أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - للحزن اصابع تقلقني














المزيد.....

للحزن اصابع تقلقني


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 00:10
المحور: الادب والفن
    


سأدق بأكف الليل على النقاط السوداء المسمرة، في مداخل داري المسكون بفوهات العتمة المستمرة، يلاحقني الصمت من جدران البيت، يلف ببلاهة وحدتي القاتلة، ولا احد يفقه ذوباني المدمي في لحظات النهار الغارقة بالموت، لأني كلما حدثت أروقة الخوف الممزقة حولي؛ والحيطان المحيطة بي؛ والمبطنة بالسكون الحاد؛ تجيبني منافذ الرعشة المتغلغلة بهدوء شاحب، تحرضني على اعلان شيء ما؛ لم اجد غير حيرتي المقمطة بتوهانات لا حدود لها، في منزل لا تسكنه غير اشباح ظلي العتيق، المدقع في القدم، وكهوف الفراغ تأكل سهوا مخزون فرحي المبقع بألوان فاقعة.
يجوس طرقات مدينتي ديمقراطيات ثقيلة، محملة بالعذابات المتطورة تقنياتهِ، تمرُّ على ابواب وغرف وشبابيك بيوتنا، تشحن ملامح عقارب الساعات المتاخرة من ليل فاتر ونهار كسيح، هالني الرعب الذي سحق هدير اصواته،، النعاس الذي حام حول مئذنة الفجر، مع انقطاع التيار الكهربائي بعد الساعة الثانية عشر ليلاً، يكمم جميع من في البيت، امي ابي اخوتي، كي يتهيأوا للنوم مرغمين، وهذا ما تعودنا عليه منذ تواجدهم في بلادنا، أصبحنا مجبرين على النوم والخوف، فمدينتي تبدأ دورة الرعب فيها مدى ساعات اليوم.
أيها السكون الزائف، بعد ان تركتنا ورحلت، لم يكن امامي غير اتوجه بكل روحي ومشاعري الى ضوء السعادة، التي أفتقد الوانها من اعوام طفولتي، وعتمة الشقاء تتجانسُ داخلي بكل شرورها، مادمت في بلدي لا أعرف معنى السعادة، أهمُّ بالصراخ، يوقفي ويجلسني أمام الحزن، عندما يتحطم العالم من حولنا نبحث عن الصندوق الاسود، الذي يخزن الاسرار للخوالي من اللحظات الفائته، وما ان نجده نفتحه خلسة ونغوص في شموع الخيال، لك وحدك أيها الفضاء الاخرس، افك همسات صدري النابض بالحياة، كي تكون بئر سري المثلوم بوبال أهوالنا، اسكب شتات احلامي في ليل موحش، كي اهرب من قسوة الجراد المهيمن على فضاء تاريخنا، ومخزون ماضينا وتراث ايامنا وموروث مفاهيمنا، ها نحن نعيش الخوف والموت فوق مساحاته الشاسعة، يحركنا التماعات فاسدة تنفجر براكينها دون استئذان، ما ان ادخل الفراش البارد تلفني انفاس الحنين والالفة لكل الاهل، وبين طياته أتلبس كل الوحشة، احس زمني كجدول رقراق، يزمزم بعفوية بالغة الجمال، حين يختنق صوت زناجيل الدبابات، وتعود النجوم للحوار معي يقودني سرور، يهدهد جسدي المطمور بالوحدة بعيداً، لأخلق عشقي للحياة، وما ينعكس عليها من فضاء الالم، في غرفتي الموحشة تلسعني خواطري وهذيانات الغدر الذي نعيشه، تحت جب الامل، وان تعود لوحدات اعمارنا أنفاسنا المتكئة على صدر الأيام، ونعيش غبطة اللحظات من جديد.



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصالب مرآة
- غاديات الحب
- استيقاظ
- الصائغ والوزير / دوران السهو في الاوطان
- الصحافة ومشاريع خاصة بالمرأة
- المرأة ولحظة وعي
- طلاسم الحب لم تفك
- اصدار جديد
- مبروك لكل الفائزين في مسابقة افضل الكتاب
- الصحافة والديمقراطية على ضوء الانتخابات
- على الموقد
- المرأة وتحطيم الأصنام
- الى نخل العراق واهرامات مصر
- انقلابات ضوئية / و / وجلسات
- قصائد مختارة
- رموز فناجين مملة
- الجزء الاخير من رواية ( اعدت منحرفة)
- الجزء الرابع من رواية (عادت منحرفة)
- الجزء الثالث من رواية ( عادت منحرفة)
- الجزء الثاني من رواية( عادت منحرفة)


المزيد.....




- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...
- “مبروك لجميع الطلاب ” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ...
- مذكرة تفاهم رباعية لضمان التمثيل القانوني المبكر للأحداث بين ...
- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...
- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - للحزن اصابع تقلقني