أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - كعبُ آخيل














المزيد.....

كعبُ آخيل


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3033 - 2010 / 6 / 13 - 20:21
المحور: الادب والفن
    



لو أنَّ سهماً طائشاً للحُبِّ
أخطأَ مرتقى كَعبي
لكنتُ فرحتُ أكثرَ بالحياةِ
لو أنَّ بسمتَكِ المضيئةَ لم تُنِرْ قلبي
كما القمَرِ الغريبِ
لما مشيتُ كأنني أعمى إلى موتي البطيءِ
لو أنَّ طيرَ جمالكِ المقهورَ
أفلتَ من رؤايَ
وقالَ لي كلاَّ...
لو أنَّكِ كنتِ في ذاكَ الصباحِ
رفضتِ حبِّي دونما معنى...
لكنتُ شُفيتُ من مرَضي
ومن تبغي الرخيصِ
وحكمتي السوداءِ...

ممهوراً بماءِ الحزنِ
من ولهٍ أُطوِّحُ بالوصايا أو أناشيدِ البطولةِ
في الطريقِ لعارِ قسطنطينةِ البيضاءِ..

حينَ أراكِ من خلفَ الندى
أبكي كعصفورٍ شماليٍّ
وأجهشُ مثلَ ينبوعٍ خرافيٍّ
يشقُّ الحلمَ في عزِّ الظهيرةِ
وارتعاشاتِ الأصابعِ في الضحى...

لو أنَّ سهماً طائشاً للحبِّ ضلَّ طريقهُ
المحمولَ فوقَ الريحِ والفصحى... وأجَّلني
لكنتُ فرحتُ أكثرَ وانتصرتُ على رمادِ اليأسِ
نصراً كاذباً في الوهمِ مثلَ فقاعةِ الصابونِ
في ثبجِ الفضاءِ تضيءُ كالدمعِ المكابرِ
هالةَ الكلماتِ في قلبي وحولَ رؤايَ...

يقتسمُ الرذاذُ خطايَ
حينَ تمشِّطينَ الفجرَ بالألحانِ والأمواجِ
أو تستنبتينَ خميلةَ الرغباتِ
من قدميَّ في السهلِ الفسيحِ...

لو أنَّ سهماً طائشاً للحبِّ أنذرَني وحرَّرني
من الأسماءِ والأشياءِ
كنتُ حملتُ كالذئبِ المراهقِ طائعاً ندَمي
وروحي في السرابِ.. وخبرتي
_ تلكَ التي من أجلها أشقى _
وجمرةَ فكرتي
أو أغنياتي.. أو رمادَ الحبِّ
تنعفهُ البحيرةُ في شراييني..
وتجمعهُ أصابعُ شهرزادَ...

لو أنني لم أنتبهْ من يقظتي
في مثلِ ذاكَ الفجرِ
أو كفكفتُ في دعةٍ رذاذَ التبرِ
كنتُ نجوتُ من جسَدٍ نبيذيِّ الكلامِ
يُزوِّجُ الأشجارَ للماضي
ويُولمُ رغوةَ الازهارِ لي
في أوجِ هذا الحزنِ
أو ضحكِ الفراشاتِ الطفيفِ

كأنَّ في قلبي رمالاً مُرَّةً خضراءَ
تصعدُ من جروحكِ أنتِ
إذْ تفترُّ فاكهةً معلَّقةً على قوسِ الغمامِ...
كأنَّ في شفتيَّ جمراً تائباً
وخميرةً عمياءَ تبحثُ عنكِ
في ولهِ المحبِّ
وفي خطى المستضعفينَ
وفي السرابِ القُرمزيِّ.. وفي الغيابِ
وفي إشاراتِ القرنفلِ واليبابِ
وفي الفراغِ وظلِّهِ الممدودِ بينَ حمامتينِ
ولعنتينِ تضمِّخانِ الليلَ بالعنَّابِ...

لونُكِ طافحٌ وأنا فقيرٌ مُعدمٌ
لا شيءَ لي لا ضوءَ
لا ظلٌّ ولا فُلٌّ هناكَ يُطوِّقانِ دمي
وينكسرانِ في لغتي
كعصفورينِ من عصرِ الضبابِ...

لو أنَّ سهماً شعَّ من أقصى نعاسكِ
أو يديكِ
لكنتُ أنهيتُ التأمَّلَ في الوجودِ
أو اتكأتُ على حرابي
في المدى الخاوي
كأني آخرٌ لأناكِ
أو حقلٌ من الدُفلى
وماؤكِ طائعاً يجري على جسدي
يزيدُ ليَ اشتعالي.


حزيران 2010



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سميح القاسم.. المخلصُ للقصيدة
- كيفَ التقيتُ بربعي المدهون؟
- مجموعة قصائد / 6
- قصائد /1
- مجموعة قصائد 5
- مجموعة قصائد 4
- مجموعة قصائد 3
- مجموعة قصائد 2
- مجموعة قصائد1
- مقالات مختارة
- أشعار من الجليل
- رائحةُ القرفة اللاذعةُ جدَّاً لسمر يزبك
- صورةُ الشاعر بينَ الذئبِ والمرأةْ
- قلقُ الحياةْ
- ساهراً في النهارْ
- جدليَّة العشقِ والتمرُّدِ في شعرِ يوسف أبو لوز
- الكلامُ الذي لم أقُلْهُ
- موسيقى مرئية / المجموعة الشعرية كاملةً
- قصائد فلسطينية
- ينقصُني قمرٌ كيْ أعيشْ


المزيد.....




- فنان هندي يصنع تمثالًا لبابا نويل باستخدام 1.5 طنًا من التفا ...
- مكتبة الحكمة في بغداد.. جوهرة ثقافية في قبو بشارع المتنبي
- وفاة الممثل الفلسطيني المعروف محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- قرار ترامب باستدعاء سفراء واشنطن يفاقم أزمة التمثيل الدبلوما ...
- عرض فيلم وثائقي يكشف تفاصيل 11 يوما من معركة تحرير سوريا
- وفاة الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- رحيل محمد بكري.. سينمائي حمل فلسطين إلى الشاشة وواجه الملاحق ...
- اللغة البرتغالية.. أداة لتنظيم الأداء الكروي في كأس أمم أفري ...
- بعد توقف قلبه أكثر من مرة.. وفاة الفنان المصري طارق الأمير ع ...
- نجوم يدعمون الممثل الأميركي تايلور تشيس بعد انتشار مقاطع فيد ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - كعبُ آخيل