أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد حسين - امنحوني عضوية أمنحكم كرامتي














المزيد.....

امنحوني عضوية أمنحكم كرامتي


احمد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 19 - 19:47
المحور: الادب والفن
    


من المخجل أن يستجدي البعض قبوله لدى الآخر والتصدق عليه بعضوية اتحاد لا وزن ولا قيمة له في خارطة الثقافة الدولية، ومن المخزي أن يجدد هؤلاء البعض استجدائهم الذي جوبه بالرفض والازدراء للمرة الألف.
هذا هو حال اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، فبالرغم من أن إيقاف عضوية الاتحاد العراقي إهانة بحد ذاته إلا أن أدبائنا وكتابنا لم يتحرجوا من التباكي على عضوية هذا الاتحاد المسيس الهزيل الذي لم يسجل له التاريخ موقفا يذكر تجاه أية قضية أو أزمة مرت بها المنطقة العربية، ولم يكتفوا برفض طلبات إعادة هذه العضوية بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك حين توجه وفد منهم إلى الاتحاد العربي الذي رفض حتى استقبال الوفد وأسمع أعضائه من الإهانات والكلمات الجارحة لم تحتمله كرامة الإنسان البسيط وليس الأديب والكاتب أو المثقف الذي يقدم كرامته على حياته في أغلب الأحيان، ولم يتعض أدبائنا وكتابنا وأعادوا الكرة مرات ومرات.
يحق للاتحادات والنقابات والتنظيمات الأخرى الثقافية أو الإعلامية أو المجتمعية الانتماء لما يشابهها من تنظيمات إقليمية ودولية، ولا ضير أن تطلب ذلك الإلحاح والمجاملة للحصول على العضوية، لكن أن يصل الأمر إلى حد الاستجداء فهو ما لا يحق لمن نصبوا أنفسهم ممثلين للثقافة العراقية.
إيقاف عضوية العراق في الاتحاد العربي لم يكن بسبب الاحتلال الأميركي كما تدعي الأبواق العربية بل هو قرار سياسي أصدرته الأنظمة العربية وتبنته حفنة من الأدباء والكتاب العرب المتنفذين في اتحاداتهم المحلية، رافضين القبول بالانتخابات التي أجريت سواء منها البرلمانية أو الخاصة باتحاد الأدباء العراقي كونها أجريت تحت الاحتلال، متناسين في الوقت نفسه أن الدول العربية وبلا استثناء ما هي إلا مستعمرات للقرارات الأميركية والأوروبية، وكأن الأدباء والكتاب العرب واتحادهم أوصياء على سيادة العراق وحرية العراقيين.
الغريب في الأمر أن من رفضوا الآن عودة العراق هي اتحادات فلسطين والأردن وسوريا وليبيا، ولا يخفى على أحد حجم الاحتلال الذي ترزح تحت وطئته هذه الدول وأنظمتها وشعوبها، فالأرض المحتلة التي سميت جزافا دولة ما هي إلا مستعمرة إسرائيلية حولتها تل أبيب إلى بالون اختبار وحلبة تستعرض فيها عضلاتها السياسية والعسكرية، أما سوريا فهي أداة طيعة بيد ملالي إيران حتى أنها فقدت القدرة على صنع قرار سياسي بمعزل عن التأثير الإيراني، والأردن ما هي إلا قناة لتمرير السياسات والتوجهات الأميركية البريطانية في المنطقة وهو ما لا يختلف على اثنان، أما ليبيا فيكفيها من الخضوع للقرارات الأميركية ما جعلها تتنازل عن برنامجها النووي استرضاء للبيت الأبيض.
المؤلم في الأمر أن اتحادنا الذي عاد قبل أيام ليسترضي الأدباء العرب ويستعطفهم لإعادة عضويته قدم ممثليه (وثائق) تؤكد أن الانتخابات الأخيرة التي جرت لاختيار أعضائه كانت حرة ونزيهة ولم تخضع لأية مؤثرات استعمارية أو حكومية، وهم بذلك لا يختلفون عن الساسة الذي لم يعيروا لإرادة الناخب العراقي أي اهتمام وراحوا يدعون الدول والأنظمة العربية لتوزع بينهم الحقائب الوزارية رغم أنف الناخبين، ولا أدري مدى شرعية أدبائنا وكتابنا المنتخبين بعد أن رفض أشباههم الفلسطينيين والسوريين والأردنيين والليبيين الاعتراف بإرادة المثقفين العراقيين الذين انتخبوهم؟!.
حالة التضرع اللاهث التي عاشها اتحاد الأدباء والكتاب في العراق والبعض من المثقفين المأخوذين بحمى الولاء القومي والانتماء العرقي، والسكوت المخجل عن عدة إهانات وجهت للثقافة العراقية من قبل متصحري العقول والنفوس، كل ذلك هبط بكرامة الثقافة والمثقف إلى وحل الاستجداء.
شبكة الممارسات الإقصائية الإذلالية التي حاكها مثقفو العروبة منذ سنوات لم تكن خافية الهدف، وسحنة المرض كانت واضحة على وجوه المتخوفين من حضور ثقافي عراقي أثبت وجوده سنويا بعد سقوط نظام التخلف، ولهذا الوجود تنبؤات أطلقها العديد من مثقفينا ووعدوا بها ما ان ينهار طوق النار والفولاذ الذي اعتقل طاقاتنا لعقود، وقد صدقت النبوءة وها هي الجوائز الإقليمية والعالمية في الشعر والقصة والرواية والإعلام والغناء والتشكيل وغير ذلك، تمطر الموات الثقافي والفني لتحييه وتوقظ العملاق الذي طال سباته.
الأعارب مارسوا سياستهم المعهودة في تهميش الآخر الأفضل حرصا على بساطهم السحري الذي يطير بهم من الولاء للحاكم إلى الانصياع للغاصب، وفي طيرانهم المبتذل هذا كانوا ولا زالوا يرون بوضوح ان للعراق ثقافة ومثقفين لم يتدنسوا بأدران التبويق والتزويق، وحضور هؤلاء وظهورهم على الملأ ما هو إلا مرآة صقيلة تعكس بشاعة المتطيرين وتفضح تشوهاتهم، وبالتالي كان لابد من الإقصاء والتعتيم كي لا تنقلب الطاولة، وبالمقابل نجد عمليات جلي وتلميع وتسليط الأضواء على أقلام بائسة وأسماء رثة لمعت في سماء التخلف وأفلت مع أفوله.
كل ذلك مشروع لمن لا شريعة ثقافية وحضارية وإنسانية له، لكن هل من المشروع لمن أصرّ على تمثيل الثقافة العراقية مواصلة اللهاث وراء اللاهثين؟.
قد يبدو الحديث جارحا، وهو كذلك. لكن ما لجرح بميت إيلام.



#احمد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاذات الأنذال الأخيرة
- دولة العجزة
- ثورة في إيران
- والصباح تسير
- الى مجهولة
- الى حبيبه
- تاره
- في الامس
- تلويحة الجوكر
- عودة الضجيج
- خطوات نحو السلام
- بؤسنا الخارجي
- حزب العمال... الخيار العسكري
- بيانات عسكرية
- حدود العراق أزمة أزلية
- يا ليتني كنت بعثيا فأفوز فوزا عظيما
- البراق النبوي ...وحواشي ذات صلة
- عاصمة المؤتمرات
- أوبئة
- قيامة الحلاج


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد حسين - امنحوني عضوية أمنحكم كرامتي