أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - موسيقى مرئية / المجموعة الشعرية كاملةً















المزيد.....



موسيقى مرئية / المجموعة الشعرية كاملةً


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2860 - 2009 / 12 / 16 - 13:43
المحور: الادب والفن
    



إهداء

إليها

إليَّ

إلينا

إلى ما تمرَّدَ فينا علينا


كُتبتْ هذه القصائد بين الأعوام 2001 إلى 2008

*************************************



الحياة كما أنا أفهمُها

الحياةُ كما أنا أفهمُها
لهفة ٌ لسماءٍ ملوَّنةٍ بالنداءاتِ
روحُ الينابيع ِتحملُني مثل عطرِ الندى
زهوة ٌ للحصانِ ِ المُجنَّح ِ فيَّ
إحتراقُ الأباريق ِ في قُبة ِ ألليل ِ
طعمُ ألنساءِ ألمُدجَّجُِ بالنار ِ.....
فوضى ألقصائدِ والأغنياتِ ألبريئةِ....
نومُ الأحاسيس ِ في قاع ِ نهرِ أللُغهْ
وإقتناصُ زهورِ الفراشاتِ من أربعاءِ الرمادْ
وألحلولُ ألنهائيُّ للعشق ِفي جسدِ الصبح ِ
وهو يزفُّ البياضَ النبيلَ لقلبِ ألبلادْ
شهوةٌ من حريرٍ تلفُّ الفؤادْ
رفيفُ رخام ِ الأنوثة ِ أو لمعانُ ألقرنفل ِ تحتَ السوادْ
ألحياةُ كما أنا أفهمُها
لا كما أنتَ تفهمُها فتفسرُّها بالجَمادْ

****************
غواياتْ

تتجلَّى غواياتُها البيضُ لي
من سماواتِ برزخها وبرازخِ فتنتِها
فأغيبُ على مَهَلي
خلفَ أعضائِها ........
هيَ ما تتركُ الجاذبية ُ من شبقٍ ضائع ِ الوجهِ
في مفصلي
هيَ أصلُ البدايةِ / أصلُ النهايةِ
في الأوَّلِ
هيَ ما يجمعُ الشهدُ والبرقُ لي
من سرابِ عذاباتِهِ
وإشتهاءاتِهِ
السَلسل ِ
تزوَّجَ نظرتَها شجرُ ألكستناءِ
ألمسافرُ في ألليلِ نحوَ بلادٍ من ألمُخمَل ِ

******************
علَّمتني

علَّمتني إنكساراتها العاليهْ
أنني لستُ غيرَ إنعكاساتِ
أشيائِها في ألمَداراتِ
أنَّ كلامي الأخيرَ لها
قبضُ ريح ٍ مُسوَّمةٍ في المَرايا
وأنَّ دمائيَ قدَّاحُ ليلٍ على رملها .......
أنَّ روحيَ أيقونة ٌ عاريهْ........!

*****************
ما تشائينْ

ها هنا ما تشائينَ لا ما أشاءْ
فأنا فارسٌ من زمانٍ مضى
وإنقضى حبُّهُ ..مثلَ قطرةِ ماءٍ
هوتْ في العراءْ

لونُ عينيكِ يثقبُ قلبي كما إنغرسَ السيفُ
في زهرةِ ألهندباءْ
ويطرَحني نازفاً بالقطيفة ِ أو بالحَمام ِ المُلَوَّن ِ
أو بخطاكِ على كوكبٍ مُعشبٍ بالأغاني الجريحةِ
أو بالرؤى فوقَ صدر ِ السماءْ

ها هنا ما تشائينَ لا ما أشاءْ

آب 2007

*****************

فوق هُوّةِ إيقاعها ألعابرة

(إلى داليا رابيكوفتش)


صوتُها لا أطيقُ إبتسامتَه الماكرة
ليعلّقَ أحزانها فوقَ أفراحِ قلبي
ويبرأُ من دمها.........
ألحزنُ ذئبٌ بعينيَّ أعرفهُ.........
ألحزنُ ذئبٌ بريءٌ يلاعبني ويُمسّدُّ لي وجعَ الذاكرة
لا أطيقُ الغمامَ الخفيَّ الذي يتصاعدُ من دمعها البشريِّ
ومن ولهي بالندى كلمَّا إنتحرَتْ شاعرة
فوق هوّةِ إيقاعها العابرة

***********

كانتْ الروحُ في عامِ 91 تختزلُ اللحظةَ المُشتهاةَ
وتصنعُ للحُبِّ جغرافيا من جهاتِ القصائدِ
تفهمُ أشواقها الطائرة
كانَ بيني وبينَ جهنمَّ سبعونَ ألفِ خريفٍ
تؤجلُّني مثلما أجلَّتكِ عصافيرُ يافا
على شرفةٍ في غدٍ ساهرة
كانَ لي ولكِ الطيرانُ على جنةٍ ماطرة

**********

لا أطيقُ إبتسامة عينينِ ِ ملءَ المدى
تسبحان ِ
وملءَ الندى
تكتبانِ عذابي
على لهفةِ السنديان ِ

***********

أما كانَ متسّعٌ ضيّقٌ واسعٌ /
خادعٌ
بيننا لقصائدِ سيلفيا بلاث الأخيرةِ ؟
أو لنرّتبَّ حاضرَنا ليليقَ بلونِ الفراشةِ؟
أو لنقيسَ المسافةَ ما بينَ أرواحنا والصدى؟
في زقاقِ المدينةِ في أسفلِ الليلِ /والظلّ
والزهرِ / والشعرِ
والرغباتِ الأخيرةِ.......نصعدُها
ثمَّ تصعدُنا للسحابِ

***********

ويجهشُ فينا هنا
ملءَ أحلامنا
شجرٌ من ضبابِ

***********

نأخذُ الفرحَ المُختلَسْ
ثمَّ نجلسهُ في حديقةِ أجسادنا
ونمشطُّ شعرَ الينابيعِ حتى إنطفاءِ المياهِ
ونبكي على الأندلسْ

***********

وفي تل أبيب ِ نُضيّعُ أسماءَنا
كلَّ يومٍ على حافةِ القمرِ المُرِّ.........
نرمي بأشيائنا نحو يركونها
ويدورُ بنا الإنتظارُ فرادى لما ليسَ يأتي ......
إنتظارٌ لجودو بيكيتْ رُبمَّا.....
ولما ليسَ يحدثُ في أمسنا المُنتقى.....

***********

سأروّضُ روحي إذنْ لتأملِّ وجهكِ تحت الرذاذِ
المُسيَّجِ بالنارِ واللوزِ....أو بجمالِ الحياةِ
الذي يقتلُ الشعراءَ .....
أنا صفةٌ للحصانِ الحزينِ الغريبِ
فهل قطعةٌ أنتِ من عنفوانِ الفرَسْ؟

************

يتناسلُ منكِ شريطٌ تلوّنهُ الذكرياتُ
وأنتِ على شفقٍ من رخامكِ مرميّةٌ
لا شذى يتصاعدُ من نارِ قلبكِ
لا وردةً / آهِ لا قبلةً /..... تتبخرُّ ما بيننا
الطبيعةُ ماتتْ هنا لا نفَسْ

************

تتناسلُ أحلامُكِ العاطفيةُ
مني ........كما يتناسلُ وردُ الشوارعِ
من تل أبيبِ الصليبِ الأخيرِ لعاطفتي
فوقَ جلجلة العالمِ المُتحَضَّرِ
تقتلني ثمَّ ترفعني كي أمسَّ شفاهَ السماءِ
على فمِ شاعرتي آهِ لكنني غيرَ
صوتِ دمي لا أمَسْ...

أيلول 2007

***********************

أغنية تحت أمطار أبابيلية

في ليلةٍ ما عندما يصحو الندى في حنطةِ الأيام ِ
سوفَ يضيئني وجعي الذي أدمنتهُ
زمناً ...وتركضُ في مفاصلِ وردتي نارُ المجوس ِ.....
يحيلني ندمي
الى أنقاضِ فردوس / ٍيحيلُ دمي
فقاعاتِ النبيذِ المُرِّ في قلبِ إمرئِ القيسِ
المُعذَّبِ بالجمالِ الحُرِّ أو بلحاقِ قيصرْ

في ليلةٍ ما عندما تأتينَ سوفَ يضيئني شوقي
بأعقابِ النجومِ وزرقةِ المنسيِّ من أحلامها
في مخدعِ الأفعى وقلبِ الشاعرِ البدَوّيِّ
يبحثُ عن حفيفِ القبلةِ الأولى
وعن معنى غموضِ الحُبِّ فيما بيننا وجمالِهِ.............

في ليلةٍ ما عندما تبكينَ
سوفَ يصيبني ذهبُ الحنين ِ بلونكِ المملوءِ بالناياتِ
سوفَ تخُضني الدُفلى لأملأ من يديكِ دموعَها الأنثى
كما الأجراسُ تملأني برائحةِ إشتهائكِ
تعبرُ الدنيا على جسدي الموّزعِ في خلايا مائكِ الجنسيِّ
يصرخُ دونما صوتٍ.......
ويركضُ في مفاصل ِ وردتي ماءُ الشموسْ

بكِ أو بغيركِ سوفَ أحلمُ ......
لعنتي / حُريّتي
في البحثِ عن أسرارِ عرّابٍ
يزوِّجُ صيفنا لشتاءِ محمودٍ وريتا

بكِ أو بصبحِ طيوركِ الملغاةِ
من شجري سأحلمُ هكذا حُرَّاً
بلا طوقٍ يشُبُّ القلبُ عنهُ وعن يديكِ
وألتقي بصباكِ في ظلِّ الغنائيّاتِ
أو بالآخرينَ المسرعينَ
إلى إقتسامِ الحُبِّ في قلبي وقلبكِ في سدومْ

الآخرونَ همُ الجحيمُ / الآخرونَ همُ الجحيمْ

وضياعنا الأبديُّ في هذا الزحام ِ
على الحياةِ جميلةً وملوَّعهْ
كُلُّ الطيورِ البيض ِ تجفلُ في دمي
وتفرُّ منكِ حزينةً ومُروَّعهْ
ما حبُّنا إلاَّ رماحُ النار ِ
في جسمي وجسمكِ مُشرَعهْ
أمطارُهُ تهمي أبابيليةً
وأنا أغنِّي....../

سأحرسُ نومها المائيَّ بالقبلاتِ
أحرسُ ليلها المنخوبَ بالشهقاتِ
أحرسُ ظلها بأصابعِ النعناع ِ
أتركُ ما يهبُّ من الأغاني والندى الليلّيْ
على جسدي يجفُّ كما تجفُّ الريحُ في دمها
وتصعدُ نورساً مائيّْ
إلى شفتيّْ

يطيرُ نداؤها بي في الفضاءِ كأنني أسعى
على عينيَّ من قاعِ الحياةِ
كأنَّ شوقَ دمي إلى دمها
يقبّلُ زهرةَ الأفعى .../

**************************

موسيقى مرئية


/ قدماكِ تعزفان ِ موسيقى مرئية
بي رغبة ٌ لإحتضانها حتى الضياعْ /

(1)

من قاع ِ نهر بويبَ تصعدُ لهفة ُ السيّابِ
يأتي صوتهُ المحمولُ فوقَ الريح ِ
يصرخُ في عراءِ الروح ِ
يعصفُ بي كوردٍ غامض ِ المعنى
يعانقُ داخلي المجروحَ
دونَ دم ٍ أثيريٍّ : ....أحبيّني لعلَّ طفولة الأشجار ِ
تحملنا الى ماض ٍ هلاميٍّ بلا عربٍ وعاربةٍ .......
يُرفرفُ فيكِ نهرٌ قاحلُ الإحساس ِ
يصرخُ آخري : لا تنظري لسدومَ _ وجهكِ لعنتي ورؤايَ_
أوقدتُ الزهورَ جميعها فيها
وماتَ على مداخلها إنتظاري
لبهاءِ ما أحرقتِ من لحم ِ الشموع ِ
ومن ضلوعي
إذ ينازعها محارُ بويبَ أوجاعَ
الندى والعاج ِ في سرِّ وصلصَلةٍ
( أحبيّني لأني كلَّ من أحببتُ غيركِ لم يحبوني )
وداسوا القلبَ مرميَّاً على نوّاركِ المحروق ِ بالقبُلاتِ .........
يذبلُ فيَّ صيفُ الحُبِّ والرؤيا وتزهرُ فيكِ ناري

(2)

من ألفِ دهرٍ ضائع ِ القسماتِ مثلكِ أو يزيدْ
ودمي يُصفِقُّ في ربيع ٍ مرَّ أو صيفٍ بعيدْ
ربَّيتهُ بفحيح ِ عطركِ وإنحلالكِ في مساءِ الروح ِ
يا جسدَ الورودْ
ربَّيتهُ بغيابكِ المملوءِ بالأحلام ِ
عارية ً وحافية ً تنامُ على إشتعال ِ الماءِ بالنارنج ِ والدفلى
كأنَّ دمي وليدْ
ربَّيتهُ بغدٍّ يرفرفُ فيَّ مثل الحلم ِ
أو بيدِّ من الشفقِ ِ المجنَّح ِ في فراشاتِ النشيدْ

(3)

من ألفِ حُبّ ٍ ضائع القسماتِ مثلكِ أو يزيدْ
وأنا أسيرُ لهوَّةِ الماضي السحيقة ِ
باحثاً عني وعن ......لغةِ الحقيقة
سيزيفُ أحملهُ ويحملني على جبلِ الخطيئةِ والعذابِ
لكلِّ قلبٍ حلمُهُ العذريُّ منا والمُكفّنُّ بالضبابِ
يطلُّ من شجرٍ يضيءُ عليهِ
أو من كوّةِ القمر ِ العتيقة

(4)

لا غابة ُ الأشواق ِ تعرفنُي
ولا حزنُ السنونو في دمي يبكي
ولا عشبٌ على هُدْبٍ يُلامسني يحيلُ دمي حديقة
وغداً حلولي فيكَ يا جسدَ القصيدةِ وإنكساري
في مراياكَ الشفيقة
وغداً حلولُكَ فيَّ يا معنىً بلا لفظٍ
يؤثثُّ بالصراخ ِ وبالرؤى مجدَ إنتصاري

(5)

ومن إنهمارِ الناس ِ مثلَ الدمع ِ
في وجع ِ الزحام ِ أو الكلام ْ
ينسلُّ وجهُكِ مثلَ عصفور ٍ شماليٍّ
يُودُّعني وملءَ حفيفهِ ورفيفهِ
تأتينَ من عبق ٍ ومن شبق ٍ
كأقواس ِ الغمامْ
الشمسُ تغسلُ كاحليكِ بما ينزُّ من المَحارْ
من لمسةٍ عطشى يذوبُ على أصابعها الظلامْ
ضوءاً رخاميّاً ........تفتَّحُ فيهما زهراتُ نارْ

(6)

لا تتركي داوودَ آهِ رأيتُ جالوتاً رماهْ
فوقَ الصخور ِ ..........رأيتُ أحصنة ً بأجنحة ٍ
ترِّفُ على دماهْ
....لا تتركي فوقَ الصليبِ يسوعَ وهو يصيحُ آهْ

(7)

تفاحة ٌ عيناكِ تقضمها الأفاعي في كهوف ْ
ثلجُ السنين ِ يسُّدها عني وعن قمرِ الخريفْ
عيناكِ ..؟؟!
أم جنكيزُ خلفَ البحرِ يشحذ ُ لي السيوفْ
وأنا سمائي كُلُّها تغفو على نقر ِ الدفوفْ

(8)

سأعيشُ مسكوناً بنبض ِ يديكِ
مدهوناً بزهرِ البرتقالْ
وموسيقى سمفونيةٍ مرئيّةٍ
للحُبٍّ تهمسُ بي تعالْ
سأعيشُ رغمَ قريشَ أكتبها
بعطر ِ دمي يصفقُّ في الرمالْ
وأجيءُ رغمَ قريشَ .......
في قلبي المُحَنطّ ِ ألفُ رؤيا للجمالْ

ربيع عام 2006

*******************

ألنوارس في دمي تبكي

سألمُّ يوماً ما تناثرَ من صدى
قدميكِ حولَ ضفافِ قلبي
مثلَ عطرِ النارِ يفجأُني ......
النوارسُ في دمي تبكي
لأوَّلِ مرَّةٍ في الروح ِ.... تملأني بدمعِ شقائقِ النعمان ِ
قلبي زائدٌ عن حدِّهِ
أو ناقصٌ من وردهِ
شفة ً تقلِّمُ لي حنانَ الأرض ِ وهو يفيضُ عن وجهي
وعن لغةِ إرتحالي في الضبابْ
سألمُّ يوماً ما بأهدابي زهورَ بحيرةِ الحُمَّى
تهدهدُ روحَ لامرتينَ في شفقِ العذابِ
تضيئني لغتي بلا قمَرٍ رخاميٍّ
ويطفئني عراءُ جمالكِ الممهورِ بالموجِ الحزينِ
على ذبول الصمتِ والمهدورِ بالنعناعِ في أبدِ السحابْ

***********************

لهفة ُ الفينيقْ

روحي تنامُ على تنفُّس ِ مائِها الدُريِّ في أشعارِ هولدرلينَ
فيما جلدُها الرخوُ المضمّخُ بالنعاسِ وبإنسيابِ العاجِ
يشهقُ في شراييني ويعوي في شتائي
لم أقترنْ بفضائها اللغويِّ إلاَّ كي أردَّ النقصَ
عن أسرابِ موسيقايَ .......
أقطفَ حكمة ً بيضاءَ من بستانِ فردانيَّتي ....
أنا لهفة ُ الفينيقِ في غدِها المُحنَّى بالحدائق ِ
والرمادِ الأرجوانيِّ المُعطّرِّ بالحنينِ الى مكانٍ
لستُ أعرفهُ الحنينِ الى زمانٍ
ليسَ يعرفني ....ولوعة ُ أسئلهْ
ترفو عذابَ الليلِ في قلبي ......ونارُ قرنفلهْ
بدمي أراها في الهواءِ الرخص ِ
تنحلُّ القصيدة ُ دونَ قُبلتِها ووحدي لا أرى
عطشَ الإباحييّنَ ينضحُ من أصابعها
على قمرِ القرى
في القلبِ وهو يخبُّ في جمرِ
الغوايةِ كائناً / صفة ً لعينيها ويلحقُ قيصرا .

أيّار 2005

**********************

حينما الوحيُ ينزفُ منِّي

هل أرَقتُ على مثلها ندمي ؟
أم دمي ؟
أم عراءَ الربيع ِ وقبلة َ عينيَّ
في شهرِ آذارَ ؟ أم دمعَ نوَّارها ......؟

زهرة ُ الريح ِ مرَّتْ بنا
في مرايا المساءِ الأخيرِ هنا
حينَ كنَّا
على طرفِ الأرض ِ نبحثُ عنَّا
بلا طائلٍ ...فتمسَّ هي النايَ في شغفٍ بالغ ٍ
وأنا دونَ وعي ِ العبارةِ أصرخُ من ألمي

هل أرقتُ فمي فوقَ صلصالِها ؟
ونثرتُ على ليلها
سبحة َ القلبِ , والعمرِ , والأمنياتْ ؟

هل أرقتُ على مثلها
ندمي أم دمي البكرَ ؟
أم نرجسَ الشبهاتِ العصيَّةِ ؟ أم حبقَ الأغنياتْ ؟
أم كسَرتُ رتابة َ أحلامها ؟
ربمَّا .... بصراخي مريضاً من الوجدِ للأنبياءِ " أنا أبنكمو
والفتى الضالُّ في فلواتِ المزاميرِ
ضعتُ فلا تتركوني .... وحيداً / شريداً / طريداً
سيأتي زمانٌ وينقذني " ربمَّا ربمَّا .......
كنتُ ذاتَ خريفٍ أليفٍ
كسّرتُ هشاشة أيامِها
ونهرتُ الهواءَ القديمَ الجديدَ عن الذكرياتِ ؟
التي سوفَ تأتي غداً كالمسيح ِ
لتغسِلني من خطايايَ
أو لتربِّي رؤايَ
على مهلها ....
مثلما حجلُ الديرِ يكبرُ
أو طفلة ُ الغيم ِ من مُنتهايَ
تسيرُ الى مُبتدايْ

حينَ لا أجدُ الشعرَ كيْ أرتقَ الروحَ
بالبحر ِ أو بخطى الكلماتْ
حينما أجدُ النهرَ في ثقبها
وهو يجري بنحلٍ تلوِّنهُ
شهوة ٌ كالصباح ِ البريءِ إلى ما وراءِ الحياة
حينما الوحيُ ينزفُ منِّي
فتبتلُّ أغصانُ أعلى الشجَرْ
وتبتلُّ ريحُ المعاني مسافرة ً في المَطرْ

هل أرقتُ عليها / عليَّ القصيدة َ
فإنغمسَتْ في دمي
كالشواظِ المُشعِّ سنا / وأنا
كنتُ في حضرةِ الناي ِ أصرخُ من ألمي
حاملا ً دونَ سيزيفَ صخرَ فمي وضلوعي
وإرثَ العدَمْ
نحوَ هاويَّةٍ في خيال ِ القممْ

آذار 2008
************************

أغنية إلى طروادة ثانية

ساعة ً سأعرِّي خطايَ من الدم ِ ....
من رغبتي في إقتناص ِ العباراتِ رنانة ً
وأسمِّيكِ أعلى من الإنحدار ِ الى مجدنا
المتأرجِّح ِ في زمن ِ العنكبوتْ

ساعة ً سأعرِّي القواميسَ من لغتي
والمساءاتَ من فرحتي
إذ يؤجِّلها صوتُ ملحمةٍ في جنوبِ الضلوع ِ
بغير ِ حصانٍ ومن دونِ بحرٍ
يطلُّ على ما وراءِ السماءْ

/ وطروادةُ إنكسرتْ في الأساطيرِ
وإنتحرتْ ربَّة الشعر فيها /

ساعة ً سأمرُّ على ما يقولُ المضارعُ
في كلِّ أوقاتها
ما تقولُ الشوارعُ , أشجارُها , العابرونَ
الى عالمٍ حالمٍ , صمتها , لونها , وحدائقها العامة ُ ,
الأرجوانُ على ليلها , وإنكسارُ النهارِ ,
نوافيرها ,
وأزاهيرها
في المساءِ الملوِّن ِ تُذبحُ لكنها لا تموتْ

/ آهِ يا آخري
أنا أعرفُ أنكَ تكرهني دونما سببٍ مقنعٍ
لصراعِ الحضاراتِ لكننَّي سأجاملُ
حتى النهايةِ من أجلِ معنى الحنين ْ
لأعرفَ ماهيَّتي .... من أنا ؟؟ ما أكونْ ؟؟ /

لن أفكرُّ الاَّ بحريِّة ِ الأغنياتِ التي سَجنوها
فنامتْ على صدر ِ طروادةٍ ثانية

بذا قضتِ الطائراتُ هنا
بينَ أهلي وأهلكِ من قبلُ أو بعدُ
ملءَ عراءِ البداياتِ
ملءَ عراءِ النهاياتِ
أو إنها حكمة ٌ للبرابرةِ القادمينْ
إلى شمسنا العربية
كي يشربوا ماءَ أحلامنا
ولكيْ يقضموا زهرَ أيامنا .......
حكمة ٌ للبرابرةِ القادمينْ

ساعة ً سأعرَّي يديَّ من الذكرياتِ
ونوَّارِ آذارها الفجِّ .....
حريَّتي من دمي / مفرداتي من الشمع ِ
عينيَّ ممَّا تغنّي النجومُ وراءَ الأبدْ

ساعة ً سأسمِّي دمي حبقاً مشتهى
في حدائق ِ عينيكِ يعلو الى الإنعتاق ِ ...........
وأسمِّي رؤاكِ فضاءَ الجسدْ

***********************

محضُ فم ٍ وحيدْ

متنصِّلاً من لعنةِ الأسماءِ من دمكِ الشفيفِ
كزهرةِ الليلِ المخضبِّ بي ومن أشهى نبوآتي
ومن دمع ِ السماءِ يهبُّ في لغتي
وفي قوس ِ الدم ِ القزحيِّ
في الما بين ِ من جسدي
أنا المصلوبُ في شفق ٍ
أعانقُ في أعالي الأغنياتِ
ضبابَ أيامي بلا عنق ٍ
عليها ختمُ أفعى من ثمودْ

مترَّجلا ً عن شهوةِ الألفاظِ
عن قمر ِ المجاز ِ المحض ِ ........
حينَ يصيرُ آخرَ قبلةٍ عمياءَ في شفةِ المعاني

متشكِّلاً منِّي ومنكِ هناكَ
في هذا الرخام ِ الحيِّ
كيما أطمئنَّ الى كياني
وأنين ِ روحينا الخفيِّ اللون ِ
يقبعُ في نهار ِ قصيدةٍ أخذتْ حناني
ومضت .....فمن يرثي الرخامَ الحيَّ ؟
لونَ الليلِ ؟وردَ النارِ ؟سرَّ الثلج ِ ؟عنوانَ إنكساراتي ؟
المجازَ الصرفَ ؟ من يرثي مسائلتي ؟
مكاشفتي البريئة كالأغاني ؟
من للندى العفويِّ ينهضُ في الصباح ِ ؟
ولإحتضار ِ قطيفتي ؟ لسفرجل ِ الأيام ِ بعدَكِ إذ يعاني ؟
لأمدُّهُ بيديكِ أو ليمدُّني بغدٍ
أعانقُ فيهِ أحلامي على حقويك ِ
ألثمُ ما تعرَّى من خيالاتِ القصيدة ِ فيكِ
كلُّ دمي وكلُّ نشيدِ إنشادي وكلُّ يديَّ
عينيَّ
إرتعاشاتُ المجرَّةِ فيَّ
محضُ فم ٍ وحيدْ

أنا نايُ حزنكِ حينَ تعبرني رياحُ الشرق ِ
أصهلُ في مرايا الذاهبينَ الى الشمال ِ بلا حكايا
أو مواجدَ لا تهاجرُ كالنوارس ِ
مُشعِلاً في كلِّ ما يرثُ المدى المسحورُ
من خفقان ِ أجنحتي على غاباتكِ العذراءِ
ثلجَ شفاهكِ الظمأى وأغصانَ النشيدْ


شتاء 2008

********************************

الحُبْ الدامي

هذه قصة حقيقية جرت أحداثها في ضاحية من ضواحي حيفا . ربط الحب فيها بين روحين بريئين سعيدين بالحياة .حزينين ومخلصين لفرحهما المختلس.ولشوق الحياة .
روحين مشتعلين بأوار الجسد وبنداءات الملائكة الأرضيين . روحين لآفي ورونا
التي أحبها آفي حتى جنون أعضائه المبعثرة في مجرّة قديمة ضائعة خارجة على مدار الزمن.أحبها رغم كل شيء . رغم فشله الذريع في عمله وفوضويته وتقلبه في حياة مضطربة عاطفيا واجتماعيا وماديا ونفسيا. وفي النهاية تحملَّ فشله في كل شيء
ولم يستطع ان يرّتبَ نهاره المنعوف كزهرة عباد الشمس فوق شاطئ كريات يامْ. ولم يتحمل فشل حبه لرونا التي ضاقت بفوضوية حياته وطبعه المشاغب البريء .رونا التي كوّنتْ عالمه جزءاً جزءاً هناك على ساحل أبديته .فكانت النهاية موجعة ومأساويه وملأى بالدمعِ والدم والأسئلة الغامضه .وبنشيجٍ يغمغمُ في روحه . وكانت ليلة ً لجنون الرصاصْ .


غرقتْ نارُنا في دموع ِ المحبيّنَ
وأشتعلتْ في مراياكِ تحملني للأبدْ
نحو صبحٍ بلا قُبلاتٍ يضيءُ
على جانبيكِ صهيل َ الزبدْ
غرقتْ فيَّ نارُكِ أو أيقظتْ
فيكِ ناري فحيحَ الجسدْ
يتمتمُ آفي كلاماً غريباً
عن الحبِّ .....والبندقيةُ بينهما........
ـ عانقيني لأطلقَ بعضَ الرصاصِ
على نورسٍ خائفٍ في عيونكِ
بعضَ الرصاصِ على قمرٍ
يتسكعُّ ملءَ سمائكِ أو ملء حيفا
وبينهما البندقيةُ نائمةٌ
وتنامُ على جسدِ البحرِ حيفا
بلا قمرٍ وبلا ذكرياتٍ.........
ورونا كأحلامِ غوغانَ
تغفو على مهلٍ مثل طفل ٍ حزين ٍ
رياحُ النجومِ تهبُّ على ثلجها فيشبُّ............
بلا وعيها الخاصِّ تحلمُ ضائعة الروح ِ
ملتفة ً بملاءةِ غوغان يكسرها البحرُ..........
وهو بجانبها مثلَ نهرٍ بعيد ٍ غريبِ النجومِ
يحشرجُّ أو يستعدُّ لموتٍ قريبِ الخطى .........
ـ سوفَ ألعنُ هذي الحياة بما ملكَ القلبُ من قرفٍ ....
غمغمتْ شفتاهُ........
ولا شيءَ يقتلُ كالذكرياتِ
الجميلة ِ ...لا عنفوان النساءِ
ولا البندقيةُ ما بيننا نائمينِ
بلا جنةٍ خلف َ بلّورِ روحي وروحكِ ............
لا شيءَ يقتلُ كالذكرياتْ
كانَ آفي على موعدٍ مع صهيل ِ الجسدْ
يوّدعُّ أحلامه بسوادِ النحيبِ الخفيِّ لشاطيءِ كريات يامْ
يصطفي ليلَ رونا بأكملهِ
ويزيحُ الشذى الصلبَ عن جسمها باللسانْ
ولكنهُ كلمّا شعّتْ الأسئله
تخمدُ النارُ في روحهِ
ـ آهِ رونا الجميلة ُ حتى البكاءْ
أنتِ لي قدرُ الحبِّ والموتِ
في جنة الأرضِ أو في جحيم السماءْ.
ايُّ معنى لحبِّ الغزالةِ للذئبِ...؟
حبِّ الحمامةِ للأفعوانْ؟
أيُّ معنى لنقش ِ جنونِ الرصاص ِ
المُحبِّ على جسدِ الأرجوانْ؟
...................................
ينزعُ الليلُ قمصانَه الدموّية َ عن زهرِ صفصافةٍ
يرفعُ البحرُ زرقتَه كنداءٍ الى الله ِ
ـ من أيقظَ البندقيةَ ـ ؟
ليس َ سوى البحرِ من شاهدٍ
والحقيقة ُ تحتَ ندىً لامع ٍ ..........جُثتّانْ
والعصافيرُ منهكة ٌ تحتَ قصدير ِ
شمسٍ صناعية ٍ صدئتْ مثلَ وردِ المقابر ِ
في المطر ِ الحامضيّْ
العصافيرُ ميّتة ٌ حيثُ شئتَ هنا أو هناكَ ..........
وفي الحبِّ متسعٌّ للرصاص ِ ........وللسخريه
ومتسعٌّ لدمِ الأغنيهْ

*******************************

في مهبِّ العناقْ

إنَّ نصفَ القصائدِ أحرقتهُ
والبقيّة ُ في سلةِ المهملاتْ
رمتها عيونُ النساءِ اللواتي
إلتقيتُ بهنَّ على عجلٍ في مهبِّ العناق ِ
على شرفةِ الذكرياتْ
بعدما إشتعلَ الحُبُّ شيباً ... وماتْ..!
**************

في الطريق

في الطريق ِ يوّحدُني صوتُها
نحو َ بحر ٍ مُسجّى من الشِعرِ والأسئلهْ
في الطريق ِ تُوزعّني قبلة ٌ لا تُسمّى
على جنّةٍ مُقفلهْ
في الطريق ِ سأرمي يديَّ على فسحةٍ في خواءٍ قليلٍ
ضليلٍ
وأسألُ حتى صراخَ العناصر ِ
في شهوةِ الريح ِ والشهدِ من شهريارَ
أيا شهرزادُ الجميلة ُ
من ذبحَ الصبحَ في ليل ِ عينيكِ أو أجّله ْ؟
كوردٍ أخير ٍ على فم ِ عاصفةٍ مهملهْ
كجسمين ِ في برزخ ٍ للشتاءاتِ
راحت تقلِّمُ زهريهما
وتزوّجُ نهريهما
مقصلهْ
***************

رؤيا ماياكوفسكي

ماياكوفسكي تراءى لقلبيَ في يقظةِ الحلم ِ.......
كانت تتوّجهُ شهوةُ الأغنياتِ
الشقيةِ بالنرجس ِ الغامض ِ اللون ِ والروح ِ ........
كانَ يئنُّ كقطعةِ ماس ٍ ومنطرحاً فوقَ ثلج ِ سيبيريا
ويحلمُ بالصيفِ والعطر ِ والغيم ِ والنجم ِ
في سقفِ زنزانةٍ تشبهُ القبرَ أكثرَ من أيِّ شيءٍ
وكانَ صدى الذاهبين َ الى السينما
جرسَ القلبِ في ليلهِ الخاصِّ .......
يجعلهُ زهرةً من دماءِ الجليدْ
وآنا التي رجعَ القلبُ من صوتها
سالماً ........ ضاعَ في موتها
من جديدْ.......!

***************

هنالك حُبْ

هنالكَ حبٌّ فقيرٌ ويمشي على قدمين ِ
حريريتينْ / مُكللّتين ِ
بغيم ِ الزوابع ِ ضائعتينْ
على ساحلٍ أبيضَ الحلم ِ لا ينتهي
نائم ٍ في رسوماتِ فان غوخ َ
حبٌّ نظيفُ الخطى والفؤادِ نظيفُ اليدينْ
هنالكَ حبٌّ صغيرٌ سعيدٌ بلون ِ اليمام ِ
الذي يغسلُ الدمَ عن وجهِ قانا
بأجنحةِ النور ِ يغسلُ عن قلبِ قانا الظلامْ
هنالكَ حبٌّ كبيرٌ يغنيّ لفاطمة َ القرشيّةِ
تحتَ السياطِ وفوق لظى عمرو بن ِ هشامْ
ويسعى على قلبهِ
فوق حبل الدموع ِ الى ربّهِ
هنالكَ حبٌّ فقيرٌ هنالكَ حبٌّ صغيرْ.........!

***************

وجهُكِ خلفيّتي في القصائد

سأكتبُ بالدم ِ حبَّّّكِ فوقَ البُحَيْراتِ
وجهُكِ خلفيّتي في القصائدِ خلفيّتي في فضاءٍ
يُمسّدُ ظلّي بعطرِ الأساطير ِ
تهطلُ من قلبكِ المستجيبِ لرائحةِ البحر ِ في طرفِ الأرض ِ
والمستجيبِ لموج ِ العصافير ِ في أوّل ِ الروح ِ ........
وجهكِ خلفيّتي عندما أكتبُ الشعرَ يوماً
على ماءِ قلبي
وحريّتي
إذ ْ أربّي
دموعَ النوارس ِ في معصميكِ.... لتولدَ بريّتي
منكِ ........ وجهكِ خلفيّتي
سأكتبُ بالقُبلِ السائلاتِ على حنطةِ الظهر ِ حبَّكِ
أو ببياض ِ الغيوم ِ على خصركِ الأستوائيِّ
أجنحةَ الأكاليبتوس ِ وهيَ تثرثرُ ما ضاعَ منّا
وما ذابَ من حُبّنا في ثلوج ِ الشمالْ .........
صوتُ خصركِ يُغمدني في المُحالْ.


**************

ولا أنا عاشقُ حريّتي

منذ ُ عشرينَ عاماً ونيّفَ تقتلني أمّتي
بسيفي المكسَّرِ تقتلني ......
ثمَّ تصلبُ لي بسمتي
فوقَ وجهي وتلصقها بالمساحيقِ
أسألني لمَ تقتلني ؟؟
لستُ أيَّ رسولٍ إليها ولا أنا عاشقُ حريتي
لتمررَّّ أنملها كلَّ يومٍ على عنقي مثل َ أمٍ رؤومٍ
تقبّلني مثل قطتّها شهرزادَ
ولكنها في نهاية ِ رغبتها الموحشة
وقبلّ إنهمارِ الضحى في دمي
قبلَ تزيينِ أقمارها لسماءِ فمي
تشحذ ُ السيفَ لي أمتّي
بأظافرها.....وتمددّني دونما رحمةِ
ثمَّ تقتلني ....ثمَّ تقتلني .....

**************

هكذا حدّثني صديقي

حدّثني صديقي مرةً عن عمرهِ الضائعِ
وراءَ إبتسامات النساءْ
عن جحيمهِ الخاصِّ الجميلْ
عن إنكساراتهِ وإنتصاراتهِ الغابرة
وبلهجةِ خمسينيِّ أرهقتهُ الأماني الكبيرة
حدثّني عن الحجرِ الضخمِ
المرعبِ الذي نزلَ من السماءِ
كأنهُ لعنة ٌ تتدحرجُ نارُ ها
وطاردَ ظهرهُ في كلِّ أزقةِ الدنيا وساحاتها
وبراريها وبحارها .... وسهولها وغرفها
وحاناتها وشوارعها ...ومدنها وقراها ...
ليستقرَّ أخيراً فيهِ
فقط حجرٌ ملعونٌ واحدٌ طالهُ من السماءْ
في زمنٍ أمطرتْ فيهِ السماءُ
ذهباً وفضةً وكنوزاً ودولاراتْ
كنتُ أضحكُ من حديثهِ بوجعٍ ظاهرٍ على وجهي
كنتُ أغتصبُ فرحي المُزيّفَ لأجاملهُ
وأكبحُ جماحَ أحزانهِ
بينما سماءٌ إستوائيّة ٌ خضراءَ وضائعة ٌ مثلي
كانت تبكي وتشهقُ داخلي

***************

لي ولها

كلُّ ما تتمخضُّ عنهُ القواميسُ لي ولها
كلُّ ما تتمخضُّ عنهُ النفوسُ التي إحترقتْ مرةً
في فضاءِ البنفسجِ وهيَ تزينُّ صلصالها
بأغاني النجومِ..........
ألحياةُ التي أفحمتْ شاعري بالفراغِ البريءِ
وما تتمخضُّ عنهُ المزاميرُ لي ولها
لي جنونُ أبي الطيّبِ المتنبي
وخسرانُ سلمِ بن عمرو
وموتُ إمرىء القيسِ
من غيرِ معنى يؤكدُّ ماهيّةِ الرملِ والشعرِ
أمّا لها
فالنهارُ الذي يسكبُ الآن َفوقَ جفافِ الكلامِ جدائلها
والحمامُ الخفيُّ الذي يتساقطُ كالدمعِ من ناطحاتِ السحابْ
لها قسوةُ الأمنياتِ وكلُّ إحتضارِ الضبابْ.


**********************

لن أبوح بسرّكما

آهِ يا صاحبيَّ إحملاني على وردةِ الغيم ِ
مثلَ الشهيدِ الأخيرِ إدفنا فيَّ سرّكما
وأعدّا رذاذاً خفيفاً يليقُ بأحلامِ قيصرَ أو ذي القروحْ

آهِ يا صاحبيَّ أعدّا لباساً لنهركما
المتفّتحِ في جسمَ فاطمَ مثل شهيقِ الجروحْ

شبقٌ في دمي مذ خُلقتُ يصيحُ
إحتفاءً بأشيائها .....

آهِ يا صاحبيَّ إنزعا خضرة الحُبِّ
عني وعنها لكي تتنفسَّ أسماكهُ في الفضاءِ
الحبيبِ على دمنا
لن أبوحَ بسرّكما
لن أبوحَ بسحركما
المتشبّثِ مثلَ المزاميرِ بي لن أبوحْ

تملأُ الكائناتُ سماءَ كلامي
وتختضُّ في الريحِ شمسي
وتنهضُ من نوم ِ روحيَ روحْ

أنتما الآخران ِ الجميلان ِ
لي ..وأنا الشاعرُ الجاهليّْ
حيثُ ألفُ معلّقةٍ سأخطُّ لها .....
تحملاني ...وفوق الصليبِ ألمُّ نجومَ الدجى
في الظهيرةِ عن ثوبِ فاطمَ .....
أنثرها في العيون ِ لتزهرَ مثلَ دموع ِ المسيحْ

وكلَّ شتاءٍ وصيفٍ كما يتسّلقني شجرُ الياسمين ِ
تعرشُّ أعراقُ قلبي كأغصان ِ لبلابَ
في شرفاتِ الحنينِ الأخير ِ
على ما إختفى من شراعٍ لأعضائها
ثمَّ أقبلَ ملءَ رؤايَ وملءَ دمائي يلوحْ

أنتما أنا يا صاحبيَّ
دمي وقصيدي تفرَّق بينكما
وأنا أنتما ........
في المساءِ البعيدِ سأمشي على طرق ِ الروم ِ وحدي
وأرجعُ من جهةِ البحرِ ......ممّا تقولُ الرسائلُ
أحملُ أعضاءَ جسمِ غلام ٍ تفتحَّ عن زهرةِ الشعرِ
مثلَ الملاكِ الذبيحْ
أنتما أنا حتى إنطفاءِ مجرّاتِ آلامنا
والوصولِ الى سدرةِ المستحيلْ

أنتما أنا حيّاً وميتاً تشاغبُ زهوي سيوفُ الملوكِ
وتصنعني وردةً / نورساً / قبلة ً / شجراً غائماً / دمعة ً /
بسمة ً من صفيحْ .

*********************

في لحظةٍ ما

في لحظةٍ ما خارجَ الزمن ِ إلتقيتُ به على حدةٍ
أعودُ إليهِ من حمّى الجحيم ِاللازورديِّ الزهور ِ
ومن قراءةِ باولو كويلو أعودُ من السماءِ إليهِ
كانَ فؤادُه يبكي بدمع ٍ غير مرئيٍّ ومرئيٍّ
على أعتابِ مجد اللهِ
كان كأنهُ معنى مجازيٌّ بلا لفظٍ يجسّده ُ...
وطيفٌ غامضٌ ينحلُّ في أوج ِ إنكساراتي ....
ويغرقُ في إنحلال ِ الصمتِ في عينين ذابلتين ِ
يغرقُ في رسائلهِ الأخيرةِ عن دم ِ الأبنوس ِ
عن ماهيّةِ الإحساس ِ....
أقصدُ لستُ أقصدُ ما أقولُ
فؤادهُ لا قلبهُ يبكي على ....
المتشاعرينَ يزوّجون َ غيابنا للمفرداتِ
أقولُ في سرّي هناكَ وراءَ هذا اللا زورديِّ العميق ِ
سألتقي بهوايَ ذات ضحى ًوأصنعُ من دمي
أسطورةً شخصية ً كالخيميائيِّ اللعين ِ.........
هناك َ بوصلتي التي إحترقتْ
بلون ِ الحبر ِ وهيَ تشيرُ نحوكِ
آهِ حيثُ هناكَ
لا بشراً زنادقة ً ولا أنصافَ قدّيسينَ
لا بشراً ملائكة ً ولا أرباعَ فرّيسين َ
روحي شعلة ٌ زرقاء ُ تبحثُ خارج َ الرؤيا عن اللا شيءِ
عن معنى إنتحار ِ الضوءِ داخلها
تحدّثُ نفسها عن نفسها
عنّي وعن عينين ِ من لهبٍ
ومن حلم ٍ خريفيٍّ بأندلس ٍ
وعن نهرين ِ من ذهبٍ
وغمغمةٍ أريدكِ هكذا
قمراً بلا ريح ٍ تسمرّه ُ على صدري
وشالاً لإختزال ِ الوردِ والنعناع ِ .....
ليلاً عارياً في القلبِ يجرحني.....
أريدكِ هكذا أبداً مسيحاً لا يموتْ

***********

سماؤكِ تسكنني

سماؤكِ تسكنني والنجومُ الخفيضة ُ والكهرمانُ
الليالي التي إحترقتْ وهيَ زرقاءُ فضيّة ٌ كشموع ِ القصائدِ
نهرٌ يمرُّ غريباً كوجهي
الحدائقُ يصعدُ منها الندى وهو يلهثُ نحوَ دمي
كُلُّ عصرِ الخرافاتِ يسكنني ....
ويحوّلُ بحرَ سمائي
الى كِسَرٍ
ودمائي
الى قمرٍ
شاردٍ............

************


بالأنملين ِ أغمضي روحي

بالأنملينِ أغمضي روحي كزنبقةٍ
تمتدُّ كالقلبِ مفتوحاً على التيهِ
أو فأيقظي صوتها من قاع ِ رغبتها
ترتدُّ مثل َ المنى في ثغرِ معتوهِ
كتبتُ عنكِ لأنَ الحسنَ فيكِ رؤى
تفيضُ عن جانبيْ قلبي وتصليهِ
كتبتُ كي ألمسَ المعنى الذي إنفتقتْ
عنه ُ كنهر ِ فراشاتٍ معانيهِ
هل كنتُ فيهِ سوى نرسيسَ يركضُ في
فضاءِ عينيكِ أو لا لم أكن فيهِ ؟

*************

الى ناظم حكمت ْ
(حاضراً في الغيابْ)


دموعُك َ لا أعينُ السجناءْ نجومُ السماءْ
دموعُكَ لا أعينُ السجناءْ
تضيءُ الليالي التي إمتلأت بالليالي
دموعكَ لا أعينُ السجناءْ
قناديلُ ليلِ الشتاءِ
على سجن ِ بورصة َ ....كلُّ أيادي النساءْ
غصونٌ لجذعكَ تلثمهُ ثمَّ ترشحهُ بالطيوبِ
وكلُّ قلوبِ البشرْ
هالة ٌ حولَ قلبكَ تحرسهُ أيُهذا القمرْ
دموعكَ لا أعين السجناءْ
حنينُ سماءٍ يسمّى ....مطرْ

نيسان 2007
**********************

هكذا قال لي الرأسماليّْ

قال لي وهو في الوهم ِ مستغرقٌ: أنتَ في
حلمكَ اللولبيِّ السعيدِ تدورُ بلا هدفٍ حولَ معناكَ
من غير ِ ما سببٍ واضح ٍتتهجّى رؤاكَ
بواديكَ وحدكَ أو تجتلي من غموض ِ الحياةِ
الخيوطَ التي علّقتكَ كأيقونةٍ في العراءِ......
وفكّرْ بعقلكَ يا أيهّا الفوضويُّ النبيلُ وليسَ بقلبكَ إنْ شئتَ.......
إنَّ الكلامُ دخانُ الخطيئةِ يصعدُ من لهفةِ الشعراءْ
كانَ صمتي يحاوره ُفي المساءْ
وإنكساري على ما تبّقى من الظلِّ في زهرةِ الكستناءْ
فكرةٌ في الهواءِ سديمّيةٌ عصرتْ قلبَه بمعاني الضبابِ
ودون َ إنتباهٍ لما فاضَ من حلُمي من طيورٍ سماويّةٍ
قالَ لي : هكذا عندما تفرغُ الأغنياتُ الشقيّةُ منكَ
ويفرغُ منها دمُكْ
ستعّبُّ الحياةَ بما ملكتْ راحتاكَ
الحياةُ حنينُ الصعاليكِ مثلكَ للأغنياتْ
ويسخرُ من نفسهِ.......
كنتُ أشربُ أحزانَه ُوأقولُ لهُ :أنني لستُ
غيرَ النداءِ الذي يتدفقُّ من قلبهِ الخاصِّ
أو أنني نبع ُ ضوءٍّ وحُبٍّ
لما سوفَ يأتي
هوى في مهبِّ المصبِّ الأخيرِ..........
هنا تبدأُ الطيرانَ الخفيَّ
فراشاتُ ماركيزَ في أسفلِ الحلم ِ
أعلى وأعلى من الواقع ِ الساحريِّ
أو المنطق ِ الشاعريِّ
هنا الرأسماليُّ يسخرُ من يأسهِ
ويمرُّ مروراً خفيفاً على موتِ معناهُ أو موتهِ المعنويّْ
أنا لا شيءَ في عينهِ وهو لا شيءَ في نظري
هو للأرض ِ مرجعُهُ وأنا مرجعي للسماءْ
بين َ فنّي ولألاءِ معدنهِ
ألفُ دربٍ معطرّةٍ بالندى وخطى الأنبياءْ
ألفُ دربٍ سيغفو عليها بلا ندمٍ موجع ٍ تعبُ الفقراءْ
ولكنه ُ قالَ لي مثل جدتّهِ أنطوانيتْ
في النهايةِ أو عندما لدغتهُ المرارةُ في روحهِ:
إستعضْ عن فتاتِ القصيدةِ إن ْ لم تجدهُ لعيشكَ بالبسكويتْ
ولا لا تجدّدْ لنفسكَ صلصالَها لا تعذبّها بالسرابْ
وهيَ تركضُ خلفَ بياتريسَ
يا أيّها المتوّحدُ /
والمتعدّدُ ملءَ مراياكَ
تحيا وحيداً برؤياكَ
حتى على دين ِدانتي تموتْ...!
***********************
رؤيا في سدومْ

كان َ على ناصيةِ الحلم ِ يناديني
وكنتُ متعباً أبحثُ عن سماءْ
كانَ يؤاخي صمتَهُ المنقوعَ بالنار ِ
ويرفو غصةَ الهواءِ بالأشجارِ والنساءْ

كانَ........
وكنتُ متعباً أبحثُ في الجحيم ِ
عن فراشةٍ من ماءْ

أنظرُ يا بياتريسُ
يا إيريسُ
يا........ تساقطي عطراً سماوّياً على ناري..... بلا إنتهاءْ

أنظرُ من هاوية ِ الجحيم ِ للعشاقِ في الجنةِ...............
للبحرِ أحتمالٌ واحدٌ في قلبيَ المسحوق ِ كالريح ِ ............
أعضُّ ....آهِ كالذئبِ ظلامَ السجن ِ والقضبانَ
لا أفسّرُ الحياةَ بالمرأةِ / ها هنا ألمُّ جسدي /من عالم ِ المحار ِ
أو أوزّعُ الروحَ على الأشجارِ
أو أسقطُ مأخوذاً أمامَ اللهِ والحلاّجُ يبكي فيَّ..............
لا أفسّرُ الحياة بالمرأةِ لا أفسرُّ الحياه

أنظرُ من نافذة الجحيم ِ للعشاق ِ في الجنةِ
مسحوقاً بنعل ِ حكمة الحياةِ
فيما هم يمارسون َ فعلَ الحُبِّ في أسرَّةِ الغيمِ .......
ويغسلونَ آلافَ المرايا بلهاثِ الأزرقِ الناريِّ
في جسمي الذي تجرفهُ شهوتُهم / أشياؤُهم
مثل رمادِ البحرِ نحو شاطئ ِ العنقاءِ
كنتُ عبدهم أشمُّ موتهم فلا أهربُ من فرعونَ
نحو البحرِ والنارِ..........
أنا على حريرِ الأرض ِ كالفراشةِ العمياءِ
عنكبوتهم يأكلني ....
بلا رؤى أصرخُ لا تسمعني الضوضاءْ

سدومُ يا حبيبتي تنينْ
يأكلُ قلبَ الطائرِ الإنسيْ
............................
نغسلُ بالدموعِ أقدامكِ
نستنجدُ بالملاكِ والملاكُ فيها مثلنا حزينْ
يغمضُ عينينهِ على دوّامةِ النارِ
فينتشلهُ منها حفيفُ الكائنِ الشعريْ

_حبيبتي إغتصبها الرعاعُ والمرتزقه
كنتُ متوّجاً بحبّها
وخفقُ قلبها
يسبحُ كالعصفورِ في روحيَ محمولاً على رذاذِ زنبقه
كانَ دمي ينظرُ محمولا ًعلى رذاذِ مشنقهْ

/ روحي على غيمه قلبي على الأسفلتْ
يتعلمُّ الحكمه من خنجرِ الفاشستْ
أو يطلب الرحمه من سادنِ الهلوكستْ
يا قلبُ ذقْ ممَّا لن أطلب الرحمه
لن أطلب الرحمة من سادنِ الهلوكستْ /..!
ربيع عام 2205
***********************

أشجارٌ تعانقُ حُبَّكِ الأعلى

شرفاتُ بحركِ تفتحُ المعنى على التأويل ِ يا عكّا
وتنصتُ للتباريح ِ التي تأتي كخفقةِ طائر ٍ
من غير ِ ما جهةٍ ولا لغةٍ
وترجُئني الى قمرٍ إباحيٍّ يجيدُ البوحَ
في مُدنٍ من التخييل ِتحملُ عرشَ خُسراني
فأخرجُ من زماني نطفة ً للبرق ِتصنعني إشتهاءاتي
على مرأى يديكِ تعيدُني محواً لقلبكِ
وهو ينبضُ بي يرشُّ دمي على وردٍ سماويٍّ فيُطلعني ...........
وأمشي في الشوارع ِأو أغوصُ بعطركِ الصلبِ الخفيٍّ
ونرجس ِ الشُبهاتِ .......
حتى القاع ِ يا عكّا تقمصّني هواؤكِ
في النداءاتِ الغريبةِ عن فضائكِ
والشتاءاتِ التي ما أزهرتْ إلاَّ بمائكِ
أو بعينيْ ربّةٍ بحريّةٍ تتسّلقان ِ العوسجَ المحفوفَ
في روحي بوجهكِ.....
آهِ يا عكّا....ووجهُكِ ذلكَ المُتفلّّتُّ الأبديُّ
من ناياتِ هوميرَ ......الحنينُ الأبيضُ الجسديُّ
للأشياءِ وهو يمرُّ محمولاً على نهر ٍمن القبُلاتِ موسيقى
تُرى بالقلبِ لا بالعين ِعارية ً .. ولاذعة ً
وراقصة ً على مطري.........
الأنينُ أللازوَرْديُّ الخفيُّ ينامُ ممسوحاً بدمع ِ الأقحوانْ

بدمي أقبّلُ خطوَكِ المائيَّ مثلَ حمامةٍ هبَّتْ على
ألق ِ المآذن ِ كي تُرصّعهُ بذاكرةِ المكان ِ
كأيِّ نورسةٍ إلى حبق ِ الحياةِ تطيرُ
تشربُ حزنَ عينيها هنا الأجراسُ في قمرٍ خريفيٍّ
وفي سحر ٍ ربيعيٍّ يعانقُ لهفتي قبل الأوانْ

ستفيضُ عن شِعري الزنابقُ منكِ يا طروادتي الأحلى
وتغرقُ هذه ِ الأسوارُ بالنعناع ِ والدُفلى.......
ستصعدُ من دماءِ العشق ِ أشجارٌ تعانقُ حبّكِ الأعلى
الذي يجري كأنهار ٍ على طرفِ الزمانْ....

وأقولُ كم راوغتُ سحرَكِ فيكِ
راودتُ الأنوثةَ عنكِ كي تتفتّقُ الأزهارُ
من فمكِ الشهيِّ وتنهضُ الجغرافيا
بطيور ِغيمكِ والخيول ِ ترفُّ في قدميكِ
فوقَ البحر ِ تحملني إلى ما لستُ أدري
من جنوبٍ أو شمالٍ أو يُخاتلني الضبابيُّ البعيدُ
كأنه عيناكِ
والرؤيا تضيءُ دمي فلا أمضي إليكِ ولا أعودُ...!

تموز 2007

****************************

عينا إلسا / عينا بودلير

/ كانت تنظر بعينيْ إلسا وأنا بعينيْ بودلير /

تتزيّنُ أرضي بها كالبحيراتِ تلبسُ خلخالهَا.........
ناقصٌ عطرهُا الرخصُ في لغتي
ناقصٌ حبُّها في دم ِ الوردِ حين تُنيرُ الحدائقُ قلبي
وتُشعلُ في الروحِ صلصالَها
بينَ نظرةِ إلسا ونظرةِ بودلير َ دوّامة ُ الحاسةِ السادسهْ
وأصابعُ للريحِ فضيّة ٌ تقطفُ الدمعَ واللازوردَ
عن الأعينِ الناعسهْ
وإلسا تدُّقُ القلوبَ بأقدامها الذهبيّةِ تسحبها من حريرِ النعاس ِ
وتعدو بها في دروبٍ مُحدّبةِ النارِ فوقَ الحصى..........
أينَ عيناكَ بودلير ُ من قمرٍ نائمٍ في حليبِ القطيفةِ.........؟
أو أينَ عيناكَ ممّا يضيءُ النعاسَ الحزينَ بنظرتِها
الليلكيّةِ حتى يبرّأكَ الذئبُ من دم ِ يوسفَ.................؟
يزرعني باللهيبِ المقدّسِ شِعرُكَ
وهيَ بنظرتها الليلكيّةِ تزرعني بأغاني السماءْ
وإلسا ترّتبُّ أشواقها لتُّعدَّ الصباحَ على طبق ٍ
من حمام ِ يديها الحليبيتينْ
الصباحَ الوحيدَ كذئبِ السهوبِ
لتشربَ ما غاصَ فيَّ من الشعرِ بالنظراتْ
وتُشعلُ كُلَّ بحورِ الخليلِ أبن أحمد َ
في أوّلِ الصيفِ بالبسماتْ
ستُرتبُّ أشواقَها وتمرُّ بقهوتها الناصعهْ
على شرفاتِ ضياع ِ القصيدةِ في الساعةِ السابعهْ
كلُّ شيء ٍ يُحملقُ بي
ماؤها الأرجوانيُّ
رائحة ُ الضحكةِ الأنثوّيةِ ملءَ الصباح ِ
الفراشة ُ في شعرِها ...........
صوتُ إلسا يعانقُ صمتَ يديَّ
وأرضَ المزامير ِ والجامعهْ....
تتزيّنُ أشياؤها الأنثوّية ُ بي
وأنا أتزيّنُ بالنرجس ِ المُختصَرْ....!

******************************


إنسللتُ كآخر الأزهار

من سفر ِعطر ِالبرتقال ِ
مررتُ من نار ٍ معلّقةٍ على قلبي
مررتُ من القصائدِ ذاتها
ومن الشموس ِ صرختُ من أبديّةِ
الأحزانِ في عينيكِ .... يملأني إشتهاءُ الريح ِ
أين يكونُ عدلكِ يا يبوسُ؟ /
هنا على زهر السياج ِ ظهرتُ في ثوبي
إنسللتُ كآخرِ الأزهار ِ....
خلف َ القلب ِ نافذة ٌ من النعناع ِ خلف َ مروج ِ نارْ
ما غير َ سيّدةٍ هناكَ يشعُّ منها دمعها
قمرا ً ينامُ على المدينهْ
ذابت أصابعها على حجر ٍ لتأخذ َ شكلَ نورسةٍ حزينهْ
غنّتْ بلا معنى .... وأتعبها الحنينُ سدى
فنامت في السكينهْ

*******************

سأصغي لعينين

سأصغي لعينين ِ في ذاتِ يوم ٍ
لعلّي أراودُ نفسي َعمّا تقولُ الحياهْ
سأصغي بقلبي لعينين ِ مثل َ رفيف الأغاني ....
كزنبقةٍ من دمي في الشفاهْ
سأصغي لما بعدَ يومين ِ منها
وأشربُ أنغامها المشتهاهْ
مثل صحراء َ ذابلةٍ في لساني
تريدُ / المياه / المياه / المياهْ
وبعد إنحلال ِ الوجود ِ سأصغي
لروحي التي إندثرت ْ تحت عرش الإلهْ
مثل نغمةِ آهْ.

*********

أتنسّمُ رائحة َ النسيانْ

ما يربط ُ قلبي بالوجه اللا مرئيٍّ الفتّان ِ
النافرِ أبدا ًلسماءِ الوردةِ في روح ِ الشاعر ِ؟
ما يربط ُ قلبي بالأشواق ِ المزهرةِ ؟
بعينيّْ من أحببتُ؟ بموسيقى الأشياءْ؟
أتنسمُّ رائحة َ النسيان ِ كما تتنسمُّ ضحكتها
رائحة َ الينبوع ِ المولودِ حديثا ً من رحم ِالأبدية ْ
ما يربط ُ روحي بالشلاّل ِ النازفِ من رحم ِ الأزهارْ؟
يغسلني من كُلِّ غبار ِ الصحراءِ العربيةِ......بالأشعارْ

**********

سيرك

في عالمنا العربي مهرّجون بالفطرة
وسحرة ٌ ماهرون يعملون ليلا ً ونهارا ً
ولا يستريحون دقيقةً واحدة ً
يخفون دموعهم في قبعات ٍ طويلةٍ كقبعةِ العم سام
ويضحكون َ على ذقون أشباه الرجالْ
ويطبّلون ويغنّون ويرقصون َ
على جثث ِ الضحايا الحزينة
حوّلوا الوطن الممتدَّ
من الخليجِ الى المحيط مثل آهٍ كبيرةٍ
الى سيركٍ تافهٍ ورخيص
وحوّلونا نحنُ إلى متفرجين موتى....!

يونيو 2007

**********************

وحدي مثقلٌ برنينها


شجرٌ وراء غموضها الشفافِ في المقهى
وقلبي نجمة ٌ أخرى معّلقة ٌ على الأغصان ِ
لا مطرٌ يوافيني بما ترثُ الأنوثة ُ من بهاءٍ
ناصع ِ التكوين ِ.............
أحلمُ بإنكساري مثل نهر ِ الضوءِ موسيقى يرّفُ ......
كحفنةٍ بيضاءَ من عدم ٍ
ومن ندم ٍ
يهدهدني لكي يغفو أنايَ هناكَ في قمر ٍ حليبيٍّ
يطلُّ على الطريقِ العام ِ
وحدي مثقلٌ برنينها الشفافِ
وردي مُشعلٌ بدم ٍعلى الصفصافِ
تنقرُ فكرةٌ قلبي عن الدنيا
وعن جدليّةِ
الشعر ِ/الحياةِ/ الحلم ِ..
عن كُلِّ إفتراضيٍّ لكي أغدو جديراً
أن أمُرَّ على غدي
بخطى/ فراشاتٍ/ وأجنحةٍ
ملوّنةٍ /كوردٍ غامض ٍيعلو/
غزالاتٍ/حنين ٍ موجع ٍ /
ويدي
صهيلُ الموج ِ في بلوّر ِ فينيقيةٍ
بدم ِ الشموس ِ وطعمها
إمتزجتْ بخمرةِ أورفيوسَ
وراودتْ عن نفسها الأزهارَ في جسدي ......
ويزحفُ ماؤها ليمّسني الطوفانُ
ثُمَّ أفيقُ من صحوي
وينظرُ خوفها نحوي
ودهشتها رفيفُ حمامةٍ بيضاءَ في عينين ِ / ضائعتين ِ
أمشي بضعَ خطواتٍ لأدخلَ ظلَّ أركاديا
وأغرقُ في الفراغ .ْ..!
ما كان يفصلها عن الماضي
سوى نهر ٍ من الأزهار ِ
يفصلُ نفسها عن نفسها
ما كان يفصلني عن المستقبل ِ المنظور ِ
غير غوايتي بنجومها وحنينها المسموع ِ
غير هوايتي بسدوم َ تشربُ ملحها عينايَ
وهو يهبُّ من أعلى المجرّةِ.....
مثل سرب ِ الطير ِ....
أو غير المسافةِ لا تُوّحِدّنا معاً.....!

ايار 2007
********************
قصائدْ الى راشد حسين

(1)

حُبّها أبجدية
حُبّها أبجدية ُ وردٍ وضوءٍ
وعطر ٍوأقواس ِ طير الحمامْ
وزهر ِ دم ِ العاشقاتِ / القديماتِ
يملأُ بالأرجوان ِ المُشعِّ بياضَ الرخامْ
حُبّها منذ سبعة آلاف عامْ
أبجديّةُ روحي...... هنا في حضور ِ أنوثتها
وغيابِ حواسي البريئةِ في وجهِ طفلٍ ينامْ.


***********
(2)

أنسنة ُ الحُبِّ والمستحيلْ

للحياةِ سؤالان ِ في قلبهِ
عندما يقرأُ الوقتَ من غير ما إمرأةٍ
تتبنّى قناديلَهُ مثلما تتبنّى طيورَ إنتحاباتهِ
في الصباحِ لأنسنةِ الحبِّ والمستحيلْ
في إنعتاقِ الجليل ِ
بأشيائها في العناقِ الأخيرِ هناكَ........
بلا روحها في مرايا العذاب الجميلْ
للحياة سؤالانِ في قلبها
عندما تقرأُ الصمتَ في سِرِّها
مثل نورسةٍ هدَّها شغبُ البحرِ
أو مثلَ نرجسةٍ للحنينِ المُباغتِ
تملأُ عينيهِ منها بوردٍ ثقيلٍ ثقيلْ
للحياةِ كلا الآخرين ِ
وما شفَّ روحيهما من بياضٍ جميلٍ قليلْ
في عناقٍ طويلٍ طويلْ.

**************

(3)

صوتُهُ الداخليّْ

لم أشأ أن أفوهَ ببنتِ شفهْ
عندما كانَ يجلسُ في حضرتي........
كانَ معنى الحياةِ صفهْ
لعينيهِ حين َ تمرّانِ فوق دمي كالبحارِ الغريبةِ
تحملُ إغماءةَ الأرصفهْ
كالنوارس ِ تحملُ نظرتَه للبعيدِ كما تحملُ العاصفهْ
شعوري الى زمن ٍ سابق ٍ.....
لم أشأ أن ابوحَ ببنتِ شفهْ
كنتُ أصغي الى صوته ِ الداخليْ.....................

******************
(4)

قصيدة راشد حسين الأخيرة

نيويورك نائمة ٌ في سريري
على غيمةٍ من دخان السجائرِ
تعدلُ كُلَّ كؤوس النواسيِّ يرحمه ُ اللهُ........
لا وقت َ لي فالحياةُ هلامية ٌ
والفراشاتُ في ناطحاتِ السحابِ حديدية ٌ
تذبحُ القلبَ مثل عيون ِ ميدوزا ...تُحجِّرُهُ.........
إغلقي البابَ يا من تُسميّكِ عيناي
سُدِّي نوافذ َ روحي / إفتحي شهوة الغاز ِ كي أتنفسَّ موتي
وعطرَ حدائقِ مصمصَ.... كي أصعدَ الآن َمن قاع ِ رؤيايَ
من طهر ِ فوضايَ / روحي هُوّية ُ منفايَ
تسقطُ في حضرةِ اللهِ كالكلمهْ
لتبكي البراءةَ والشعرَ والحُبَّ في عصر ِ سخرية العولمهْ
نيويورك تملأني بالفراغِ الملوّنِ
مثل كؤوس النبيذ الرخيص ِ
الضياعُ يجسّدُ معنايَ / ماذا أُسميّكِ أفعايَ
راحيلُ ؟ مريامُ ؟ ياعيلُ ؟ سيفانُ ؟
كُلُّ القصائدِ لولا غموض ِالشتاءِ
بديهية ٌ كالنساءِ أو العكس.............
في أيِّ ليلٍ مُضيءٍ بعينيكِ؟
في أيِّ قافيةٍ سأُخبّىُ روحي إذا ما عراني
لصوصُ الحقيقةِ ؟ أو أطلقوا النارَ صوبَ طيور ِ خطايَ
الأخيرةِ تعبرُ شطَّ الأبدْ
أنا أنتَ أنا... وأنا لا أحدْ
أنا إثنانِ في واحدٍ وأنا كبشُ روما الجديدةِ
جلجامشُ الحُبِّ في زمن ِ الكوليرا
وأنا وطنٌ في جسدْ
******************

(5)

سيّدي راشدُ / المعمدانْ

رجعُ روحي إمتدادٌ لأصواتِ روحكَ
دمعٌ لنهري يتمّمُ ما فاضَ من وجعٍ أبيضَِ اللونِ
ملءَ متاهاتِ بحركَ..
كُلُّ النساءِ اللواتي قطفتَ غواياتهنَّ
كما تقطفُ الأقحوانَ عن الشجرِ القمريِّ القديمِ
قصصنَ ليَ الشَعْرَ عند المنامِ
وأحرقنَ حتى دفاترَ شِعركْ
أما أنا / فإذا قتلتني سالومي غداً
فسأمشي بروحي على لهفةِ النيلِ وقت العشاءِ
ستغفو رؤايَ على نهرِ هدسنَ
روحي هناكَ وجسمي هنا....
سأتمتمُ دون فمٍ حينها
سيّدي....سيّدي .....سيّدي
آهِ...... يا سيّدي المعمدانْ...!

شباط 2007

***************************

فضاء سريالي على حافة القلب

يسيلُ خلال ثقوب السماواتِ وجهي ويسخرُ منيِّ
يسيلُ كأنفاس ِ نهر ٍ يذوبُ على حافة إمرأةٍ عانقتهُ
كضوءٍ مدمّى يسيلُ فينبجسُ القلبُ تخرجُ منه
الفراشاتُ .. حمراءَ...بيضاءَ...خضراءَ
يشتعلُ الدمُ في لحظةٍ من هدوءِ المسافاتِ بيني وبين القمر

_آهِ كم مجدها جميلٌ..بهيٌّ...وفستانُ فينيقيا
لطخّتهُ وحولُ البشرْ
وروما تمدّدُ زنبقتين ِ من النارِ
فوق الرمال...وعاشقها ينتظرْ
لعينيكِ وقعُ الندى فوق صوتي
أنا من تقلّبَ أمس ِ على الحنطة النرجسيةِ
يقبسُ جمرَ الشبقْ
أنا من أضاع َ السماءَ على وجههِ
حينَ مرّتْ فراشة ُ أيامهِ فأحترقْ
وقلبي تكوّرَ نصفين ِ نصفاً لموج ٍ من القمح ِ
يحملُ عني إشتهائي ونصفاً لعصفورةٍ من شفقْ
تطيرُ البحارُ على جانحيها إلى موعدٍ في مساء الحبقْ
على كلِّ بوّابةٍ من حنين الترانيمِ
من ذكرياتٍ تموتُ وقفتُ
على كلِّ سورٍ وزيتونةٍ من غبار بلادي وقفتُ
غموضي وضوحُ الحياه / وضوحي غموضُ الحياه
وقلبيَ سرُّ اللظى في المياه
آهِ كم عشقها
شهيٌّ كشربِ دموع الشجرْ
....وفي حلمها
تنهضُ الروحُ من نومها
وأرى المدنَ الميّتهْ
على حافة القلبِ تغرقُ.....
صارَ دمي حولَ أعناقها زينة ً من نثار البروق ِ
أرى المدن العائمهْ
على سطح ِ وجهي يُحنّطها زنبقٌ غارقٌ
في مراسيم أحزانه كالضياءْ
أيُّ صوتٍ جميلٍ يُدغدغني عند حضرتها.....؟
أيُّ سرٍّ لوقتٍ مضى وسيأتي
بعيداً عن الوقتِ والذكرياتْ
التي قلبّتني على نارها زمناً لعنة ُ الحُبِّ
حتى ترّمدَ قلبي وطارْ
فوق منحدرات السماءِ أمام الجمالِ وفوّهة الصمتِ
يفعلُ ما يفعلُ الجبناءُ
وما يفعلُ العاطلونَ عن الأملِ المتواضعِ
يصحو خفيفاً من الموتِ في فجرهِ
ويداوي إنكساراتهِ بالعملْ
سأُحبُّ الحياة َ التي قطرّوا ماءَها في دمي
والشتاءَ الشاكسَ معنى الأنوثةِ والمترّددَ
مثلَ النساءِ اللواتي ذهبنَ لتقديم ِ رأس يوحنّا
لعَينيْ سالومي التي إغتصبتْ ضحكةَ النهرِعند المساءْ
سأحُبُّ الحياةَ ولا أستطيعُ تمثلَّ نرجسها المُشتهى
وإحتضان سراب النساءِ على ناطحات ِ الفشل...!
ربيع عام 2006
****************************
تقولُ القصيدةُ ما لا يُقالْ

(1)

تقولُ القصيدةُ ما لا يقالْ
تقولُ لبودلير.. : ديفالُ جسمي
وأغصانُ روحي وسجني
وحرّيتي ....فمتى سوفَ أخرجُ
من سجنها / جسمها المطريَّ
متى... سوفَ أخرجُ مِنّي؟

(2)

تقولُ القصيدة ُ للمتنّبي : إتبّعْ برقها الأنثويْ
ولا تتبّعْ قلبَها القرمُطيّْ
إتبّعْ موتها المتأصّل َفي شهوة ِ المتمنّي

(3)

تقولُ القصيدةُ لي :
كلُّ أنثى تُسيّجها بالغيوم ِ ستفتضُّ رائحة َ الشعرِ
في القلب ِ نظرتُها ...وتعيد ُ صياغة َ أعضائنا

(4)

تقول ليانيسَ ريتسوس :
حوريةُ البحر تخطفُ يوليس َ
فيكَ وتنثره ُ في مهبَّ الزنابقَ
في شاطىءٍ غامض السحرِ يرحلُ نحو الشمالْ
تقولُ القصيدة ما لا يقالْ

(5)

كان قلبي يحاورُ قلبي
على النهرِ في سرِّ دوامةٍ ويقولُ
سلامٌ لحريّةِ الحُبَّ / في زمن الرعبِ
والسينما ألمخمليةِ / والهمجيةِ
يسألني: كيف َ تأتي القصيدةُ ؟!
من لمسةِ إمرأةٍ؟ أم من الغبش الأنثويِّ
يُصوّبُ روحَ المكان ِالى القلبِ...?
أسألُهُ .....
فيُجيبُ التأمّلُ في اللانهائيِّ عبر فضاءِ الشتاءِ
وخطو ِ المسيح ِ على زهرِ البيلسانْ

(6)

....لون ُ عينيكِ زيتٌ شقيٌّ
على ثوبِ قلبي سرحْ
القصيدةُ تضحكُ ملءَ براءتها فيكِ ..أمّا أنا
فسألثمُ خطو المسيح ِ
وأصرخُ حينَ تقشّرُ كالبرتقالة قلبي
أصابعُ من أغنيات الفرحْ
لونُ عينيك ِ يمخرني هابطاً من أعالي السماءْ
الى الأرض شلاّلَ أزهار حور ٍ....
أحُبُّ شتاءكِ من أجل ِقوس قزحْ
ومن أجل عينين ِ بحريتينْ
تنامُ الرؤى فيهما نورسينْ

(7)

حينَ تمرضُ شمسي يُطببّها الجُلنّارْ
حينَ تمرضُ نفسي يُراودها
شبقٌ أخضرَ في مرايا الحصارْ

(8)

أتهجّى ينابيعَها واحداً واحداً
عابراً ما وراء القصيدة ِكي لا تشيخْ
أتهجّى ينابيعها عاشقاً وأدورُ على شمسها حارساً
للبياض ِ الذي سالَ من زهر ِ عبّاد شمس ِ المساءْ
ليسَ لي دونها غيرَ دمع المسيحْ
أربيّهِ في القلبِ ناراً
وعينايَ ريحْ

(9)

كاما سوطرا تعيدُ صياغتنا من جديدْ
ويعلمّنا ونعلمّهُ الحُبُّ
يا حبَّنا كائنُ الصيفِ أو عطر صيفٍ بعيدْ

(10)

تقولُ القصيدةُ ما شَفَّ عن جسمكِ المُتموّج ِ فيها
فلا يسمعُ القلبُ مّما تقولُ القصيدةُ
غير َ صراخ ِ الجمالْ
تقولُ القصيدة ُ ما لا يُقالْ

خريف عام 2005
******************************
أحبكِ آه ِ شفاعمرو
إلى المدينة / المرأة

سيُضيءُ بعينيَّ قلبكِ يا أجمل النسوة الذاهباتِ
الى شرفاتِ البنفسج تحت سيوف الشتاءِ
ستسبحُ في الريح ِ أنهارُ وجهك ِ في الليل ِ
تحملني كندى الصيف ِ في زهر صُبّارك المشتهى
يا حبيبة ...وهو يُضمّد جرحك ِ بالقبُلات ِ
أحبك ِ آهٍ شفاعمرو يا أطهر إمرأة
عانقتْ خفقات الطيور ِعلى قلبها........
عانقت ْ خطواتي بأهدابها السود ِ
وألحبُّ يصعد ُ كالدمع ِ للروح ِ
من رئتي ليُقبّل أرصفة الطرقات ْ
سيُضيءُ بعينيك ِ قلبي وأشجار ُ ليمونه ِ حينما تُطفئين
بكفيّكِ عينيّْ هولاكو وشهوة خنجره الحجري ِّ
وتستقبلين ربيع الحياهْ
أحبك ِ آه ِ شفاعمرو
والحبُّ يصعدُ كالدمع ِللروح ِمن رئتي
ليقبّلَّ أرصفة الطرقات ْ
آه يا أجمل إمرأةٍ عانقتني وطهرّت ِ الروحَ بالقبُلاتْ


4 آب 2005
****************




طيور الشوق الأبيض









لا تصفي الحياة كما هيَ

"لا شيءَ يُوجعني على باب ِ القيامة ِ"
باردَ الاعصاب ِ أنزعُ عن دمائي
شبهة َ الوردِ الأخيرِ على حفيفِ البحرِ
أصرخُ مُشعلاً بتوّحدِ القمر الغريب ِ
عليَّ ,........ روّيني بماءٍ يفصدُ الرغباتِ من قدميك ِ
ينضح ُ......وأغمسي أحلام قلبكِ في دمي العاري
ولا تصفي الحياةَ كما هيَ

لا شيءَ يُوجعها ,تقول ُ: هي َ الحياة ُ جميلة ُ
وأنا كذلك لا تراودني
مرايا قلبها المشغول ِبالنارنج ِعن أحلام قلبي
لا تعاودني إذا ما نمت ُ رؤياها .....
أهيم ُ كنورس ٍفوقَ البحار ِ البيض ِ
أبحث ُ عن سماء ٍ حُرة ٍ
تنحّل ُ في شفق ٍ مُضاء ٍ بالحنان ِ الأنثويّ ِ
وبالتأمّل ِ في إختراق ِ أشعة ٍ/ ثلجية ٍ .....ناريةٍ ....جسمي ....
- ......أحبك ِ حين ينتصر ُ التتارُ علي َّ
حين يخُبئّون دمي بآنية النبيذ المرّ ِ
قربَ شفاهك العُنّاب ِ
قرب يديك ِ في ألمحو الشهيّ ِ
وحين تنكسرين فيَّ إلى شظايا إثنين من قُبَل ٍ
مُشبّعة ٍ برائحة ِ الندى الصيفيّ ِ يُشعلها الغيابْ ..

****************************
غامضٌ دمها في دمي

آهِ ...يكمن ُ وجهٌ بأعلى ألينابيع ِ
من فضة ٍ لست ُ أفهمُها
من شعور ِ الحرير ِ الغريب ِ على صبحها .......
غامض ٌ دمها في دمي غامضٌ دمُها .......
والأحاسيس ُ حرية ٌ أطلقتني بدرب المجّرات ِ...
يصطادُني فمُها .......آهِ .... يصطادُني فمُها ...
...تتنصّلُ من ذاتها إذ تراني
وتقطف ُ بعضَ العصافير ِعن أوّل ِ النهر ِ
كيما تُكرِّرَ غُصتَها في بياض الحمام ِ
وتلبسُ ما شفَّ من جسدي في ألمعاني
تتنصّلُ من ذاتها ...
وأنا اتنصّلُ منها بها / من دم ٍ لا يراني
هل أضّمُ نوافذها في المساء ِ
إلى حبق ٍ فارغ ٍ من كياني ؟
هل أضّم ُ الهواءَ إلى لغتي ثُمّ أفردُهُ في سراب ِ الأغاني ؟
.....دخان ُ النباتات ِ يصعد ُ من قلبها أخضرا ً أخضرا
من يُعرّفُ روحي إلى روحها في الغياب ِ الشفيف ِ ؟
ويُطلقني قمراً لينا ً ؟
لأرفرفَ في وجهها مثل خوف ِ الفراشات ِ
يُطلقني قمرا ً ....قمرا

******************************
عندما .....عندما

لم يُصبني رذاذ ُ الأنوثة بل نارُها
هكذا قال لي عابرُ في نهارِ الكلونيا لأمس ِ حبيبته ِ......
_ صلبة ٌ هذه الريح ُ من تحتنا
وألطيور ُ الأبابيل ُ أحجارُها
ألهواءُ ثقيل ٌ هنا / وأنا
لستُ أحملُ في القلب ِ إلاّ ألهواءْ
فخذ ما يشاءُ المصابون بالحب ِ
خذ ما تشاءُ ودع ما تشاءْ
_ أريد من الله تفاحتين ِلأبدأ تفسير لغزِ الصباح ْ
وقاموس َ حب ٍ لأشرحَ معصيةَ الكلمات ِ
القديمة ِ .... كيما أشقَّ البحار َ إلى
شفتين ِ من الوردِ فوقَ سرير ٍ
يُمّوجُ نفسي بغير ِ حريرْ
_ عندما أتخفّفُ ممّا تقولُ الحدائقُ في آخر ِ الشعر ِ
أو في ضجيجِ المصانعِ والطائراتْ
عندما أتخفّفُ من لعنة ِ الحب ّ ِ
أو من زوائد هذا الهواء الحبيب ِ المشَّبع ِ حتى النخاع ِ
برائحة ِ النسوة ِ الذاهبات ِإلى زمن البرتقالْ
عندما يصعد ُ القلب ُ في موكب ٍأفقي ّ الرؤى
عندما أتخلّصُ من لغة الوقت ِ
من عبثيّة شوق ألحياة ِ ألعصيّ على الفهم ِ .......
سوف َ أدّقُ السماءَ على من أُحب ُّ
سأبكي على ورق الحور ِ.....
أمشي إلى سِدرة ِ المنتهى ......

نيسان 2005

***************************
كاما سوطرا لترتيب أعضائنا

(قصيدة مجهولة لوضاح اليمن)

الله أكبر والحبُّ / يا سيّدي القلب ُ
كلٌّ عيون الأفاعي التي طاردتك َ وكل ُالكلاب ِ
التي نهشتْ ظّلها في الطريق إليكَ
رمتْ نفسها فيك َ فأحترقتْ
وعلوتَ على أنهر اللازوردْ
كلّ ما كانَ كان َ........
وتلك َ بلاد ٌ سماوية ٌحملت ْ طير َروحك َ
وهي تزفّ ُ الدموع َ إلى كلّ ِ ارض ٍ سماوّية ٍ
كحنين ألنساء ِ الى ما تقول ُ القصيدة ُ.......والريح ُ خدْ
روضة ٌ من حليب الغمام ِ المراق ِ على عطشي
كلّ ُ رمانّها ألانثوّي ِيراودني في سرير الفراشة ِ
عن حنطة ٍفي الفضاء البهير ِ
خواتمُها , شمسها , ريحها ,
صحوها,ماؤها,قلبها المتسارع ُ,خلخالها,صبحُها,ليلها .....
كلّها إذ أجيءُ تراودني ......
/ عندما كنت ُ أنظرُ إليها كانت غابات إستوائية تشهق ُ
تحت جلدي وتهرول الأنهار الشمسية تحت ثيابي
عندما كانت تنظرُ اليَّ كانت اللحظة تتحوّل إلى
سنين ضوئيةٍ مملوءةٍ برائحة ِ طيور ِ الماءْ /
كنت ُ ابحث ُ عن وجهها في حديقة أركاديا
في دموع ِ العصافير ِ وهي تحثُّ القصائد َ نحو الشمال ِ
وفي قدمين حليبيتين ِ........
أفتشُّ عن نبضها المتسارع ِ
في القلب ِ مثل دفوف ِ المعارك ِ
أبحث ُ عن عطرها في ألهواء ِ
المكيّف ِ حتى النخاع ِ برائحة ِ المرأة ِ/ العولمة ْ
كنت ُ اترك ُ في كلّ ِ برّ ٍ صدى قلبي َ القرمزيّ ِ ......
وأسكب ُ في كلّ ِ بحر ٍ دمه.....
....................
لأجلك ِ شيءٌ لديَّ ولا استطيع ُ الكلام ْ
ولا الصمت َ.......
من أين َ هذا الشعورُ الّذي يشبه الذنب َ
او لعنة الحب ِ ؟ من أينَ هذا الشعور ْ ؟
.......................
لا تخفك ِ الذئاب التي لبست ْ دمنا خاتما ً خاتما ً
وإدّعي كاما سوطرا لترتيب ِ أعضائنا
.......................
إمنحينيَ مجد الجمال ِ وأعطيك ِ مجد الكلام ْ.

اكتوبر 2005

*********************

رغبة ٌ لا تلّح سوى بالبراكين ِ

فسحةٌ لمساءِ الكلونيا
لأنهارِ صوتك ِتمخرني دون قوس ٍ
يوّترُّ خيط دمي لخطاك ِعلى كوكب ٍ
يشربُ الملحَ منها فتشربني
فسحةٌ لدموع ٍ أثيريةٍ في الفضاء ِ
لرائحةٍ لا تفسرُّ حُبيِّ المتمم َّ
للماءِ والرملِ في رغبة ٍ لا تلحُّ سوى بالبراكين ِ
خضراءَ تصعدُ مني ّومنك ِ
على زمنٍ مائل ٍفي الجسدْ
نحو هاويةٍ للأبدْ
أتدّلى كحبلِ دموعك ِمن زرقةِ الأغنيات ِ
وأكتبُ بالنفَسِ المتلعثمِّ صوتكِ حينَ يمرُّ ملاكاً
من البرقِ يزرعني بنباتِ الأنوثة ِ
يفصدُ روحي فيجري اشتهائي
الى نهرِ قلبك ِ .... يجري دمي وهوائي
الى قبٌلٍ في سبات ٍ
بعيد ٍ.... وتجري الحياة .

***********************

في القدس أعرف من أنا

في القدسِ يحملني هواء ألانبياءِ
تشُقنّي الرؤيا الى نهرين من ندم ٍعميق الريح ِ
لا نفسي تراودني عن الأشياءِ
اسألُ مرةً أخرى هواء الأنبياء ِ:
القدس أرضٌ أم سماء ٌ
من رخام ٍ ساجد ٍ قدَام مجد الله ؟
من حولي ملائكة وحورٌ في الفضاءِ
يُسبـِّحونَ وينفُضُونَ ندى الأمانِ على غزالِ القلب ِ
وهو يفرُّ من زهر ألذبول ِ
ومن زبانيةٍ يُعروّنَ الأساطيرَ الجديدةَ من
هواءِ الذكريات ِ ومن صدى الأحلام وهو يصُبُّني
دمعا ً على صحرائهمْ
ويفتشّون دمي عن المعنى القديم ِ
هنا لأول مرة يبكي صلاحُ الدين ِ
فيَّ أمام َ مجدِ الله
يخلعُ رغبتي ويسيرُ مَحنيَّ الجبين ِ
يشدُّه شوقي .......هنا
في القدسِ أعرفُ من أنا
ملءَ المكانِ وما أريدْ
في القدسِ يملأني ألهواءُ بما أريدْ

***************************

موسيقى البحر

حُبٌّ بلا امرأة يغلّفُ نومَهُ المرئيَّ بالكلماتِ
تقطرُ من دموعِ النورسِ البريِّ ...........

....... كان غناؤها المائيُّ
يجرحهُ كزقزقةِ العصافيرِ الغريبةِ عن سماء اللهِ
كانَ معبّأً بالبرق من أعلاهُ حتى أخمصِ القدمينِ
يبحثُ في خلايا الأرضِ عن منفىً ومفردةٍ بلا ماضٍ
ُيؤنثها يُعيدُ بها تفاصيلَ الروايةِ أو يدقُّ بها
على الروحِ التي نامتْ على وجع الترابِ
بلا مراودةٍ ويحتضنُ الفضاءَ
بلا يدين وقبلتينِ من السرابِ الهشِّ
ينظرُ دونما شفقٍ بعينِ غزالةٍ مذبوحةٍ
بهلال شهوتهِ/ مرايا للغيابْ

روحي وروحكِ طائرانِ
يصفَّقانِ مدى الحياةِ على مياهِ النيلِ
آخرُ ما يقولُ الماءُ
روحي لحظةٌ لسناكِ
تبصرُ فيكِ معنى اللهِ واللغة الوحيدةَ...........
قالَ وهو يلمُّ زهر اللوزِ
والبلورِّ عن جرحِ البلاغةِ عن شفاهِ الروحِ
كانَ غُروره يبكي على صخرِ النساءِ
ويزرعُ العطرَ الحزينَ على دمِ
النارنجِ في نارِ القصيدةِ كيْ يضيءَ به الضبابْ

لوركا إبتسامتهُ تضيءُ غيابَنا الشتويَّ وهو يموتُ
من أجلِ الحقيقةِ مغمضَ القبلاتِ
تحتَ شفاهِ عشتارٍ ونانْ

عيناكِ حالمتانِ
حاملتانِ
مثلي كلَّ أشواقِ الزمانْ

كفاكِ آخر ما تبقىَّ من حنين الموجِ
يرفعُ رغبتي أبداً الى غيمٍ نبيلِ الأرجوانْ

سأظلُّ مبهوراً أتمتمُ بأسمكِ المملوءِ بالألوان والناياتِ
حتى حين يُسلِمُني يهوذا للرعاعِ
الحاقدينَ على زهورِ البَيلسانْ

سأظلُّ ماخوذاً بموسيقاكِ
أركضُ مثل نهرٍ دونَ مجرى الحُبَّ
في بريةٍ عذراءَ خارجَ صرختي ضدَ الزمانْ

لا أَمسَ لي لا حاضرٌ ... والوقتُ أضيق من شفاهِ
الوردةِ الحمراءِ تمطرُها دموعُ المعمدانْ
وحدي أهوّمُ في الفضَاءِ الهَشِّ
في أدغالِ روحي...... في أقاليم الندى
والشمسِ في لغةِ الضبابِ
وفي سديمِ العشقِ والصمتِ المحُبِّ
لعلّني أجدُ القصيدةَ أو أرَى ذهبَ الينابيع البعيدةِ فيكِ
يعروني ويمتصُّ إرتعاشَ مجرَّةٍ حُبلى
تنامُ على رماد الأُفعوانْ

سيذوبُ حبرك فيَّ كالقبلاتِ اوكندى الكواكبِ
حينَ تحضرُني الرؤى أو حين يمطرُني لهيبُ النرجسِ
البريَّ في دمكِ المعبأِ بالمزاميرِ
التي سأقولُ في غدكِ المكسرِّ مثل بلوّرِ الزمانِ
عليَّ والمصبوبِ فيَّ بكاءَ
شلاَّلٍ يفجّرُّ من دموعكِ غابةً من أقحوانْ

لا شيءَ لي إلاَّ صراخُ الروحِ في عينيكِ
يرفعُ شهقةَ النعناعِ في قلبي وأمطارُ الكمانْ

لا شيءَ لي الاَّ موسيقى البحرِ
تأتي من شمالِ اللوز
في جسدٍ تفتَّح زهرُهُ قبلَ الأوانْ

أبدٌ يلُمّكِ من صفاتي كُلِّها
ويلُّمُني أنا من صفاتِكْ
ويُعيدني من تيهِ أعضائي
الى مهدٍ خُرافيِّ على أمواجِ ذاتكْ

بربيعِ قلبكِ تحلمينْ
وبضحكةِ الشمسِ البريئةِ وهي تغرقُ في الدخانْ
في دربكِ الغافي على قرعِ
البَرابرةِ الإباحيِّين قلبَكِ في جنونْ

ستقولُ عنك خطيئتي ما ليسَ تفهمهُ يدانْ

*********************
بلا كلمات

ذاتَ يومٍ سأكتبُ ديوانَ شعرٍ بلا كلماتْ
أحاولُ فيهِ إجتراحَ المعاني التي إحتبسَتْ في
غصون ِ دمائيَ منذ ُ سنينْ
وسأعشقُ من غير ِ عاطفةٍ وأعانقُ أحلاميَ الضائعة
بغيرِ يدينِ ومن غيرِ ثغرٍ أقبلُّ وجه الضبابْ

وكالآخرينَ أعيشُ بلا حاضرٍ
دونَ ماضٍ ومستقبلٍ وبلا ذكرياتْ
مثلَ نقطة ماءٍ ببحرِ اليبابْ

مثلَ أغنيةٍ عن حنينِ الترابْ

مثلَ ذرةِ رملٍ لحلمٍ صغيرٍ وحيدٍ
ينامُ على ضفة ٍ شاسعة
في خيالِ الغدِ الحلوِ........ مثلَ بذورِ الزهورْ
ينامُ وعيناكِ ليلٌ طويلٌ / خضيلٌ / ونورْ

ذاتَ يومٍ قريبٍ بعيدٍ
سأعشقُ هذي الحياة بكلِّ غباوتها ...
كلِّ حكمتها اللاذعة
وستنكرني الأبجدية ُ يوماً
قبيلَ إنتباهِ الصباح ِ ودونَ ثلاثينَ فضيةٍ
دونما لغةٍ مشتهاةٍ تسمرُّني فوقَ هذا الرنين ِ
اللعين ِ على شفقِ الأشتياقْ

ولستُ كما الآخرينَ ....أيحيونَ مثلي على هذهِ الأرض ِ ؟؟؟!
هل يدخلونَ وهل يخرجونَ من الإنعتاق ؟؟!
ويستسلمونَ لرفِّ السنونو المهاجر ِ نحوَ الشمالْ ؟
ويغتسلونَ بماءِ الهلالْ ؟
وهل يبصرونَ بعينيَّ ذاكَ الهجيرَ الربيعيَّ
يلفعُ روحَ الجبالْ ؟
فيحبّونَ فيهِ تجلِّي الحياة
وهل يسمعونَ بأذنيَّ في روعةِ الظهرِ أو عندما
يرسبُ الوقتُ في قاعِ روحي عواءَ الجمالْ ؟
وهل يسقطونَ على الأرض ِ كالمطر ِ الحارِّ
في شهر ِ نيسانَ ....؟ هلْ يعشقونَ الحياة ؟
مثلما أنا أعشقها .... بعدما حوَّلتْ كلماتي
دخاناً شفيفاً وأحلامَ قلبي هباءْ

آهِ سوفَ أصلِّي / لأجلي
وكفايَّ كالشمع ِ تشتعلان ِ
وعينايَ معقودتان ِ
بروح ِ السماءْ

***********************
مناديل فاطمة

[ فاطمة بالنسبة لي ليست مجرَّد رمز أنثويٍّ فقط , وليستْ موتيف عشق عربي رتيب النغمة , مثلما هي عند الكثير من الشعراء العرب القدامى والأحياء . منذ أمرئ القيس وحتى نزار قباني وأحفادهما , فاطمة عندي هي أعمق وأبعد من تجليَّات اللازورد في مرايا الروح , والحضور المشتعلُ أبداً بأطياف الغيابْ ]

من تحوِّلُ لحظة حُبٍّ إلى إمرأةٍ – فاطمهْ
من تمرُّ على القلبِ عاصفة ً من حريرٍ
وتغسلهُ ببراءةِ أجفانها – فاطمه
من تصنفُّ أشياءَ روحي لجغرافيا – فاطمه
من تعيدُ دمائي لمنبعها – فاطمه
من تعيدُ إلى قوس ِ روحي السهامَ التي إنطلقتْ
والسهامَ التي إحترقتْ دونما طائلٍ في فضاء دمي – فاطمهْ
وجهها قبلة ٌ هائمهْ
فوقَ نهرِ الحياةِ ...وللقلبِ لوعتها النائمهْ
تتلامسُ فوقَ رمادِ الغيوم ِ مناديلها
وتؤثثُّ حُبِّي بصيفٍ يودعُّ أجراسَها في أعالي المزامير ِ
أو حيثما تتعانقُ أحلامنا ويدانا ......
إنزعي شهوةَ اللوزِ عن ماءِ قلبي
وخضرةَ ناركِ عن زمنٍ لم نكن فيهِ
غيرَ الحنينِ لأشباهنا وسوانا
إنزعي عبَثاً أحمرَ الصوتِ مثلَ الزنابق ِ .....
تقضمُ قلبي الدقائقُ
في شجرٍ من زجاجٍ توَّزعَ في جسدٍ مخمليٍّ ....
دنوتُ إليهِ قليلاً فصرتُ خيوطَ هواءٍ
تعلقُّ شمسَ الغروبِ بعينيكِ أو بشباكِ الطفولةِ ...
والقلبُ يخجلُ منكِ ..فهل كلَّما إقتربتْ
قدمايَ من الجسدِ المخمليِّ
تراكمتِ اللحظاتُ الجميلة ُ وإنغمستْ في رحيقِ الأبدْ ؟
أينَ سيفكِ يستلني من رمادِ الأحدْ ؟
هو الحلمُ أنتِ أراكِ فأصرخُ :
يا جرحَ روحي / وصمتَ جروحي
أتأتينَ في آخرِ الشعرِ تفاحة ً من لهيبِ الأنوثةِ ؟
تبكينَ يا نورسَ القلبِ ؟....تمشينَ حافية ً في دمي ؟
كضياءِ النجومِ الأخيرِ / فأجثو على ركبتين ِ
من الثلجِ والجمرِ في معبدِ التائهينَ
وفي ضفةِ الظامئينَ إلى أخرياتِ الفرحْ
حلُمٌ كانَ رنحَّني ... ودماءُ السماءِ
تغطِّي الظلامَ المضيءَ بقنديلِ رؤياكِ
لا شيءَ يغسلني من خطايايَ إلاَّ دموعُ خطاياكِ
لا شيءَ يرفعني مثلَ نهرِ الدخانِ
من الأرضِ غيرُ تشهيِّكِ
شيئاً كمعجزةٍ تتغلغلُ فيَّ وفيكِ
فما الفرقُ بيني وبينكِ ؟؟
أسألُ آخرَ سربِ وجوهٍ يمرُّ علينا
جوابكِ :لا شيءَ لا شيءَ إنَّ سمائي جدارٌ
وإنَّ ملاكي شبحْ
أحُبكِ حتى بكاءِ البراري رماداً وحبراً بعينيَّ حتى
تفيضَ الجبالُ على ساكني البحرِ حتى تصيرينَ نرجسة ً
وتصيرُ الغيومُ نثاراً من الورقِ المعدنيِّ
وحتى تصيرينَ قوسَ قزحْ
سنحيا ويلفظنا البحرُ والصخرُ
نهجرُ مملكة ً من نحاسٍ تقطعُّ لحمَ النبيِّينَ
تبصقُ في كلِّ وجهٍ يمرُّ عليها دمَ الشعراءِ المعذبَّ
يحكمها جندبٌ شاربٌ للعيونِ وللقلبِ
يرقصُ فوقَ ضحاياهُ في طربٍ ومرَحْ

ربيع 2005

************************
كان لا بدّ من فسحة

شاعرٌ كان ينظرُ في قلبِ دوامةٍ فيرى حاسةً تسحبُهْ
في رؤى نفسه.........كان يكتبني...... كنت أقرؤه
صار يقرأني..... وأنا اكتبهْ

كان أضيَقَ من ضمةٍ حلمُهُ
كان أوسعَ من رغبةٍ يومُهُ
كان يمنحني وانا اسلبُهْ
حنينَ الغيابِ إلى غدهِ
وإلى قبلةٍ أشعلتْ دمعَ قنديلها في دمي..........

شاعرٌ كان ينظرُ في قلبِ اغنيةٍ
فيَرى إمرأة من طيورٍ ضبابيةٍ تستحمُّ بقوسِ قزحْ
وحمامًا على شاطئٍ ابيضَ المنتهى سابقٍ لمجيء الفرحْ

شاعرٌ كان ينظرُ في قلبهِ فيرى قمراً أزرقَ المبتدى
ويرى موتَه المجترَحْ
فتدمع اشجارُه بالنساءِ
- الحياة بدونك أقذرُ من أن ألطّخَّ روحي بها-

شاعرٌ خاسرٌ علّمته مراراته أن يرى
الحُبَّ عبرَ عيونٍ زجاجيةٍ صبَّ فيها الجحيمُ براكينه
ويرى صوتَه ميّتًا في بلادٍ خرافيةٍ
في مخالبِ طائرِ رُخٍّ كما السندبادْ

شاعرٌ جسمُه ليلكٌ غامضٌ عجنتهُ ليالي الرمادْ
بدموعٍ أثيريةٍ ذرفتها خيولُ الفتوحاتِ أسيجةً للصحارى
وأسيجةً لحدائقِ كسرى
كان لا بدَّ من فسحةٍ مُرّةٍ ليَرى الوقتَ في هيئةِ
امرأةٍ هربتْ من سدومْ
كان لا بدَّ من حبّهِ اللاإراديِّ كي يزهرَ اللوزُ
ثانيةً وتنامَ على راحتيهِ الغيومْ
كان لا بدَّ... من موسمٍ في الجحيمْ

شاعرٌ قالَ لامرأةٍ مرةً:
صفةٌ أنتِ ام حاسةٌ لضياعي
حين تنهشُ روحي كلابُ يهوذا
وتنهش قلبي عيونُ الافاعي

حين لا شيءَ يملكنا ترقصُ الراقصة
فنوزّعُ ماءَ الغناءِ على طيرِ أرواحنا
قُبلاً في عراءِ الموسيقى
التي إنهمرتْ من عذاباتنا

ترقصُ الراقصة
والقصيدةُ ناقصة ناقصة

**************************

طيور الشوق الابيض

قلبُها نقطة ٌ من غناءِ الطيورِ
ومن لمعانِ دموع السماءْ
وقلبُكَ حلمُ الأوتوبيا
التي إحترقتْ في جحيمِ النساءْ
بعدَ هذا الصباح النبيلِ
الطيورُ تهاجرُ من جسدٍ نائمٍ في القطيفةِ
تسكنني مثلما تسكنُ الرائحة
رغبةَ البارحة
شبه نائمةٍ في سريرِ القصيدةِ عاريةً من دمِ الأرجوانِ
ومما يصيبُ الحديقةَ في أوَّلِِِ الليلِ او آخرِ الصبحِ
عائمةً في العبيرِ...
إنكسرتُ على شعرها كالهلالِ
المصابِ بشوق الغريب إلى
اللازوَردِ..... هنا في مهبِّ الطيورِ التي تحمل الماءَ
عن وجعِ البحر والابجديةِ
تحملُ عني جناحَ القصيدةِ.......
في غرفةٍ لمرايا إشتهائي
ترَّتبُ ما ضاع من يومها في سمائي
وتلبسُ من لمعانِ دموعِ ألنوارس في جسدٍ انثويٍّ
قميصاً مقفىً برائحة العشبِ
والحُبِّ في زمنٍ طائرٍ فوقَ صحنِ فضاءْ
يعلّمُني لغة اللونِ رمبو
ولا شيءَ بي قابلٌ للغمامِ المسافرِ حتى الضياعْ

النوارسُ من حولنا غيرُ مرئيّةٍ
تشربُ الدمع من مقلتيها
وتجفل عن شعرها مثلما القلبُ في عالم آخرَ
كلُّ شيءٍ بها قابلٌ للقصيدةِ حتى النخاعْ

آه يا سيّدَ الصمتِ ماذا أقولْ
وكلُّ الكلامِ الجميلِ تكسرَّ في القلبِ
كلُّ الكلامِ الجميلْ
والقصيدةُ ضاعتْ ولم يتسنَّ
لأنهارنا في دمِ الريحِ تصرخُ الاَّ القليلْ

**************************

هي ما أورثته الينابيع

هي من وضعتْ حجرا كافراً فوق صدري
فلا استطيع التنفسَّ
لا استطيعُ تأملَّ نورسها المتوجّسِّ
او ليلها اللازورديِّ
لا استطيعُ تحمّلَّ ما فاضَ
من ليل نرجسها تحت قلبي كشهدِ الطيورِ
ولا أستطيعُ الكتابة حتى
عن امرأةٍ عبرَتْ خلسةً في دهاليزِ نفسي
ولم ينحنِ زهرُ عبّادها لغوايةِ شمسي........
الكتابةَ حتى عن الصبح ِ حتى عن البحر ِ
حتى عن الفرحِ المتخَّفي بقبعةٍ من دموعٍ المهرّجِ
حتى عن المشهدِ الجبليٍّ
المشاكسِ حلمَ الطفولةِ ... لا أستطيعْ
هي ما أورثته الينابيعُ للشاعرِ المتصَعلكِ
يقطفُ أحلى الفراشاتِ عن شجرِ الرملِ
يشعلُ شمعَ أصابعهِ لظلام الذئابِ
ويسعى على قلبهِ لرمادِ امرأة
هي ما أورثته الينابيع لي
بعدَ عشرَ زنابقَ محشوةٍ بالرصاصِ
وسبعِ حروبٍ وحُبٍّ غريقٍ بنهرِ البراندي
وردفينِ من مرمرٍ أبيضَ
بعدَ حبرِ بروستَ المدوِّخِ
بعدَ عصافيرِ هتشكوكَ ملءَ المكانِ
وبعدَ بيكاسو وصمتِ قصائِد رمبو
وصوتِ دمي في رسائلِ كوكتو
وأفلامِ هوليوودَ...... والغزلِ الجاهليّْ
آه بعدَ الجمانِ الأنوثيٍّ في شعرِ شوقي بزيع
وبعدَ غموضِ الحنينِ إلى القاهرة
وإلى الناصرة

هي ما اورثته الينابيعُ ما اورثته الينابيعُ..................

**************************
سأختار جان دمو

إسترحْ في قبركَ الآنْ
أيُّها الملاكُ المعذّبُ بلون ِنسوةِ بابلْ
فأنا في شهوةٍ لِهجاءِ هذا العالمَ الداعرَ
والمصابَ بالسِفلسْ بالنيابةِ عنكَ
بكلِّ ما فيهِ من أشباهِ رجالْ
وأولادِ كلابٍ وزناةٍ بالروح وبالجسدْ
وبغايا تقايضُ بنا في ساعةِ الحربْ
بعد كلِّ القصائدِ الساذجَةِ
والبريئةِ التي كتبتُها عن الحُبِّ والأوتوبيا
والمنقوعةِ بدمعٍ لامرئيٍّ وبأنفاسِ النساءْ
المنقوعةِ بدمعِ طفولةِ الصيفْ

لا تحزنْ يا سيّدي جان دمو
وإسترحْ في قبركَ المفروشِ
برائحةِ الصفصافِ البريِّ
فقصائدك وقصائدي ضاعتْ
وحبيبتكَ بغدادُ ضاعتْ
في زمنٍ ضاعَ فيه كلُّ شيءْ
حتى الضياع نفسُهُ / حتى هولاكو نفسُه ضاعْ

آسفٌ أنا على كلِّ حرفٍ كتبتهُ...
كان نسمةَ صيفٍ وشهقةَ أقاحٍ وسوسنْ
ولم يكن نارَ طوفانٍ هادرةٍ
فليسَ هذا العهدُ الذي قطعتهُ لكَ وللسّيابِ
ولأمل دنقلْ ولنفسي
إنَّ بي رغبةً لإحراقِِ العالمِ بعود ثقابْ
لآخذ بالثأر لك من سنينِ التشردِّ والحرمانْ

آسفٌ أيها اللازوَردُ العراقيُّ الجميلْ
ويا ماءَ النيلِ المعذَّبِ
سوف أُلقي إليكَ بوجهي عمَّا قليلْ

آه يا سيّدي الشاعرْ
أحلمُ أنا بقصيدةِ هجاءٍ واحدةٍ
كانت على حافةِ لسانكَ وفي بريَّة روحي
ولم تقُلْها طيلةَ عمركَ الموزّع ِفي أبدِ الريحْ
قصيدةِ هجاءٍ واحدةٍ
بدلَ ألفِ قصيدةٍ كتبتها في مديحِ الحبِّ الكاذبْ
ونسيتُ إحراقَها في إِتون إمرأة

وفي النهاية سأختاركَ
قبل إختيارِ محمود درويش ومثاليَّة الحُبِّ والحياة
في النهايةِ الموجعةِ كحياتكَ
كالمآسي الإغريقية... سأختاركَ
قبل إختيار سرفانتس وشكسبير ودانتي وغيرهم

آهِ يا جان دمو .....كان أبناءُ اولمبَ المدلَّلونَ
يَركلونَ سيزيفَ من الخلفْ
وهم يتضاحكونَ من مشيتهِ المتثاقلة
سيزيفُ أبن الكلبْ لا لشيءٍ سوى أنهُ طيبُّ القلبْ
بينما الجَّلادُ في الجانبِ الآخرْ
يخاطبُ السجناءَ قائلاً:
أيُّها العاشقونَ لأسطورةٍ سخيفةٍ باليةٍ تُدعى الحرَّية
أنسوا كلَّ الأفكارِ الحجرَّية في رؤوسكمْ
وأمحوا كلَّ العواطفِ النبيلة من قواميسكم المهترئة
فإنكم لستم في مشفىً هنا
والذي يخالفُ التعاليم سيُجلدُ حتى الموتْ
او يُقدَّمُ لكلابِ جلجامشَ الضارية كالنارْ

كان صوتُ الجلادِ الخشنْ يُجلجلُ في أغوار روحي
بينما أفكرُّ في كتابِ "المدينة الفاضلة" لأفلاطون
وكتابِ "الأوتوبيا" للدوس هسكلي
وأنظرُ دامعَ الروحْ إلى شعراءٍ يأكلونَ وجباتٍ بطيئةً
من سياطِ النار في معتقلاتِ الحُرِّية
سأختارُ جان دمو في زمنِ الرعبْ

خريف 2005

*************************

قصيدة إلى حوّاءْ

حبيبتي وزمانٌ منكِ يحرمني
جودي بما نطفتْ عيناكِ روّيني
فربّما بعثَ الأشواقَ هامدة ً
بين الجوانح ِ أو أحيا شراييني
زق ٌ بعينيكِ ليتَ الوهمَ يكسرهُ
عطرُ النبيذِ به , أم عطرُ تشرين ِ ؟
لم ينبجسْ بفمي إلاَّ وفي خلَدي
أحسستُ بالنشوة ِ الحمراءِ تعروني
نعاسُ خصركِ يحبوني مغالطة ً
وليسَ في غفلاتِ الوعيِ يحبوني
يداك / أفعاكِ تهديني قرنفلة ً
بيضاءَ يا لحليب ِ اللوزِ والتين ِ
يداكِ / أفعاكِ تهديني غزالَ دمي
يعدو ....وسربَ سنونو منكِ تهديني
يداكِ / أفعاكِ عطرُ البرتقالةِ في
الفردوس ِ مثلُ شذى التفاح ِ يُشقيني
يا ليت َ من ملكوت ِ الله يطردُني
بلا متاع ٍ... ويعطيني فلسطيني
يستصرخُ اللهَ قلبي حوّلتهُ يدا
حوّاءِ تفاحة ً بين الثعابين ِ
لا تخرجي اليوم َ يا حوّاءُ من رئتي
صارتْ أفاعيكِ في قلبي شراييني
يا أنت ِ هل كلُّ ما في الأرضِ من ألم ٍ
زمّتْ عيونكِ من ماءِ الأمازون ِ ؟
مقتولة ٌ فيك ِ حوبائي ومنتحرٌ
عليك ِ والوعة ً قلبي بسكين ِ
عشرون َ عاما ً وقلبي باحثٌ أبدا ً
ولم يجدك ِ أيا روحي ويا عيني
عشرون عاما ً وروحي عنك ِ سائلة ٌ
نسائمَ الصبح ِ ,أضواءَ الرياحين ِ
عشرون عاماً وأشواقُ الحياة ِ الى
هذا اللقاءِ بسوطِ الحبِّ تحدوني
عشرون عاما ً كبدر ٍ أنت ِ يسكنني
وتطلعين َ كوحي ٍ من دواويني
الحبُّ والشعرُ مجنونانِ مذ خُلقا
لم أدر ِ فيك ِ عراني أيُّ مجنون ِ ؟
أحبكِ الحبَّ حتى الموت ِ ويلك ِ أو
بقدر ِ يا مهجتي ما لا تحبيّني
كأنما أنت ِ من هذا الثرى وأنا
من الهواءِ ومن نارِ الكوانين ِ
كوني مجوسيّة ً لا ليس َ تمنعني
عنك ِ العذابات ُ أو جنيّة ً كوني
رأيتُ ألفَ سماءٍ فتحّتْ حبقا ً
فيها النجومُ على عينيك ِ تدعوني
ما عدتُ أرهبُ أشباحَ الدجى
وسماوات ٍ من النور ِ عن بعدٍ تناجيني
تنحلُّ زهرَ غوايات ٍ وتحملنا
على رفيف ِ فراشات ٍ الى الصين ِ

*******************************

قلبي يحدّثني

قلبي يحدثني بأُحورَ ألعسٍ
ليكادُ من فمهِ السنا يتولدُ
يطأُ الورود أو الخدود منعمّاً
أحبب بنمرقهِ الذي يتوسّدُ
تبدو ثناياهُ العِذابُ كأنما
عنهنَّ يحكي لؤلؤٌ وزبرجدُ
ورؤى عصافير العيون تِشطُّ في
بحر الخيال الأنثويِّ وتطردُ
بأبي ولفحةُ ضالهِ تترندُّ
وغصونُ أضلاعي عليه تأّوّدُ
مكسالُ مجتهد المحاجرِ أيّدٌ
واهٍ كأن صفاتُهُ تتمرّدُ
يوحي نعيم الحُبَّ في تلفاتهِ
ورؤى الشقاوةِ ظلُّها يتجسدُ
قرَّب ففي عينيَّ محرابُ الهوى
وفمي صلاةٌ للغرامِ ومعبدُ
قرّب فمن ثلجٍ شفاهك كلمةٌ
ظلّت بقلبي جمرةً تتوّقدُ
قرّب فذاكَ حصادُ عمري كلَهُ
وحطام أحلامي الذي أتقلّدُ
يا ويح قلبي جلنّارٌ من دمي
فمكِ الشهيُّ على فمي يتنّهدُ
لكَ أمسُ هذا الحب يا روحي ولي
رؤيايَ من فجرِ الحياةِ ولي غدُ
ربيتُ شهدكَ في العيونِ محارةً
عينايَ تسبحُ والمياهُ زبرجدُ
العمرُ دونكَ ليلةٌ لا تنتهي
وشجاً يقرُّ وحسرةٌ لا تصعدُ
وأَظلُّ أمشي في دروبِ حقائقٍ
بالأمسِ ضيّعها وماتَ المجهدُ
ويفيضُ عن معنى الجمالِ كما أرى
لفظٌ لحسنكَ والجمالُ مُجرّدُ
أبداً يقرُّ به دمي أو منطقي
وتساؤلاتي فوقه تترّددُ
ما غايةٌ للقلب مِن أتعابِهِ ؟
وإلامَ يستبقُ الحياةَ ويجهدُ ؟
يتنفسُ الأحلام من ذراتها
ويعيشُ بالشوقِ الذي لا ينفدُ
وبما يحصّلُ من نعيمٍ زائِلٍ
يشقى فكيفَ على الشقاوةِ يسعَدُ
يبغي سبيلَ الخلدِ سهلاً هيّناً
والخلدُ أوعرُ ما يكونُ وأبعدُ
الحُبُّ ما صدئت رؤى أعماقِه
فيهِ كنهرٍ ساحرٍ يتجددُ
يا ويحهُ والخلدُ نومٌ مزعجٌ
هل مطبقٌ كابوسُهُ فمخلّدُ
في برزخٍ ضافٍ كأنّ سماءهُ
لغزٌ خلا لم يروِ عنهُ الهدهدُ
إذ شهريارُ يعودُ من برقٍ كما
فاضت فراشاتٍ على صدرٍ يدُ
تنحلُّ تحت شموسِه البيضاءِ
والزرقاءِ أجسادٌ ويبكي عسجدُ

************************
وترّية

وجهكِ مثلُ كوكبٍ في الدجى
أو شئتِ مثلُ كوكبٍ في النهارْ
والسحرُ من عينيكِ بي رنة ٌ
والشعرُ أجراسٌ كثارٌ كثارْ
يا قرةَ القلبِ ويا بردهُ
وجذوة الشوقِ بهِ والجُمارْ
وقزحَ الليلِ وألوانهُ
وفتنةَ الشمسِ بهِ والنضارْ
كم قبلة ً تجرُّ مني ّ على
جبينكِ الغضِّ أكاليلَ غارْ؟
كأنمّا معنى الهوى في فمي
وفي دمي لفظكِ ياقوتَ نارْ
قولي بربِّ الحُبِّ ما ينبغي
وعالجي المدمعَ والإبتدارْ
أينَ الذي منيّتِ قلبي بهِ
طولَ الهوى الخاوي وأين البدارْ؟
وكيفَ غيّبتِ سهيلَ الذي
يطلعُ بالموتِ وراءَ العقارْ؟
وكلُّ بدرٍ في سمائي فما
جمالهُ إلاّ إنعكاسٌ مُعارْ
خلّفتِّ أودوسيوسَ ذاكَ الهوى
يجوسُ محروماً خلالَ الديارْ
وتنتلوسَ قطَّعَ الأمنياتْ
موصولة َ الحلم ِ بهصرِ الثمارْ
وأغرقتْ نرسيسَ في ذاتهِ
بحارُ عينيكِ وأيُّ بحارْ
على لماكِ الصخرِ لو تشهدي
من إنكسارِ القلبِ شتى نثارْ
وبينَ كفيّكِ الغداة إلتوى
عودُ الصبا بعد إصفرارٍ وغارْ
وعدتُ من جنةِ أفعى الهوى
أزحفُ ملعونَ الخطى بإنكسارْ
سُدّي عليَّ الأرضَ سُدّي الفضا
وحاصريني من همومي بغارْ
سُدّي عليَّ السمعَ بالأنمل ِ
الفينان ِ والمُورق ِ بالإخضرارْ
سُدّي عليَّ الليلَ عن ضجةٍ
وعن عواءِ الذئبِ خلفَ القفارْ
أحبُّ أن أسمعْكِ لكنني
أخافُ من صيحةِ ذاكَ القطارْ
أحبُّ أن أراكِ لكنني
أخافُ من ظلمةِ حزن البحارْ
**************************

بأبي وروحي أنتْ

دعْ عنكَ ذكر الساكنات قلوبنا
الناهبات السابيات السابيا
الراويات الصاديات عيونها
والمُبديات المخفيات دواهيا
الجاعلات من الجحيمِ جنائناً
والمرسلات أفاعياً وغواليا
الضاربات بأسيفٍ مكسورة ٍ
حَبَّ القلوبِ الراميات الراميا
بالوجهِ أحفن ضوءَ وجهكِ دونها
في هالة ٍ كالبدرِ يسبحُ عاليا
يا بوح أيامي التي إنكسرتْ على
قدميكِ وإنحلّتْ زهورَ أضاليا
إنّي إتخّذتُ جمالَ روحي عفّتي
في حين كان جمال ُ جسمك ِ زانيا
أحببتُ غيركِ في الحياة ِ ..زنابقٌ
لوجوههنَّ غدتْ ترّفُ حواليا
شلاّل زهر الضوءِ يهبطُ من علٍ
أرواحهنَّ مُعانقات عذابيا
سأموتُ من حُبّ ٍ ويشفعُ لي لدى
ربِّ الجمال ِ براءتي وبكائيا
وأنا أبن آدم في قرارةِ مهجتي
في كُلِّ حين ٍ أجتلي حوّائيا
أو أجتلي بي شاعراً في مؤمن ٍ
شيطانهُ كملاكهِ متساميا
وخلطتُ أدعية الصباح بخمرتي
ومزجتُ حتى بالخطيئة ِ مائيا
ولمحتُ شمساً بضةً لعناقها
يسعى الفؤادُ على الحرائق حافيا
ألفى يغيب ُ الليل ُ تبراً أبيضاً
ويذوبُ في شفتيَّ فجراً هاديا
حتى لحقتكِ بالذنوبِ مدجّجاً
لأكُنْ سراقة في غرامكِ ثانيا
قوسٌ من الدنيا يطاردُ خطوتي
والروحُ تلهثُ والسهامُ ورائيا
ولظى أبي لهبٍ يمزّقُ فطرتي
وسنا أبي ذهبٍ يلوحُ أماميا
وحنينُ ذكراكِ الحبيبة دونها
عطشٌ يمزّقُ ظفرُهُ أحشائيا
تنسل ُّمن ليلِ الزمانِ شموسُها
من عالمٍ حضنَ الطبيعة َ غافيا
قد غلّفتْ قلبي الحياةُ بقشرةٍ
كانت غشاءً فانياً أو واهيا
بأبي وروحي أنت يا قمراً مشى
أفنى ظلام َ العمرِ فينا ساريا
ما زال يقتحمُ الصحارى والدجى
والقلبُ يخفقُ خائفاً أو راجيا
يا من أحبُّ ومن أُ سرُّ غرامَه
هوَّن عليَّ القولَ يوم تلاقيا
إنيّ وإن جانبت ُ بعضَ جهالتي
وتوّهمَ الأعرابُ قلبي خاليا
لتميتني شوقاً وتبعثني هوى ً
لغدٍ ..هناكَ ولا تحين تقاضيا
رؤياكَ تحملني كطفلٍ حالمٍ
لعوالم اليقظات ِ صقراً حانيا
روحي تهيضُ وما عساها تستوي
حتى تضمّكَ والسنا المتعاليا
*********************

خربشاتْ قزحيَّة على فضاءاتْ تشرين


تسألني" عيناف" ما يجري وراءَ
الشارع المرصوفِ بالحيرةِ والمشعلِ بالغناءِ
ما يجري وراءَ الإبتساماتِ التي تُفتُّ كالزنبقِ ِ
في آنية ِ الروح ِ فلا أجيبها إلاّ بأن أحلمَ
بالقادمِ من بعيد من عشقٍ هلامي ٍّ
وأن أغمضَ عينيها على حدائق ِ المساءْ

- أيُّ حنانٍ أخضرٍ قد جاءَ بي إليكِ من
قافلةِ الشموس ِ إذ دخلتُ مأخوذاً
بنورِ اللهِ أو مبللاً بمطر ِ الرهبةِ
في خريفِ أحزاني ... على خاصرتي عشبٌ وفوقَ القدمين ِ
إخضرَّ من ضحكتكِ الأولى
أنا آخرُ دوريٍّ جنوبيٍّ يناغي عبقَ الجراحِ
في فردوسكِ المفقودِ والموجودِ في دمي بلا إنتهاءْ

- ايُّ زمانٍ أخضرٍ قد جاءَ بي إليكَ
أنغامُ المزاميرِ التي قد ولدتني
لكَ وعلا ً جامحاً يشربُ من ماءِ
المجرّاتِ ويرعى ورقَ السوسن ِ
من نظرتكَ الحبلى بضوءِ الحزن ِ
من سنين ....كي تصادقَ إخضرارَ
شمس الشرق ذات مرةٍ
تكشفَ يوماً سرَّ هذا المخمل ِ
المزروع ِ في أصابع النساءْ

عشرَ دقائق تجاذبنا بقوسَيْ قزح ٍ
كانا جريحين ِ وينزفان ِ في الخارج ِ بالعطر ِ وبالضياءِ.....
كان العصرُ من قمح ٍ على أكتافنا ينمو....
مذاقُ التعبِ الضوئيٍّ في أجسادنا ينمو
ونهرٌ ضائعُ الوجه ِ على أطرافنا يزحفُ ....
كان القمرُ الثاكلُ من أذرعة الموتى
التي جفَّ عليها الدمعُ يأتينا
على أهدابه نقشٌ من المنفى الذي
يكمن ُ في القلبِ .. وأشباهٌ لعشاق ٍ
يجيئونَ بلا معنى ولا أسماءْ

وأنت ِ في شرفةِ قوس ِ القزح ِ الخيليِّ
تبدينَ كراعوتَ / وعشتروت َ في صلاتكِ البيضاءِ .....
إنَّ الشفقَ الكحليَّ في عينيكِ مذبوحٌ
ولا أدري الى أين َ تطيرُ الخيلُ
من جسمكِ أو جسمي فيخضلُّ على آثارها النداءْ

إنَّ حرير َ الشهوةِ الخشْن ِ يوارينا عن الزمان ِ والمكان ِ
قبَّلي بقايا البحرِ في نفسي
وجمَّعي شظايا البدرِ منها يولدُ الانسانُ
في دوائر ٍ مذهلةٍ من غبش ِ الضوءِ الإلهيِّ
ومن أصدافه ِ يخرجُ كالحوريةِ العذراءِ
أو كالشجر ِ البرقيِّ من صدري.....
إذا ً فلنوصد الماضي على الحاضر ِ
ولنخرجُ من جنتنا الآن َ ....
نوايا العوسج ِ البريَّ تؤذينا ويؤذي
مومياءَ الخوفِ من أنفسنا الهواءْ

أتسألينني ....؟ رصاصٌ من جحيم ِ الحُبِّ
في قلبي وفي الخارج ِ يقتلونني "عيناف":
قومكِ يحفرون في دمي قبورهم
ويقتلون الأنجم القطبية
قومكِ يطفئون في عينيَّ دورهم
ويرحلون في الدجى للجهة المنسيّة
نازعني حزني اليكِ أمس كنتُ
أحسبُ العمرَ وكنتُ أعشقُ القمرْ
أصنعُ من كفيَّ وطناً لوجهكِ وللفلِّ وللحمامْ
وأزرعُ الخيالَ أشجاراً ومن عينيكِ
يا لفرحتي أستنزلُ المطرْ
سأحملُ المتاع َ والضياعَ من أجلكِ فجر غدْ
وأهجرُ الضحى وحيداً آه فجر غدْ
من غير أي ََّ لمسةٍ وهمسةٍ ورَدّْ
وأسكن الظلام من أجلكِ إنّي أعشقُ الظلامْ

أتعشقينني...؟؟ تزوجتُ بأنثى الموتِ في تشرين َ
أنثاهُ التي لم تتزوّج أبداً مثلكِ ....
أو بلعنة ِ الزنابق ِ الحمراءْ

آخرُ ما كنت ُ به أهذي على بوابة ِ الحلم ِ
وأبكي الوطنَ المضاعْ
/ عيناكِ في المنفى هما الوطن ْ
هما إتصالي بالحكاياتِ وبالشوق ِ الذي أضاءْ
في ظلمةِ الروحِ على مدِّ المسافاتِ التي
يجترّها قلبيَ كالهباءْ
هما السكينة ُ التي تهبُّ كالأنسامِ
من جهةِ بيتي وهما الشجنْ
هما صراخُ القلبِ في الظلامْ
هما سماءُ الروح ِ حين تغلقُ السماءْ
أبوابها أمام دمع الطائر ِ الملتاعْ/.............

تشرين أوّل 2001

*********************

على قدمَيْ عشتار

قريباً قريباً سآتي
من رمادِ الجهاتِ
من دخان الأساطيرِ والأغنياتِ
من ندىً نرجسيٍّ يصليّ لعشتارَ
مستسلماً لهديل الصباحاتِ
في القلبِ..... من أبدِ المستحيل ِ وحيفا
سوفَ آتي وأخلعُ عني سلاحي
كما كانَ يفعلُ فارسها
في الرجوع ِ الأخيرِ من الصيدِ
أو مثلما كان يفعلُ عاشقها
وأطوفُ بها شارعاً شارعاً وأقبّلها حجراً حجراً

السحابُ حليبٌ على يومها يابسٌ يابسٌ
والقصيدةُ دمعٌ على خدّها لا أقلَّ ولا أكثرا

للحمام ِ نصيبان ِ من صيفها المتأرجحِ في ظلِّ ليمونةٍ
ونصيبي منامُ الغريبِ على صدرها
وكلامٌ جميلٌ يراقُ على حبرها لا يُرى

سآتي وقد خرمشتني عصافيرُ مائيّةٌ في مساءِ القصيدة
والبلادُ البعيدة
تزوّجني زرقةً كلّما جئتها
كشتاتِ النبيّين فيها شتاتي

كلُّ ما في الحياةِ يعبّئني بعذابِ السنابلْ
كلُّ ما الحياةِ يعبّئني ...
وأنا لستُ من نسلِ روما ونسلِ القبائلْ

كلُّ ما الحياةِ حنينٌ يشدُّ كبوصلةٍ لصهيل الجداولْ

قريباً قريباً سآتي
من تفاصيلِ أياميَ الماضياتِ
وتفاصيلِ أحلاميَ المقبلاتِ
وأسندُ رأسي الثقيلَ بنارِ السنين ِ إليكِ
أنا من رأى نجمَ كيتسٍ يسافرُ في مقلتيكِ
وغزالةَ لوركا تنامُ على راحتيكِ

أتركيني على قدميكِ لكي أستريحْ
ولو لحظةً من عذابِ القرون الوسيطة
فإني بنيتُ قلاع َ برابرةٍ
ليسَ يأتونَ ......روحي خريطة
لأمجادِ تلك َ العصورِ ....
ألم تبصري الأقحوانَ الجريحَ
ينازعُ في نظراتي؟
ألم تبصريني على كلِّ طاحونةٍ شنقتني جدائلُ ريحْ؟
ألم تبصريني؟....أتركيني
على قدميكِ لكي أستريحْ
أتركيني

قريباً سآتي
من مساءٍ بعيدٍ لصيد النجومْ
من سماءٍ تربّي حرير الهمومْ
من مراثي إرميا .... مع الغجرِ الطيبيّن

أن أحبّكِ يعني التشّرد َ في مطرٍ أزرقَ
في صباحِ ربيعٍ حزينْ
أن أحّبكِ يعني الرحيلَ الى جبلٍ من أنينْ
أن أحّبكِ يعني الدخولَ الى محنة المرسلينْ
والخروجَ المبّللَ بالنرجسِ الأنثوّي ِ
على عتباتِ الشجونْ
أن أحبكِ يعني أعتناقَ النبوة ِ في غرف المشركينْ

سآتي......
وقد قطفتني جنازيرُ دبّابةٍ عن حنانِ الغصونْ
في الطريقِ المؤدّي لعينيكِ من جانبِ الطور ِ.....
لا شأنَ لي بأمرئ القيسِ
أو قيصر ٍ تاجهُ من رمالٍ تهبُّ على الشمس ِ
لا شأن َ لي بضفافِ السنينْ..
ولا شأن لي بالرخام ِ المراق ِعلى قدميكِ ....
لكنعانَ أن يتوّضأَ بالدمِ عند إنتصافِ النهارِ
ولا شأنَ لي بنجوم ِ البحار ِ
وخيول ِ التتار ِ
ولا شأنَ لي بنبوءات ِ عرّافةِ الليل ِ
لا شأنَ لي بالملاكِ السجينْ

سآتي ولو قتلتني أغاني السرابْ
فراشةُ روحكِ عمري الذي نقطّتهُ دموعُ الذئابْ

سآتي ......
من رمادِ الجهاتِ
من دخان ِ الأساطيرِ والأغنياتِ

نيسان 2002
*******************************
لك ما تشاء,ولنا أن نحبّكْ
(إلى سركون بولص)
لك الآن أن تترجّل عن حصان جسدك ,لك الآن ما تشاء ايها الفارس
العربي ,لك أن تقطف وردة جورية تسيل على حافة الكون وتبللها بدمعك ,لك الآن أن تحب الله وتعشق الكائنات التي تنظر اليها من الأعلى ,وتنثر الرذاذ الضوئي في ليل عيونها ,لك ما شئت الآن ,ما شئت , ولنا أن نحبك ونؤثث أحلامك بأزهار الصفصاف وبالمقاعد الخشبية على ضفة الجنة .وبالأشياء المصنوعة من أضلاعنا نحن .لك أن تكون شجرة من صباح أبدي ونكون نحن العصافير والفراشات التي تسكن روحك .المتجذرة في الشمس الشفافة الخضراء ,نم هانئا قرير القلب والعين أما روحك فلا .دعها ترفرف في مكان ما .كوكب ما .برزخٍ ما .جنة ما .بحر ما .دعها تزاوج بين السماء والفضة الغير مرئية .بين الوجود والعدم .بين الخاص والعام .بين اللفظ والمعنى .بين الحسيِّ والمجرّد. بين الذات والمطلق .كما زاوجت بين نهر الحبّانية وسماء سان فرنسيسكو .وبين عبير النخل العربي العراقي وغابات الورد والشفق في أوروبا, سلام عليك وبرد شفيف خفيف على أحلام روحك الممتدة في خيالات القصيدة العربية .مثل الأطياف السحرية الملونة التي نعدو خلفها أعماراً شتى ولا نمسك بأطرافها الحارقة .
قريبا يا سيد الوزن المرئيّ .قريبا ستفلت اللغة من عقالها الأرضي ّ
وتسبح خلفك .طائرة إثر خطواتك النبيلة .التي تجذبها كمغناطيس رهيب .
اللغه التي ربيّتها بأنامل من ماء وحرير عميق المرايا والرؤيا .
مثل الخشف البريء .مثل النجم المولود من رحم القطيفة .
ووهبتها حرية ً لا تنبغي لسواها .وأنوثة أفحمت كل الأبجدياتْ.
وذابت في قصائدك كإحساسٍ غريب يطفو في الجسد ويهزهُ بلطف .بلطفٍ بالغٍ وبياضٍ مجهولْ.كقرون الوعول الليّنة في أرض فينيقيا الجديدة.
لك أن ترقصَّ الغزالات في الأعالي .أن تطير بجناحين من زهر غامض .
أن تحنَّ الى عالم السندباد .والى لهفة الفرات ودجلة .الى صوت الحسن البصري ِّ .لك أن تسكن ملحمة جلجامش .ولا تعود أبدا , لك أن تروضَّ الزمن العصيَّ على الشعر .
لك ما تشاء , يا حواريَّ المزامير الضائعة .ولنا أن نحبك.
****************************

إلى محمود درويش مع حُبي
مرحبا بك ايها النسر المهيب الوادع العائد الى اعالى كرمله وعلياء بهائه الروحي .أهلا بك ايها الملاك المطارد لا لشيء في فضاءاتنا الجريحة بحبك .
طيور الحجل الجليلية كلها في شوق لعودتك من أقاصي المدن الخضراء المائلة الى غروب شمس الأقحوان .الخيول المجنحة التي تركتها وحيدة وكسيرة تحن الى آخر نبرة لصوتك المملوء برائحة الندى والشمس والأرجوان .آه يا سيد الشعراء هنا وهناك في الأمس والآن .يا محمود درويش الذي أتعبناك بحبنا وصلبناك .أما آن لهذا الفارس الجميل النبيل كغرة الصبح أن يستريح أما آن للصخور أن تصبح قطناً أبيض خفيفاً كضحكة أمرأة كنعانية أما آن لخطاك التي أنبثقت منها كل النوارس والطيور البحرية المجهولة الوطن والرؤيا أن تغفو قليلا .الآن وليس غدا أمسح عن قلبك المسكون بالنايات وخضرة النار البريئة غبار السفر . ألان وليس غداً حدثنا وبلا مقدمات وبإطناب موجع حتى السماء السابعة. عن ألاقمار البعيدة التي اقمت بها وعن البحار التي وهبتك لؤلؤتي عينيك وعن بلاد غريبة تخييلية جبتها طيفا لسندباد فلسطيني وحيد شريد . ستمرُّ في دروب وتمسح على جباه المرائين بدمعك وتغفر للمقايضين بك في ساعة الشدة .والمسيئين لك . بلا ذنب. ستمرُّ في دروب فتشيع فيها رائحة الصندل البري والنارنج والغار . ستفرُّ من بين أصابعك العصافير التي تركتها بلا أجنحة .والقصائد التي منحتها لون زنابق صاحبك يانيس ريتسوس .وأوراق عبّاد الشمس التي شكّلت هوّيتك .وكانت لك بمثابة الفراشات الصفراء لمركيز .سيرفُّ الحنين الذي شكّل كيانك كطير زئبقي .كآخر قبلة لبياتريس .كأرواح الشعراء النازعة الى سماء أخرى. كوجه ريتا الذي تحول الى نرجسة حجرية الآن.كغزالات لوركا البيضاء الهاربات الى الأبد من جحيم الرصاص والرماد الأحمر .
في هذه اللحظة بالذات أعرفُ كم يملك الشعر من طاقة خيالية وجمالية ومن قدرةٍ على اختراق الجمادات وعلى ترتيب ما نعفَ الزمن من ورودنا وأعضائنا وأشتهاءاتنا وشتاءاتنا.أعرف بالضبط ما لا يمكن أن أعرف .أمسك بكفيَّ هلاماً من فراغ أزرق .
الشعر هو اكبر مخلوق قادر على التحوّل في الفضاءات السحرية والواقعية وعلى تذويب لهفة الفينيق التي تحملها بجدارة . وقادر على تشذيب أزهارنا البرية الملتفة الساذجة بسيفه الصقيل المصنوع من اللهب كسيف صاحبك نيرودا .وقادر ايضا ان يجعل منا أطيافا لأشواقنا وآخرين لذواتنا.فمرحى لفلسطين بك وبهذا العرس الشعري ومهرجان الحب الرؤؤف بك وبنا ومرحى لك بها , انت من اعطاها عاطفة اللون .وحمل اسمها عاليا فوق اسوار طروادة العصر .ودمت آخيل عشقنا الأسطوري بلا مقتل مؤجّل ولو كره الآخرون.



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد فلسطينية
- ينقصُني قمرٌ كيْ أعيشْ
- أُفكِّرُ بأشياءَ كثيرة
- مقالات نقدية عن تجربة نمر سعدي الشعرية
- مقالات أدبية
- مجموعة قصائد جديدة
- تأمُّلات حجريَّة
- أُنوثةُ القصيدة لدى الشاعر شوقي بزيع
- سلامٌ على قمرِ البنفسجِ في عينيكَ
- نشيدُ الإنشاد
- مجموعة قصائد
- يا قَمَراً يُصوِّبني إلى نفسي
- هذيَانُ ديكِ الجنِّ الحمصيِّ الأخيرُ
- مقالات وحوارات في الأدب
- قُبلةٌ للبياتي في ذكرى رحيلهِ العاشرة
- يُخيَّلُ لي
- محمد علي شمس الدين..
- إغمدي قُبلةً في خفايا الوريدْ
- مُعضلةُ الصَداقةِ اللدودةْ
- وشمُ نوارسْ


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - موسيقى مرئية / المجموعة الشعرية كاملةً