أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال احمد سعيد - العراق .. اين الحل ؟















المزيد.....

العراق .. اين الحل ؟


طلال احمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المراقب للشأن العراقي ينتابه الحزن العميق ويصاب بالاحباط عندما يشاهد هذا البلد الذي يملك كل مقومات الحياة الكريمة يتدهور الى مستوى لايحسد عليه في كل الاصعدة الامنيه والاقتصادية والاجتماعيه وسط غياب الخدمات الاساسية والانتشار المرعب للفساد المالي ، والامر الذي يجعل الوضع اكثر صعوبة هو انعزال حكام البلاد عن المواطنين فعدد كبير منهم يعيش في المنطقة الخضراء المحصنه و العدد الاخر يعيش خارج البلاد وهو يحمل جنسيات اخرى غير عراقية .
يجري الكلام على نطاق واسع حول استباحة المال العراقي العام وسرقة الملايين من المصارف والبنوك والمؤسسات المالية وتهريبها خارج العراق بجانب ذلك يجري الكلام ايظا حول الرواتب والمخصصات الخيالية التي يتقاضاها كبار مسؤولي الدولة فضلا عما يطلق عليه بمخصصات المنافع الاجتماعيه التي تقدر بملايين الدولارات تمنح الى الرئاسات الثلاث يضاف الى ذلك الرواتب التقاعدية لرؤساء الوزارات السابقين والوزراء واعضاء مجلس النواب وقد نشرت العديد من الصحف العراقية ارقاما مثيرة حول تلك المبالغ التي ستلتهم نسبة عالية من ميزانيه الدولة الان وفي المستقبل . وصرح القاضي رحيم العكيلي رئيس هيئة النزاهه بأن رواتب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب تبلغ (200 مائتي مليون دينار شهريا ) وقال العكيلي انه من غير المعقول ان يكون ادنى راتب لموظف في الدولة هو (250 الف دينار ) شهريا في الوقت الذي يبلغ فيه راتب رئيس الجمهورية (75 مليون دينار ) شهريا . وبهذه المناسبة نود ان نشير الى تقرير نشرته احدى الصحف العراقية بتاريخ 1-6-2010 صادر عن وزارة التخطيط يفيد ان نسبة الفقر في العراق بلغت 33% اي مايعادل ( 7 ملايين من السكان ) يعيشون تحت خط الفقر ودخل هؤلاء الشهري لايزيد عن 37 الف دينار ( اي مايعادل 30$ ) .
نحن الان نتطرق الى قضية واحدة نسوقها على سبيل المثال كي تكون هناك قراءة واضحة وصحيحة للوضع الذي تمر به البلاد بعد 7 سنوات من سقوط النظام السابق الذي تسبب في العديد من الكوارث لهذا الشعب غير ان الواقع يؤكد بأننا لم نتخلص مما خلفه ذلك النظام انما اضفنا اليه مشاكل من طراز جديد مما ترك احباطا شديدا لدى ابناء الشعب العراقي الذي كان يتطلع الى عهد جديد تسوده الحرية والديمقراطية وتصان به حقوق الانسان في الحياة الكريمة , ويمكن الجزم بان ما اطلق عليه بالعملية السياسية لم تغير شيئا من الواقع المؤلم الذي يعيشه هذا الشعب .
بهذه المناسبة اود ان اشير الى تقرير نشره احد الخبراء في منتصف تسعينيات القرن الماضي يقول فيه ان شعب العراق يملك كل مقومات التقدم والازدهار وذكر بعض تلك المقومات مثل القوة الزراعيه المتمثلة باخصب الاراضي شمالا وجنوبا والقوة الصناعيه المتمثلة بالنفط والطاقة مع قاعدة علمية من الكفاءات الاكاديمية الموهوبة وكذلك القوة المائية المتمثلة بنهري دجلة والفرات واضاف الى ذلك العزة القومية العراقية المتمثلة بخمسة الاف عام من الحظارة والتاريخ المجيد .
السؤال الذي يفرض نفسه لماذا نحن الان على هذا الحال واين الخلل ؟ لقد بات واضحا ان الحكومات الدينيه التي استلمت المسؤولية بعد عام 2003 لم تحقق لهذا الشعب اي مطمح انما على العكس من ذلك خلقت مشاكل جديدة اضيفت الى ماخلفه النظام السابق وازاء الوضع المضطرب والفوضى والضياع التي تمر به البلاد كان لابد من المطالبة بالاصلاح والتغيير بشكل سلمي استنادا للنهج الديمقراطي الذي اقره الجميع وعلى هذا الاساس جرت انتخابات عام 2010 ورفعت الشعارات التي تندد بالطائفية والمحاصصة وتشيد بالمواطنه والوطنيه وتبشر بعهد جديد من الاصلاح والانفتاح . ثم جرت الانتخابات في جو من الهدوء وكانت النتيجة كما هو معروف فوز اربع قوائم كبيرة تتقدمها القائمة العراقية بقيادة الدكتور اياد علاوي وفور اعلان فوز القائمة العراقية بدأت العراقيل توضع امامها من قبل الحكومة القائمة الممثلة بقائمة ائتلاف دولة القانون , وجاءت المفاجئة عندما تقدمت قائمة دولة القانون بطعون تدعي فيها ان الانتخابات قد جرى تزويرها . وعقد احد الوزراء المحترمين مؤتمرا صحفيا اعلن فيه عبر اوراقا كان يحملها ان قائمة دولة القانون لديها ادلة دامغه على حصول التزوير في العملية الانتخابية , واعقب المؤتمر الصحفي تصريح لاحد قادة حزب الدعوة الحاكم يقول فيه ان عملية العد والفرز اليدوي التي تطالب بها قائمته سوف تظهر فوزا لها كي تتغلب على عدد مقاعد القائمة العراقية ، وبعد جملة من التشنجات والتصريحات والاتهامات تم تحريض هيئة المسائلة والعدالة كي تنشط مجددا وترتب تهما جديدة بحق مجموعه اخرى من مرشحي القائمة العراقية لغرض اسقاط عضويتهم ومصادرة اصوات ناخبيهم في عملية تتعارض مع ابسط مباديء العدالة وحقوق الانسان .
النتيجة اعلنت اخيرا يوم 1-6-2010 عندما صادقت المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات مثلما اعلن عنها يوم 26-3-2010 دون تغيير وان كافة الطعون قد ردت على اعقابها وثبت ان العملية الانتخابية جرت بمنتهى النزاهة . نحن الان نكون قد خطونا خطوة مهمة الى الامام وحسب نصوص الدستور ينبغي ان ينعقد مجلس النواب خلال 15 يوما من تاريخ المصادقة على النتائج , اي في تاريخ لايتجاوز ال15 من الشهر الحالي . وطبقا لنص المادة (76) على رئيس الجمهورية ان يدعو رئيس القائمة الفائزة الاكبر لتشكيل الوزارة وهذا يعني ان المكلف سيكون سيكون رئيس القائمة العراقية وفي حالة فشله في تشكيل الوزارة فان على الرئيس ان يكلف شخصا اخر وهذا هو الاجراء الدستوري والديمقراطي واجب الاتباع اما اذا اريد وضع عراقيل وخلق مشاكل جديدة امام الطريق الديمقراطي الصحيح فان الوضع سوف يتعرض الى ازمة جديدة قد تؤخر في عملية تشكيل الوزارة .
لقد انتظر الشعب العراقي طويلا كي يجد حكومة تمثلة تمثيلا صحيحا بعيدا عن الخنادق الطائفية والمذهبية والعرقية ولعلنا نجد في نتائج الانتخابات الاخيرة مخرجا لهذا المأزق الذي نعيشه منذ سنوات . ويجب ان نتذكر ان التاريخ يتكلم دوما عن تقدم الشعوب الى الامام ولا يمكن لشعبنا ان يسير عكس منطق التاريخ لذلك فنحن على ثقة بأن يمضي العراق الى المستقبل الافضل والمشرق لهذا الشعب الابي



#طلال_احمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية الوقت الضائع
- العراق امام انتكاسة جديدة
- الانتخابات :- المشكلة ام الحل ؟
- الانتخابات العراقية والاصطفاف الطائفي
- الديمقراطية والتحدي الاكبر
- الانتخابات العراقية والتداول السلمي للسلطة
- الانتخابات التشريعيه في العراق وعملية التغيير
- في عشية انتخابات العراق للعام 2010
- قانون دولة القانون
- 7 اذار هل سيكون موعدا للتغيير ؟
- الديمقراطية وسياسة الاقصاء
- العملية السياسية في العراق والمازق الجديد
- الحركة الديمقراطية ضرورة وطنيه لتقدم الصفوف
- العراق سفينه بلا ربان
- خطوة الى الامام .. خطوتان الى الوراء
- من سينتخب العراق .. ؟
- الى اين تمضي يا عراق ... ؟
- القائمة المغلقة والقائمة المفتوحة
- ماراثون الائتلافات الانتخابية
- في سبيل اقامة جبهه ديمقراطية موحدة


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال احمد سعيد - العراق .. اين الحل ؟