أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - انقلاب ( قصة قصيرة)














المزيد.....

انقلاب ( قصة قصيرة)


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 15:03
المحور: الادب والفن
    


إنقلاب!

منذ سرت شائعة مفادها أن تغييرا قريبا قد يطرأ في أعلى هرم للسلطة. كثر توتر جدي!... آلمني ذلك كثيرا، خصوصا وقد بدا أثر ذلك التوتر على بنيانه الهش.. لأجل ذلك قلت له معرّضا:
ــ حين قيل للقرد سيمسخك الله.. ردّ قائلا يا بشراي يا بشراي سيحوّلني غزالا؟
أجال فيّ النظر طويلا ثم قال:
ــ ماذا تعني يا ولد؟
حين سكتّ أردف بحدّة:
ــ أنت تعلم جيّدا مدى كراهيتي الغموض ما أمكن الإفصاح، فأفرغ جرابك يا وقاح!
هززت كتفي استهانة بما قد يتركه كلامي من اثر قد لا يرضيه ثم قلت:
ــ لم اهتمامك بما سيحدث، و الحال أن كل وضع مغاير سيكون حتما الى الأحسن؟
زم شفتيه، لوح طويلا برأسه ثم قال مستخفا:
ــ أتعتـقد هذا؟
قلت متحديا:
ـــ أجل..
ثم مؤكدا:
ــ فلم يعد للشعب ما يخسره و قد بلغت الروح الحلقوم.
رفع يديه الي السماء ثم قال:
ــ اللهم لا تصغ لهذا الجاهل!
" ما عساي أصنع ... فلتقدم السنّ أحكامه!"
هكذا حدثت نفسي و انا أغادره مشفقا عليه.

ــــ 2 ــــ

بعد ايام قليلة كنت أتظاهر بالنوم، حين سمعت جدي وقد قام ليلا يناجي ربّه قائلا" اللهم إن كان ولا بد لنا من دوام هذا الكابوس، فأبق لنا ملكنا المنكوس "
رغم طرافة الموقف فقد تمكنت من كتم ضحكة كادت تفلت مني… أحكمت سدّ فمي ثم أصغيت لجدى من جديد:
" اللهم يا مهلك أصحاب الفيل، أجعل كيد وليّ العهد في تضليل!"
ثم مستطردا :
" لا ... لا ... ليس من الضروري أن ترسل عليه طيرا أبابيل... فالمأبون أهون من ذلك بكثير."
حولت عبثا اخفاء ضحكة أبت الا التعبير عن نفسها وان كان ذلك بطريقة غير مفضوحة:
" اللهم اشغله ــ مثلا ــ بانفلونزا خنازير، أو انفلوزا طيور أو زرازير… عسى أن تـلهيه عن تدبير انقلاب... يا عزيز يا وهّاب.... آمين آمين ... و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين!"
حين أتم تهجّده قصد الحمام ... و هو يمرّ بي في طريقه الى مضجعه ركلني بيمناه ثم قال هامسا:
ــ يا غبيّ اتحسب انني كنت غافلا عن متابعتك لي؟!
اعتمدت على مرفقي ثم قلت معاتبا:
ــ أخبرني بالله عليك . ما سر كراهيتك التجديد، وحرصك على بقاء عاهلنا المريد؟
لم امهله، قبل ان أضيف و بلهجة اشد حدّة:
ــ أي فرق بين الكوليرا و الطاعون الأسود؟
قال جدي وهو يأوي الي فراشه:
ــ هناك فرق كبير يا ولداه.
قلت و انا أطفىء النور.
ــ نوّرني يا جدّاه!
تنحنح ثلاثا ثم قال:
ــ الفرق في الدرجة لا في النوع.
قلت مقلدا:
ــ أنت تعلم جيدا مدى كراهيتي الغموض ما أمكن الإفصاح، فأفرغ جرابك يا... يا.. عبد الفتاح!
بلغتني قهقهة طمأنتني بعض الشيء على زوال بعض توتره:
قال لي موضحا:
ـ إليك الإيضاح و أمري الي الله..
ــ هات ما عندك!
تنحنح جدي ثم قال:
ــ الفرق بين عاهلنا الزاني، و ولي عهده المأبون، كالفرق بين عاهرة فظة و أخرى مهذبة!
قلت له وقد نفذ صبري:
ــ ما دام الأمر كذلك. فلم كل هذا الإهتمام؟!


قذفني بوسادة اضافية كانت في متنـاوله ثم قال:
ـــ ألا تعلم يا جهول، أن انقلاب ولي العهد لا يعني غير أمر واحد؟
اعتدلت جالسا، خبطت ظهر يسراي يكف يمناي ثم سألته:
ــ ما هو؟
ــ انه أكثر اجراما و أشد باسا من أخيه!
ـــ …
ـــ و أن ايامنا ستصير اكثر سوادا من طيز كوندوليزا رايس!!
قلت لجدي بين نوبيتي ضحك عاصف:
ـــ اتق الله يا جداه!
اجابني معتذرا:
ـــ استغفر الله العظيم... استغفر الله العظيم.. أرايت كيف حملتـني على الخطأ!!
قلت معابثا :
ــ أتريد أن تقول لي أن لحوم وزراء خارجية أمريكا مسمومة!
ضحك جدي ثم قال:
ـــ ما أريد قوله أن عورنا سيتحول بانقلاب ولي العهد الى عمى كامل.
ـــ....!!
ـــ هيه... هل أقنعتك يا وقاح!!
عجبت لفطنة جدي. هممت بالمكابرة غير ان تسلل ضوء الصباح حملني على إلقاء السّلاح، فسكتّ عن القول المباح!

أوسلو 25 مارس 2010



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على مقال زوبعة د. طارق حجي
- نجاسة ( قصة قصيرة)
- غباء ! ( قصة قصيرة)
- نقاب !( ومضة ادبية على هامش حظر النقاب في بلجيكا)
- كفى عملا بقاعدة يا ابن الكلب تعال أنوّرك!(على هامش مقال ادبي ...
- هجوم القرضاوي على سيد قطب أوقراءة متأنية في رسالة عشق إخواني ...
- هجوم القرضاوي على سيد قطب أوقراءة متأنية في رسالة عشق إخواني ...
- هجوم القرضاوي على سيد قطب أوقراءة متأنية في رسالة عشق إخواني ...
- هجوم القرضاوي على سيد قطب أوقراءة متأنية في رسالة عشق إخواني ...
- هجوم القرضاوي على سيد قطب أوقراءة متأنية في رسالة عشق إخواني ...
- هجوم القرضاوي على سيد قطب أوقراءة متأنية في رسالة عشق إخواني ...
- حوائج ( قصة قصيرة)
- حضيض ( قصّة قصيرة).
- القضاء و القدر بين السلفية و الإسلام 4/4
- القضاء و القدر بين السلفية و الإسلام 3/4
- رد على مقال -عندما يدخل الله غرف نومنا- للكاتب جلال حبش
- القضاء و القدر بين السلفية و الإسلام 2/4
- القضاء و القدر بين السلفية و الإسلام 1/4
- إحباط ( قصة قصيرة)
- إنفعال!( قصة قصيرة)


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - انقلاب ( قصة قصيرة)