عبدالله الداخل
الحوار المتمدن-العدد: 3023 - 2010 / 6 / 3 - 00:06
المحور:
الادب والفن
1
سأقول كلَّ ما لديّ هنا
لا في مكان ٍ بعيد
لأنّ ما لديّ سيبقى هنا
كطودٍ عنيد
لذا فإني لمّا أرتقيه أمدّ ُ له يدي
لأني أحبه
2
سأقول ما لديَّ الآن
لا بعد انقضاء الليل
فإنّ ما لديّ من جديدٍ
مما عثرتُ عليه بهذا الظلام
يحيّرُني
لذا سأسهرُ في انتظار أن يُصْغي
فإني أحبه
3
إنْ كنتُ حقاً سأمضي
سأمضي إذن
كماءٍ مقطـَّر
حارقاً، غاضباً
(لا أمُتّ ُ قطرة ًلطين هذي السما)
أو كالأثير على هدير
لكني أريد حسابي هنا، فلن نلتقي
وأنـّى لي بجنـّاتِ اللقا؟
فمن يحاسبُه
وجثتـُهُ هنا؟
كذلك جثتي
فكيف سنلتقي؟
4
مللتُ إنتظاري، أريدُ حسابَ الشتاء،
فأين دفءُ الملاحم؟
لأنني منجمدٌ
فكيف سأقضي موسمَ الليل هنا
وكيف لا يلسعُني بردٌ إذن
أو مسألة ْ
ساهمتُ بألف عودٍ على الموقدِ
أحرقتُ حتى عصاي وساقيَ الخشبية
لكنْ لم يَعـُدْ يوحّدُنا ذئبٌ جائعٌ يقرع ُبابَنا
ومطوّلة
5
لن تكون خسارتي في جسدي
فكم كانت الأجسادُ خساراتٍ هنا!
كما الأرواحُ
أوهامٌ هي الأخرى
وأحلامُ خمر ٍ ستـُنسى!
6
أسافر شرقاً
والشرقُ دوماً في المكان وفي الزمان خاسرْ
فكيف ظننتُ إذ ْ ذاك اتجاهي هنا
بين لاهاتٍ صغيرة
وفي الشرق حُملانٌ
تراوغ ُبين أقدام الكواسر؟
ها قد جئتهمْ خجـِلاً من عقالي
وملبسي
ولحيتي الكثة،
كما في لقاء الله:
حليقاً، عارياً، حاسر!
7
ولا شبّاكٌ هناك أطلَّ عليَّ
فحفرتُ لي بكل سجن ٍ مررتُ به
أنفاقاً من الأوهام
كي أنفذ َمنها إليَّ.
8
مضيتُ في نوم ٍ بلا حلم
فكنتُ كقلب بلا أمل.
وهذا الصمتُ المطبق بالضجيج
والبطءُ الذي مررتُ بسرعته
كأني لا أعود إليه
أو ليس مني
كجزءٍ صغير
كم كان ينتظرُ !
9
لكنا أكلـْنا هنا أيضاً
بهذا الليل:
شبعنا
وتبسمنا
بلا خجل ٍ
تحت أعين القتلى
10
الرعودُ تقطـّع أوصالـَها
فتـُرسلُ الصدى أجزاءا
والسماءُ طالما حبـِست
تهنداتِ هذا البحر
وحسرة َالغابات
وجباهَ غيومِنا الخجلى
وكان الحزنُ في الموسيقى
وفي أحشائنا الوَترُ.
11
الحياة فرصة من ثلاث
فإمّا أن تكون دودة ً
في عمق أرض الغاب
أو زعيماً سيحتل مجرة ً أخرى
قبل تنصيبه
أميراً على الكون!
فاخترتُ أن أكون الله.
#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟