أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - بلد الشهداء : شهداء الكهرباء ...أخيرا














المزيد.....

بلد الشهداء : شهداء الكهرباء ...أخيرا


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 3042 - 2010 / 6 / 23 - 08:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بعد أن اصبح كل قتيل في العراق هو شهيد من اجل الله والدين والوطن والحزب وما أكثرهم للأسف، حتى اصبحت مفردة وتوصيف شهيد ، مفردة بائسة لاتحمل معانيها اللغوية وليست لها قيمة معنوية او وجدانية بتاتا ًمجرد (واحد راح لربه منفجرا ً أو متفجرا ًشيء عادي وروتين يومي !! )، فمن نعومة أظفارنا ونحن نسمع بالشهداء ، وتراكمت علينا أسمائهم وجثثهم واصيبت المقابر وخاصة الكبرى منها بالتخمة حتى اصبحت أمتارها تباع بألاف الدولارات و(الدفانه )غدوا من كبار رجال الأعمال كما هو الحال في مدينة النجف اكبر مدفن في العالم.
وبات العراق جديرا بتسميته بلد الشهداء بجميع انواعهم وحسب توصيفات مراجعهم أو الحكومات واجنداتها البرغماتية ، شهداء الأحزاب الحاكمة والمعارضة ، وشهداء الديكتاتورية ، وشهداء القادسية الثانية ، وشهداء ام المعارك ، وشهداء الغضب (نسبة الى حسين كامل واخيه صدام الذين اعتبرا شهيدين للغضب العشائري - البدوي )،وشهداء التحرير ، وشهداء الإرهاب (ضحايا العمليات الإرهابية الإجرامية )،وشهداء المحراب ، وشهداء الجنة (الإرهابيون الإنتحاريون الذين يفجرون الأسواق والشوارع والمنازل والمركبات ) وشهداء العروبة ( صدام حسين وجماعته الذين تم اعدامهم لإدانتهم بجرائم ضد الإنسانية) وللقارىء أن يطلق العنان لذاكرته وبلاغته النحوية في اطلاق صفة الشهيد والشهداء على من يرغب ويشاء من القتلى والأموات الذين يعرفهم أو لا ، فهذا حق لاينابزه فيه منابز .
وفي الأيام القليلة الماضية اصبح للعراقيين تسمية جديدة لشهداء طازجين جدد ألا وهم شهداء (الكهرباء ) ، فقد تم قتل عراقيين وجرح ثمانية اخرين في مظاهرات جرت في مدينة البصرة (النفطية )الجنوبية حسب CNN،كانوا يحتجون على خدمة الطاقة الكهربائية ، ويحملون لافتات تندد بالحكومة المحلية والمركزية ،وكانت احدى اللافتات تحمل كلمة ( نادمون ) مع صورة لكف مقطوعة الأصبع ، في اشارة الى الندم جراء انتخاب الجماهير لأحزاب الحكومة ، السؤال : هل تستحق مظاهرة لمدنيين يطالبون بتحسين قطاع خدمي هام له صلة مباشرة بالقيظ وحرّ الصيف اللاهب الذي يذيب المخ البشري ويجعله سيحا ً تتلاطم خلاياه العصبية والحسية فيتراخى البدن ويتوقف عن الإستدامة ،إطلاق عيارات عتاد حية من افراد الشرطة المأمورين بالرمي ، ماذا يفعل المواطن بساعتين كهرباء يوميا مع تقطع مستمر اثناء تلك الساعتين ودرجة الحرارة تصل الى حد 48 درجة مئوية مع هجمات الغبار وانتشار الأمراض والذباب ويبوسة الأنهار وجفاف انابيب المياه وملوحة مياه الغسيل والشرب وتردي المستشفيات اضافة الى التضييق على الحريات المدنية والشخصية واغتيال الأفراد والقتل المجاني للنساء وتخلف التعليم وتعميم الفساد الحكومي ، وكل ذلك في مدينة تنتج اكثر من نصف الثروة الوطنية للعراق ، وهي الميناء الوحيد ، صاحبة ملايين النخيل ومئات الأنهر سابقا ً .
لعل شهداء الكهرباء وحدهم الأن !!الذين يستحقون توصيف ( شهيد ) ، فالدفاع عن الحق المدني اليومي البسيط يبدأ بالماء والكهرباء والصحة والوظائف ثم يتحول الى الدفاع عن الحق السياسي العام ، هل يتعلم اهل الجنوب العراقي العبر من مآسايهم التي صنعوها بأيديهم حينما انتخبوا الأحزاب الشيطانية اللئيمة التي لاتعرف سوى الطبيخ والتفخيذ والبكاء ودق الرؤوس والعيش في ماض داج ونفق مظلم ، هل سوف نسمع بشهداء الماء قريبا ،وشهداء النفط ،وشهداء التعليم والصحة ، وشهداء الفساد وشهداء حقوق النساء والأطفال وشهداء تبليط الشوارع والطرقات وشهداء المستشفيات وشهداء وسائط النقل وشهداء البيئة وشهداء رفع الأزبال وشهداء تنظيف الأسواق والمدن ....الخ ؟؟؟.

هل يجب أن يسفح دم الناس لنيل ضوء مصباح او قطرة ماء صحي او طريق معبد أو مقعد مدرسة مريح ؟؟ نعم على مايبدو ذلك ،وفي بلد الشهداء من كافة الأنواع والماركات ، في العراق فقط ؟؟؟!!!.



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة (.....) والمعارضة (طاهرة)...
- حقا ًبلا خجل....
- عائد ٌ من الديمقراطية الإسلامية
- التعليم ،وأميّة التعليم
- ضريح أم قصر رئاسي
- رشوة الإمام الشهيد ...
- الفساد السياسي والشعر الشعبي
- من إسامه إلى أوبامه !!
- نعمة الطرش
- المحنة الغربية
- غرائب... واقعية
- وراثة العمامة والسياسة
- تمجيد الدم المراق !!
- نبضات القلوب أم وخزات الضمير
- شعوب وتقاويم وعطالة
- مايكل جاكسون..لون العالم الجديد
- هكذا هو الأمر ...
- مآساة ..طريق الشعب
- -Maliki will sacrifice for you-
- التكنولوجيا والأيادي الملوثة


المزيد.....




- هل سيلعب لوبي ترامب دورًا في انتخاب بابا الفاتيكان الجديد؟
- جدل في مصر حول من يحق له الإفتاء.. والأزهر يحسم الأمر
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- حدثها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ل ...
- الفاتيكان يلغي رمزين من رموز سلطة البابا فرنسيس
- بنعبد الله يستقبل وفدًا روسيًا والمتحدث باسم جماعة “ناتوري ك ...
- الاحتلال يعتدي على أحد المعالم التاريخية الملاصقة لأسوار الم ...
- المسجد التذكاري.. رمز لبطولات المسلمين
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- طريقة تنزيل تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والعر ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - بلد الشهداء : شهداء الكهرباء ...أخيرا