أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم خليل العلاف - عبو المحمد علي والشعر الشعبي الموصلي














المزيد.....

عبو المحمد علي والشعر الشعبي الموصلي


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 3028 - 2010 / 6 / 8 - 23:03
المحور: الادب والفن
    


عبو المحمد علي والشعر الشعبي الموصلي
أ.د. إبراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث_جامعة الموصل
عبو المحمد علي الذي تظهر صورته الى جانب هذه السطور، شاعر شعبي موصلي ولد حوالي سنة 1862 في الموصل وعاش حياة أقرب إلى العبث والتشرد.. نقد عادات الناس السيئة، فهجروه لكن مايميزه انه كان صادقا مع نفسه ، يحترم جاره ..يكره الزيف ..ولايعرف الملق والرياء . وقد استهوت شخصيته وشعره، شاعرنا المرحوم الأستاذ عبد الحليم اللاوند (1934_2000)، فكتب عنه كتابه الموسوم: (نظرات في زجل الموصل ودراسة تحليلية لزجل عبو ألمحمد علي) ونشره سنة 1969 ثم أضاف عليه وأعاد نشره ثانية سنة 1986 بعنوان : ( نظرات في الزجل والأدب الشعبي الموصلي). ويقول عن الكتاب انه أراد أن يقدمه كأطروحة ماجستير في جامعة القاهرة، لكن بعض الظروف حالت دون ذلك فضرب عن الدراسة صفحاً. جمع اللاوند شعر عبو ألمحمد علي من بعض حفظته أمثال المرحومين محمد حنتوش، وعزيز مال الله، ورأى في هذا الشاعر (توجها يختلف كل الاختلاف عمن عاصره أو سبقوه سواء من حيث نظرته إلى الحياة أو من حيث ممارسته اياها). (كان لسانه ابرا حادة تنغرز في قلب كل من تصدى له.. غرق في حمأة التشرد.. جسور في قول الحق وان بلغ هذا حد الجرح، فلم يكن يرجو من حياته علوا ولا مجدا ولا يريد بها فخراً ولا مباهاة بجاه ... لم يأبه لما يقال فيه..).
في شعره مسحة حزن ففي أحدى قصائده يردد:
جني مصايب شديداً بالزمان اعظام
والهم لا زكك بجبدي والضمير اعظام
وحينما يحس بوطاة الفقر وثقل الحياة يصرخ قائلاً:
حشيت كلبي من الحسرات مليتة
واجتاب سعدي طلع منحوس مليتة
ابن الثمانين كالوا من حياتا يمل
وآني حياتي من العشرين مليئة
ينتقد عبو المحمد علي النميمة فيقول :
لا تكون نمام ولاتشري نميماً بشر
ويأمل الخير منك لا تردا بشر
اليكصد اعليك لازم بالعطايا بشر
واحمي صديكك وحافظ جارتك والجار
واذبح شجيجك عليهم لو ظلم والجار
ولجان دمك طفح فوكك الوطا والجار
ارضي على الموت او لاترضى يهينك بشر.
و عبو المحمد علي عفيف النفس يكره الظلم، عاش طفولة صعبة وفي شبابه انغمس في اللهو، لكنه أحس أواخر أيامه بعظم ذنوبه فاتجه إلى الله سبحانه وتعالى طالبا العفو والغفران وتعالى طالبا العفو والغفران لنسمعه يقول :
ياغافر الذنب لي بابك سعيت اخطاي
ومن المعاصي تبت وتركت درب اخطاي
ياربي اني تبت وانتا تحب العفو
تغفر ذنوبي أو تمحو لي أخطاي
قضي شيخوخته في دار العجزة وقد زاره أصدقائه ومنهم السيد حامد الراوي فاشفق عليه ونظم فيه:
ياوسفتي اعليك عبدالله المحن تجرأ
واعليك ومع البيابي امن الجفن تجرا
قال محمد حنتوش وكان مختارا لمحلة باب الطوب وقد توفى سنة 1968 للمرحوم اللاوند : انه زار عبو ألمحمد علي في دار العجزة فسأله عن حاله فأجاب (أجد نفسي من ناحية المأكل والمشرب والنظافة على أحسن حال، ولكني ينطق علي قول سليمان في الهدهد (لاعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه أو ليأتني بسلطان مبين) وأضاف : إن المفسرين يقولون ان الهدهد وضع مع أطيار ليسوا من جنسه وهذا هو العذاب الاليم، ولم تمض فترة طويلة عليه حتى توفى يوم 3 حزيران 1959 عن عمر ناهز الـ (97) عاما ، وحيدا دون أهل أو ولد يبكيه حيث لم يتزوج وقد دفن في إحدى مقابر السبيل، أما شعره فقد بقى يتداوله الناس جيلاً بعد جيل .




#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقي الشبلي رائد المسرح العراقي الحديث
- نازك الملائكة وريادة الشعر العربي الحر
- عبد الرزاق عبد حسين الدراجي مؤرخا
- قصة اعتصام للأستاذ الدكتور عمر الطالب
- الدكتور صباح مهدي رميض مؤرخا
- محمد مفتاح الفيتوري في الموصل 1971
- الوسطية والطبقة الوسطى وسبل تحقيق التعايش الاجتماعي في العرا ...
- العراق ومحيطه الإقليمي في عالم متغير ..مفاهيم جديدة !!*
- حامد شريف الحمداني سياسيا وكاتبا ومؤرخا
- خيري شيت شكر كاتبا ومؤرخا وصحفيا
- حميد المطبعي... موسوعة العراق
- قصة النشأة الأولى لدائرة صحة نينوى
- الدكتور حسين علي الطحطوح مؤرخاً
- الحدباء تخاطب الغائبين
- ناظم العمري (1888- 1952 ) والندوة العمرية
- محمد مكية والمدرسة المعمارية العراقية المعاصرة
- حسن الكرمي ومعاجم اللغة
- الدكتور نمير طه ياسين الصائغ مؤرخا
- الدكتور ذنون يونس الطائي مؤرخا
- محمد أنيس (1921 – 1986 ) والتوجه الاقتصادي- الاجتماعي في درا ...


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم خليل العلاف - عبو المحمد علي والشعر الشعبي الموصلي