أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر عبد زيد - تحولات -بروتيوس-(*)














المزيد.....

تحولات -بروتيوس-(*)


عامر عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 22:59
المحور: الادب والفن
    


إلافق البعيد يظهر أن الأشياء تتغير بتغير آليات إنتاج الواقع التي تعكس السلطة المهيمنة والخطاب الذي يمنح قوتها الشرعية ، وكانت تلك السلطة التي تنتج الواقع بقدر ما تمتلك من رأسمال رمزي يعاضد القوة التي تمنح المعنى الإمضاء الأخير ذلك الإمضاء الذي يرتدي عباءة الغيب وتعالي مصدر شريعته على الرغم من أنها مجهريه في ما صدقها إلا أنها في تصوراتها المتعالية كليه الدراية والقدرة التي تخترق الأجساد عبر قبسها المتواري عن الإبصار "الروح "التي تمثل القناة التي تعلي من أصل الإنسان المتخيل الذي تشكل عبر الحكايات الكبرى عن البدايات الكبرى التي مازال أثرها يتردد عبر النصوص والطقوس وهي تشد الإنسان بخيط سري لتعلقه بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي الذي يغدو عالمنا بمثابة نسخه مصطنعة عنه إلا أنها واهية هذا ما أخبرتنا بها عرافات الاورفية وكهنتها وما كرره سقراط وأفلاطون وهما يحاولان تعقل تلك العلاقة مع العالم الافتراضي عالم المثل وما يتركه من منظومات اتخذت من الكنيسة حله من التلبس وهي تجمع بين المعبد والكنيس ؟زادها كلمات افتراضية عن الروح والتقشف والشيطان وهاوية اوزيريس التي أعدها في باطن الأرض ما كانت سوى كلمات لغة صيرت وخلقت عوالم متخيلة ترددت صرخاتها عبر محارق الرومان للمسيحيين وهم يرددون طوباوياته تلك بوصفها انعكاسا لعوالم بديلة تعكس سياله من التخيلات الاورفية التي جاءت لانعكاسات صرخات اودونيس واوزيريس وما يتحولان الى مخيال جمعي في منطقة الشرق القديمة التي مدت أثارها إلى اليونان من خلال الرحالة او المستعمرات الشرقية والتي نضجت في مخيلة اليونان لتعود مع الاسكندر تخيلات خارقة إعادة للفقراء البحر الميت البديل عن موت النصوص اليهودية على يد الفريسين لقد دونوا وهم ينتظرون المخلص من خلال انتحال الإله الميت بنسخه المعدلة يونانيا حيث هنا نضجه تحولات " بروتيوس "يوتوبيا النص الذي غدى مع الكنيسة النص المؤسس وتمت قراءته من اجل قتل تحول " بروتيوس" خصوصا في النص الرسمي الذي تم انتقائه وحرق ما يعارضه وينشر سر التحول الهرطقي .إلا أن تلك التحولات بقيت من خلال النصوص الهرمسية التي منحت النص تحولاته المستمرة وصولا لما بعد الحداثة، أن الناظر في فترة ما قبل الحداثة (القرون الوسطى)، يجد أن المرجعية الدينية (الكنيسة) كانت هي المركز والأصل في تحديد علاقة الإنسان بمجالات الحياة الكنيسة هي ظل الغيب ! وبالتالي فهي المتحدث باسمه ! وهي الواسطة التي تملك الحق المطلق في بناء تصورات الإنسان .ومن خلال هذا الاحتكار استطاعت السيطرة على المجتمع، وإخضاع الملوك والإقطاع ، الذي وجد فيها خير سند روحي في إخضاع الفلاحين كعبيد بمرسوم متعالي ، يسبغ الشرعية بقدر ما يتحكم بالأرواح .لكن سرعان ما تحول التحالف الى عداوة بين الاثنين ساهم الملوك في إضعاف الكنيسة ودعمت الكنيسة تحولات السلطة الى التعاقد كيدا بالملوك حتى اكتمل التحول مما جعل الأمر يغدو لدى مفكريّ القرن التاسع عشر قناعة لا يمكن الارتياب بصحتها تقول بأن مركزية الدين الثقافية أمست شيئاً من الماضي.
وكانت هذه هي البذرة الثانية للحداثة (العقلانية)، فبدلاً من التمركز حول الكنيسة أصبح التمركز حول الإنسان، وحينها أضحى الإنسان هو المعيار الوحيد بدلاً من النصوص المقدسة بوصفها مصدراً للمعرفة والقيم، أمسى العقل والتجربة مصدراً للمعرفة والقيم اذ غدت البعد الذاتي هو أساساً في المعرفة على أنقاض المنهج المدرسي الأرسطي وعادت من جديد رهانات التحول لدى بروتيوس وهو يزيل تلك الخيوط التي خاطتها الكنيسة حول محياه وما أقرته عقلانية أرسطو من قوانين تقيد الفكر وتهيمن عليه من خلال أوهامها في المسرح والقبيلة والمعرفة ؟
هذا الانزلاق بدا مع كوبرنيك قذفت بكل التأويلات عرض الحائط عندما جعلت من الأرض التي حل بها الرب بوصفها مركز الكون وغايته، وجعلت منها بقعة صغيرة على كوكب من المرتبة الثالثة يدور حول شمس .ثم جاء نيوتن ووجه ضربةً أخرى قرَّر مبدأ السببية الذي يحكم نظام الكون اذ الكون خاضع لقوانين ثابتة منتظمة وصارمة، لا تقبل الخصوصية والهوية .
لكن في ارتحالاتها وانزلاقاتها المستمرة في سيولتها تحولت التأويلات من مركزية الذات الحداثة (الهيومانية) إلى مركزية الموضوع من تأويلات الوجودية إلى تأويلات البنيوية


*بالكائن الأسطوري الغريب "بروتيوس" الذي تروي الأوديسا قصته بإنه كائن لايستقر على حال واحدة، فهو في طور أسد وفي طور ثعبان وفي طور إنسان....إلخ.



#عامر_عبد_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلة قراطيس
- رهان الهوية واليات التعايش في العراق الجديد
- جدلية المثقف والسلطة في الخطاب السياسي عند فلاسفة الإسلام
- مقاربه في المنهج
- إمام الصمت والاستقطاب الطائفي ماذا يحدث في اليمن ؟
- قراءة في مشروع بول ريكور التاويلي
- اطياف الديمقراطية في تمثلات الذات العربية
- اللغة واليات انتاج المعنى
- مقاربه في المجتمع المدني
- الحجة للقيام بإعمالهم العدوانية .مختارات من اعمال المفكر الع ...
- التعويضات بحق العراق ونظام الخلافة الدولية / مختارات من اعما ...
- رهانات التحديث والديمقراطية و الواقع العربي
- المرأة وثقافة اللاعنف.
- مقاربات في الخطاب السياسي المسيحي الوسيط
- من أجل هوية أكثر انفتاحاً
- قراءه في كتاب -من جدلية الاخر الى الذات-.للمفكر حسن مجيد الع ...
- من التسامح إلى الاعتراف
- نقد أطياف التمركز في القراءات الغربية
- بابل عاصمة الثقافة العراقية مقاربات وشهادات
- إشكاليات الحداثة والتراث


المزيد.....




- هتتفرج بدون اشتراك… رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 ب ...
- “باقة من البرامج والمسلسلات وأفلام السينما”عبر تردد قناة CBC ...
- “ابنك هيدمنها” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ج ...
- مايكل دوغلاس يزور مستوطنة إسرائيلية ويصف المتضامنين الأمريكي ...
- بتهمة -الفعل الفاضح-.. إحالة سائق -أوبر- بواقعة التحرش بفنان ...
- عز وفهمي وإمام نجوم الشباك في موسم أفلام عيد الأضحى 2024
- فرويد ولندن.. أتاها نجماً هارباً فجعلته أسطورة خالدة
- الروسي بيفول يهزم الليبي مالك الزناد بالضربة الفنية القاضية ...
- وزير الثقافة اللبناني يزور منزل الشهيد عبد اللهيان
- إدارة أعمال الفنان جورج وسوف تكشف عن حالته الصحيه بعد أنباء ...


المزيد.....

- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر عبد زيد - تحولات -بروتيوس-(*)