أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال احمد سعيد - دولة العراق الدينيه















المزيد.....

دولة العراق الدينيه


طلال احمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2754 - 2009 / 8 / 30 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما طرد جيش صدام حسين من الكويت على ايدي القوات الاميركية عام 1991قرر قائد المعركة الجنرال شوارتزكوف ملاحقة جيش صدام المنهار الى بغداد لاسقاط النظام هناك , وكان كل شي ممهد امام قوات التحالف بعد التراجع الكامل للجيش العراقي انذاك . وقد كتب الجنرال شوارتزكوف بعد ذلك يقول انه قرر ان يصل بغداد خلال ساعات والمفاجئة التي وقعت انه عندما وصل مدينه السماوة في جنوب العراق استلم امرا عاجلا من الرئيس الاميركي جورج بوش الاب والامر يطلب من الجنرال ان يتوقف عن الزحف وكانت تلك صدمة كبيرة للقائد الامريكي المنتصر , وتبين ان الرئيس الاميركي تلقى طلبا من الملك السعودي فهد انذاك بضرورة الابقاء على النظام القائم في العراق ومساعدته للقضاء على الانتفاضة التي قامت في الجنوب وذلك كونها تحمل توجهات طائفية وشعارات تهدد وحدة العراق وبالفعل قدمت المساعدة الى صدام الذي قام بسحق الانتفاضة بقساوة بالغة الشدة وبشكل نادر وحقق بذلك نصرا على ماسمي ( بالثورة الشعبانيه ) بعد ان شرب كأس المرارة جراء هزيمته في معركة الكويت .
بعد مرور اكثر من عشرة اعوام على تلك الاحداث قامت الولايات المتحدة باسقاط نظام صدام حسين بالقوة واحتلت العراق ، وبدلا من ان تقيم نظاما ديمقراطيا علمانيا متحضرا فأنها تأبطت نفس الجماعات الدينيه التي ساعدت صدام على سحقها عام 1991 وقامت بتسليمهم زمام السلطة في بغداد وفسحت لهم المجال كي يقيموا نظاما اسلاميا قوميا مؤطرا بديمقراطية هزيلة ومشوهة . والملفت للنظر ان كل ماجرى بعد سقوط النظام يتنافى كليا مع الخطاب الاميركي المنادي بالعولمة وبمباديء حقوق الانسان المنتشرة في اكثر ارجاء المعمورة . وكرد فعل طبيعي لما اسست له الولايات المتحدة فقد انتشرت في البلاد الاحزاب الدينيه وميليشياتها المسلحة ونشطت مجاميع كبيرة لايستهان بها من التنظيمات الاسلامية مثل جند الله , جند محمد , جيش محمد , جند الاسلام , كتائب الاسلام ,جيش المهدي , فيلق بدر , جيش الرحمن , قوات فتح الاسلام , اضافة الى تنظيمات القاعدة الارهابية اللعينه , وتحول العراق الى ساحة للمعارك الطائفية وكانت النتيجة المزيد من الدماء والدموع والمزيد من الدمار والخراب كان اخرها انفجارات الاربعاء الدامي الذي خلف قتلى ودمار فاقت كل التصورات .
ان تصدع الدولة العراقية وفقدانها الهوية الحقيقية لم يبقي منها حتى الولاء الرمزي مع ضعف واضح في بسط الامن والاستقرار وتذبذب مؤسف ومتناقض في المواقف السياسية وفي العلاقة مع دول الجوار التي اصبحت صورة ناطقة للانقسام العراقي .
لقد ثبت بما لايقبل الشك ان العملية السياسية القائمة على الاستقطابات الفئوية وان دولة الطوائف الحاكمة مكتوب عليها الفشل لانها تتعارض مع قوانين التطور العلمي والاجتماعي الذي يسود العالم الان .
لقد ادرك العراقيون خطر الاحزاب الدينيه المدمر وباتوا رافضين لمبدأ المحاصصة الطائفية والفيدرالية وهم ينادون بأعلى اصواتهم بان بلادهم بحاجة الى حكم قوي حيث تولدت لديهم شكوك من جدوى العملية السياسية القائمة برعاية امريكية منذ عام 2003 فقد تأكد ان الاداء الذي قدمته الحكومات المتعاقبة ومجلس النواب يمثل قمة الفشل وهو ابعد مايكون عن النهج الديمقراطي الذي طالما تبجح به الحاكمون الجدد .
العراق قدم منذ عملية التغيير اكثر من (2) مليون شهيد و (4) مليون مهاجر في الخارج و(2) مليون مهاجر في الداخل و(3) مليون ارملة و (5) مليون يتيم ونصف مليون مفقود و(10) مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر .
الديمقراطية التي يتكلمون عنها باعتبارها الطريق الجديد للعراق تجلت في قرار فريد من نوعه اتخذه اخيرا مجلس محافظة البصرة بالزام كافة الرجال في المحافظة بأطلاق اللحى وحلق الشوارب ووضع حفنه من الخواتم في الاصابع وهذا تحد سافر لابسط مبادي الحرية والديمقراطية . فهنيئا لك ياشلتاغ ( محافظ البصرة ) فقد اثبت بحق اننا ( خير امه اخرجت للناس ) في ظل هذا النمط من الحاكمين المستهينين بحرية المواطن فقد اعلن عن تشكيل الائتلاف العراقي الجديد بثوب (زاهي) جديد وهذا الائتلاف لايستحي من الفشل الذي لحق به بامتياز خلال السنوات المنصرمة ونعتقد انه يخطط للابقاء على العراق قابعا في الدهليز المظلم الذي عاشه منذ عام 2003 ويبقي سيف الطائفية المقيت على رقاب ابناء هذا الشعب اربع سنوات سوداء قادمة .
الكارثة التي حلت بالعراق لامثيل لها حتى في الصومال وغيره فالبلاد انقسمت بشكل مفجع الى ثلاثة اعمدة كما يطلق عليها السيد باقر الزبيدي ( وزيرالمالية ) وهي العمود الشيعي والعمود السني والعمود الكوردي .
ان احزاب الائتلاف الشيعي تريدها دولة ولاية الفقيه واحزاب التوافق السني تريدها دولة اسلامية على النمط السعودي , اما الاكراد فلهم اجندتهم الخاصة بتكوين النواة القوية للدولة الكردية القومية وعلى انقاض التشضي العراقي .
ان احداث الاربعاء الدامي كانت صارخة في ماتعنيه فقد عبرت عن مدى هشاشة الحكم ومدى الانقسام والتصدع الذي يسود البلاد . اذ تجلى ذلك في تعدد تصريحات المسؤولين المتناقضة حول الجهة المسؤولة عن الدماء العراقية الزكية التي اريقت بغير حق وقد صار الفرد العراقي الذي يقبع في داره مع عائلته غير آمن على حياته يوم غد او بعد غد وبات لايفرق بين من هو الصديق ومن هو العدو .
ان الراقصين على طبول الائتلاف العراقي الطائفي يجب ان يدركو ان الوطنيه ليست ثوبا يرتدونه لخداع الناس , انما هي انتماء وولاء لارض الوطن وشعبه دون تمييز او تفريق وعليهم ان يعترفوا ان الاسلام السياسي سقط في العراق من خلال التجربة المريرة كما سقط في السودان والجزائر ولبنان والاردن وفلسطين وافغانستان وهنا في العراق اصبح مدانا بما لايقبل التأويل ومسؤولا مباشرا عما حصل في الساحة العراقية خلال ست سنوات لذلك فأنه لم يعد مؤهلا ليقود البلاد بما يخدم مصلحة الشعب والوطن بقدر ماهو مؤهل لتحقيق المزيد من الانشاق والانقسام في صفوف ابناءه .
ان النصر الاكيد لابد ان يكون من نصيب شعب العراق الابي تحت الراية الحقيقة للديمقراطية واليبرالية والعلمانيه اما اللذين يدعون زورا انهم وكلاء الله في الارض فقد ثبت انهم مفسدون وانهم وراء كل المصائب التي عاشها الوطن منذ التغيير وان بقاءهم يعني ان المقبل قد يكون ادهى وامر واشد صعوبة وقساوة كما صرح بذلك السيد وزير خارجية العراق .



#طلال_احمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الشأن العراقي ومستلزمات الحل
- العراق والمستقبل المجهول
- جولة تراخيص النفط الاولى
- الاغلبيه السياسية في العراق
- من يعيد الحياة للائتلاف العراقي الموحد؟
- انتاج النفط في العراق بين الواقع والطموح
- العراق الديمقراطي 7
- العراق الديمقراطي 6
- العراق الديمقراطي 5
- العراق الديمقراطي 4
- العراق الديمقراطي 3
- الانسحاب الامريكي والحالة العراقية
- العراق الديمقراطي 2
- انتخابات مجالس المحافظات خطوة الى الامام
- العلمانيه والدين وانتخابات مجالس المحافظات
- سقوط الفيدرالية
- بمناسبة جولة التراخيص النفطية الثانية
- العراق دولة المحاصصة الطائفية
- مهمة الصحفي الكلمة وليس الحذاء
- العلمانيه هي الحل (2)


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال احمد سعيد - دولة العراق الدينيه