنما تتظافر عدة عوامل من نفسية واجتماعية وحضارية وبايولوجية وتكوينية,اضافة الى توفر متغيرات زمنية نوعية وكمية في كل حالة.وعلى خلفية عدم الوضوح الفكري والديني لظاهرة المثلية الجنسية الأنثوية,من حيث أسبابها ومظاهر التعبير عنها,يجري التعامل مع النتائج بأعتبارها أسبابا أو كما يقال(وضع العربة أمام الحصان), وبالتالي تصبح محاربة الفعل المثلي مطلوبا لذاته, دون فهم الميكانيزم الذي يقف ورائه,وأن ادراك هذا الأخير يعني في المنهج العلمي تسهيل حصر هذه الظاهرة الى أدنى مدايات التعبير عنها. وتبقى الحالات المستعصية أو اللسبية الفعلية متروكة لسقف التسامح الأجتماعي في تقبل الأخر,بعيدا عن الأضطهاد والتصفيات الجسدية, والذي يؤدي بدوره الى مزيدا من الحقد والكراهية الأجتماعية,ولكنها مهمة ليست سهلة في مجتمعاتنا !!!!!.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الأمن وتدهوره على ضوء بعض المعاييرالأنسانية / تجربة ال ...
- المثلية الجنسية /ملاحظات أستباقية في أصل ألانواع الجزء الأو ...
- سيكولوجيا المثلية الجنسية والتصفيات الجسدية/ العراق ضحية ومت ...
- فصام العقل وآلية النقد السياسي
- سيكولوجيا الكلام واللاتناظر الوظيفي للدماغ
- سيكولوجيا -المفارقة-في اللامساواة بين الجنسين/الجذور الاولى ...
- سيكولوجيا الأقصاء والأقليات الدينية والعرقية/الميكانيزم والأ ...
- سيكولوجيا الحب الاول في السياسة/ الحزب الشيوعي العراقي أنموذ ...
- سيكولوجيا التخاطب اللغوي
- المعقول واللامعقول في فهم الدين وشعائره
- المظاهر السايكوثقافية للكلام
- بعض الابعاد السيكواجتماعية لأدب المعارضة غير الحزبية


المزيد.....




- ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- السلطات الفرنسية تطرد مئات المهاجرين من العاصمة باريس قبل 10 ...
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم
- عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في ال ...
- زاخاروفا تدين ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بلسانه
- 2.8 مليار دولار لمساعدة غزة والضفة.. وجهود الإغاثة مستمرة
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...
- أكسيوس: عباس رفض دعوات لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين بالأم ...
- اليونيسف: استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب ...
- اعتقال عدد من موظفي غوغل بسبب الاحتجاج ضد كيان الاحتلال


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - عامر صالح - المثلية الجنسية الأنثوية/بين أروقة الخطاب الديني ومعطيات البحث العلمي الجزء الثاني