أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طلال احمد سعيد - مهمة الصحفي الكلمة وليس الحذاء














المزيد.....

مهمة الصحفي الكلمة وليس الحذاء


طلال احمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2502 - 2008 / 12 / 21 - 08:36
المحور: الصحافة والاعلام
    


وسائل التعبير عن الرأي متاحة الان بحرية كبيرة في العراق بكل انواعها ومن ضمنها حرية الكلمة , نحن نقرا ونكتب يوميا الكثير من النقد للحكومة والبرلمان والقوات الامريكية وغيرها دون مسألة , ووسائل الاعلام تقف على القمه في التمتع بحرية التعبير سواء كانت صحافه ام اذاعه ام تلفزيون بالكلمه والصوت اوبغيرهما.
لم يكن مالوفا من قبل ان يعتبر الحذاء وسيلة ليعبر الصحافي بها عن رايه في هذا الموقف اوذاك , ان اهانه الرئيس جورج بوش ليس امرا مقبولا على الاطلاق , لان هذه الاهانه موجهه الى الشعب الذي انتخبه , وفي نفس الوقت هو تصرف مبتذل يسيء الى سمعه الصحافة العراقية , كما يسيء الى سمعه الشعب العراقي بالذات . لقد كان بمقدور الصحفي ان يلقي بالاسئلة التي تدين الوجود والتصرف الامريكي في البلاد وان يكشف عن رأيه الصريح بالطريق السليم بدلا من استعمال وسيلة مرفوضة بطرح الرأي ان كان بالفعل لهذا الصحفي رأي يذكر. الم يفكر هذا الصحفي ان بتصرفة هذا قد وجه اساءة الى رئيس وزراء العراق الذي يقف جنب ضيفه الامريكي .
لقد كان مشهدا مؤلما عندما تقوم فضائية البغدادية التي تبث من ارض مصر بتحويل المساله الى مهرجان للاشادة بتصرفات السيد منتظر الزيدي ولا ندري كيف تجزم تلك الفضائية بان هذا التصرف يعبر عن رضى وقناعه الشعب العراقي ,اننا نعتقد بأن الانطلاق بتمجيد هذه العملية يمثل قمة التردي الفكري والسياسي والثقافي وهو يمثل تهريجا يبعث على الاسف .
انا لست من المدافعين عن اميركا ورئيسها , فطالما كتبت نقدا للادارة الامريكيه حول اخفاقاتها في العراق , الا ان من باب الانصاف ان نقرر ان اميركا قامت بانتشال العراق من ابشع نظام ديكتاتوري فردي ظل جاثما على صدر العراقيين طيله عقود , لقد اسقطت امريكا نظام صدام حسين ويجب ان نسجل تقديرنا لذلك العمل , ونتذكر بان ذلك النظام كان وراء الكثير من النكبات التي اصابت العراق . وبهذه المناسبه اود ان اسال الصحفي (الثائر) هل كان بوسعه ان يتصرف مثل هذا التصرف او اقل منه بكثير في عهد صدام حسين ,.واود ان اذكر الطبالة والراقصين على الحدث بأن صدام حسين طرد احد وزراءه لمجرد قيامه بالنظر الى ساعته اليدوية اثناء اجتماع مجلس الوزراء, معتبرا ذلك بمثابة عدم اهتمام الوزير باعمال المجلس !! وهنالك امثلة كثيرة يعرفها العراقيون حول مدى الديكتاتورية التي مارسها النظام السابق بحق هذا الشعب .
لقد كان كل شيئ مهيئا للانفجار خلال سنوات حكم البعث الاخيرة , حتى جاء الزحف الامريكي لينهي تلك الحقبة المؤلمة من تاريخ العراق , وقد قام الامريكان
باطلاق العنان للمجرمين والخارجين عن القانون والسجناء الذين اطلق سراحهم صدام حسين , وكان ذلك عملا غير محسوب لان اطلاق الحرية بشكل مطلق بعد تلك السنين من المعاناة ولد حالة انفجار تحولت الى فوضى وكانت تلك من اهم الاخطاء التي ارتكبتها القوات الامريكية جرت وراءها الكثير من الكوارث 0
الغريب اننا في العالم العربي نندفع بشكل عاطفي للاشادة بمواقف اقل مايقال عنها انها لاتخدم قضايانا العادلة , انه من المحزن ان نرى الصحفي المصري مصطفى بكري بوق صدام حسين الاجير والمتلبس بكبونات النفط الشهيرة يقود مجموعه من الصحفيين المصرين يرفعون (القنادر) رمزا لانتصار التيار القومي العربي في مشهد يبعث على الاشمئزاز .
الجماعات المراديكاليه اعتبرت عمل الصحفي الزيدي بطوليا وقامت بتعليق الاحذية على اعمدة الكهرباء وكأن الحذاء اصبح شعار للنضال الوطني العراقي وقيل ان احد النواب العراقيين اقترح ان يخصص يوما وعيدا وطنيا للاحذية وهذا الامر يبعث على الاسف . ان عهد الشعارات المستهلكة قد ولى وعلينا ان نتذكر صوت المهرج احمد سعيد المذيع في اذاعة صوت العرب كيف نسج الاكاذيب وكيف ضلل الشعب العربي وثم تداعى مخلفا جراحا كثيرة لم تندمل بعد .
يجب ان نقيم العملية التي قام بها الصحفي العراقي منتظر الزيدي ونقدر مدى ماتسببه من تشويه مضاف الى سمعة العرب والعراقين في العالم الخارجي , فهذا عمل لا يخدم القضية العربية على الاطلاق , وهو يعزز نظرة الغرب المعروفة اتجاهنا ويبعدنا كثيرا عن المفاهيم الديمقراطية ومعاني الحرية .
ان وسائل النضال السياسي يجب ان تكون حضارية وان عمليات التهريج و التصرفات البهلوانية لا يمكن ان تحقق هدفا ساميا ولا تبني وطنا حرا .



#طلال_احمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانيه هي الحل (2)
- الحوار المتمدن الباب المفتوح امام الفكر الحر
- الديمقراطية الاميركية وديمقراطية العراق
- قراءة في الاتفاقية الامنيه بين العراق وامريكا
- نفط العراق وزحف السلحفاة
- العراق الديمقراطي ومحنة الاقليات
- العراق الديمقراطي الفيدرالي
- النزعة العدوانية في العراق
- مؤتمر الفيحاء وفيدرالية البصرة
- درس من باكستان
- البصرة اول الغيث
- كركوك .. العقدة و الحل
- العراق البلد اكثر تعاسة
- وقفة عند قانون انتخابات مجالس المحافظات
- الدولة الدينية والدولة المدنية ( 3 )
- المرأة والمادة 49 من الدستور
- الديمقراطية وانتخابات مجالس المحافظات
- الاحزاب العراقية والقانون الغائب
- الديمقراطية والحالة العراقية الراهنة
- من يقتل النساء في البصرة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طلال احمد سعيد - مهمة الصحفي الكلمة وليس الحذاء