أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله الداخل - عندما يتغلب الدين كلياً في النفس فإنه يتغلب على حب الوطن وعلى الشعور بالمسؤولية الإنسانية. سلوك بعض رجال الدين وأتباعِهم في المهجر كنموذج. (القسم الأول)















المزيد.....

عندما يتغلب الدين كلياً في النفس فإنه يتغلب على حب الوطن وعلى الشعور بالمسؤولية الإنسانية. سلوك بعض رجال الدين وأتباعِهم في المهجر كنموذج. (القسم الأول)


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 09:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة:

توضيح المفهوم الأساسي للعنوان أعلاه لا يحتاج الى مقال مسهب كي يدرك القارئ ما يجري في بعض بلدان الشرق العربي، كالعراق. أما مؤتمر التسامح الديني الذي يشبه مؤتمرات القمة العربية فينتهي إلى حبر على ورق وكلام فارغ، لأن السيطرة على الشرق لأغراض إقتصادية وعسكرية، تصطدم بالتسامح إن تحقق، والمنتصر يُدرك أنه عندما يتغلب الدين في نفوس الجهلة فإنما يتغلب على الشعور بالمسؤولية الإنسانية، مثل تغلبه على الشعور بالمسؤولية الوطنية. وبهذا يصبح الحديث عن التسامح غذاءاَ قديماً يمضغه رجال الدين ليضعوه في أفواه أتباعهم.

في الحياة الديمقراطية والبناء السلمي يكون لنقد الدين في حياة بلدٍ ما دورٌ ثانوي إن لم يكن مضراً. ففي الحياة الديمقراطية الحقة تنزلق الأديان بهدوء إلى مواقعها الطبيعية في الحياة الاجتماعية، مواقع من الدرجة الثانية أو الثالثة؛ لكن الأديان تنتعش في الإحتلالات والدكتاتوريات وكل أنواع التسلط الطبقي الأخرى، لذا يصبح نقد الدين مهماً في أزمان الردة السياسية أو الفكرية لشعبٍ ما، أو على عموم الكوكب.

إن نقد الدين يصبح ضاراً عندما يكون رجال الدين ناشطين ضمن عملية التحرر الوطني في الشرق العربي، (أو في عموم البلدان المتخلفة، سياسياً وإقتصادياً)، من نير الرأسمالية الغربية.

1
من الطبيعي في عصر انتصار الرأسمالية، أن يواصل مسؤولو الأديان الرئيسية الثلاثة التي نـَمَتْ عضوياً من بعضها (تسلسلها التأريخي: اليهودية، المسيحية والأسلام)، في توجيه شعوب الشرق العربي نحو كراهية بعضها البعض، وهو دَيْدَنهم في كل العصور، فمراكز الدين المسيحي، وأهمها الفاتِكـَنْ، ذات التنظيمات العالمية الكبيرة والميزانيات الخيالية، تواصل التأثير على سكان البلدان التي تدّعي المسيحية، وهم بليون وربع البليون من البشر، وتوجيههم نحو كراهية المسلمين واليهود (وغيرهم)، وهذا بالطبع على النقيض مما تدّعي من "المحبة المسيحية"، وعلى النقيض من أهم الأسس الأولى للمسيحية، التي تحتوي على مبادئ إشتراكية واضحة؛ وهي تقوم بذلك في كل مراكز ممارسة "العبادة"، في مئات الآلاف من الكنائس والمباني التي لا تقدم للسكان سوى غذاء الحقد على أتباع الأديان الأخرى، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، إضافة الى تكريس الجهل والأوهام في كل الكنائس بدون استثناء وكلما كانت الفرصة مؤاتية والمناسبات المختلفة توحي بذلك، حيث يستغل رجال الدين أبسط المناسبات من أجل تقديم "تحليل سياسي" في "خطبة الأحد" (كما يفعل زملاؤهم في "خطبة الجمعة")، يلائم أهداف الرأسمالية الغربية في الإبقاء على حالة التخلف الفكري بين أعداد هائلة من سكان كوكبنا.

ورغم احتواء المسيحية على مبادئ أساسية في الصفح والتسامح، فإن هذه المبادئ تـُنسى عندما يحين أوان البزنس وكمثال مهم على هذا، ومن عصرنا، هو إهمال مبدأ مهم يُقال أن عيسى بن مريم الناصري قد أوصى به: "من صفعك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر"! فإدارة الخد الأيسر في العصر الحديث هو شن الحروب الإستعمارية بعد صفع الرأسماليين لأنفسهم هم على خدهم الأيمن!

وكذلك يحاول المسؤولون عن الدين الاسلامي، الذين جلهم من أتباع الرأسمالية الغربية "المسيحية"، توجيه سكان بلدانهم (وهم أكثر من بليون شخص) نحو كراهية أتباع الأديان الأخرى، معتمدين على نصوص معينة أو نصوص يفسّرونها حسب أهداف معينة، وهذا أيضا ما تفعله المنظمات الدينية والسياسية اليهودية والمسؤولون عن الدين اليهودي والمنظمات الصهيونية في توجيه أتباعهم لنفس النوع من الكراهية وللتأثير على سياسات بلدان عدة للسير في ذات الاتجاه.

إن العبارات الدينية التي يستغلها "المفكرون" الدينيون: "خير أمةٍ أ ُخرِجِتْ للناس" أو "شعب الله المختار" في كل من الاسلام واليهودية على التوالي، وما يشابهها في أديان أخرى، بعضها يدّعي "نقاء الدم" فيحشر نفسه في متاهات لا يخرج منه سليم العقل والتفكير والسلوك.

لقد كان الغرض الأصلي من هذه النزعات هو بث الثقة في النفس وفي المجموعة في خضم صراع البقاء، من أجل المحافظة على النوع، الذي لم يكن يرحم أحداً في عصور الفقر المدقع والبداوة والرعي والإقطاع والإمبراطوريات والغزو المفاجئ؛ وكعادة الطبقات العليا في استغلال كل شئ استـُخدمت تلك العبارات من أجل الفخر الكاذب والنفخ (والنفج، إدعاء المرء بما ليس فيه) لدى الأفراد والجماعات، خاصة أثناء التدريب العسكري وعند خوض الحروب، لغرض ارتكاب جريمة الإعتداء العريضة: الاحتلال.

لكل دين فروع تكونت تأريخياً بأسباب الصراع الطبقي أو الأ ُسَري أو بأهواء الأباطرة، وهي تعادي وتذبح بعضها: كاثوليك-بروتستانت، سنة-شيعة...إلخ، وهناك طبعاً فروع ٌداخل الفروع، حيث تتطور منها فروع جديدة!
كما أن أدعياء كل دين وأتباع كل فرع وفرع الفرع يدّعون السلام والحب لهم وللآخرين؛ وكل منهم يتـّهم الآخرين من أتباع الأديان أو الفروع الأخرى بالكفر infidelity أو الإلحاد atheism أو التجديف blasphemy إلخ (حيث لكل مفردة مفهوم، كما تطفو مفرداتٌ أخرى وتتداخل مفاهيمها: كالزندقة وغيرها من مفردات إدانة؛ وهذه كلها تسير يداً بيد مع الإتهامات بمخالفة تعاليم الإله أو الأنبياء (وهم رجال في كل الحالات دون استثناء) والذين أرسلهم الإله مع أحد "كتبه"، كتبه التي خطها له البشر بلغاتهم القديمة، بطرق كتاباتهم القديمة، بأساليب وأدوات الخط القديمة، حين كانوا جميعاً ودون استثناء يتصرفون بعقليات قديمة ضمن نظم إجتماعية قديمة، حيث كلـّـُها "هبطت" عدة قرون خلت، جاءنا آخرُها وأوضحُها قبل أربعة عشر قرناً، باللغة العربية.

كلّ ُ مجموعة تقول ان مصير غيرهم الجحيم أو النار أو جهنم، أو عالم الظلام! بينما يكونون هم في النعيم، الفردوس، أو الجنات التي تجري من تحتها الأنهار، أو عالم النور، حتى أصبحت البشرية جميعاً تذهب إلى نوعين من المكان في آن واحد: الى الجنة وإلى النار في يوم واحد وكل يوم!

كل منهم يقول عن رجال دينه أو رجال فرعه أوفرع فرعه أنهم "أفاضل"، حتى وإن لم يكن في أيّ منهم فاضلٌ واحد، وحتى وإنْ كان كل واحد من رجال الدين دون استثناء لصاً أو شحاذاً أو محتالاً وصولياً أو دجالاً يكشف الطالع للحكام، أو متآمراً على الرعية، أو مجرماً أو جاسوساً لدى السلطات يُشار له بالبنان ويعرفه الجميع دون استثناء بسبب التصاقه بالحاكم الظالم، وبسبب كثرة الشهود، حتى وإن كان الشهود أناساً معروفين وزعماء منظمات تعرضوا للتهديد بالموت، أما بقية البشر فهم أشرارٌ ومن يتفوه بجزء ولو كان يسيراً من الحقيقة فهو "حثالة" وهو "كافر" و"ملحد" ومجدّف"، حتى وإن كان المعارض أكبر عقلاً منهم وأكثر فهماً لظروفهم أو كان من علية القوم، أو من أشرف سلالاتهم، حيث لا تهمهم صفات الأمانة المطلقة والصراحة التامة، بل هو ذاهب لا محالة الى عالم النار الذي سيعيش فيه خالداً دون أدنى شك لديهم.
(يتبع)




#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الرزاق عبد الواحد 1 طبقية المديح - الشاعر العربي وذهنية ...
- جرعة من التيار - 1
- يحيى والوصية الثانية
- الرمز في الوهم
- كم من ضَحَاكٍ بكى بنوروز - 1
- جرعة ٌ من الوعي المُرّ ْ
- القرية - 56
- الجِعْلان – ب -
- أحاديثُ القرية (2)
- حساء دجاج للعقل
- ملاحظات في الكتابة في الدين (7) في الفلسفة – ب – في التغيير، ...
- مختارات قصيرة
- صوغ العبارات السياسية الخادعة
- الخطى -6-
- ملاحظات في الكتابة في الدين (6) في الفلسفة – أ - في ضوء المف ...
- الأشجار - 2
- الأشجار الأخيرة - 1
- الخطى 5
- الخطى 4
- ليست العلمانية بديلاً للإشتراكية العلمية – ملاحظات إضافية


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله الداخل - عندما يتغلب الدين كلياً في النفس فإنه يتغلب على حب الوطن وعلى الشعور بالمسؤولية الإنسانية. سلوك بعض رجال الدين وأتباعِهم في المهجر كنموذج. (القسم الأول)