أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - مجموعة قصائد 3















المزيد.....

مجموعة قصائد 3


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2968 - 2010 / 4 / 7 - 14:52
المحور: الادب والفن
    



عبيرُ الدماء


لم يكُنْ واقعيَّاً ولا مُنصفاً
اتهامُكِ لي بالغباءْ
كالرجالِ اللذينَ يعدُّونَ أيامَهم في المقاهي البليدةِ
إمَّا بأقداحِ شايٍ رخيصٍ
وإمَّا بنقرِ طيورِ المساءْ
حبوبَ الحياةِ على طينِ راحاتهِم..
متنهُم هامشٌ في كتابِ الهباءْ

لم يكُن واقعيَّاً ولا مُنصفاً اتهامُكِ لي
بينما كانَ مسمارُ حُبِّكِ
يدخلُ في عصبي وعبيرِ الدماءْ.

**********

أُخفضُ قلبي


لذكرى السنينِ التي احترقَتْ
مثلَ خيطِ الضبابْ
لذكرى الصباحاتِ في شهرِ آبْ
لذكرى الندى الكرمليِّ لذكرى جنونِ الصحابْ
لذكرى المحبَّةِ محفورةً باللظى في كتابِ العذابْ
لذكرى الحياةِ التي ذوَّبتها أكُفُّ النساءِ
كقلبينِ من سُكَّرٍ في الشرابْ
أُطأطىءُ رأسي
وأمشي على ضوءِ صفصافتينِ
ونهرينِ من فضَّةٍ تتفتَّتُ
أُخفضُ قلبي
وأُغمدُهُ في أقاصي الغيابْ.

*********

تخرجُ من ذاتها


كالشموسِ الضعيفةِ تخرجُ من ماءِ مرآتها
كالغيومِ الخفيضةِ تتبعُني نحوَ بئرٍ
يضُمُّ رفاتَ الجمالِ
الذي غدرتهُ ذئابٌ تسيرُ على قدمينِ جليديَّتينِ
تشدُّهما شهوةٌ للدموعِ
تبدِّلُ أثوابَ أصواتها

في المساءِ الأخيرِ
على مهلها انتفضَتْ كالنوارسِ مقرورةً...
آهِ كانتْ على حزنها المُتشرِّدِ
مثلَ الغزالةِ في آخرِ الصبحِ
تخرجُ من ذاتها.

*********

شاعرٌ خاسرٌ


لنْ يمرَّ المساءُ على تعَبي
لن تمرَّ النساءُ الرشيقاتُ والأشهرُ القمريَّةُ
والانعتاقُ الملوَّنُ في شهرِ آذارَ
والمسحَةُ العاطفيَّةُ
والبيلسانُ المنافقُ
واللغةُ النائمةْ
لنْ يمرَّ البكاءُ المطوَّلُ
بعدَ رحيلِ التتارِ
على عشبِ قبري
ولنْ تصمتَ القُبَّراتُ
التي احترفتْ ندَمي
عندما كنتُ في حُلُمي شاعراً خاسراً
روحُهُ منذُ خمسةِ آلافِ حُبٍّ
على نفسها حائمةْ.

*********

كأنَّ حياتي على فوَّهةْ


كأنَّ حياتي على فُوَّهةْ
كأنِّي أسيرُ إلى الجلجلةْ
وما من يدٍ تشربُ الدمعَ ملءَ ضلوعي
وتغسلني بالشذى

أُراقبُ قلبي الصغيرَ الذي انتفضَ الآنَ
فرخاً يُحاولُ قنَّاصةٌ بارعونَ اصطيادَهْ
لتقديمهِ وجبةً طازجةْ
لأميرِ البرابرةِ الطيِّبينْ
بلى سوفَ ترفعُ عنِّي نقابَ الندى طفلةٌ
وتُجفِّفُ وجهي بخصلةِ شعرٍ حريريَّةٍ
قبلَ موعدِ صلبي المحدَّدِ
في سكرةِ القتَلَةْ.

**********

من عامَّةِ الناسْ


أنا فقيرٌ ومُعدمٌ وساذجٌ من عامَّةِ الناسِ.. لكن
قبلَ أيَّامٍ رنَّ هاتفي النقَّالُ
وجاءَ الصوتُ بعيداً متهدِّجاً
كأنهُ قطرةُ مطرٍ هبَّت من صحراءَ ذاويةٍ
قالَ: إنَّ مجموعةً متمرِّسةً من المخبرينَ والزبانيةِ
تتمتَّعُ بالمهنيَّةِ والمهارةِ العاليتينِ
تراقبُ تحركاتي وتجسُّ نبضَ حياتي
بشكلٍ أفزعني وأرهبني
منذُ أكثرَ من عشرِ سنينَ
تضعني في أعلى سلَّمِ مطارداتها وتحرِّياتها
كأني مجرمٌ خطيرٌ
وعندما استفسرتُ عن السبَبْ
وأبديتُ دهشتي واستغرابي
لم يُجبني أحَدْ
فأنا فقيرٌ وبسيطٌ وساذجٌ من عامَّةِ الناسِ...
لكن....

********

رائحةُ اغتيالْ


تتبرَّمينَ بصيفِ هذا الحُبِّ
تستندينَ في أشعارِ كافافي
إلى غيمٍ من الأبنوسِ
يصعدُ من دماءِ الأرضِ
تشتعلينَ... تندفعينَ... تنكسرينَ
كالنجمِ المهمَّشِ والمهشَّمِ في السماءِ
كضلعِ تحناني
وتجتاحينَ آخرَ ما على قلبي من النارنجِ والعنَّابِ
تندلعينَ في ثلجي المُراوغِ
بينما أشتمُّ في عينيكِ رائحةَ اغتيالي.

**********

قلبي شفا نارٍ


في فضَّةٍ زرقاءَ تغتسلينَ
تنحلِّينَ في المعنى شعاعاً يابساً
وتمسِّدينَ الظلَّ...
قلبُكِ راعفٌ في الظلمةِ الخضراءِ
سرياليَّةٌ تلكَ القصيدةُ فيكِ
صحراءٌ مضمَّخةٌ بعطرِ الطيرِ روحُكِ
بينما قلبي شفا نارٍ على طرفِ انسدالكِ
واعتلالكِ في الظلامْ.

*******

لم تكنْ غائبةْ


لم تكنْ غائبةْ
بالتماعاتِ أحلامها ورنينِ خطاها
على وردِ قلبي
ولكنَّها ظهرَتْ في الخيالِ المشوَّشِ
ذاكَ الضحى خلفَ غيمٍ من الخوفِ
شاحبةً شاحبةْ

لم تكنْ غائبةْ
وأنا لم أكنْ غيرَ ظلٍّ لأشواقها العُلويَّةِ
راحَ يُلوِّحُ في ثوبِ أفراحها الخائبةْ
لم تكنْ غائبةْ.

********

جنَّتي الأنثى


حملتُ صوتكِ ملتاعاً ألوذُ بهِ
من الجحيمِ الذي يقتاتُ أعضائي
وشلتُ قطركِ في جمرِ الحياةِ كما
قبائلُ الطيرِ في الصحراءِ يسكنُها
فردوسُ ماءٍ وأنداءٍ وأفياءِ
وكانَ صوتكِ مزموراً على شفتي
كالأقحوانةِ يبكي لي أخلاَّئي
حملتهُ في دروبِ الشوكِ منتعلاً
عذابَ حُبِّي... كمنْ يمشي على الماءِ
وكانَ عطرُ الليالي البيضِ يعصفُ بي
ورداً ويطرحني في دربِ إسرائي
حملتُ صوتكِ مشحوذاً بعاطفةٍ
حتى كأني هلالٌ في المدى النائي
وفيكِ أجملُ ما في الشمسِ.. فيكِ دمي
يبكي على الأمسِ في الجسمِ الشفيفِ شذىً
........................
وتختفي جنَّتي الأنثى ولألائي.

********

إنطفئي على جسدي


جسدٌ من البلَّورِ من ماءِ الخطيئةِ
من نعاسِ الشمسِ من وهجِ العبارةِ
من سديمِ الحبِّ من أبدِ المجازْ
جسدٌ من الغيمِ المعادلِ للنوارسِ
من عبيرِ الصمتِ من مطرِ الربيعِ
ومن دمِ الأشجارِ
من لغةِ الحنينِ إلى الحجازْ
في الكائنِ العربيِّ...
يا صحراءَ حائمةَ النجومِ
تمدَّدي... انطفئي على جسدي
المعدِّ على ضفافكِ بحرَ غازْ.

***********

هيَ من بعضِ معنى الطيورِ


سأُزجي بضاعةَ شعري
الذي لمْ يُجدْ وصفَها
هيَ من فتنةٍ لا تُفسَّرُ مقدودةٌ
من رخامٍ طريٍّ
وأحجارِ طيفٍ معذَّبةٍ
لم أُجدْ رصفَها
هيَ من بعضِ معنى الطيورِ
ومعنى الحدائقِ
عاليةٌ مثلَ زهوِ الزرافةِ
واثقةٌ مثلَ خطوِ الغزالةِ
قامتْ بنصفٍ إلى شأنها
وتناستْ بأظفارِ ذئبِ الفلا نصفَها
كدتُ أرثي لها صيفَها
كدتُ أرثي نصاعةَ أسمائها
في ظلامِ الكلامِ
ولكنَّ كلَّ الكلامِ الذي كانَ في جعبتي
لم يجدْ وصفَها.



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة قصائد 2
- مجموعة قصائد1
- مقالات مختارة
- أشعار من الجليل
- رائحةُ القرفة اللاذعةُ جدَّاً لسمر يزبك
- صورةُ الشاعر بينَ الذئبِ والمرأةْ
- قلقُ الحياةْ
- ساهراً في النهارْ
- جدليَّة العشقِ والتمرُّدِ في شعرِ يوسف أبو لوز
- الكلامُ الذي لم أقُلْهُ
- موسيقى مرئية / المجموعة الشعرية كاملةً
- قصائد فلسطينية
- ينقصُني قمرٌ كيْ أعيشْ
- أُفكِّرُ بأشياءَ كثيرة
- مقالات نقدية عن تجربة نمر سعدي الشعرية
- مقالات أدبية
- مجموعة قصائد جديدة
- تأمُّلات حجريَّة
- أُنوثةُ القصيدة لدى الشاعر شوقي بزيع
- سلامٌ على قمرِ البنفسجِ في عينيكَ


المزيد.....




- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- المؤسس عثمان الموسم الخامس الحلقة 159 على ATV التركية بعد 24 ...
- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...
- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - مجموعة قصائد 3