أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد حسين - يا ليتني كنت بعثيا فأفوز فوزا عظيما















المزيد.....

يا ليتني كنت بعثيا فأفوز فوزا عظيما


احمد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2110 - 2007 / 11 / 25 - 11:38
المحور: كتابات ساخرة
    


لا انكر أن لهذا العنوان إسقاطات تاريخية، ولن اعتذر لمن تعبث امنيتي هذه بجروح عميقة في جسده ونفسه لم تندمل بعد، وما زالت آثارها ناتئة كعاهة مستديمة في جسد تاريخنا المثخن بالجراح.
يا سيداتي ويا سادتي المتلفعين بعباءة الأمل المجهض، ايها المتطوحين بثمالة القصاص أو العدالة أو رد الاعتبار، لن اهادن خيبتكم و أغازل غضبكم، لستم بحاجة لذلك بل أنتم بحاجة لمن يجرد عورة دثاركم السميك ويصفع وجوهكم بدلو ماء بارد عَلَكم تغتسلون من غيبوبة نعاسكم.
زواياكم البائسة لم تعثر بعد على عدسة مكبرة لتروا الواقع على حقيقته المقرفة وتتأملوا تفاصيل سياسته المخجلة حد المرض، ما زلتم منذ سقوط النظام المقبور وحتى الساعة تترنمون بأهازيج المصالحة اللا شرعية وهتافات التملق المخزي، وكأن ما تكبدتموه ونحن معك ما هو إلا قرابين تنحر يوميا على مذبح الشوفينية لتواصل تجددها وبقاءها القدري.
حلمتم ونحن معكم بوعود دستورنا الكسيح في القصاص وتطهير الفكر والسياسة والمجتمع من ادران البعث وأوبئته الفتاكة لكنها تحولت الى كوابيس مفزعة حين تحول الدستور الى حبل لنشر الغسيل والمزايدات والمتاجرات الرخيصة، وتناسلت الاحلام بإخصاب قانون الاجتثاث الهزلي الذي شملت بركاته كل من شارك باجتثاث العراق ارضا وتاريخا وامة ولم تضرب عصاه القانونية إلا ذوي الأيدي المكبلة بالنظافة أما ذوي الأيادي القذرة فلا خوفا عليهم ولا هم يحزنون، ورغم عمليات البتر والتهذيب التي اختزلت جيوش البعث من خانة عشرات الآلاف لتحشرهم في خانة الألوف دون مسوغ قانون او وطني أو حتى إنساني وقد يأتيكم الأيام بالخانة المئوية رغم هذه العمليات الاستفزازية لم تسلم احلامكم من وسمها بسمة قانون المساءلة والعدالة الذي قد يسمى في الايام القادمة قانون روح العدالة ليتغير بعدها الى قانون الفعو عما سلف وليس بعيدا عن حكومتنا الرشيدة وبرلماناتنا العديدة ان تسن قانون لحماية البعثيين وبالتأكيد لن تبخل عليهم ببرامج علاجات نفسية وترفيهية لتعويضهم عن خسائرهم السلطوية والمادية والمعنوية.
لم يكتفي القادة الجدد بسيل التنازلات الاستفزازية التي ما فتئوا يقدمونها للبعثيين وكأنهم طائفة شرعية ذات ثقل سياسي يجب كسبها للعميلة السياسية، ولم يتوانوا عن الاجتماع بهم ومصافحتهم وتطمينهم بالضمانات القانونية والسياسية وربما المقاعد البرلمانية والمناصب الحكومية والسيادية، دون أدنى شعور بالخجل من الأمة التي نزفت حتى النخاع ولا زالت بقايا جلدها عالقة بمخالب النظام المقبور وأزلامه. ولم يجد الساسة ضالتهم في المغازلات الإعلامية للبعثيين والصداميين وراحوا يطلقون أيديهم الكريمة بالمكرمات السخية على أعضاء الشُعب والموظفين المجتثين لتعويضهم عن مميزاتهم السابقة من درجات وظيفية ومعنوية ورواتب ومخصصات ومنح مالية وحقوق تقاعدية، والتبجح بكل وقاحة في وسائل الإعلام بما قدمه ويقدمه القادة الجدد للصوص العهد السابق.
ما قامت به الحكومة مؤخرا من صرف الرواتب التقاعدية والمنح المالية للبعثيين امر متوقع وسياسة تلتزم بها حكومات ما بعد السقوط، فما زالت مسابح العظام تطقطق بين الاصابع البعثية ولا زالت الالسن تلهج بتراتيل الابادة الجماعية والمقابر المنثورة في اللوح المحفوظ تتناسل بذات الخصوبة السابقة. ولابد لهذه الأمة ان تسلم بأمر واقع على رأسها كالقدر المحتوم وتنتهج سياسة العض على الاصابع وخرط القتاد، فالضمير مرض عضال لا يصيب ساستنا والالتزام بالدستور والقانون والوطنية والإنسانية تنازلات خطيرة لا يقدمها الساسة إلا لمن يحمل السلاح الملوث بالدم والجيوب المنتفخة بالدعم المشبوه، ومن تسول له نفسه الثائرة او المغرر بها بشعارات العدالة والديمقراطية ويسمح للأفكار الوطنية باحتلال خياله ليس أمامه غير البحث عن قبر يدفن في جسده المنهار وإلا فسيحرم عائلته من حق الفرح بتشييعه أو زيارة مثواه الأخير، أما اذا اراد ممارسة حقه بالبقاء فعليه البحث عن بعثي عتيد ذا تاريخ ملوث بالجريمة ليزكيه بأثر رجعي ويصادق على عضويته المتأخرة لصفوف حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم بنجاح ساحق ومتواصل.
يتبارى الساسة الجدد لتبرير الانتماءات السابقة لحزب البعث ويبذلون جهودا جبارة لتبرئة أعضاءه وكأن الثمن الباهض الذي دفعناه ولا زلنا للخلاص من هذا الحزب الملعون هي للغربلة والتمحيص وليس للقضاء على فكر وايديولوجيا واتباع واعضاء وجيوش جعلت من الجهل ثقافة وحولت السياسة الى منهاج للتمييز والتعصب الديني والمذهبي والتخلفي والقومي والعرقي والقبلي ومن الجماهير رقيق تباع وتشترى بأبخس الأثمان واستبدلت التنظيمات بميليشيات إرهابية وعصابات إجرامية.
يصرّ الساسة الجدد أبواق النظام المقبور ومن لف لفهم ومن تخاضع لعصاهم على ان من يستحق الاجتثاث (الاجتثاث ليس الا) قلة قليلة لا يتجاوز عددهم الخمسة الاف مجرم، ولا أدري كيف استطاع النظام المباد إحكام قبضته الفولاذية على أكثر من خمسة وعشرين مليون نسمة بعصابة نسبتها خُمسّ الواحد بالألف؟!. وهل نضب رحم البعث الولود عن انجاب انصاره ومؤيديه وطلائعه وفتواته واشباله وفدائييه وحرسه الجمهوري والخاص وأمنه واستخباراته ومخابراته ووكلائه وجيوشه ومليليشياته؟، هل تعاطى الخمسة آلاف مجرم ماء الحياة وعقار الشباب الدائم ليواصلوا تفانيهم وجهادهم المقدس للحفاظ على بيضة البعث وديمومة بقاءه؟، ألم يعتريهم المرض او التعب والارهاق من الوقوف بوجه الهجمات الفارسية والامبريالية والصهيونية والعملائية؟، هل كانوا جنودا آليين وهل تعطل مصنع هؤلاء الجنود عن إنتاج أمثالهم؟.
كيف لنا ان نتواصل مع حكومة ترفع شعار محاربة الفساد المالي والاداري وهي تأتي برؤوسه وأساتذته؟، وكيف لنا ان نؤمن ببرلمان يلقي بقانون التقاعد العام في سلة الاهمال ليناقش مظلومية البعثيين المادية والمعنوية وقانون رواتب وتقاعد الدرجات الخاصة التي ما أنزل الشيطان بها من سلطان؟. ان ابسط ما ترد به الأمة على هكذا استهانة بمأساتها هو ان تتضامن معي في طلب الانتساب على حزب البعث الحاكم وتسويد اضابيرها وملفاتها بتشكيلة من التقارير والجرائم التي تتناسب مع تاريخ هذا الحزب وسمعة أعضاءه وهذا أمر سهل يمكن اتمامه بمراجعة سريعة للذاكرة العراقية الارشيف الموثق بالحبر والصوت والصورة قتلا وتعذيب وتهجيرا.
وعلى الديمقراطية وضحاياها السلام...
التوقيع
بعثي بأثر رجعي



#احمد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البراق النبوي ...وحواشي ذات صلة
- عاصمة المؤتمرات
- أوبئة
- قيامة الحلاج
- آخر الخطى
- لكِ اعترف
- جمهورية البيارغ
- الضريبة العراقية بين عهدين
- إن لم تستح . . .
- برلمان التكتم
- حبل الرحمة
- زواج المتعة والموروث الأحمق
- هل شاهدت الواقعة ؟؟؟؟ صدام بريء وانتم خونة
- كشف المستور في كتابة الدستور
- الاسلاميون وامريكا
- معا ضد التطرف
- شيفرة الموت والجامعات العراقية
- حب الكتروني
- تحولات الكائن
- الإسلام السياسي والعنف


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد حسين - يا ليتني كنت بعثيا فأفوز فوزا عظيما