أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - مجموعة قصائد 2














المزيد.....

مجموعة قصائد 2


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2958 - 2010 / 3 / 28 - 12:10
المحور: الادب والفن
    



نوستالجيا



تُداهمني غيمةٌ أُرجوانيَّةٌ
وأصابعُ من فضَّةٍ
وعصافيرُ من ذهَبٍ أبيضَ الضوءِ
بستانُ ضحكٍ على كوكبٍ سابحٍ في دمي
وفتاةٌ على زورقِ الإشتهاءاتِ
تنحلُّ فتنتُها في الهواءِ المُعذَّبِ
ذاكَ الهواءِ الذي كانَ يجثو على بابها
مثلَ عبدٍ ذليلٍ
وماءَ أُنوثتها يحرُسُ
مرَّةً في الضُحى الكرمليِّ
المُعدِّ على طبقٍ من نداءِ الفراديسِ
مرَّتْ فلَمْ أتمالكَ شبهَ حشاشةِ نارٍ حريريَّةٍ
تسكبُ الروحَ مثلَ الحليبِ الوديعِ
على ساحلَيْ جسدينِ ولا تنبسُ
مرَّةً... يملأُ القلبَ أمطارَ نوستالجيا
وجههُا المُشمسُ.


************

لغةُ الصفيحِ والنرجسْ


لغةٌ من صفيحٍ ومن نرجسٍ
تتطايرُ ما بينَنا
من فمي من وصايا شفاهكِ
منقوعةٌ في دمي
في خلايايَ تنبتُ
تستوقفُ العابرينَ إلى ما وراءَ ظلالِ المكانِ
أُبعثرُها في الشتاءِ القديمِ
وأنثرُها للعصافيرِ قمحاً على سطحِ هذا الزمانْ
قمَرٌ يابسٌ كانَ يرقُبنا من عَلٍ
وشذىً ناعسٌ كانَ ينبضُ ما بينَنا كالفراشاتِ..
أنتِ سديميَّةٌ النظراتِ
ومشدودةٌ نحوَ صدري الذي مزَّقتهُ سياطُ الحياةِ
بألفِ حصانْ
لغةٌ من صفيحٍ ومن نرجسٍ
تتطايرُ ما بينَنا ها هنا الآن.

********

وردةُ الطينْ


تتنهَّدُ عاصفتانِ على مُرتقى كاحليكِ
على مُرتقايَ أنا...
بينَما خارجَ الوقتِ رُحتُ أُجرجرُ
أذيالَ ماءٍ حزينٍ
وملحٍ سخيٍّ
وأخرجُ من جسمِ أندلُسي
مثلَ شهقةِ رمحٍ
أُكوِّرُ صحوَ يديكِ على هيئةِ القلبِ
أو وردةِ الطينِ
أصرخُ مثلَ السكارى المجانينِ
في قبوِ ليلِ الذئابْ
وأستلُّ من صخرةٍ مجدَ سيزيفَ كالأقحوانةِ...
أُقعي على طلَلٍ لا يُرى
وأبوسُ الثرى
صاعداً نحوَ هاويةِ الشعراءْ.

**********

حطَّ الملاكُ


حطَّ الملاكُ على عينيكِ مُختلجاً
بلمسةِ الشِعرِ والأعشابِ والنارِ
وكنتُ بالروحِ منفيَّاً... تُلملمني
ريحُ البحارِ وتكسو حزنيَ العاري
وكانتِ الأرضُ تحثو في الشتاءِ دمي
وتبعثُ الخصبَ من أعماقِ أنهاري
وجهي سيخفقُ في كفَّيكِ بيرقُهُ
وينتشي برذاذٍ طيرُهُ الواري
وجهي ستحملهُ أيدي الجنودِ إلى
جنونِ قيصرَ محفوفاً بنوَّارِ
وكُلُّ ما في نساءِ القصرِ من شبَقٍ
وفضَّةٍ سوفَ يفريني بأظفارِ
ستُنشبينَ حريرَ الغدرِ في عُنُقي
ونابُكِ الرخوُ مغروسٌ بأزهاري.

*********

بيدينِ من شفقٍ


بكِ.. بالسماءِ.. بما تبَّقى فيكِ من زهوٍ وفيَّ من القُوى
بخطى الحيارى الخائفينَ الجائعينَ
إلى أمانِ نفوسهمْ
برؤى القلوبِ.. بشمعها المسكوبِ فوقَ النارِ
بالآمالِ وهيَ تُضيءُ حبرَ الليلِ في وجعِ الرسائلِ
بانتباهِ الشاعرِ المقتولِ في أرضِ القصيدةِ
بالوجوهِ تهيمُ في بحرٍ من اللاشيءِ في لغةٍ بعيدةْ
بيدينِ من شفقٍ
بهاويتينِ في أعلى رثائي للزمانِ
بضحكةِ الروحِ الوحيدةْ
سأُحوِّلُ الأفعى التي نهشَتْ جماليَّاتِ أحلامي
إلى حطَبٍ لنيرانِ الأساطيرِ الجديدةْ.

***********

حُلمْ

كانَ شايلوكَ يقطعُ من لحمِ صدري
بسكِّينهِ مثلَ نَسرٍ بليدْ
نورسانِ صغيرانِ عينايَ إذْ تصرخانِ
وإذْ تهبطانِ إلى لُجَّةٍ من بياضِ المسافاتِ...
كفَّايَ تنتزعانِ النثارَ الجليديَّ
ملءَ حدائقِ أرضِ السماءِ
وملءَ ورودِ الرؤى ملءَ ماءِ الحديدْ
كانَ شايلوكَ يخرجُ من صوتِ حُلمي
ومن يقظتي أحمرَ الصمتِ مثلَ يهوذا جديدْ
عندما انتبهَ القلبُ من نومهِ
طارَ حقلُ عصافيرَ عبرَ الوريدْ.

**********

عُنُقٌ واثقٌ باستدارتهِ


عُنُقٌ ليِّنٌ.. مُخمليُّ التفاصيلِ
لا ينحني تحتَ سطوةِ لثمِ العيونِ لهُ...
عُنُقٌ واثقٌ باستدارتهِ
شاهقُ الأرجوانِ
بكَتْ نظراتي عليهِ
فما ابتلَّ بالملحِ والبرقِ بل بدمي
وبزهوِ الفرَسْ
كنتُ ألمسهُ في سمائي الخفيضةِ حينَ أنامُ
وفي قاعِ سجني الذي شاخَ...
أمسحُ عطرَ الندى عن حدائقهِ
من وراءِ الحرَسْ.

*********

البحثُ عن أمَلْ

كلُّ أعدائكَ الطيِّبينْ
في الحقيقةِ مُنشغِلونَ
بحشوِ خزائنهمْ عنكَ أو بمتاعِ الأسرَّةِ
هذا الجهادِ الكبيرِ الكبيرِ...
وأنتَ تُحلِّلُ معنى انهزامِ المبادئِ
في برجكَ المُتصَّدعِ
معنى انتصارِ الفشَلْ
تمزَّقَ في المُدنِ الحجريَّةِ قلبُكَ مثلَ حذائكَ
فوقَ الطريقِ المؤدِّي إلى البحثِ
عن أمَلٍ أو عمَلْ.

**********

شريطُ الصُوَرْ


كنتُ في الأمسِ أقرأُ أحوالَ هذا الزمانْ
في الجريدةِ...
حتى انتصافِ الظلامْ
فيحتشدُ الدمعُ في جسَدي بالبراكينِ
أو برفيفِ الحمامْ
عجبَاً كيفَ أنَّ المصائبَ
رغمَ اختلافِ الحياةِ ورغمَ اختلافِ البشَرْ
تتشابهُ منذُ ابتداءِ الخليقةِ...
لا شيءَ يُثبتُ غيرَ شريطِ الصُوَرْ.

*********

لؤلؤتانِ تنحلاَّنِ في عينيَّ


كحوَّاءِ امتشقتكِ من ضلوعي
جمرةً ذبلَتْ
كأزهارِ الدموعِ
وكنتُ مشدوداً لموسيقاكِ...
لؤلؤتانِ تنحلاَّنِ في عينيَّ حينَ أراكِ
مشبوحاً على وجهِ السماءِ
أسلُّ قافيَتي
بوجهِ عدوِّيَ المأفونِ
مطعوناً بضحكةِ من أُحُبُّ
مُكمَّماً بالريحِ
جفَّ دمي على سورِ المدائنِ
دائراً كالثورِ...
مرميَّاً على الأبدِ
بغيرِ فمٍ بغيرِ دمٍ
بغيرِ يدٍ بغيرِ غدِ.



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة قصائد1
- مقالات مختارة
- أشعار من الجليل
- رائحةُ القرفة اللاذعةُ جدَّاً لسمر يزبك
- صورةُ الشاعر بينَ الذئبِ والمرأةْ
- قلقُ الحياةْ
- ساهراً في النهارْ
- جدليَّة العشقِ والتمرُّدِ في شعرِ يوسف أبو لوز
- الكلامُ الذي لم أقُلْهُ
- موسيقى مرئية / المجموعة الشعرية كاملةً
- قصائد فلسطينية
- ينقصُني قمرٌ كيْ أعيشْ
- أُفكِّرُ بأشياءَ كثيرة
- مقالات نقدية عن تجربة نمر سعدي الشعرية
- مقالات أدبية
- مجموعة قصائد جديدة
- تأمُّلات حجريَّة
- أُنوثةُ القصيدة لدى الشاعر شوقي بزيع
- سلامٌ على قمرِ البنفسجِ في عينيكَ
- نشيدُ الإنشاد


المزيد.....




- الممثلة التركية فهريّة أفجين تتألّق بتصميمين عربيين في أبوظب ...
- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام
- ميغان ماركل تعود إلى التمثيل بعدغياب 8 سنوات
- بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده.. مهرجان الأقصر للسينما الأف ...
- دراسة علمية: زيارة المتاحف تقلل الكورتيزول وتحسن الصحة النفس ...
- على مدى 5 سنوات.. لماذا زيّن فنان طائرة نفاثة بـ35 مليون خرز ...
- راما دوجي.. الفنانة السورية الأميركية زوجة زهران ممداني
- الجزائر: تتويج الفيلم العراقي -أناشيد آدم- للمخرج عدي رشيد ف ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - مجموعة قصائد 2