أمجد المصرى
الحوار المتمدن-العدد: 2906 - 2010 / 2 / 3 - 21:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عند الغروب وصل معمر إلى كهف الشيخ يرقة ، و لما وجد السيد أزميل فى حضرته ألقى عليهما السلام و أقبل فقبل يديهما و جلس
أزميـل : إشتد المرض بالسيدة بهيجة يا معمر ، و فى حلقها غصة منك كونك لا تزورها منذ حين
معـمـر : المهام جسام يا سيد أزميل كما تعلم ، و أنا أجتهد قدر استطاعتى أن ألتزم بتعاليمك و وصاياك فأكون موضع رضاك و رضا الشيخ يرقة
أزميـل : إعلم يامعمر أن السيدة بهيجة قد باعت نوقها و بضائعها للشيخ نعمان و سينقلها لمخازنه قريبا ، فلم تعد المسكينة قادرة على النهوض بأعباء التجارة
معـمـر : و من يكون الشيح نعمان يا سيدى ؟
أزميـل : هو تاجر كبير له قصر و مخازن فى أطراف البلدة ، وقوافله تأتى من كل البلاد ، هو رجل صالح و بيننا و بينه عهد أمان
معـمـر : لا علم لى إلا ما علمتنى ، و بماذا تأمرنى الآن ؟
أزميـل : عليك الإسراع بتزويج طماطم ابنة بهيجة لبهى ابن عمك ، فينتقل للإقامة بدارها ، و ليغادر صاحبك الإبريق أيضا إلى دار يبتاعها ، فلديه من المال الكثير ، أفرغ مقامك يا معمر كلما استطعت الى ذلك سبيلا
معـمـر : السمع و الطاعة ياسيدى
أزميـل : صار لديك فرسان و رماة يا معمر
معـمـر : نعم ، لدينا ثلاثون فارسا بجيادهم و سيوفهم ، عدا الرماة من الغلمان
أزميـل : حسنا ، الليلة تجمع رجالك ، و تخبرهم أن غلمان العفايرة قد تطلعوا لعورات نسائكم وقت قضاء حاجتهن بالخلاء ، و تحرشوا بهن غير مرة ، لذا فقد وجب تأديبهم
معـمـر : متى كان ذلك يا سيدى ؟
أزميـل : هذا لم يحدث و لكنها الذريعة لنغزو قريتهم و نغنم ما فيها و نؤوى رجالنا و نساءنا ، لا حاجة لى لتذكيرك بالحصص المقسمة فى الصك
معـمـر : كم أنا تواق لأوامرك بخوض تلك الغزوة المباركة
أزميـل : لا غزو و لا إغارة إلا بأوامرى ، أتسمعنى يا معمر ؟
معـمـر : نعم ، نعم ، لا غزو و لا إغارة إلا بأوامرك
أزميـل : أسمعنى الوصايا التى تلاها عليك الشيخ يرقة ، هل نسيتها ؟
معـمـر : كيف أنساها و هى وصاياك ؟ الفجور و حكايا الأساطير و لحن الكلام
أزميـل ( متأهبا للانصراف ) : حسنا ، سيتلو عليك الشيخ ما تتلو على أصحابك فيحفظوه و يرددوه
معـمـر و يـرقـة : صحبتك السلامة
يـرقـة (بعد انصراف أزميل ) : أسجوعة اليوم سهلة يا معمر ، فما عليك إلا الانتباه و ترديد ما سأتلو عليك
معـمـر : كلى آذان صاغية
يـرقـة : س ق ش ، و الباب إذا انفتح ، و معمر قد رمح ، بجواد ذى ضبح ، و السمك إذا سبح ، و الكلب إذا نبح ، و الرجل و ما نكح ، و نخيل ذو بلح ، و الباب واسع لو كنتم تعلـمون
معـمـر : لتقرأ على جزءا جزءا يا شيخى الجليل
يـرقـة : س ق ش
معـمـر : س ق ش
يـرقـة : س ق ش ، و الباب إذا انفتح
معـمـر : س ق ش ، و الباب إذا انفتح
يـرقـة : و معمر قد رمح ، بجواد ذى ضبح
معـمـر : و معمر قد رمح ، بجواد ذى ضبح
يـرقـة : و السمك إذا سبح ، و الكلب إذا نبح
معـمـر : و السمك إذا سبح ، و الكلب إذا نبح
يـرقـة : و الرجل و ما نكح ، و نخيل ذو بلح
معـمـر : و الرجل و ما نكح ، و نخيل ذو بلح
يـرقـة : و الباب واسع لو كنتم تعلـمون
معـمـر : و الباب واسع لو كنتم تعلـمون
يـرقـة : هيا يا معمر ، أسمعنى الأسجوعة كاملة
معـمـر : س ق ش ، و الباب إذا انفتح ، و معمر قد رمح ، بجواد ذى ضبح ، و السمك إذا سبح ، و الكلب إذا نبح ، و الرجل و ما نكح ، و نخيل ذو بلح ، و الباب واسع لو كنتم تعلـمون
يـرقـة : لا بأس ، عليك بتلا وتها على صحبك حتى يحفظوها ، و لاتنس ما أمرك به السيد أزميل
معـمـر : لتأذن لى بالانصراف يا سيدى الشيخ فأنهض بما كلفت به
يـرقـة : صحبتك السلامة يا بنى ، و موعدنا غدا عـند الغروب
إمتطى معمر صهوة جواده عائدا فى تباطؤ و هو يتمتم بالأسجوعة التى تلاها عليه الشيخ ، حتى بلغ الدار فوجد بهيا و الإبريق و رهطا من الرجال بانتظاره ، نعوا له بهيجة و تظاهروا بالحزن أمامه
فنهرهم صائحا : يا أيها الناس ، من كان يتبع بهيجة فبهيجة قد ماتت ، ومن كان يتبع معمر و الباب فالباب حـى لا يموت ، لقد أتانى الوحى بخبرها ، و فى الصباح نوارى الجثمان
ثم خاطب بهيا : يا بهى بن أبى قاسم ، أنت رجل تلك الدار من اليوم ، فقد أنكحتك ابنتى طماطم ، وهؤلاء الناس شهود على هذا النكاح ، إجمعوا الرجال بالبهو لألقى عليكم خطبة
أبو صقر الإبريق : فلتنل قسطا من الراحة ثم تلقى خطبتك على الرجال
معـمـر ( مخاطبا بهيا و الإبريق ) : هلما إلى المنظرة نحتسى بعضا من منقوع الحبة أو بول البعير
بهــى ( فى المنظرة ) : متى يكون نكاحى لطماطم ؟
معـمـر : نكاحك قد وقـع و أشهر أمام الناس ، أما الدخول بها فبعد الدفن مباشرة ، ألا تصبر حتى الغد ؟
أبو صقر : ماذا لديك لتخبرنا يامعمر ؟
معـمـر : قد تطلع غلمان العفايرة لعورات نسائكم وقت قضاء حاجتهن بالخلاء ، و تحرشوا بهن غير مرة ، لذا فقد وجب تأديبهم ، لنغزو قريتهم و نغنم ما فيها و نؤوى رجالنا و نساءنا ، لكن احذرا ، لا غزو و لا إغارة إلا بأوامر السيد أزميل و بوحى الباب الأكبر
بهــى : لدينا الرجال و العتاد الكفء لتلك الغزوة ، و ننتظر الوحى المبارك
معـمـر : أسجوعة اليوم سهلة ، فما عليكما إلا الانتباه و ترديد ما سأتلو عليكما
أبو صقر : كلنا آذان صاغية
معـمـر : س ق ش ، و الباب إذا انفتح ، و معمر قد رمح ، بجواد ذى ضبح ، و السمك إذا سبح ، و الكلب إذا نبح ، و الرجل و ما نكح ، و نخيل ذو بلح ، و الباب واسع لو كنتم تعلـمون
بهــى : لقد حفظت ما تلوت علينا ، ولكن ما تفسير الحروف البادئة س ق ش ؟
معـمـر : س ق ش ؟ ، لم يخبرنى أزميل ، هى بلا شك من الإعجاز اللغوى الذى يفوق أفهام الناس ، و سيتحدث بإعجازها الفقهاء و النجارون فى قادم الأيام
أبو صقـر : و أنا أيضا حفظت ما تلوت علينا
معـمـر : هيا بنا الى أسفل لنخاطب الناس
أبو صقـر ( فى البهو السفلى أمام الجمع ) : يا أيها الناس ، لقد علم معـمـر رسول الباب ، أن غلمان العفايرة قد تطلعوا لعورات نسائكم وقت قضاء حاجتهن بالخلاء ، و تحرشوا بهن غير مرة ، لذا فقد وجب تأديبهم
بـهـى ( وسط صيحات الجمع ) : و لكن احذروا ، لا غزو و لا إغارة إلا بأوامر الرسول عندما يأتيه وحى الباب الأكبر
معـمـر : سأتلو عليكم أسجوعة تحفظونها وترددون تلاوتها ، فما عليكم إلا الانتباه و ترديد ما سأتلو عليكم
الناس ( صائحين ) : كلنا آذان صاغية
معـمـر : س ق ش ، و الباب إذا انفتح ، و معمر قد رمح ، بجواد ذى ضبح
الناس ( صائحين ) : س ق ش ، و الباب إذا انفتح ، و معمر قد رمح ، بجواد ذى ضبح
معـمـر : و السمك إذا سبح ، و الكلب إذا نبح ، و نخيل ذو بلح
الناس ( صائحين ) : و السمك إذا سبح ، و الكلب إذا نبح ، و نخيل ذو بلح
معـمـر : و الباب واسع لو كنتم تعلـمون
الناس ( صائحين ) : و الباب واسع لو كنتم تعلـمون
معـمـر : هلموا بالانصراف ، و أعدوا لهم ما استطعتم من رباط الخيل حتى يحين حينهم و يكون لكم الفيء ، لكن احذروا و استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان
#أمجد_المصرى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟