حول سقوط حماس الوهابية (قصة)

حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3037 - 2010 / 6 / 17 - 15:47
المحور: كتابات ساخرة
    

حماس


كنت مستغرقا في قراءة ممتعة حين أقترب مني جدّي ثم أعلن دون مقدّمات:
ـــ ذات مرّة كانت هناك إمرأة شابة من عائلة سيئة السّمعة و التاريخ معا.

حين أردت التعليق، وضع جدّي سبابته اليمنى على شفتيه آمرا إياي بلزوم الصمت.
ـــ تلك المرأة الشابّة، كانت شديدة الرّغبة في الرّجال.
ـــ ...!؟
ــ تلك المرأة الشابة الشديدة الرغبة في الرجال. مات عنها زوجها.
ــ ....
ــــ تلك المرأة الشابة الشديدة الرغبة في الرجال و التي مات زوجها. قد منعت من الزواج رغم مرور سنتين كاملتين على وفاة زوجها بحجة عدم وجود الزوج المناسب.

حين هممت ثانية بالكلام ضغط جدّي على كتفي في إشارة منه بضرورة لزومي الصّمت. ثم قال متابعا :
ــ تلك المرأة الشابة الشديدة الرغبة في الرجال و التي مات زوجها و حرمت من الزواج ثانية رغم مرور سنتين كاملتين على وفاته شاهدت في يوم الحادثة فيلما إباحيّا أشعل نارها و زاد سعارها.
ـــ...!
أشرت بديّ متسائلا لكن جدي تابع:
ـــ تلك المرأة الشابة الشديدة الرغبة في الرجال و التي مات زوجها وحرمت
افلت من قبضة جدي ثم صحت ضجرا:
ــ... و حرمت من الزواج ثانية رغم مرور سنتين كاملتين على وفاته شاهدت في يوم الحادثة فيلما إباحيا
قال جدي:
ــ ثم وجدت نفسها بعد ذلك في خلوة مع نجم سينمائي.
ـــ...
ـــ فهل هناك أدنى إحتمال لعدم سقوطها ؟
أردت أن أقول لجدّي" سامحك الله يا جدّاه فلو وجدت نفسها مع حمار من ذوي الإحتياجات الخاصة لراودته عن نفسه بردو" غير إنني استحييت، اكتفيت بهرش راسي ثم قلت بوقار مصطنع:
ـــ سيكون سقوطها حتميّا.
سألني جدي:
ـــ أخبرني الآن لم جعلت سقوطها حتميا.
ـــ لأن جميع عوامل السقوط قد اجتمعت لديها.
صاح جدي وهو يدور حول نفسه:
ــ كذلك الكوادر الأمامية لحركة حماس... كذلك الكوادر الأمامية لحركة حماس .
هتفت بجدي مستغربا:
ـــ ما دخل قادة حماس بحكاية إمرأة؟
قال لي جدي مذكرا:
ـــ إمرأة من عائلة سيئة السمعة و التاريخ معا.
أضاف وهو يمسكني برفق من إذني:
ـــ كذلك قادة حماس فقد اجتمع لديهم من عوامل السقوط وقابلية الإنبطاح ما اجتمع على تلك المرأة.
ثم وهو يضرب الهواء بقبضته الواهنة:
ـــ لأجل ذلك سيكون سقوط حماس حتميا. لأنها هي أيضا من عائلة إخوانية سيئة السّمعة و التاريخ.
صحت في جدي:
ــ لا يمكن أن يحصل ذلك.
قال جدي:
ــ اذا كانت حركة حماس تقدس حسن البنا الذي ساند الملك فاروق الحاكم بغير الشريعة و الخاضع للإستعمار البريطاني، فكيف تمتنع عن اليوم عن مساندة العلماني المنبطح ياسرعرفات الحاكم بأمر اليهود ، خصوصا و ان خلفيتها السلفية القبيحة تبيح لها إضفاء الشرعية مع أي حاكم مهما بلغت تجاوزاته ما دام ليس في امكانها شق صدره الرئاسي لتقييم مدى إيمانه أو كفره ، ثم مادامت تعتقد ان تجاوزات ذلك الحاكم هي محض فعل الله لأن أعمال البشر مخلوقة من قبله تعالى! ثم ما دامت تعتقد ان ذلك الحاكم لا بد ان يكون دكتاتورا لأن الشورى و كما تقول السلفية غير ملزمة بالنسبة له..
رجني جدي طويلا، أرسلني وهو يقول:
ــ ثكلتك أمك كيف تثبت حماس ازاء هذا الكم الهائل من قابلية السقوط
الإخواني و السلفي؟
حين ظللت ساكتا طفق جدي يقول بلهجة حزينة:
ــ لهفي على آباء الشهداء و لهفي على أمهاتهم حين يعاينون قادة حماس و هم يضعون أيديهم في يد ياسر عرفات ثم وهم يتولون تتبع المقاومين لليهود بالسجن و التصفية!
صحت ثانية:
ــ لن يحدث هذا أبدا
قال جدي هو يغادرني:
ـــ إذا لم يحصل ذلك فبل على قبري جدّك.

كان جدّي لا يزال حيا حين تنازلت حماس عن ثوابتها و تعدت كل خطوطها الحمراء لتترأس مجلس تشريع علماني بعد قبول مشاركتها منظمة فتح إدارة مخفر صغير تحت سلطة الإحتلال الصهيوني .

حين تولت حماس مطاردة كل مسلح استهدف الكيان الصهيوني أسوة بإخوان العراق و أفغانستان الذين ساعدوا المحتل الأمريكي هناك، عمدت الي لافتة كانت تعلو مقر الإخوان في بلدتي الصغيرة، فمحوت اسم الله و الرسول و الجهاد من الشعار ألإخواني الشهير" الله غايتنا و الرسول قدوتنا و الجهاد سبيلنا" ثم أصبحت أتردد على ذلك المقرّ كلما امتلأت مثانتي لأتبول على جدرانه بتلذذ و حرقة... و حماس!
أوسلو 25 ماي 2010

#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات