رباب العبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 3033 - 2010 / 6 / 13 - 10:17
المحور:
الادب والفن
أجمل الأمهات التي انتظرت أبنها . .
أجمل الأمهات التي انتظرته . . وعاد . .
عاد مستشهداً . .
فبكت دمعتين ووردة . .
ولم تنزوي في ثياب الحداد . . آه . . آه . . آه . .
مرسيل يصدح داخل رأسي الثقيل . . بـ أغنيته الحزينة . .
وعيني تقلب إيميل مصور تحت عنوان " اجعل العالم يعرف ماذا يحدث هناك في فلسطين " !
العالم يعرف . . ومن قال أنه لا يعرف . .
العالم يعرف . . ولكنه يقول أنه لا يعرف . .
العالم يعرف ويرى الحقائق التي يريدها فقط !
جميعنا فلسطين !
منكوبين من الداخل . . متزعزعين الأركان . . مهدمين الأبنية !
جميعنا فلسطين !
نحمل قضيتاً بداخلنا . . نحارب بالمطويات والحجارة . . لا أسلحة نووية ولا قنابل نملك !
جميعنا فلسطين !
مشردين . . نحمل شهادات . . نبحث عن وظائف خارج أسرابنا !
بداخلي ألف فلسطين . . وألف بيت قدس محاصر من قبل الأسرائليين !
بداخلي ألف شجرة زيتون محترقة . . وألف ثانية مقطعة من قبل أيادي الصهاينة !
بداخلي ألف طفل أكلت الشمس ملامحه . . وألف ثانية ملطخين بسحنة القهر والحزن !
أنني أحزن . . ومن قال أنني لا أحزن على فلسطين ؟!
أنني أبكي . . ومن قال أنني لا أبكي على فلسطين ؟!
فلسطين بي وبكم . . وبكل فرد يعيش على هذه الكرة الأرضية !
فقط . . أبحثوا عنها جيداً . . وسترون الخارطة بداخلكم . .
سترون المناطق المحتلة . . أشجار الزيتون . . أحطاب وَ جثث . . أطفال ممزقين الثياب
وَ أمهات يصرخن " يا كافيك استكفيك " . .
ولـ أشباح الأمهات ودموعهن قصص طويلة
تحتاج لـ تأهب وصمت طويل . .
سأعود بأثوابهن الملطخة بدماء أبنائهن - أزواجهن . .
فـ أعدوا قهوة العزاء . . وَ أسترخوا فوق مقاعدكن . .
فـ طريق الجثث ما زال بـ أوله !
وردة بيضاء لـ جميع الأمهات الثاكلات . .
ذات قهر . .
ابريل 2010 م
#رباب_العبدالله (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟