أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمجد المصرى - فى سكة زمان راجعين














المزيد.....

فى سكة زمان راجعين


أمجد المصرى

الحوار المتمدن-العدد: 3023 - 2010 / 6 / 3 - 00:03
المحور: الادب والفن
    


فريد الأطرش عبر تسجيل عالى الصوت لدى أحد الجيران ، يقول المطرب وهو يناجى حبيبتـه و يغازلها غزلا رقيقا : يـا حبـيـبى عايز أغنى للعيون السود و خايف ، يـزعــلوا مـنى الـخـدود و اللا الشفايف .... و كان قد ســبقها بـقوله : مانحرمش العـمر من عـطفك عـليا ، يـاللى حـبك من الســـما أجـمـل هـدية .......... اللافت أولا أن المطرب قد بدأ أغـنيته بالـدعـاء الى الله أن يحفظ له هذا الحب و ألا يحرمه من عطف محبوبته عليه ، ثـم يمضى فيــؤكد أن هذا الحب هو أجـمل هدية من السماء ، أى أن الرجل لديه إيـمان قوى بأن الله هو واهب النعـم و العـطايا و الهبات ، و هو القادر عـلى المنح و المـنع ، لذا فهو يرجو ربــه أن يديم عـليه النعـمة و يدعـوه ألا يحرمه منها ، و يؤكد أنها هديـة من السماء بل أجـمل هدية .... اللافـت ثانيا أن مطربنا شديد الاعجاب و الـولـه بحبـيـبـته و مـنـبـهـر بـجـمــالها لكنه ( خايف ) أى أن حياءه و أدبه و احترامه لـهـا يـمنـعـه من التـغـنى بـجمال عيونها الـسـود ، و يـعـلل هـذا الخجل و الحياء بأنــــــه ( خايف من زعل الخـدود أو الـشـفايف ) ، اللافـت ثالثا أن الـمذكور ( الله يرحمـه ) عــندما نــظر الى محبـوبـته و جـد جـمالها فى العـيون الـسـود و فى الخـدود و فـى الشـفايف ، و كأنه يخبـرنا بأن العطف الذى كان فرحا به كان محـصورا فى نظـرة من العـيون السـود و ابتسـامة من الخدود و الشفايف ، و جدها كافية و اعتبرها أجمل هدية من السماء و دعـــا الله راجيا ألا يحرمه منها ، أى أن الرجل كان كأبناء جيله قـنوعا خجولا مـؤدبا و يفهم فى الأصول ، اللافـت رابـعا أن مـطربـنا الذى رأى محبوبـته أجـمل الجـميلات لدرجة التـغـنى بعــيونـها و خدودها و شـفاهـها لم يلفت نظره شعرها بالـمـرة و لم يـبد به افـتـتـانا و لاحـتى اهـتـمامـا ، رغــم أنـــــها بالتـأكـيد لم تـكــن محجـبة ، حيث لم يـتـم اخـتـراع الحـــجاب حـتى تلـك الأيـام ، و لكن الرجل كان عاقلا فاهـمـا ذواقا للـجـمال ، فـقـد وجــد فى جـــــمال الوجه و تـعـبيراته ما يفوق جمال الشعر مهما كان جميلا ، فماذا يفعـل الشعـر بل ماذا يسـاوى أمام نظرة من عـيون سود جميلة أو ابتسامة شفاه و خدود ساحرة ؟ و مـع ذلك فـقد أفـتى الفـقـهاء بإخــفاء الشـعـر لـمنـــع الـفـتـنة و هـو الذى لم يـفـــتـن أحـدا سـوى الـمتـخـلفـين عــقـلـيا و ذوى الاحـتـياجات الـخاصة ، اللافـت خـامسـا أن الرجل اكتفى بالغــزل فى ملامح الوجه و لم يـنـتـقل بـــغـزلـه الى مـناطق أخـرى يكثر مشـــايخـنا و يسـهبون فـى التـطرق إلـيــها بلا حياء ( حيث لا حياء عندهم فى العلم و لا حياء عـندهم فى الدين أيـضا ) فلم يتطرق الرجل الى ساق أو كاحل بـيـنـما هم يحدثـونك عـن الفـرج و عـن البـظـر و عــن اخـتــــــلاط الـماءين و عـن الـنـكـاح و الـوطــــء و عـــن الـمـرود و الـمـكـحـلة ، ثم يحـرمـون الـغـناء و باقــى الـفـنـون لأنـــــــــها تـنشـر الفـسق و الــفـجــور بين الناس ، اللافـت سـادسـا أن هذا الحـبـيـب الولـهان لم يدر بخلده و لم يطرأ على ذهنه أن يدعـو محـبوبـتـه الى الانـخراط مـعـه فى زواج عـرفى أو مسـيار أو مـصياف أو مـتعـة أو فرينــد ، فلم تكن كل تلك الاختراعـات قد ظهـرت فى حـياتـنـا حـتى تلك الأيام النـظـيفة ، بـل أنـتـجتــها أمـوال البتــرول فـيما بــــعـد ، اللافـت ســـــابعـا أن هذا الـعـاشق كـما هـو واضـح من سـياق الـكلمـات كان يلـتــقى مــحــبوبــته فى الأماكـن العـامـة الـمفـتوحـــة كالـمـتـنزهات أو كورنيش الـنـيل و مـا شـابهـها ، يظـهر من الـسياق أنـه يحـترمها بـما يمـنـعــه من مـجرد التفـكـير فى استدراجـها الى شـقة مفـروشة لـيقـضى وطـــره ثم الـبحث عــن عـيادة طبـيـب واطـى مـتــــــــخصص فى تـرقيع الـبـكارة مقابل مبلـغ زهـيد أو مقـابل أن يقـضى وطــره هـو الآخـر قبل العـمـلـية ، كـنــموذج لـما نـراه فـى حـاضرنـا البتـرودولارى الـســعـيد ........... بعـــد اسـتـماعــى لـهذه الأغـنية الــرقيقة و اســـترجاع ذكـريات تلك الأيام النظـيفة ، وجـدتـنى أردد بعضــــا من كلــــــمات رائـعـة الراحــل الـعــظـــيم عبد الحـلـيم حـافظ يـقـول فـيهـا شــــــــوف بقـيـنا فـيـن يا قلبى و هـى راحـت فـيـن ، شـوف خدتـنا لـفـيـن يا قـلـبى و شـوف سـابتـنا فـيـن ..... فـــــــــى سكة زمان راجـعـين فـى سكة زمان ، فـى نـفس الـمـكان ضـايـعـين فـى نـفس الـمـكان



#أمجد_المصرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جئتم للحوار و لا تطيقون حوارا
- مغامرات كهيعص (روايه) الجزء 17
- قراءة فى كتاب : حارة النصارى
- بدايات الدعوة - كهيعص 16
- هل كان أبو بكر الصديق فاسقاً ؟
- بدايات الدعوة - كهيعص 15
- بدايات الدعوة - كهيعص 14
- إنتبه من فضلك ، مصر ترجع إلى الخلف
- الفتنة التى يريدونها نائمة
- النازيه
- بدايات الدعوة (كهيعص13)
- جماعة الحشاشين
- لقد رفضوا شريعتهم عندما طبقت عليهم
- الأمن و العدالة و الطائفية فى قنا المصرية
- مغامرات كهيعص ( رواية ) - الجزء 12
- كذب المشايخ ( العبودية )
- غزوة نجع حمادى ، بعد غزوة فرشوط
- مغامرات كهيعص - رواية - 11
- النون التى حيرتنى
- حكايتى مع نون


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمجد المصرى - فى سكة زمان راجعين