أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمجد المصرى - جماعة الحشاشين













المزيد.....

جماعة الحشاشين


أمجد المصرى

الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 22:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أسس جماعة الحشاشين أحد تلامذة الأزهر و يدعى ( حسن الصباح ) وكان زميلا بالأزهر لكل من شاعر الرباعيات عمر الخيام ونظام الملك الذى صار وزيرا مرموقا فيما بعد ، وكان الثلاثة أصدقاء ورفقاء سكن بمنطقة المجاورين بالقاهرة وذلك بالإضافة لزمالة الدراسة


عاد حسن الصباح بعد دراسته الأزهرية إلى موطنه فى بلاد فارس واسس عصابته ( جماعة الحشاشين ) مستقطبا حوله أفرادها من الفتية الأشداء ، الذين اقتنعوا واهمين بصلاحه ، وبقدرته على تأسيس إمارة إسلامية قوية على أشلاء الإمارات الصغيرة الضعيفة التى كانت منتشرة فى تلك الفترة ، واعتمد حسن الصباح وعصابته فى تمويل جماعتهم على السرقات والقتل وقطع الطرق ، وأنشأ لعصابته ( قلعة الموت ) فى المنطقة الجبلية الواقعة بين إيران وأفغانستان إتخذها مقرا للتدريب والاختفاء ونقطة انطلاق لعملياته الاجرامية

وعندما اشتدت شوكته وزاد تعداد عصابته ، راح يهاجم الإمارات الاسلامية الصغيرة فقتل العديد من قادة الجيوش والوزراء - بمن فيهم صديقه القديم نظام الملك - حتى استطاع الاستيلاء على بعض تلك الممالك ، وهاجم أعوانه حاكم إمارة القدس الصليبى وقتلوه بدافع السرقه ، كما حاول حسن الصباح اغتيال صلاح الدين الأيوبى أكثر من مرة ، بغرض الانفراد بالزعامة و السيطرة ، إلى أن تحالفا فيما بعد لخوف كل منهما من الآخر

وقد كان حسن الصباح وجماعته شديدى الولع بالنساء والغلمان وتعاطى الحشيش ، مما انعكس على أفعالهم وطاعتهم العمياء لأوامره وإيمانهم بقدرته الكامله على النفع والضرر لهم ، فللتدليل على قسوته اللانهائية قام بقتل ولديه لمخالفتهما أوامره ، وأمر العديد من أفراد عصابته بالانتحار الفورى وكانوا يطيعون


هذا جزء من تاريخ جماعة إرهابية أسسها أزهرى متطرف متسترا وراء الدين ، واقترف كافة جرائم القتل والسرقة وخطف النساء وقطع الطرق أمام القوافل وتعاطى المخدرات والاغتيالات السياسية والانتحار وغيرها ، وقد كان طبيعيا أن تتدهور الدولة الاسلامية وتقع فريسة للصراعات تحت وطأة كل تلك الممارسات التى ارتكبت وادعى مرتكبوها أنها لنصرة الاسلام

وأول من شرح طريقة حياتهم هو الرحالة الشهير ماركو بولو ووصفهم قائلاً :
" أن شيخهم أمرهم فقاموا بزراعة واد كبير بين جبلين بعدد من الأشجارالمثمرة والورود وفى ركن بهذه الحديقة الواسعة صنعوا جداول صغيرة تفيض بالخمر واللبن والماء والعسل – وكان يخدم فى هذه الحديقة نساء جميلات جداً يجدن الرقص و العزف على الألات الموسيقية و طائفة من الغلمان المرد الحسان يقدمون الخمور و يلاطفون الأتباع ، وكان شيخهم يريد أن يوحى لأتباعة أنهم فى جنة مصغرة على غرار جنة القرآن . "

وما أشبه اليوم بالبارحة فقد رأينا فى أفغانستان نفس منطق الحشاشين ، حركة طالبان والقاعدة لهم نفس أسلوب الحشاشين ، فالعقليات لم تتغير و لم تتبدل والأفكار هى هى ، والحضارة لم تلمس حياتهم فهم دائما يريدون العودة للقديم يفضلون الحرب والقتل و السرقة و الزنـا والتخريب والتدمير لأجل إقامة دولة إسلامية ( نقية ) وهذا لم يحدث فى ماضي تاريخهم ولن يحدث فى مستقبلهم أيضاً

وأول الضحايا المشهورين لعصابة الحشاشين هو الوزير نظام الملك الذى قتله رجل من الحشاشين بطعنه بآله حاده فى جنبه بينما كان محمولا على هودج من ساحة المدينة إلى خيام حريمة وقال الحشاش الذى قتله : " إن قتل هذا الشيطان هو أول البركة "
أما الضحية الثانية هو الوزير المهيب قائد جيوش الأفضل .. وقد لقى مصرعة على يد ثلاثة من الحشاشين فى حلب

ودخل الحشاشون تاريخ الغرب عندما إغتالوا بالخناجر المسممة أحد قادة الحملة الصليبية وهو كونراد مد نتفيرات أمير مملكة القدس الصليبى – ولكن كان للحشاشين هدف رئيسى هو إغتيال الأمراء والحكام المسلمين والوزراء لإنشاء دولتهم .
وقد إستولى الحشاشون على سوريا عندما إغتالوا أمير حلب – ثم إغتالوا " مودود " حاكم الموصل ثم إغتالوا براق بن جندل أحد الأمراء المحليين فى نواحى بانياس – وفى مصر إغتالوا الأفضل قائد الجيوش ثم قتلوا الأمير نفسة وقام بعملية الإغتيال عشرة من الحشاشين مره واحدة

وقد نجا صلاح الدين الأيوبى مرتين عندما حاول الحشاشـون إغتياله ، فأعد حملة على مناطقهم الجبلية وحاصرهم زمناً ثم إنسحب بعد أن شاهد إنتحارهم فى القتال وقيل أنه خاف على نفسه من مؤامراتهم ، ثم عاد و تحالف معهم فيما بعد لخوف كل منهما من الآخر
إلا أنهم ضعفوا بعد ذلك فى زمن دولة المماليك ، فكان من السهل على الملك الظاهر بيبرس القضاء عليهم وعلى دولتهم

وفى عشرينيات القرن الماضى ظهر حسن آخر هو ( حسن البنا ) أزهرى أيضا ، أعجبته الفكرة وقرر تكرار التجربة منتهجا نفس الطريق ومستخدما نفس الوسائل ومدعيا نفس الادعاءات ، فانتشر على يديه وأيدى أتباعه من بعده القتل والسرقة والسطو المسلح والخطف و التجسس وغسيل الأموال واثارة الفتن والقلاقل - كل ذلك تحت اسم الجهاد ومع الوعد بالجنة ونعيمها .

فهل تنتظرون خيرا من أمثال هؤلاء المفسدين ؟

هؤلاء هم التلاميذ النجباء لصاحـب الدعوة الإرهابية العنصرية ، و صاحب النصوص القرآنـيـة التى اتخذوها دسـتورا لهم ، و صاحب التجربة التى يتخذونها أسوة حسنة و قدوة يقتدون بها



#أمجد_المصرى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد رفضوا شريعتهم عندما طبقت عليهم
- الأمن و العدالة و الطائفية فى قنا المصرية
- مغامرات كهيعص ( رواية ) - الجزء 12
- كذب المشايخ ( العبودية )
- غزوة نجع حمادى ، بعد غزوة فرشوط
- مغامرات كهيعص - رواية - 11
- النون التى حيرتنى
- حكايتى مع نون
- مغامرات كهيعص - روايه (10)***
- كذب المشايخ
- مغامرات كهيعص - روايه ( 9 )
- مغامرات كهيعص - روايه ( 8 )
- أدب الإسلام , عبد الله بوفيم نموذجاً
- مغامرات كهيعص (7 )
- مغامرات كهيعص - أجزاء ( 7 )
- مغامرات كهيعص - روايه ( 6 )
- مغامرات كهيعص - أجزاء ( 6 )
- مغامرات كهيعص - روايه (5)
- مغامرات كهيعص - أجزاء ( 5 )
- مغامرات كهيعص - روايه ( 4 )


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...
- “سلي طفلك الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر النايل سات و ...
- الأزهر: من مسجد الفاطميين إلى جامعة إسلامية عريقة
- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة
- مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أ ...
- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمجد المصرى - جماعة الحشاشين