أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - التوافق كبديل وطني للأنقاذ !1 من2















المزيد.....

التوافق كبديل وطني للأنقاذ !1 من2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 920 - 2004 / 8 / 9 - 09:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يحار العديد من الباحثين والمتخصصين في استيعاب وتفسير ما يجري في العراق، الذي اخذ يتطور ليصبح صراعاً واضحاً يعبّر عن مصالح وحقوق وصراعات؛ دولية اميركية اوربية آسيوية اسرائيلية، منطقية عربية كوردية فارسية تركية، اسلامية دينية طائفية، نفطية بيئية مائية تجارية، حضارية سلفية ارهابية، فكرية نظرية ثقافية سياسية وثورية اصلاحية تغييرية تحديثية.
وفيما يلاحظ كثيرون تغير ما يجري عما طرح في البداية، ويصفه البعض تنكراً ، يصفه آخرون بأنه تجريباً لطرقِ جديدٍ في الحقوق والواجبات والفكر والسياسة والأنتماء، يعزز ذلك بروز شخصيات اكثر مما كان مقدراً ومعلناً في البداية، واختفاء اخرى من مسرح العمل المنظور لتواصل في اماكن أخرى وفي دروب أخرى، اضافة الى تغيرات متسارعة في التكتيك وتباينات في استشراف البديل .
وفيما ارتكبت اخطاء هائلة واخرى مدمّرة، اضافة الى سرقات وفساد وسلوكيات شائنة كما في سجن ابوغريب سئ الصيت، جرت وتجري تحقيقات واجراءات عدد منها علنية (او افهمت علناً) بشأنها ومرتكبيها، الاّ انها لم تصل حد الألغاء والأعدام الجسدي او السياسي، وهي امور جديدة في المنطقة، رغم ما انتظرته بأمل لم يكن يخلُ من احلام وخيال، كما تثبت الأيام . .
انها امور جديدة، لأنها تأتي بعد عقود طويلة من ممارسات القمع حتى الموت علنا في رابعة النهار بأجراءات صيغت كـ(قوانين) لألغاء الآخر ولممارسة انواع القهر والذل بحق المعارضين، كان ابرزها ما ابتدعه الدكتاتورصدام العراقي الجنسية بحق ابناء العراق، والتي تركت بصماتها بطرق متنوعة على دول المنطقة، بالقمع والمال والديماغوجيا والجريمة المنظمة والمتنوعة، التي يرى فيها عدد من الباحثين انها كانت انعكاساً وتلبية لمنطق السياسة الدولية في المناطق الأكثر ثراءاً بالخيرات الطبيعية، وخاصة في منطقة النفط الذي شكّل ولايزال عنوان الصراعات الضارية لعدد من القوى الكبرى في العالم امس واليوم .
في ذلك الخضم الواسع الكثير التعقيد، يرى عدد من الباحثين ان ماقامت به ادارة الرئيس الأميركي جورج د. بوش في العراق، كان ـ اضافة الى اسباب أخرى ـ تغييراً ومحاولة لأمتصاص انفجار شعبي كان ان حصل سيعمّ منطقة الشرق الأوسط وخليج النفط بشكل عاصف لن يمكنها السيطرة عليه والتحكّم بنتائجه او التفاهم معه؟، بعد ان وصلت التناقضات المتشابكة فيه وترابطها مع جيرانه حدود الأنفجار. وان ما جرى هو عملية لتحديث المنطقة من الخارج (*) لتتناسب مع متطلبات وحاجات الرأسمال الحديث الأكثر تمركزاً، بعملية تشبه ما جرى في المنطقة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، بصورة اكثر تطوراً وتعقيداً، وبما يتناسب مع واقع اليوم .
ففيما تحوّل العالم الى عالم القطب الواحد، القطب الذي بدأ الأنهماك في اعادة رسم مواقعه الدولية وماهية واشكال تحالفاته وخرائط طرقها وتوقيتاتها، بعد ان حققت ما يمكن وصفه نجاحاً، لأنه كان دون اندلاع حروب وطنية الطابع في اوروبا ، واعطى نتائج شكّلت حلولاً لأزمات شعوبها في العقد الأخير من القرن الماضي . عدا صراعات مكوّنات الأتحاد السوفيتي السابق ويوغوسلافيا، فيما بينها ان صحّ التعبير، حول شكل ومضمون الجديد في الحقوق والسياسة والأقتصاد، في منطقتها آنذاك .
كانت المنطقة ـ الشرق الأوسط، الخليج وعموم المنطقة العربية ـ تعيش بصراعاتها الحادة التي ادّت الى استقطابات، فاخذت تعيد ترتيب اصطفافها بضوء رياح التغيير، وسرعة وسهولة الترابط في العالم، اضافة الى امكانات التصدير الواسع لرأس المال، وازدياد دور النفط في رسم السياسة الدولية . . التي ان اوجبت التغيير والتحديث في مفاهيم الحقوق والواجبات، الاّ انها من جانب آخر لايمكنها فرض اشكال الأنتماء على صورالأنتماء في واقع الغرب، بتقدير العديد من الباحثين .
وفيما يرى مفكرون وخاصة من ابنائها، ان الجديد المنشود هو جديد المنطقة ووليدها، على اساس افكار ومعتقدات ومنطق بشرها ومفهومهم للخير والشروالسعادة وتلاقح تلك المفاهيم، وان المنشود هو ما يعزز تفتحها وتطوّرها وتحقيق ذاتها بقدر ما تحترم حقوق ذات الآخر وحقه في الحياة والحرية، الجديد الذي يفتّح الطاقات والأبداع ويحقق ما كافحت من اجله ملايين سكان المنطقة من اجل حياة افضل، بعيداً عن العنف بعيداً عن شبح العوز والفقر والبطالة والحروب، نحو مزيد من الحرية واحترام الأنسان وانتمائه الفكري، الديني، الطائفي، القومي ومهما كان جنسه .
يرى آخرون ضرورة الأسراع وحساب عامل الزمن وسباقه فـ (الوقت كالسيف، ان لم تقطعه، قطعك)، وعدم فسح المجال لقوى اندحرت من ان تستعيد انفاسها ومشاريعها لتجهض ما جرى لحد الآن، فيما يحاول آخرون الأسراع بتسييد مشاريع نجحت في تعزيز روح الصمود ومقاومة الدكتاتورية الدموية، الاّ انها قد لاتنجح في التحكّم وفي تقرير آلية بناء دولة مؤسساتية فدرالية برلمانية، كما تفيد تجارب دول المنطقة ذاتها التي افادت بان معول هدم القديم قد لايصلح بالضرورة ودائما لأشادة الجديد.
يجتهد آخرون بمفهوم التوافق الذي قد يشكّل أمرا حتمياً امام القوى العراقية وكل العراقيين على اختلاف طيفهم، بعد ان وصلت المشاكل الى مستوى الأزمة التي تهدد البلاد بالأنهيار الشامل على طريقة طالبان، الأمرالذي لايمكن مواجهته وتجنبه والتغلب عليه الاّ بتعاون وتعاضد كلّ العراقيين، رجالاً ونساءاً وعلى اختلاف الوان طيفهم، من اجل الأمان والقضاء على الجريمة التي تشلّ البلاد، معالجة البطالة، نبذ العنف واعتماد الحوار كاسلوب ناجح لحل المشاكل، حل مشكلة انقطاع الماء الصحي والكهرباء، التي تهدد بكارثة تتلمس بوادرها في الصيف الجاري، الحفاظ على ارواح الناس ورعاية وصيانة صحة البشر من السرطانات وتأثير المواد المشعة، تنظيف البلاد من نتائج العسكرة طيلة 35 عاما والقضاء على الأسلحة المتناثرة والألغام، الوقوف امام انتشار مرض الأيدز والمخدرات ومجتمعها الأجرامي ومافياتها ومن اجل العلاج السريع للآفات النفسية والعقلية وصيانة الصحة النفسية .
والسعي لأعادة بناء العراق المخرّب المحطم ليقف من جديد كدولة حديثة بين دول العالم تتفاعل معها وتتعاون على اساس المنافع المتبادلة وفق عقود دولية تقرها المؤسسات العراقية المنتخبة دوريا، ووفق القوانين والأعراف الدولية، كبقية دول العالم . ومن اجل اعادة تعمير البلاد بعد ان حطمتها الحروب وسياسة الأحتلال، وصيانة ثروات العراق . . انسانه، نفطه، مياهه، كنوز آثاره، رفع معدل كفاءة الفرد العراقي ومكافحة الأمية ومعالجة تعطّل وشلل نصف المجتمع، المرأة . ومن اجل مكافحة الفكر التسلطي القمعي العرقي الشوفيني الطائفي والسعي لبناء دولة المؤسسات البرلمانية الفدرالية واجازة الأحزاب والصحافة بقوانين دورية . . وغيرها من معالم ذلك الطريق التي بدونها لايمكن الحديث عن دولة ومجتمع ونضال واصلاح، والذي على اساس التكاتف للمضي فيه تتحدد ضوابط التوافق ومكوناته، ممن ومع من ؟ (يتبع)

8 / 8 / 2004 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) فيما يرى العديد من المفكرين والخبراء ان التغيير الأجتماعي السياسي الطبيعي يأتي من الداخل وان حسم التناقضات هو شأن داخلي وان اساس التطوّر (الحركة) هو داخلي، يرى آخرون ان ذلك كان صحيحاً حين كانت الشؤون مستقلة (اوشبه مستقلة) بعضها عن بعض ولها فضائها الذي يترك لها تلك الحرية، الاّ ان تطور العالم والحضارة ومفهوم القوة والأنتاج والمصالح، وزيادة تشابكها وتفاعلها المتقابل، يفسح المجال للخارج بلعب ادوار حاسمة الاّ انها لاتنفصل عن ارادة التطور الداخلي ووجهته، واطلق البعض على ذلك تسمية "التدخل الأنساني"، واعتبر آخرون ان ذلك جزء من واقع العالم الوحيد القطبية، ويعارض آخرون بان القطب الواحد ليس حراً بما يقرر.



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ‎ـ 4 ـ‏‎ ‎ ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذج ...
- ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذجاً !‏ ـ3 ـ‏
- ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذجاً ! ـ 2 ـ ...
- ـ 1 ـ ‏ ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذجاً ...
- الدكتاتور الأسطورة امام العدالة !‏
- ملازم جمال ومضيق الموت في شاندري ! 2 من 2
- ملازم جمال ومضيق الموت في شاندري !‏‏ 1 من 2‏
- رغد، الرئاسة، مصير القرارات المتخذة والآفاق؟!‏ ‏2 من 2‏
- ‏رغد، الرئاسة، مصير القرارات المتخذة والآفاق؟!‏ 1 من 2‏
- محاكمة صدام خطوة حاسمة نحو تحقيق الأمن!‏
- ‏ من أجل درء خطر الدكتاتورية والحرب الأهلية ! ‏2 من 2‏
- من أجل درء خطر الدكتاتورية والحرب الأهلية ! ‏‏1 من 2‏
- حول الخصخصة في الحروب ‏2 من 2
- حول الخصخصة في الحروب 1 من 2‏
- تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 3
- تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 2
- تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 1
- الديمقراطية . . ونزيف الدم ؟
- كي لايكون العراق غنياً للعالم، فقيراً لأبنائه !
- لمناسبة عامه السبعين سلامٌ حزب الكادحين !


المزيد.....




- لماذا أثار تصميم هذه السيارة الكهربائية الجديدة من -جاكوار- ...
- سوريا.. وزارة الدفاع تُعلن التصدي لطيران مسير -معاد- في أجوا ...
- كيف انقسمت كوريا إلى شمالية وجنوبية؟
- حشود خارج برلمان سيول.. والمعارضة تبدأ إجراءات عزل الرئيس يو ...
- تقرير بنكي: ثروة المليارديرات في العالم تضاعفت خلال 10سنوات ...
- فصائل المعارضة المسلحة تسيطر على رابع أكبر مدينة في سوريا
- الجيش السوري ينسحب من قلب مدينة حماة ويعيد الانتشار في محيطه ...
- سفارة الصين في سوريا: ننصح رعايانا بالمغادرة أو العودة للبلا ...
- عبد الملك الحوثي: جرائم إسرائيل في غزة هي إبادة وتطهير عرقي ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 300 عسكري أوكراني في كورسك خل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - التوافق كبديل وطني للأنقاذ !1 من2