أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عامر صالح - سيكولوجيا الحب الاول في السياسة/ الحزب الشيوعي العراقي أنموذجا















المزيد.....

سيكولوجيا الحب الاول في السياسة/ الحزب الشيوعي العراقي أنموذجا


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2582 - 2009 / 3 / 11 - 10:46
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


محاولة للأجابة على من كان مع او ضد...!!!

ان التجارب العاطفية الاولى تستحضر بقوة بين الحين والاخر الىحيز الشعور,نتيجة لأرتباطها ببداية تشكيل الخبرات العاطفية,وتعتبر من اللبنات الاولى في بناء الشخصية العاطفي على طريق أكتساب المزيد من الخبرات والتجارب.وهي اختبارات صعبة للتأكد من صلاحية الشخصية في التكيف والبقاء مع الجنس الاخر.

وتشكل تجربة الانتماء الى الحزب الشيوعي العراقي لأول مرة في عمرالفرد لونا من الوان هذا الانتماء المشحون باالعاطفة الجياشة والانفعال القوي للأرتباط به.ومن اجبر على ترك الحزب في هذا العمر عانى كثيرا ,كما يعاني من اجبر على ترك محبه الاول,حيث تجري الاشياء هنا بالضد من الشعور الذي ينتاب الفرد بأن يكون هذا الحب هو الاول والاخير وبطريقته الخاصة.

أن الخطاب الحزبي في بداية الانتماء وأن كان خطابا عقلانيا يستند الى مادة فكرية وفلسفية رفيعة المستوى تقدم"للمحبين" له,ألا ان الحزب له القابلية على أضفاء مشاعر واحاسيس عنيفة معززة رغبة البقاء في صفوفه,وهي نتاج عمل دؤوب سايكوعقلي ـ معرفي , يترك أثراعميقا أكثربكثير من وقع الحب الاول في محبيه, يترك في الشخصية شحنة انفعالية موجبة كما تدرك.وبقدر ما يكون الحب الاول فرصة لتأكيد الذات وأختبار الشخصية,يكون الانتماء الحزبي هو الاخر فرصة ذهبية لتميز الشخصية ضمن ابعاد جديدة وفي سياقات غير معتاده,تشكل فرصا للنمذجة المثالية للشخصية,تمنح صاحبها أمتيازا في بيئة محدودة الامكانيات, وخاصة في صورة الخروج الايجابي عن المألوف,وتشكل مع الوقت احد المصادر الاساسية في التوافق الذاتي ورسم الملامح العقلية وحتى احيانا المزاجية للشخصية.أو يأخذ الانتماء شكل المخالفة لما هو سائد او كما يقال"خالف تعرف" في بيئة غارقة في الممنوعات.

أن الانتماء للحزب والاستمرار فيه ان شاء الفرد يجب ان يرتبط بعقلانية رفيعة المستوى في الدفاع عنه.وهذا يأتي عبر التخلص من غرائز الانتماء الاول المفعمة في اللوازم العصبية والانفعالات المؤذية في احيان كثيرة للحزب,والتي يعكسها الدفاع المفرط عنه,وبأي ثمن,وبآليات غير موفقة تلحق الضرر به.وفي حالات كثيرة تسبب شحنة الحرص الزائد(الانفعال المفرط) الى ارتكاب اخطاء ينتظرها من لايرغب بوجود الحزب كما ينبغي ان يكون.

أن الحزب وبعد مسيرة تجاوزت السبعة عقود تعرض فيها الى هجمات شرسة من اعدائه وحلفائه,وكذلك انتكاسات كبيرة نتيجة لأخطاء ذاتية وظروف موضوعية,وعلاوة على ذلك تعرض حلفائه"الثابتين" في الخارج الى انهيارات كبرى تمثلت في انهيار المعسكر الاشتراكي,والتي ادت ضمن ما ادت اليه الى ان يطال الشك الى مصداقية العقيدة الماركسية.يحتاج الحزب اليوم الى انتماءات بذهنية جديدة,ترى في الحزب مشروعا عمليا للحياة ومرنا قدر مرونة الحياة...ان عهد" ملائكة" الحزب ودعاة الحرص"المؤذي"لم تزكيهما الحياة.ومن يرى في الحزب ملاذا لتأكيد الذات,لأنه لم يجد في دائرته القريبة الملاذ,فأنه يرتكب أخطاء بحق الحزب,ومن يرى في الحزب وظيفته الدائمة فأنه يخطأ ان يقدم شيئا مفيدا له.

اليوم وبعد هذا الزخم الهائل من التغيرات الدولية والاقليمية والقطرية,فأن الحزب لم يعد حزب"دكتاتورية البرولتارية",ولكنه يستطيع ان يكون بأمتياز حزب البرولتارية,ولاحزب التكتيكات من أجل" أستلام السلطة",ولكن من حقه أن يتطلع الى المشاركة الواسعة في السلطة,ولاحزب بناء" الاشتراكية"على نسق مرجعياتها السابقة,ولاحزب الانضباط الحديدي وفقا "للقواعد اللينينية في حياة الحزب الداخلية" ولكن حزبا منضبطا,حيث تنعدم المقومات الموضوعية والذاتية لذلك.أذن لماذاكل هذه الحملات والهجومات عليه,وخاصة عندما تبدأ الرؤيا بهذا الوضوح.أني اعتقد أن المشكلة في التساؤولات الاتية:ماذا نختار,وكيف نختار,ولماذا؟؟؟ .

علينا أن لانعطي الظواهر قوة دفع أكثر بكثير من خصوصية الظرف الذاتي والموضوعي الذي تجري فيه.أليست تلك هي سنة الديالكتيك.فمن أراد للحزب خيرا فعليه أن يقلع عن عادات "الحب الاول"في الدفاع عنه,او عادات أخذ الثأر منه والهجوم عليه عندما ينفض العقد معه.ومن أراد أن يكون الحزب "حبه الاخير"فعليه القبول بشروط الحياة,وعلى الحزب المزيد من الاستجابة والتفحص الذاتي,وخاصة بعد تجربة الخمس سنوات من العمل العلني وفي ظروف نوعية جديدة.

أن من يريد أن يكون حزبه حزب الثلاثينيات أوالاربعينيات أو مايسمى" حزب فهد"فأن ذلك مجافاة للحقائق والتغيرات العميقة على الأرض في الداخل والخارج.وتستحضرني في هذا السياق ليست مقولة لينين(النظرية مرشد للعمل),ولكن من عمق التأرتخ مقولة للأمام علي(ع):"لاتقسروا أولادكم على ادابكم فأنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم".أذا كان هذا الحديث في التربية,فكيف يكون الامر في السياسة وهي فن الممكنات.وهل يجوز العودة في السياسة الى أكثر من سبعين عاما الى الوراء!!!,وهل يجوز في السياسة أيضا أن تصاغ سياسات الحاضر وأتجاهات المستقبل لحياة الحزب الداخلية والخارجية على ضوء معايير الثلاثينيات والاربعينيات ونحن في الالفية الثالثة!!!.أن مآثر الحزب وتأريخه النضالي هي ملكا للجميع. ولكنني أتسائل :هل كان حزب" فهد" أنذاك بدون انحسارات او صراعات!!!,وهل كان في برجا عاجيا كي لايكون كذلك!!!,وهل كان مراقبا للمعارك الوطنية لكي يكون معصوما من الخطأ أم طرفا اساسيا فيها!!!....الاجابات في التأريخ المكتوب والغير منحاز نسبيا للحزب.

أن من يرى في الحزب " حبه" الاول والاخير عليه ان يكيف نفسه لميكانيزم الحياة المتغيره ابدا وبدون انقطاع.فلايمكن "السباحة في النهر مرتين",لأن الماء غيره عن المرة الاولى.فالحزب اليوم يؤمن في الديمقراطية الليبرالية على مستوى السياسة والاقتصاد(مع مظلة حقوق أجتماعية واسعه).ويترتب على ذلك ان يكون الحزب واضحا في حطاباته وتحالفاته وحدود انتمائه للعقيدة الكلاسيكية.وعلينا ان نعي حقيقة أن" الحب الاخير" هوليست صورة طبق الاصل لفلم غير ناطق عن "الحب الاول".وبين" الحبين"تأريخ مشترك يجب العودة اليه ودراسته وتقويمه بعناية وحرص شديدين.وأعتقد أن الحزب الشيوعي ليست حركة ماضوية فهو من الحركات التي تلتصق بالحاضر بشدة .وأذا كان الحب الاول يعبر عن الحاجات الاولى للأنتماء,فأن الحب الاخير هو حب الاحاسيس والانفعالات الهادئه...أنه حب الحياة والاستقرار.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجيا التخاطب اللغوي
- المعقول واللامعقول في فهم الدين وشعائره
- المظاهر السايكوثقافية للكلام
- بعض الابعاد السيكواجتماعية لأدب المعارضة غير الحزبية


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عامر صالح - سيكولوجيا الحب الاول في السياسة/ الحزب الشيوعي العراقي أنموذجا