أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الداخل - جرعة من التيار - 1














المزيد.....

جرعة من التيار - 1


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2974 - 2010 / 4 / 13 - 22:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معنى الألم الحقيقي Paine

أمبالغة أذا قيل: "أقوى عبقرية ً من ماركس أو دارون أو آينشتاين"؟
ربما.
لكن توماس بَيْن Paine Thomas، المواطن الأميركي الأول، ذا الأصل الإنكَلوفرنسي، الذي يُقالُ عنه أنه سبق عصرَه بخمسة قرون، (ربما لإقناعنا بالانتظار ثلاثمائة سنة أخرى حتى لا تـُعد مفاهيمُه بعدئذٍ إلحاداً)، لم يستطع الفكاك من الله، وقال أنه يؤمن بوجوده، وهذا ما كان يسبب له، بكل تأكيد، ألماَ (بدون e)! وكان هذا جوازَ سفره إلى قلوب المؤمنين في رحلة سن الرشد Age of Reason الذي فيه يسمي الإسلام "الكنيسة التركية".
وكيف يستطيع فكاكاً وهو الذي كاد أن يكون وحيداً (باستثناء جيفرسن) في أجواء المأتم المسيحي الكبير، وسْط َلطـّامين من نوع آخر! حتى ولو كان قد صنع بـ "قلمه"، الذي كان في مرحلة ريش الإوَز، أول ثورتين إشتراكيتين صادرتـْهما البورجوازيتان، وما زالتا تصادرهما حتى بدء إنقراض مرحلة "الكيبورد" الحالية: البورجوازية الفرنسية، والبورجوازية الأكبر، مُلهـِمتـُها (بكسر الهاء الأولى)، الأميركية، الأخطر، المستقلة في قارةٍ لوحدها، الدودة الصغيرة التي نمت فيما بعد في روث نفس الإقطاع، ثم تطورت إلى دايناصور، وأبقت في مزارعها على عبودية الأفارقة (الذين تم اختطافهم من أرضهم وبيعُهم، حتى بعد نجاح الثورة! فهم قد جُلبوا عبر آلاف الأميال في أقفاص حديد ارتفاع الواحد 18 إنجاً، في عنابر السفن الخشبية، حيث يصل نصفهم أحياءاً، بعد أشهر، للعمل في المزارع ويموت النصفُ من نتانة العنابر)؛ والخدم البيض (الذين جلبتهم نفس الطبقة من أوربا، بريطانيا خاصة، عبر الأطلسي، بعد توقيعهم عقوداً تنص على وعود في العمل، كي ينفقوا أعمارهم في خدمة البيوت لتسديد أجور نقلهم بالسفن التي أقلتهم إلى العالم الجديد).

العبيد الأفارقة والخدم البيض: هؤلاء، ومعهم بعض الهنود (الحمر، السكان الأصليين) من الساحل الشرقي، قامت الثورة على أكتافهم، ومَن غيرهم يقوم بها؟ أكتافُ مَن تستطيع حملـَها؟

وعَدَهم جورج واشنطن بالحرية، لكن الدايناصور الذي كان في طريقه ليصبح الأكبر في تأريخ الأرض كان ما زال يحمل ذاكرة دودة الروث، كان يقتات على البشر هو الآخر، وهو دايناصور عسكري يعرف أحابيل الشطرنج الكبير أيضاً، فلم يكن يهم "القائد"، أن يلعق دم "أبي الثورة الأميركية"، صديقهِ، مؤلف Common Sense الذي بيع منه نصف مليون نسخة عندما كانت نفوس المستعمرات الثلاث عشرة الثائرة على بريطانيا لا يتجاوز الأربعة ملايين، مؤلف "حقوق الإنسان" Rights of Man في الدفاع عن الثورة الفرنسية، الذي على ضوئه كـُتبتْ الدساتير الحديثة، وبسببه صدر حكم الإعدام عليه غيابياً في بريطانيا.

أوعز واشنطن الى البعض باغتيال توم بَيْن في باريس إبانَ الثورة الفرنسية.

قائد الثورة العسكري Washington كان يأمل أن تتحول أسنانه الخشب، من خلال "الله"، إلى ذهب، فيظل يمضغ بها حتى نهاية تأريخ الأرض.
فعلاً، ما زال يمضغ؛ ولا يستطيع أحد التنبؤ ليس متى يتوقف المضغ بل متى يقدر الماضغ، المتربع على "الأرض" أن يتلفت في رائحة الزريبة!
لكن أبا الثورة الشرعي Paine الذي لم تكن له أسنان، بل لم يكن يهتم بكل بدنه، والذي أعانته فكرة "الله" ضد خونة البشرية، وخونة الثورة، أو وجد حجة "الله" مرتكزاً صلباً في النقاش ضد الأديان الثلاثة، ودحضها في عقر دارها، قبل 213 سنة، وذلك في سن الرشد Age of Reason، كان عليه أن يموت في فرنسا على يد صديقه قائد الثورة العسكري، المؤمن بالله، الذي خطط لقتله عبر الأطلسي، لكن Paine عرف الحقيقة، وعندما عاد الى أميركا بعد نجاح الثورة الفرنسية رفض أن يقابل واشنطن، بل كتب له رسالة لم تزل تـُعامَل باعتبارها "إلحاداً" سياسياً، كما تـُعامَل كتبُه، ومفاهيمُه دينياً؛ هذه الرسالة موجودة، أيضاً، في كتاب "لماذا لستُ مسيحياً" Why I Am Not a Christian لبرتراند رصل. فما نص الرسالة؟

موضوع ٌمذهلٌ، غامِرْ.



#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحيى والوصية الثانية
- الرمز في الوهم
- كم من ضَحَاكٍ بكى بنوروز - 1
- جرعة ٌ من الوعي المُرّ ْ
- القرية - 56
- الجِعْلان – ب -
- أحاديثُ القرية (2)
- حساء دجاج للعقل
- ملاحظات في الكتابة في الدين (7) في الفلسفة – ب – في التغيير، ...
- مختارات قصيرة
- صوغ العبارات السياسية الخادعة
- الخطى -6-
- ملاحظات في الكتابة في الدين (6) في الفلسفة – أ - في ضوء المف ...
- الأشجار - 2
- الأشجار الأخيرة - 1
- الخطى 5
- الخطى 4
- ليست العلمانية بديلاً للإشتراكية العلمية – ملاحظات إضافية
- ملاحظات في الكتابة في الدين (5) العلمانية ليست بديلا للإشترا ...
- ملاحظات في الكتابة عن الدين (4) في العلمانية العربية - ب- إخ ...


المزيد.....




- وفاة روث بوزي نجمة برنامج -شارع سمسم- عن عمر يناهز 88 عاما
- تقرير الوظائف بأمريكا يخالف التوقعات.. وترامب يدعو مجددا لخف ...
- السعودية.. إحباط تهريب أكثر من 1.5 مليون حبة كبتاغون مخبأة ب ...
- حزب الإصلاح البريطاني يتصدر الانتخابات
- مصر.. ما حقيقة هدم أهرامات الملكات في الجيزة؟
- تخجل من البطالة؟ مكاتب وهمية في الصين تتيح للشباب التظاهر با ...
- زلزال قوي آخر بقوة 6.4 درجة يضرب جنوب تشيلي
- ما هدف إسرائيل من توسيع حربها على غزة؟
- الشرطة الألمانية: إصابة 8 أشخاص ثلاثة منهم في حالة خطرة بحاد ...
- نهج متكامل: قيرغيزستان تستلم منظومة إس- 300 من روسيا


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الداخل - جرعة من التيار - 1