أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - طلال احمد سعيد - الانتخابات العراقية والتداول السلمي للسلطة















المزيد.....

الانتخابات العراقية والتداول السلمي للسلطة


طلال احمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29 - 18:37
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


في 9-4-2003 اقتلعت الولايات المتحدة صدام حسين ونظامه وقررت ان تحل مكانه نظاما برلمانيا ديمقراطيا على الطريقة الغربية , وفاتها الكثير من الحقائق التي تقف دون تنفيذ ماقررته في مقدمتها ان العراق عاش وسط فراغ سياسي نتيجة الحكم السلطوي الذي سيطر على البلاد طيلة عقود , لذلك لم يكن امام الولايات المتحدة غير الاعتماد على الجماعات السياسية المعارضة التي كانت متواجدة خارج العراق وبالفعل سرعان مادخلت تلك الجماعات والتنظيمات لملىء الفراغ السياسي ولعل اهم مايمكن ان توصف به انها لم تكن موحدة او مؤتلفه سياسيا ولم يجمعها برنامج سياسي او جبهوي وهي تفتقر الى الفكر الديمقراطي حيث لم يسبق لاي منها ان مارس مثل هذا النهج في حياته السياسية انما عملت جميعها من اجل الخلاص من نظام صدام حسين كهدف موحد . و الولايات المتحدة بدلا من ان تقيم مرحلة انتقالية لترميم الاوضاع الداخلية فقد اقامت نظاما هزيلا اعتمد باكمله على المحاصصة الطائفية والقومية التي لعبت دورا كبيرا في تدمير البلاد والحيلولة دون احرازها اي تقدم في طريق الديمقراطية الي رسمتها الدولة المحتلة كبديل للنظام السابق .
لقد شهد العراق اربع جولات انتخابية عامة خلال السنوات السبع التي اعقبت سقوط النظام كما شهد اقرار دستور دائم للبلاد صادق عليه الشعب العراقي عبر استفتاء عام . كل ذلك جرى والواقع عكس حقائق مرة فقد غرقت البلاد في بحر من المشاكل فضاعت الدولة واندرست الهوية الوطنيه وتراجعت شعارات المواطنه والاخلاق وعم الفساد بكل اشكاله وتحولت مؤسسات الدولة الى وكالات لهذه الطائفة او تلك وارتفعت وتيرة السرقة والرشوة الى اعلى درجاته واخذنا نسمع عن سرقات بملايين الدولارات ووقف مجلس النواب المنتخب عام 2005 على رأس الجميع في الاستحواذ على المال العام عن طريق قوانين اقرها خولته استلام رواتب ومزايا اسطورية لم يكن لها شبيه في كل برلمانات العالم . عندئذ قد لا يثير العجب قيام موظفة مغمورة في احدى مؤسسات الدولة باختلاس ملايين الدولارات والهرب بها الى خارج العراق |. فضلا عن كل ذلك فقد شهد العراق انتكاسة للمسيرة الحضارية التي خطط لها الراحل الملك فيصل الاول منذ العام 1921ويمكن القول ان كل شي في البلاد تراجع وصار العراقي يتمنى ان يعود ثانية لعهد ستينيات و سبعينيات القرن الماضي .
في 7-3-2010 جرت الانتخابات العامة الاخيرة تحت تأثير تيارين رئيسين الاول التيار الطائفي والثاني تيار التغيير وكلا التيارين كانت له حدوده عندما يصطدم بالخطاب الطائفي او بخطاب التغيير وكانت المحصلة التعادل بين الطائفية والتغيير . وبالرغم من ان القائمة العراقية كسبت نسبة عالية من الاصوات من بين اوساط المكون السني الا انها اثبتت كونها قائمة الاعتدال والعقلانيه وقد تكون تلك بداية جيدة لبناء الدولة المدنيه وتبني النهج الليبرالي والعلماني .
عندما رفعت شعارات التغيير في المعركة الانتخابية الاخيرة فانها لم تكن شعارات عبثية انما عبرت عن رغبة شعبيه حقيقية لتحقيق التغيير في السلطة وفي نظام المحاصصة لذلك فان منح الثقة الى القائمة العراقية لم تاتي عن فراغ انما جاءت استجابه لمطلب عارم بضرورة الخروج من المازق الذي عاشه العراق خلال السنوات السبع الماضية وماقبلها .
العملية الديمقراطية المتمثلة بالانتخابات الاخير هي نقلة نوعيه حقيقية نحو بناء عراق ديمقراطي جديد لانها تمثل الممارسة الافضل في الانتخابات منذ سقوط النظام السابق لذلك فالمطلوب من كافة القوى السياسية والكيانات الرابحة والخاسرة ان تشيد بتلك العملية وان تقبل بنتائجها بغض النظر عن بعض الملابسات التي رافقتها والتي لم يكن لها تاثير كبير على النتائج .
الغريب في الامر ان السيد رئيس الوزراء الذي اشاد كثيرا بالمسيرة الديمقراطية في البلاد وتغنى بها ينتفض فجأة ليعلن رفضه لنتائج الانتخابات رغم انه لم يكن خاسرا فيها , اذ قبل ايام فقط من اعلان النتائج قال بالحرف الواحد ( تعليقا على تصريح لممثل البرلمان الاوروبي ) قال ان المبالغه بالحديث عن التزوير يضر بالعملية الانتخابية وان التزوير ان حدث فانه ضمن الهامش المسموح به والمعقول . غير انه يعود بعد بضعة ايام عندما اشرت النتائج الاولية عن تراجع طفيف لقائمته يعود ليصرح بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة بان العراق يمكن ان ينزلق الى العنف من جديد في حالة عدم الاخذ بمخاوف وقلق الكتل الكبيرة التي ترى ان تلاعبا جرى في عملية الفرز والعد لذلك فهو يطالب باعادته يدويا وهذا الموقف بلا شك لايخلو من التلويح بالتهديد بشكل او باخر .
اننا نعتقد ان اخر من نتوقع منه الاعتراض على نتائج الانتخابات هو السيد رئيس الوزراء فهو اكثر المرشحين نفوذا ( نال اكثر من نصف مليون صوت ) وهو الذي يملك صلاحيات واسعه ويملك تحت امرته كل اجهزة الدولة المدنيه والعسكرية وهو المسيطر على اغلب مجالس المحافظات وكان من المساندين والمؤمنين والمدافعين عن استقلالية مفوضية الانتخابات التي اشرفت على انتخابات مجالس المحافظات قبل اشهر وخرج فيها منتصرا على الجميع ولم يتهم احدا انذلك بالتلاعب والتزوير .
نحن نعلم ان الشعوب في كل العالم عندما تمارس الديمقراطية تميل الى التغيير وقلما يلجا الناخبون الى التصويت لنفس الاشخاص مرتين ومع ذلك فان ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه السيد المالكي خرج بنتيجة جيدة مستفيدا من خنادق طائفية معروفة وعليه فهو يملك فرصة للبقاء في الحكم عن طريق بناء كتله برلمانيه تعيده لنفس المنصب . اما الدكتور اياد علاوي فعلى الرغم من فوزه بالاغلبية فان النظام البرلماني لايضمن له رئاسة الوزارة ما لم يحقق النصاب القانوني البالغ 163 صوتا وذلك عن طريق بناء تحالفات مع كتل اخرى وهي نفس الفرصة التي يمتلكها السيد المالكي .
هذا هو جوهر العملية الديمقراطية التي يجب ان يرضى بها الجميع والتي تتبنى شعارا اساسيا ومهما وهو التداول السلمي للسلطة واحترام اراده الاغلبية والمساهمة في بناء عراق جديد خال من الطائفية والعنصرية والتطرف .
وان مغادرة كرسي المسؤولية اليوم لايعني اطلاقا عدم العودة اليه غدا فالديمقراطية هي التي تختار الشخص الذي يقدم الافضل الى شعبه . وتجارب الشعوب امامنا ملئية بامثلة برحيل احزاب وجماعات عن السلطة وعودة اخرى وهكذا بشرط ان تكون المحصلة هي خدمة الشعوب ودفع الحياة نحو المزيد من التقدم والازدهار .
ان من نافلة القول التاكيد بان امام الحكومة العراقية القادمة مهام جسام في غاية الاهمية والخطورة ولانريد هنا ان ندخل في تفاصيلها ونحن على يقين بان التصميم والارادة الحرة والاندفاع في خدمة ابناء هذا الشعب كفيلة بايجاد الحلول لكل المشاكل وان تطلب الامر مزيدا من الوقت .



#طلال_احمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات التشريعيه في العراق وعملية التغيير
- في عشية انتخابات العراق للعام 2010
- قانون دولة القانون
- 7 اذار هل سيكون موعدا للتغيير ؟
- الديمقراطية وسياسة الاقصاء
- العملية السياسية في العراق والمازق الجديد
- الحركة الديمقراطية ضرورة وطنيه لتقدم الصفوف
- العراق سفينه بلا ربان
- خطوة الى الامام .. خطوتان الى الوراء
- من سينتخب العراق .. ؟
- الى اين تمضي يا عراق ... ؟
- القائمة المغلقة والقائمة المفتوحة
- ماراثون الائتلافات الانتخابية
- في سبيل اقامة جبهه ديمقراطية موحدة
- ولادة حركة ... جماعه الاهالي اليوم
- دولة العراق الدينيه
- في الشأن العراقي ومستلزمات الحل
- العراق والمستقبل المجهول
- جولة تراخيص النفط الاولى
- الاغلبيه السياسية في العراق


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - طلال احمد سعيد - الانتخابات العراقية والتداول السلمي للسلطة