أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال احمد سعيد - الى اين تمضي يا عراق ... ؟















المزيد.....

الى اين تمضي يا عراق ... ؟


طلال احمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2813 - 2009 / 10 / 28 - 03:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الى اين تمضي يا عراق ... ؟
في الوقت الذي يمر به العراق بأزمة سياسية تتعلق بتشريع قانون للانتخابات ، قام الارهابيون بعملية كبيرة استهدفت مبنى وزارة العدل ومحافظة بغداد وهي العملية الثانيه التي تنفذ خلال شهرين في نفس المنطقة من العاصمة بغداد ، وكأن المنفذين يريدون ان يعلنو انهم قادرون على تخطي كل التحصينات والسيطرات والوصول الى الهدف المطلوب بسهولة .
لقد ثبت بما لايقبل الشك ان الجهه المنفذة لهاتين العمليتين تملك القدرة على التخطيط والتنفيذ والتوقيت وتحديد اهدافها بدقة وبالرغم من القناعه المتولدة لدينا والتي تؤشر بأن هذه العمليات مدعومة من جهات خارجية الا انه يمكن الجزم بأن العناصر المنفذة متواجدة داخل العراق وحتى داخل مدينه بغداد بالذات ، والامر بمجمله يؤكد وجود ضعف واضح في الاجهزة المسؤولة عن امن البلاد من حيث ان تلك الاجهزة عجزت حتى عن مسك خيط رفيع يكشف اوكار الارهاب والارهابين والمناطق التي تنطلق منها تلك العمليات .
هذه العملية اثارت تساؤلات حول قدرة الحكومة العراقية على الايفاء بمسؤولياتها الامنيه كما شكلت مؤشرا واضحا حول هشاشة الامن في العراق وهزت من مكانه رئيس الوزراء العراقي الذي يخوض حملته الانتخابيه للفوز بفترة حكم جديدة . ومن الجدير بالذكر ان العملية تزامنت مع زيارة للعراق يقوم بها الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة المركزية الوسطى وزيارة اخرى قامت بها سوزانا رايس ممثلة الولايات المتحدة في المنظمة العالمية .
العمليات الارهابيه واعمال القتل والسطو وفقدان الامن وانتشار الفساد المالي وسرقة المال العام يمكن اعتبارها جميعا مؤشرا على عجز العملية السياسية في البلاد بعد سقوط النظام السابق . ان نتائج العملية السياسية كثيرة ومتشعبه ولالقاء الضوء عليها لابد من التطرق الى الاخطاء التي ارتكبت عند بداية التغيير .
في احدث تصريح للسفير الاميركي السابق للعراق رايان كروكر يقول اننا دخلنا العراق ولم يكن لدينا اي تصور لما سنفعل هناك فعندما ينقضي يوم لانعلم ماسوف نعمل في اليوم التالي ، واضاف اننا استلمنا بلدا يسوده حكم دكتاتوري فردي ونقلنا البلد الى الفوضى العارمة وسمحنا للعصابات ان تعمل على سرقة وهدم وحرق كل شيء امام ابصارنا .
ان تصريح السفير الاميركي لم يأت بجديد وكل ماذكره معروف للجميع ولابد من ان نقر بالحقيقة وهي ان الفوضى التي بدأت صباح يوم 9-4-2003 مازالت قائمة حتى الوقت الحاضر .
الازمة السياسية التي تمر بها البلاد قبل تفجيرات يوم الاحد الدامية تتمثل في الدعوة لتشريع قانون جديد للانتخابات او تعديل القانون السابق لعام 2005 . وهذه الازمة تلقي الضوء على فشل وعجز احدى سلطات البلاد المهمة وهي السلطة التشريعيه التي اصبح الكلام عنها على لسان كل مواطن عراقي تهمه مصلحة بلده ، فأي مراقب سياسي يكتشف بسهولة ان عمليات التاجيل والتسويف والجدل الفارغ واضاعه الوقت كان المقصود منها الابقاء على قانون انتخابات عام 2005 ذلك القانون الذي افرز مجلس النواب الحالي والذي يطلب منه اجراء التعديلات عليه ؟؟ .
المعروف ان التعديلات المقترحة على قانون الانتخاب تشمل القائمة المغلقة او القائمة المفتوحة والدائرة الواحدة او الدوائر المتعددة كما تشمل اقتراحا بزيادة عدد مقاعد مجلس النواب وكيفيه توزيع المقاعد التعويضية وغيرها واخيرا والمهم هي قضية كركوك المشكلة المستعصية والاكثر صعوبة في طريق الحل . لقد قام مجلس النواب باحالة الامر برمته الى المجلس السياسي للامن الوطني للبت فيه وهذا المجلس يفتقد الى الغطاء القانوني والدستوري وهو عبارة عن مجلس لنفس النواب بشكل مصغر وذلك يعني ان كافة التناقضات والهواجس سوف تنتقل تلقائيا الى المجلس السياسي . وقد اعلن صباح يوم 27-10 بأن المجلس توصل الى توصية بشأن كل النقاط المطروحة عليه الا انه لم يجري التصويت على تلك النقاط من قبل مجلس النواب .
اننا نعتقد بأن كافة النقاط المختلف عليها يمكن ايجاد الحلول لها عدا مشكلة كركوك وهي المدينه العراقية المهمة التي تقطنها قوميات مختلفة ومتآخية وكانت هويتها موضع جدل منذ الحكم الملكي الا ان المسألة لم تكن ساخنه في حينه وضلت كركوك كما هي حتى سقوط نظام صدام حسين .
كركوك الان هي جزء مهم من المناطق المتنازع عليها حسبما نص على ذلك دستور البلاد وقد تناولت المادة (140) منه طريقا لمعالجة مستقبل المدينه وقد ثبت فشل تلك المادة وعجزها عن الوصول الى حل للقضية . مشكلة كركوك اصبحت اكثر تعقيدا بعد اعلان النظام الفيدرالي وماتبع ذلك من مشاكل بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية المركزية في بغداد الامر الذي جعل هذا النظام يشكل هاجسا لدى المواطن العراقي سيما وان حكومة الاقليم ماضيه في تطبيق نوع من الكونفدرالية مع التلويح بمبدا الاستقلال عن المركز . ولاشك ان تقديم مشروع لاقرار دستور خاص بالاقليم يؤكد هذا التوجه في الوقت الذي يوجد في العراق دستور واحد طالما تمسك به الاخوة الاكراد واشادوا باحكامه بمناسبة وبدون مناسبة .
مشكلة كركوك لايمكن النظر اليها بعيدا عن مسألة النفط التي شكلت عقدة بين الاقليم والمركز وكركوك منطقة غنيه بالنفط ومشكلة حقل او قبة خورمالة مازالت قائمة حيث منعت قوات البيشمركة شركة الاستثمارات العراقية من العمل في الحقل المذكور منذ عام 2004 ثم احيلت العملية على شركة النفط الوطنيه الكوردستانيه التي لم تتمكن هي الاخرى من ممارسة عملها هناك وبذلك توقفت عمليه استثمار حقول نفط يقدر انتاجها بين 200-250 الف برميل يوميا . والمتضرر الوحيد جراء هذا التوقف هو الشعب العراقي الذي نص دستوره على ان النفط والغاز هو ملك الشعب العراقي في كل الاقاليم والمحافظات حسب المادة (111) من الدستور .
ان الاحداث المؤسفة التي يمر بها العراق يجب ان تشكل حافزا لدى الجميع كي يتحمل مسؤولياته في هذه الفترة الدقيقة ويقدم اقصى مايمكن من التنازلات والعمل بشفافيه للوصول الى حلول مناسبة بعيدا عن التعصب والتشنجات ودفاعا عن وحدة العراق ولحمة ابناءه كي تشكل درعا متينا في وجه الارهابين والمجرمين والحاقدين على هذا الشعب الابي .





#طلال_احمد_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القائمة المغلقة والقائمة المفتوحة
- ماراثون الائتلافات الانتخابية
- في سبيل اقامة جبهه ديمقراطية موحدة
- ولادة حركة ... جماعه الاهالي اليوم
- دولة العراق الدينيه
- في الشأن العراقي ومستلزمات الحل
- العراق والمستقبل المجهول
- جولة تراخيص النفط الاولى
- الاغلبيه السياسية في العراق
- من يعيد الحياة للائتلاف العراقي الموحد؟
- انتاج النفط في العراق بين الواقع والطموح
- العراق الديمقراطي 7
- العراق الديمقراطي 6
- العراق الديمقراطي 5
- العراق الديمقراطي 4
- العراق الديمقراطي 3
- الانسحاب الامريكي والحالة العراقية
- العراق الديمقراطي 2
- انتخابات مجالس المحافظات خطوة الى الامام
- العلمانيه والدين وانتخابات مجالس المحافظات


المزيد.....




- ماكرون يعلن ما قاله لرئيس إيران عن إسرائيل و-النووي-
- نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن ...
- عاجل | عمدة كوتيناي بولاية أيداهو الأميركية: مقتل شخصين وإصا ...
- V?n m?nh t?t M 789club – ??i v?n trong m?t v?ng quay
- بعد خمس دول في الناتو، زيلينسكي يوقع الانسحاب من معاهدة مكاف ...
- فرنسا: الحكومة أمام امتحان سحب الثقة مجددا
- ترامب يهاجم فوز ممداني بانتخابات نيويورك ويهدد بحرمان الولاي ...
- صحف عالمية: هدنة إسرائيل وإيران قد تنهار ونتنياهو يريد حربا ...
- ماكرون: بحثت مع بزشكيان النووي والباليستي وعودة المفتشين إلى ...
- رئيس إيران: مستعدون لفتح صفحة جديدة مع جيراننا في الخليج


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال احمد سعيد - الى اين تمضي يا عراق ... ؟