أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر شاهين - الانتخابات النيابية الأردنية: هل ستخرج البلاد من الأزمة؟














المزيد.....

الانتخابات النيابية الأردنية: هل ستخرج البلاد من الأزمة؟


عمر شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 20:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتخابات القادمة، المزمع إجراؤها أواخر العام، قد لا تكون مزورة بالكامل، لوجود مراقبين دوليين يمكنهم المشاهدة فقط وليس الرقابة، حسبما أعلن وزير الداخلية. وإذا تم رصد بعض الخروقات، فسيكونون متعاطفين ومتفهمين، لتخوف مرجعياتهم من الأجندات الوطنية البديلة، في حال إجراء انتخابات أكثر نزاهة. وفي حال مشاهدة خروقات كبيرة، فتقرير المركز الوطني لحقوق الإنسان، وتصريحات المسؤولين عن السيادة الوطنية الرافضة لتدخلات الأجانب في الشأن الأردني... سيخفضان من هول ما حصل.

لقد أصبح لدى نادي الحكم خبرة متراكمة في حبك الانتخابات، حسب دوائر عشائرية وقبلية تضمن فوز الموالين له دون اللجوء إلى تزوير فاضح، خاصة مع مناقلات الأصوات، والصوت الواحد الذي يسهل الخروج بتوقعات مسبقة، تساعد على التفصيل المحكم للدائرة حسب مقاس مرشح الحكم.

لقد تخلت معظم الدول عن نظام الصوت الواحد، لأنه يساعد على شرذمة الأحزاب الكبيرة، وتجربة الحركة الإسلامية خير دليل على ذلك، من 22 نائب إلى 6 نواب. وهو مبيد فعال للأحزاب الناشئة في مهدها، ومعاقله الأخيرة في أفغانستان والأردن. الإصرار عليه يعني الاستمرار في سياسة الحرب على الأحزاب مع ممارسة التضليل بواسطة إحداث وزارة للتنمية السياسية لدرء الشبهات.

إن إعلان وزير التنمية السياسية أن غالبية الشعب الأردني تفضل قانون الصوت الواحد، يعني اعترافا بإفلاس برامج الوزارة في تنمية الحياة الحزبية بالتوجه نحو النظام النسبي، الذي يؤدي إلى إنعاش الأحزاب. وإذا كان الإعلان محض إدعاء، وهو كذلك، فهو من قبيل التضليل السياسي، وهذا جل ما قام به معظم من تقلد هذا المنصب، دون أدنى فكرة عما يقومون به. فإعلان الوزير قبل الإعلان عن قانون الانتخابات، هو بمثابة التمهيد من قبل شخصية يسارية لتمرير سياسة يمينية.

أحزاب المعارضة طرحت ضربا من المحاصصة السياسية مع الحكم المطلق بإعطائه أكثر من ثلثي المجلس: نصف النواب المنتخبين بواسطة الصوت الواحد، وتعويم الباقي على أساس القائمة النسبية، وبذلك ستحصل أحزاب الموالاة على الثلثين، والحركة الإسلامية، وهي موالية بجلد معارض، على الباقي، والأحزاب اليسارية ستكون مجرد شاهد على القسمة. إلا أن هذه المعادلة ستقوي دور وطموحات أحزاب الموالاة وتفتح شهيتها السياسية نحو: المشاركة في اتخاذ القرار، والعمل المؤسسي، والتنافس على تشكيل الحكومة... الأمر الذي يتحاشاه أي حكم مطلق.

القانون الجديد المؤقت لا يختلف كثيرا من حيث الجوهر عن القديم، سوى أنه عرفي. وقد همش دور الشعب الأردني في اختيار ممثليه إلى الحد الأقصى. المحافظات الثلاث الكبرى : عمان والزرقاء وإربد وفيها 75% من السكان سيكون لها، ولا أقول يمثلها، 53 نائبا أي 49% من المجلس! أي أن بقية المحافظات وفيها 25% من السكان سيكون لها 51% من النواب، دون احتساب الكوتا النسائية، التي لن تؤثر كثيرا على التوازن.

عند النظر في تقسيم الدوائر داخل المحافظات سنجد أن التمثيل لا يتناسب مع عدد السكان، فهنالك مناطق مهمشة وأخرى مميزة. محافظة البلقاء مثلا لها 10 نواب، 45% من السكان في لواء عين الباشا لهم نائب واحد فقط، والباقي في السلط وما حولها 55% من السكان ولهم 9 نواب. الوضع مشابه في بقية المحافظات رغم أن التمييز أقل حدة.

وهنالك حصة دسمة للبدو، 9 نواب، رغم تناقص عددهم، وقد يكون أقل من 150 ألفا. ومن المعلوم أن الريف والبادية... أو ما يسميه البعض الأطراف، تكون على الأغلب معقلا للبنى القائمة وهي بطيئة في تقبل التغيير والحداثة، بالقياس إلى المدن الكبيرة أو المراكز.

الانتخابات النيابية في الأردن مصممة لحصول ممثلي القاعدة الاجتماعية للحكم على أكثر من ثلثي المقاعد النيابية رغم أنها لا تمثل أكثر 10 – 15 % من السكان، المنحدرين طبقيا واجتماعيا من البرجوازية البيروقراطية والكومبرادور بشكل رئسي. وهذه الفئات تعاني الآن من شرخ عميق بين أنصار الإقليمية والمحاصصة. إن الأقلية الحاكمة لطالما زورت إرادة الشعب الأردني، لضعف الثقة بالنفس، ولسوء الأداء السياسي لعقود خلت، وهي المسؤولة عن كافة المصائب والمآسي التي لحقت بالبلاد. لذلك فهي لا تجرؤ على التنافس في انتخابات حرة ونزيهة، وهي منذ أواسط التسعينات تقف في وجه الإصلاح والتغيير الديمقراطي.

الإسراع في الإصلاح، مثل التباطؤ به، وكلاهما يوديان لعواقب وخيمة. نعم خير الأمور الوسط. إلا أن ازدياد ظواهر العنف الاجتماعي المعادي للمؤسسات، لمن أبرز العلامات على التأخر في الإصلاح. فالجماهير لم تعد تستطيع العيش في "ثوب الماضي". أما الخلافات المتفاقمة داخل الأوليجارشية الحاكمة على الكعكة السياسية، بين البرجوازية البيروقراطية والكومبرادور، فهي تعني أنها لا تستطيع حكم البلاد بالطريقة القديمة بعد الآن.



#عمر_شاهين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاة الإقليمية وأنصار المحاصصة، وجهان لعملة واحدة
- هل تتعارض اتفاقية سيداو مع الإسلام؟
- من فشل لآخر!
- هل نواجه مؤامرة التوطين، بطعن الضحية؟
- بؤس السياسة
- تعطيل الإصلاح السياسي:- تحفيز للإقليمية
- هل هو حقا -كل الأردن- ؟
- القضية الفلسطينية: بين رفض قرار التقسيم والقبول بأقل من أوسل ...
- خطاب أوباما: دعوة للتصالح على قاعدة المصالح الأمريكية – الإس ...
- انتخابات نقابة الأطباء: من النقيب الشرعي؟
- ماذا يجري في نقابة الأطباء الأردنية؟
- المستأجر بين الإخلاء أو دفع الفدية!
- سر الأغنياء والفقراء
- هل حقا يريدون الإصلاح ؟
- الأوهام القومية, بين الركابي والبستاني
- معارضة في جيب الموالاة


المزيد.....




- باكستان تعلن -بدء الرد- على الضربات الهندية
- تحديث مباشر.. عملية -البنيان المرصوص- الباكستانية ضد الهند و ...
- السجين السعودي بأمريكا حميدان التركي يشعل تفاعلا بعد تدوينة ...
- الولايات المتحدة والصين تبدآن جولة مفاوضات في جنيف، فلماذا ا ...
- هل أقنع زيلينسكي أخيرًا ترامب بالوقوف إلى جانبه؟
- لدعم الحرب في أوكرانيا.. إيران تستعد لتسليم راجمات صواريخ قص ...
- مصادر لـRT: تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي فوق دمشق منذ ساعات ...
- كانت الصلاة شبهة.. طلاب جامعة حماة يحتفلون بافتتاح أول مصلى ...
- -البنيان المرصوص- و-سيندور-.. معنى أسماء دينية أطلقتها باكست ...
- تزامنا مع احتفالات روسيا بيوم النصر.. متحف في إستونيا يعرض ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر شاهين - الانتخابات النيابية الأردنية: هل ستخرج البلاد من الأزمة؟