أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - رسالة من الأردن















المزيد.....

رسالة من الأردن


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3038 - 2010 / 6 / 18 - 17:50
المحور: كتابات ساخرة
    


المجدُ للرب في الأعالي وفي الناس المسرة وعلى الدنيا السلام :

أول ما أبدأ به رسالتي هو سؤالي عن صحتكم الغالية عساكم بألف خير ونعمة وبُعد عن الثقافة ومؤسسات المجتمع المدنية , أكيد النسوان عندكوا هاملات وداشرات عشانهن طوال النهار في الاتحادات النسائية والعمالية والرجال كفار لأنهم يمارسون الحريات السياسية والثقافية , مش زينا الحمدُ لله إحنا نسوانا بطلعنش من بيوتهن غير على المقابر وكل أسبوع في محاضرة بالمسجد الكبير في قريتنا لتثقيف النساء ضد كل ما اسمه حريات ومؤسسات مجتمع مدنية وفي الشهر الماضي سمعتُ على مكبرات الصوت شيخاً يقول للنساء : المناكير التي تضعها المرأة على أصابع قدميها ويديها مشتقٌ اسمها من المُنكر لهذا السبب اسمها مناكير وأنا بطبعي متمرد جداً فقد منعتُ زوجتي من الذهاب للمسجد وحضور مثل تلك المحاضرات رغم أنني لا أتدخل بسلوكها الشخصي , وبالنسبة للرجال فكمان هذول الحمدُ لله كلهم ضد الثقافة والحريات العامة وأنا لا أقول إلا (الله يهديهم) .. فنحن في الأردن بحمد الله ورعايته بألف خير والحمدُ لله لا يوجد في قريتنا مؤسسات مجتمع مدنية أو منتدى ثقافي إلا منتدى واحد يفتح أبوابه فقط يوم عيد الاستقلال أو تعريب الجيش يدبكون به دبكات شعبية ويأكلون الرز والطبيخ وباقي أيام السنة مغلق بسبب الحذر من الإصابة بأنفلونزا الثقافة ورئيسه وأعضاءه كلهم متقاعدون من الخدمة العسكرية ولا يوجد بينهم أديب أو شاعر أو رسام أو فنان ومن غير المسموح طبعاً للزعران سحّيبة الأقلام والدفاتر والقصائد النثرية والحُرة والعمودية بأن يكونوا أعضاء في المنتدى ولا يوجد في مدينتنا إربد أي حراك ثقافي أو سياسي والناس كلهم مرتاحون ينامون ليلاً ونهاراً دون أن نسمع لهم ضجيجاً فلا أحد يزعجنا بقصائده الشعرية أو النثرية ولا أحد يزعجنا بمعارضه الفنية وكل الناس محصنة ضد أنفلونزا الثقافة وأهم شيء صحة المُرشحين لعضوية مجلس النواب الأردني فكلهم والحمدُ لله لم يتخصصوا لا في السياسة ولا في الثقافة ولا في أي جنس من الأجناس الأدبية أو السياسية , لذلك البلد أي بلدنا الأردن من ناحية أمنية عال العال ولا يوجد أي خطر يهدد الناس وحياتهم فكل شيء مسيطرٌ عليه والمثقفون الحقيقيون كلهم خارج الخدمة أو مش قادرين يشتروا الخبز.

وأطمئنكم جدا على عقول أعضاء مجلس النواب الأردني وعلى صحة المُرشحين لهذا الشهر لدخول الانتخابات فكلهم يتمتعون بصحة جيدة فلا يوجد من بينهم كاتب أو رسام أو مبدع أو قاص أو شاعر أو ناقد أو مفكر حر , فكلهم بحمد الله ورعايته ضد ما يُسمى بأنفلونزا الثقافة وكل المُرشحين لعضوية مجلس النواب كلهم على الإطلاق ضد الحريات العامة وضد التعددية الحزبية والسياسية والفكرية لأنها فتنة ليس من ورائها إلا تجزيء الوطن ولا يقفُ وراءها إلا الصهاينة وعملاء الموساد والصهيونية وكلما تقدمنا للأمام كلما كان مستوى مجلس النواب أضعف من الذي قبله , لذلك بلدنا الأردن بألف خير ونعمة ومنةً من الله..والناس يقولون : الحمدُ لله أن الحضارة لم ولن تصل إلينا بفضل جهود خبراء الخُطب في المساجد ومجلس النواب الأردني.


وأريدُ أن أطمئنكم أيضاً على سيرتهم الذاتية فلم يسجل التاريخ عن واحد منهم بأن دخل حزباً سياسياً أو منتدى ثقافي أو نقابة عمالية , وفي قريتنا الكبيرة والتي يبلغ عدد سكانها ما يقربُ من 22 ألف نسمة لم يرشح نفسه فيها مرشح يحمل شهادة عُليا في الطب أو الهندسة أو الأدب , وكلهم على الإطلاق وبدون استثناء لم يساهموا يوماً بدعم أي مثقف أو بكتابة أي مقال وكلهم من الألف إلى الياء لا يعرفون شيئاً عن الاختراعات الجديدة مثل مؤسسات المجتمع المدنية وحقوق الإنسان والعنف ضد المرأة والمساواة بين الجنسين فكلهم على الإطلاق يعتبرون حقوق الإنسان فتنة وحرية الرأي والتعبير كفر وحرية المرأة دعارة ,أنا أطمئنكم على صحة المرشحين فكلهم والحمدُ لله يتمتعون بصحة جيدة ونظرهم 6/6ولم يشاهدوا في حياتهم صراعاً فكرياً أو مذهبياً أو طائفياً ولا يملكون خبرات في فن الحديث أو الإلقاء الشعري أو الخطابي وكلهم لديهم قناعات جديرة بالاحترام عن أمتنا العربية والإسلامية المُستهدفة من قبل الأنظمة الغربية الصليبية الحاقدة على الإسلام والتي تريد للمرأة المسلمة أن تتعلم المساواة حتى تفتنها عن دينها لذلك كلهم محصنون ضد ما يُسمى بأنفلونزا الثقافة .

ممنوع جداً أن تدخل الدول العربية إذا كنتَ مصاباً بأنفلونزا الثقافة , وكل المصابين بهذه الأنفلونزا لدى الدولة مرسوم بعزلهم عن حياة الناس كما يعزلون المصاب بالإيدز أو بأنفلونزا الطيور أو الخنازير لذلك أنا معزول في الأردن من قبل كافة مؤسسات المجتمع ولا يستدعونني لأي نشاط أما ما أتمتع به من حرية فكرية فهذا بسبب الإنترنت وليس بسبب سياسة نظام الحكم القهري , وأنفلونزا الثقافة أخطر بكثير من أنفلونزا الطيور أو الأنفلونزا الآسيوية التي من المعتقد بأن الأسكندر المقدوني قد مات بسبب إصابته بها , والكلاب والخنازير في بلادي محصنة من أنفلونزا الثقافة فلم أجد حماراً أردنياً أو سوريا أو مصرياً مصاباً بهذه الأنفلونزا فهذه العدوى لا تصيب إلا الناس ذوي المشاعر الرقيقة , والخنازير العربية محصنة ضد هذا الفيروس ففيروس أنفلونزا الثقافة لا يصيب أولئك الذين يخافون من حمل الكتب أو شرائها فالعدوى تنتقل من خلال ملامسة أسطح الكتب المكشوفة على الأرصفة والطرق وكذلك أسطح المجلات وهذا الفيروس ينتقلُ سريعاً حين مصافحة الفنانين والمبدعين والرسامين وكل الناس المُلوثة أيديهم بالثقافة والناس في بلادنا يتجنبون مصافحة كبار المثقفين أو المشتبه بإصابتهم بأنفلونزا الثقافة والتي تدخل الجسم وتهاجم الجهاز العصبي .

وشاهدتُ في زماني بعض الناس وهم يضعون على الكتب مادة مطهرة أو معقمة ضد الوعي وضد الإصابة بأنفلونزا الثقافة لذلك أنا أطمئن أي قارئ للصحف الأردنية بأنه لن يصاب بأنفلونزا الثقافة إذا وضع الصحيفة على مكتبه أو إذا ما تأبطها تحت إبطه .

والحمدُ لله أنا كمثقف أردني عايش شحاذ طُردت من وظيفتي سنة 1997م وأبلغوني رسمياً بأنني شخص غير مرغوب به على الإطلاق ومُسجل خطر على الثقافة والناس.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعال
- الناس السكرانه
- السعادة السائلة
- خيانة سحرية
- بيت خالته
- بين أسامة بن المنقذ ودون كيشوت
- بلغوا عني
- حديث الإفك الثاني
- نعمة النسيان
- أنا رجل على البَرَكه
- الازدواجية أو تجزئة الاسلام
- اللمسة الذهبية
- ازدواجية الفكر الاسلامي1
- الاسلام ضدنا جميعاً
- فيلسوف من الشرق
- النزعة المسيحية
- من المسجد إلى الكنيسة
- لم أفكر بذلك
- العنف ضد الآخر
- أعياد ميلاد الزعماء العرب


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - رسالة من الأردن