أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمجد المصرى - مغامرات كهيعص ( رواية ) - الجزء 12















المزيد.....

مغامرات كهيعص ( رواية ) - الجزء 12


أمجد المصرى

الحوار المتمدن-العدد: 2892 - 2010 / 1 / 18 - 17:34
المحور: الادب والفن
    


بعد مغادرة أزميل ، أقبل معمر إلى كهف الشيخ يرقـة ، فأوثق عقال فرسه و دلف حاملا صرة طعام أحضرها للشيخ الهرم الذى أحنى الدهر ظهره ، و بعد أن ألقى السلام على الشيخ و قبل يده ، جلس بين يديه
يرقــة : كيف حالك يا معمر ؟ تبدو مؤرقا مرتبكا و الحيرة تقتلك كما أرى
معمـر : لقد نطقت بالصدق أيها الشيخ الجليل ، و لكن كيف عرفت بإسمى الجديد ؟ هل زارتك بهيجة ؟
يرقـة : بل زارنى السيد أزميل و أخبرنى ، دعنى أصغى إليك ثم نرى ما سوف يكون
معمـر : أأنت تعرف السيد أزميل أيها الشيخ ؟ المفاجأة تكاد تلجمنى ، أشعر أن نوبات الصرع القديمة سوف تعاودنى
يرقـة : إهدأ يا معمـر ، نعم أنا أعرف السيد أزميل ، و لتعلم أنه الذى اصطفاك منذ البداية ، وكلفنى أن أرعاك و أن أزوجك السيدة بهيجة على الشريعة الأبيونية ، و أن أعلمك قصص الغابرين و أساطير الأولين ، و أن ألقنك أشعار القعقاع و امرئ القيس و وابن أبى الصلت وغيرهم من شعراء العرب
معمـر ( مرتعشا متهدج النبرات ) : يا ويلى ، أكاد أجن ، دثرونى دثرونى ، أهو شيطان من الجن ؟
يرقـة : ليس شيطانا يا معمـر ، هو جنى طيب يتلبس رجلا ، وقد أراد لك الخير ، لقد وجدك عائلا فأغنى ، و وجدك ضالا فهدى ، لقد صنع منك شيئا و لم تكن شيئا على الإطلاق
معمـر ( يتصبب عرقا ) : أيعرفنى السيد أزميل منذ ما قبل زواجى ببهيجة ؟
يرقـة : نعم يا معمـر ، و هو الذى أوصانى بك و بكل ما كان ، كنت أنت المستفيد الأول من كل ذلك ، و غدا تصبح السيد بين أهلك و الملك بين عشيرتك ، ستكون منصورا بالرعب مسيرة شهر يا معمـر ، فقط عليك السمع و الطاعة
معمـر : بحق اللات و الوزة و زبل ، إنى لخائف و مرتعب
يرقـة ( مقاطعا ) : ما الذى أتى بك اليوم يا معمـر ؟
معمـر : أخبرتنى بهيجـة أن أحضر لزيارتك الآن ، و قالت أنها أوامر السيد أزميل ، فأتيت
يرقـة : علمت بما كان من عمك عبد الوزة أمس فى دار عمك أبى قاسم ، وعلمت أيضا بأن بهيجة قد غادرت الى بيتها القديم لتقيم مع بناتها ، ماذا لديك بعد ؟
معمـر : لقد فر بهى بن أبى قاسم من دار أبيه و أوى إلى دارى و تبعه بعض عبيد و إماء أبيه ، و أتى الى دارى أيضا أبو صقر بن قلاحة و معه امرأته وابنتاه ، و لا أدرى ماذا أفعل بهؤلاء
يرقـة : لقد آمنوا يا معمـر أنك من الصالحين فتبعوك و أووا إليك ، و عليك أن تلتزم أوامر السيد أزميل حتى تجنى الثمار و تعلو بين قومك و تكون ملكا عليهم ، سيأتيك كثيرون غير هؤلاء إن أنت أحسنت التصرف
معمـر : لم تخبرنى يا سيدى ماذا أفعل بهؤلاء
يرقـة : بهى تزوجه لدعيتك الصغرى طماطم إبنة بهيجة فتتقى شر أبيه و تأمن جانبه ، و أبو صقر تمنحه كنية يحبها و يفرح بها فينفق على الباقين من الأموال التى جناها من سقاية زوار العتبة ، لتطلق عليه ( أبو صقر الإبريق ) ، أما العبيد فاعتق رقابهم فيدينون لك بالولاء و لا يقدرون على الارتداد عنك ، و استخدمهم و علمهم
معمـر : فيم أستخدمهم و ماذا أعلمهم ؟
يرقـة : إستخدم النساء فى رعى أغنامك ، و الرجال فى صيد الضب و الجراد و اليرابيع لطعامهم
معمـر : و ماذا أعلمهم ؟
يرقـة : علمهم القتال بالسيف و الرمح ، علمهم ركوب الخيل ، علمهم الدين الجديد
معمـر : أى دين جديد ؟
يرقـة : الدين الذى ستدعو له لتهدم عباداتهم ، ستقول لهم أنك نبى ، و أن أزميل رسول يأتيك من عند الإله
معمـر : ما اسم إله هذا الدين أيها الشيخ ؟
يرقـة : إسمه الباب الأكبر ، و يسكن فى السماء السابعة
معمـر : و من أتباعه على الأرض ؟
يرقـة : ليس له أتباع على الأرض حتى اليوم ، ملائكته معه فى السماء ، و شياطينه فى باطن الأرضين ، و لكن سنجعل له أتباعا كثيرين من الناس عما قريب
معمـر : أغثنى أيها الشيخ الجليل فأنـا جد خائف و لا أدرى كيف أتدبر أمرى
يرقـة : لا تخف يا معمـر ، أخبرك السيد أزميل أنك كنت الرابح فى جولة الأمس ، و قد تحققت نبوءته على الفور و صار لك أتباع ، وقد ترك لى السيد أزميل ما أقرأه عليك فتقرأه على الذين فى دارك الليلة
معمـر : ماذا أقرأعليهم ؟

يرقـة : قل خسأ أبو نار و خاب

معمـر : قل خسأ أبو نار و خاب

يرقـة : هو مـغرور كذاب
معمـر : هو مـغرور كذاب



يرقـة : وامرأته طويلة الناب
معمـر : وامرأته طويلة الناب

يرقـة : قد حملت الأحطاب
معمـر : قد حملت الأحطاب

يرقـة : وحبل مربوط بالوتد
معمـر : وحبل مربوط بالوتد

يرقـة : و كان الباب خير الرابطين

معمـر : و كان الباب خير الرابطين


يرقـة : قلـها كاملة يا معمـر
معمـر : قل خسأ أبو نار و خاب ، هو مـغرور كذاب ، وامرأته طويلة الناب ، قد حملت الأحطاب ، وحبل مربوط بالوتد ، و كان الباب خير الرابطين
يرقـة : أرأيت كم هى سهلة ؟ هكذا تتلوها عليهم و يرددونها خلفك
معمـر : أهذا كل شيء ؟
يرقـة : نعم هذا كل شيء لليلة ، هذا ما تركه لك السيد أزميل ، وغدا و كل يوم تأتينى عند الغروب لتلتقى بالسيد أزميل أو أخبرك بأوامره و ألقنك ما ترك لك عندى
معمـر : لتسمح لى بالمغادرة حتى أعود لأولئك القابعين بالدار
يرقـة : إذهب يا معمـر ، و غدا موعدنا هنا عند الغروب ، لا تدع أحدا يتتبعك أو يعرف أنك تزورنى

إمتطى معمـر جواده عائدا إلى داره غير مسرع و ظل طوال رحلة عودته يردد الكلمات التى لقنها له الشيخ يرقـة ، و عند الدار ترك الجواد للحارسين و صعد الى المنظرة دون أن ينطق ببنت شفة ، و هناك وجد أبا صقر و بهيا اللذين نهضا لاستقباله
أبو صـقر : أين كنت يا معمـر ؟ لقد قتلتنا لهفا عليك
معمـر : كيف حال الصاحبين ؟ أين الرجال ؟
أبو صقر : أسكنا العبيد و الإماء فى المخازن التى وجدناها خالية ، و أخذنا غرفتين لسكنانا بالأسفل بجوار غرفة الحارسين حتى نتدبر أمورنا ، أين كنت يا معمـر ؟

معمـر ( متهدج الصوت ) : لقد دعانى داع للخروج إلى الخلاء فالتقانى أزميل و استبقانى حتى أقرأنى آيات عجبت لها ، و أمرنى أن أقرأها عليكما و على كل من نطمئن إليه و نأمن جانبه
بهى : و من هو أزميل يا معمـر ؟
معمـر : أزميـل جنـى طيب ، أرسله خالق الأرض و السماء ليرعانى و يرشدنى و يهدينى ، يأتينى فى صورة رجل مهيب جميـل
بهى : و من خالق الأرض و السماء ؟ هل صبأت يا معمـر ؟
معمـر : الباب الأكـبر ساكن العلا مع ملائكته ، الذى تعمل بأمره الشياطين الساكنة باطن الأرضين السبع ، و هو صاحب الجنة التى أعدها لمن يطيعه و لا يعصى أوامره ، و خلق الثعبان الأقرع يعذب به العاصين فى قبورهم
أبو صقر : هلم يا معمـر ، أقرئنا ما أقرأك أزميل فنكون أول أهل الجنة
معمـر ( و الاثنان يرددان وراءه ) : قل خسأ أبو نار و خاب ، هو مـغرور كذاب ، وامرأته طويلة الناب ، قد حملت الأحطاب ، وحبل مربوط بالوتد ، و كان الباب خير الرابطين
أبو صقر : حقا إنه كلام متين ، بلسان عربى مبين ، ولكنى لا أفهم ما المقصود به
معمـر : أرأيت ؟ لقد أهداك أزميل كنيـة ستسعد بها يا أبا صقر ، أنت من اليوم ( أبو صقر الإبريق ) جزاء عطائك الذى ستبذل على هذه الدعوة ، الإبريق كناية عن البرق ، و يكون لك إبريق فى الجنة تشرب فيه و تسقى أصحابك خمرا من أنهارها
أبو صقر ( متهللا ) : أيعرفنى أزميل ؟ يالها من هدية
بهى ( حانقا ) : ألم يهدنى أزميل شيئا ؟ أم أنك لم تخبره عنى و أنا ابن عمك و صفيك و رفيق دربك ؟

معمـر : بل أهداك يا بهى ، أهداك ابنتى طمطم زوجة لك تنكحها أنى شئت ، و يأمرك أن تهدينى العبيد و الإماء فأعتقهم و أعتقهن ، فيصيروا و يصرن عبيد الباب و إماءه
أبو صقر : ماذا علينا أن نفعل الآن ؟
معمـر : أدع الرجال و النساء إلى اجتماع بالبهو السفلى ، فنتلو عليهم الآيات ، ثم نكلفهم بما يعملون
بهـى ( أمام العبيد والحارسين ) : يا أيها الناس ، اليوم صرتم أحرارا فقد أعتقكم معــمـر ، و اليوم اجتمعنا فى حضرته لنسمع منه ما أتاه من وحـى ، إسمعوا و عوا و لا تقاطعوا
معمـر : قل خسأ أبو نار و خاب ، هو مـغرور كذاب ، وامرأته طويلة الناب ، قد حملت الأحطاب ، وحبل مربوط بالوتد ، و كان الباب خير الرابطين
أبو صقر : إن هو إلا وحى يوحى ، إنه كلام متين
معمـر : من صباح الغد يخرج الرجال لصيد الضب و اليربوع و الجراد فنأكل ، و تخرج النسوة للماء و الكلأ ترعين الغنم ، ثم نجتمع هنا عند الظهر ، فنعلمكم الفروسية و قتال السيف و الرمح



#أمجد_المصرى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذب المشايخ ( العبودية )
- غزوة نجع حمادى ، بعد غزوة فرشوط
- مغامرات كهيعص - رواية - 11
- النون التى حيرتنى
- حكايتى مع نون
- مغامرات كهيعص - روايه (10)***
- كذب المشايخ
- مغامرات كهيعص - روايه ( 9 )
- مغامرات كهيعص - روايه ( 8 )
- أدب الإسلام , عبد الله بوفيم نموذجاً
- مغامرات كهيعص (7 )
- مغامرات كهيعص - أجزاء ( 7 )
- مغامرات كهيعص - روايه ( 6 )
- مغامرات كهيعص - أجزاء ( 6 )
- مغامرات كهيعص - روايه (5)
- مغامرات كهيعص - أجزاء ( 5 )
- مغامرات كهيعص - روايه ( 4 )
- مغامرات كهيعص - أجزاء (4)
- مغامرات كهيعص - روايه (3)
- مغامرات كهيعص - أجزاء (3)


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمجد المصرى - مغامرات كهيعص ( رواية ) - الجزء 12