أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - الفاشيون الجدد ودموع التماسيح















المزيد.....

الفاشيون الجدد ودموع التماسيح


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 918 - 2004 / 8 / 7 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نميل - شأن غالبية الليبراليين – إلى التفرغ لشرح معالم ما نحلم به لشعوبنا وللإنسانية، ولتدارس الوسائل الكفيلة بتحقيقه، والبعد قدر المستطاع عن نقد الآخر، وبيان التهافت في مواقفه، ولا يرجع هذا الميل في رأيي إلى مجرد الانشغال بالحلم وآفاق تحقيقه، بقدر ما يرجع إلى طبيعة فكر، فالفكر الليبرالي يتجه بالمراجعة والنقد نحو الذات، ليس ذات الأفراد، وإنما تحليل ونقد الحقائق والعلاقات الموضوعية على الأرض، فهذا وحده هو الكفيل بإحداث التغيير العميق والمنشود نحو عالم أفضل، ويختلف هذا المنهج بالطبع عن التركيز على مهاجمة الآخر وتجريسه، وهو المنهج المناسب للدعوات التي تحمل القليل من أفكار البناء، فتعتمد في إبراز تفردها والدعاية له على هدم الآخر، وتشويه صورته في مخيلة عامة الناس، وتحميل مفرداته معان مستهجنة، ينفر منها العامة بمجرد سماعها، وهنالك مثال طريف على هذا، ما حدث مع رائد الليبرالية المصرية أحمد لطفي السيد، حين أشاع المنافس له في انتخابات البرلمان في قريته أن أحمد لطفي ديموقراطي، وأنه يطالب بمساواة المرأة بالرجل، وأن معنى هذا حق المرأة في تعدد الأزواج، كما الرجل، وأضاف صاحبنا لقومه أنهم يمكن أن يسألوه بأنفسهم ليتأكدوا من ذلك، وعندما فعلوا، وسألوه إن كان ديموقراطياً ويطالب بمساواة المرأة بالرجل وأجاب بنعم، قامت الدنيا ولم تقعد!!
هذا ما يقوم به بنجاح حتى الآن الصناديد النشامى " الفاشيون الجدد "، فكلمات مثل العولمة والتطبيع والسلام والليبرالية والعلمانية يجري تشويهها في ذهن العامة، لتصبح وكأنها نعوت سباب، بحيث يكون المنعوت بها في موقف دفاع عن النفس، والمدافع خاسر سواء خرج بريئاً أم مداناً، لأنه في أحسن الأحوال لم يتقدم خطوة للأمام، واستمرار الليبراليين على في الانشغال بصياغة مشروعهم الحضاري، فيما الطرف الآخر يدفعهم لموقف المتهم، ويشوه مفرداتهم، بهذا النهج سيكونون كطائر يطير بجناح واحد، والحل هو أن يخصص كل منا بعضاً من جهده لمواجهة السادة "الفاشيون الجدد"، وفضح تهافت مواقفهم، وما جلبته وستجلبه على شعوبنا من كوارث.
لننظر الآن في مسألة دموع التماسيح التي يزرفها أبطال العروبة والقومية ومجاهدو الأصولية، وأول محافل البكاء هذه الأيام هو انتهاك حقوق الإنسان في سجون أبو غريب، يقولون شر البلية ما يضحك، لكن بلية الأشاوس تثير الغيظ ليطغى على الضحك الحزين، لن نذكرهم بما يحدث في شرقنا على أيديهم من انتهاكات لأبسط حقوق الإنسان، ليس كتجاوزات، وإنما كمنهج معترف به، ومسكوت عليه، لكننا نسألهم مباشرة، وبغض النظر عما يمكن أن يحدث في التطبيق في أي مكان من تجاوزات، هل أنتم فعلاً من المعنيين بحقوق الإنسان، من الناحية النظرية على الأقل؟
أليس كبيركم عبد الناصر صاحب مبدأ معلن: الحرية كل الحرية للشعب، ولا حرية لأعداء الشعب؟
وأعداء الشعب المقصودين هنا ليسوا الأمريكان والصهاينة، وإنما أبناء مصر الذين يرفعون صوتهم بغير ما يقول السيد الملهم والبطل المظفر!! وهل يجوز لحوارييه الحديث عن حقوق الإنسان وهم بقايا هذا الفكر الفاشي، الذي يصدر إعداماً معنوياً قبل الإعدام المادي على المعارضين من أبناء شعبه؟
وصناديد الماركسية المفتضحة بالفشل الذريع، ألم تتفتق عبقرية معلمهم عن تقسيم الشعوب إلى طبقات، وقرر الانحياز إلى طبقة ( البروليتاريا ) ليخوض إلى جانبها صراعاً دموياً ضد باقي الطبقات، باعتبارها أعداء البروليتاريا، سالباً إياها حقها في الحياة، وتطبيقاً لذلك الفكر امتلأت سيبيريا بالمنفيين، والمقابر بالقتلى؟
وأمراء الموت والتكفير الأصوليون، ألا يقسمون البشر إلى مؤمنين لهم كل الحقوق، وكفار لا حق لهم إلا القتل ليكون مثواهم النار؟ هل من حقوق للإنسان في مثل هذا الفكر؟
حقوق الإنسان يا سادة اختراع غربي، يحاول الليبراليون استيراده، حقوق الإنسان بدعة يا من تحاربون الابتداع، ولكي تتحدثوا عن تجاوزات التطبيق في أداء قوات التحالف عليكم أولاً التطهر، وإعلان هجر أفكاركم وأيديولوجياتكم الفاشية، واعتناق المبادئ الليبرالية، عندئذ، وعندئذ فقط يمكن أن تشاركوا الشعب الأمريكي وإدارته في محاكمة بضع أفراد منحرفين نفسياً، أساءوا إلى شعبهم وجيشهم ولمبادئ الليبرالية التي تتقدم لتسود العالم، ولتندثر الفاشية والفاشيون الجدد.
ثانية البكائيات في هذه الأيام مسألة الحكومة الشرعية المنتخبة في العراق، رائع جداً ربط الشرعية بالانتخاب، وأكثر روعة أن نسمع ذلك من أفواه الصناديد النشامى، قليل من الحياء يا سادة، وقليل من احترام الذات، وقليل من احترام عقول الجماهير التي تستمع إليكم وتعرفكم جيداً . . . مرة أخرى نؤكد أننا نحاسبكم على منطلقاتكم النظرية، وليس ممارساتكم العملية التي ذاقت شعوبنا منها طعم الذل والهوان والتخلف، هل ترتبط الشرعية في أدبياتكم بالانتخاب أو رأي الشعب، هل تؤمنون بأن دور الحاكم أن يستطلع رأي الشعب لمعرفة الطريق الذي ينبغي أن يسلكه؟ أم أن الشرعية عندكم هي الشرعية الثورية، والتي تملون بموجبها إرادتكم على الجماهير التي تحتقرونها في سرائركم، وتفرضون عليها تنظيراتكم وأيديولوجياتكم الشيوعية والقومية، تماماً كأصحابكم السلفيين الثيئوقراطيين، الذين يؤمنون بمبدأ الحاكمية لله، وبأن فهمهم البشري والخاص للنصوص المقدسة هو إرادة الله، وقد أخلفهم الله في الأرض ليفرضوها - على هواهم وحسب تفسيراتهم - على عباده المساكين، هل في هذا ادعاء منا عليكم، أم هذا عين فكركم الفاشي الكئيب؟
ثالثة البكائيات انتهاك حرمة الأماكن المقدسة، الأمريكان واليهود الكفرة ينتهكون حرمة بيوت الله المقدسة في مطاردتهم للمجاهدين المؤمنين، هناك مثل شعبي مصري يقول: اللي اختشوا ماتوا، فالسادة الأشاوس يجعلون من بيوت العبادة مخازن للأسلحة، ومخابئ يفرون إليها من أمام الكفار، منتهكين كل حرمة لها، وعندما يطاردهم متعقبيهم يصرخون لانتهاك حرمة الأماكن المقدسة، وعندما دخل أشاوس المنظمات الفلسطينية كنيسة المهد في بيت لحم، واحتجزوا الرهبان هناك رهينة، كان الصراخ عالياً في إذاعات وفضائيات الأشاوس، غضباً من أجل حرمة كنيسة المهد، تصوروا يا سادة، نشامى المنظمات الفلسطينية غاضبون لانتهاك حرمة كنيسة المهد، على من تضحكون ومن تخدعون يا سادة، أنفسكم أم شعوبكم الحيرى من أمرها، أم تخدعون العالم الذي صار الآن يعرفكم جيداً، يعرف قيمة المقدسات عند السيد المجاهد مقتدى الصدر الذي يريد أن يقهر الجيش الأمريكي وهو مختبئ مع رجاله الصناديد في مقام الإمام علي كرم الله وجهه، ونفس هذا الموقف يتبعه الصناديد في كل معاركهم، هذا يختبئ في مسجد وهذا في كنيسة، وهذا في منزل عامر بالأطفال والنساء، يطلق منه النار على الصهاينة أو الأمريكان أو أي من الكفرة، وإذا أصيب أحد الأبرياء يتباكى الصناديد وتولول فضائياتهم على قتل النساء والأطفال، ولماذا لا يفعلون وإمامهم الأكبر صدام حسين كان يجمع النساء والأطفال في قصره ليحجم الأمريكان عن قصفه، هل ما نقول حقيقة أم ادعاء، هل أنتم أيها الصناديد أتباع نزيل الحفرة الذي كان يحتمي بالنساء والأطفال، أم أننا ندعي عليكم وعليه؟!!
الرابعة إسرائيل تبني جداراً للفصل العنصري، العزل العنصري، إسرائيل تقطع أشجار الزيتون، وتشرد العائلات وتهدم المنازل لبناء الجدار العنصري، تعالوا نرقب الصناديد وهم يولولون على أفعال إسرائيل الإجرامية، لنفاجأ بأن كبار الصناديد يستوردون الأسمنت المصري ليبيعونه لإسرائيل لتبني الجدار المشئوم!! ويمر الأمر ببساطة، لا نرى محاكمات، ولا حتى اعتذاراً من كبير الأشاوس أبو عمار أو أبو جهاد أو أبو نضال أو أبو كلام أو أبو فضائيات أو أبو خداع!!
مطلوب منكم أيها الليبراليون لكي لا تتهموا بالخيانة والعمالة، ولكي لا تعتبروا من المارينز، ولكي لا تعتبروا كفرة أو زنادقة، أن تقبلوا كل هذا، أن تصدقوا كل هذا الكذب والخداع والنفاق، أن تتمسكوا بثوابت الأمة، التي لا يبدو منها حتى الآن للعيان سوى التخلف عن كل أمم الأرض، مطلوب منكم أن تصمتوا وتكفوا عن الحلم لأبنائكم بمستقبل أفضل، مستقبل يكون أبطاله من العلماء والأدباء والفنانين المبدعين، والكتاب والسياسيين المخلصين، وأن يكون لكم وسائل إعلام تسعى لأن تكشف الواقع، لا أن تزيفه، إن فعلتم والتزمتم الصمت، ودفنتم رؤوسكم في الرمال، سوف يقبلكم "الفاشيون الجدد" في زمرتهم، ولا يعودا يسمونكم بعد عملاء أو مارينز أو كفرة، فهل تقبلون، وإن قبلتم هل تستطيعون فكاكاً من حلمكم؟!! لا أظن.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - أثداء الصبار- قصة قصيرة
- خربشات على جدار مفترض - كتابة عبر النوعية
- الشيخ وهالة الصبح - قصة قصيرة
- مركزية الكلمة وأزمة الخطاب الشرقي 3/3
- مركزية الكلمة وأزمة الخطاب الشرقي 2/3
- مركزية الكلمة وأزمة الخطاب الشرقي 1/3
- نحن وأمريكا الجزء الثالث
- نحن وأمريكا الجزء الثاني
- نحن وأمريكا الجزء الأول
- الفاشيون الجدد والاقتداء بمقتدى


المزيد.....




- بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة ...
- تركي يطعن شرطيًا إسرائيليًا في البلدة القديمة بالقدس.. وتركي ...
- مراسلتنا في لبنان: قتلى وجرحى جراء انفجار في مطعم بالعاصمة ب ...
- -فتح- و-حماس- تصدران بيانا مشتركا
- ترامب: إذا عدت إلى البيت الأبيض فسوف أحاول مساعدة أوكرانيا و ...
- بوغدانوف يؤكد على ضرورة حل الأزمة السودانية داخليا دون تدخل ...
- تحقيق بي بي سي: وثيقة سرية تقول إن قوات الأمن الإيرانية تحرش ...
- العدل الدولية ترفض اتخاذ إجراءات عاجلة في دعوى نيكاراغوا ضد ...
- بالفيديو.. مهرجان البالونات الطائرة في بيرسلافل-زالسكي الرو ...
- العدل الدولية ترفض اتخاذ إجراءات عاجلة ضد ألمانيا في دعوى رف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - الفاشيون الجدد ودموع التماسيح