جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3002 - 2010 / 5 / 12 - 00:12
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
رغم ان كلمة جاسوس استعملت بكثرة خاصة في زمن حزب البعث في العراق بهدف تبريرالاعدامات او تخويف الشعب او اسئ استعمالها لاغراض معينة عندما كانت دوائر الامن و المخابرات و الاستخبارات تزعزع امن المواطنين الا ان الجاسوسية بكل انواعها كانت و لا تزال جزء لايتجزء من تأريخ البشرية. كلمة intelligence الانجليزية تعني الذكاء و الجاسوسية (الاستخبارات) في نفس الوقت. الجاسوس يجس النبظ و و هو كالحرباء له اشكال و الوان. الجاسوسية هي مراقبة الاخر لاجل معرفة حركاته و نياته تستعمل بكثرة من قبل الوالدين و الزوج و الزوجة. المرأة الشرقية الغيورة تستعمل طرق خرى تختلف عن تصرفات الزوج الغيور. الجاسوسية هي فقدان الثقة.
تتاخذ الجاسوسية في عصر التكنولوجيا الرقمية اشكالا مختلفة فهي كالظل ترافقنا في كل مكان و ربما اكثر من الظل لانه لا يختفي اذا غابت الشمس او اختفى الضوء. تغيرت الات التصوير اليوم و اخذت الكاميرات الرقمية مكانها في كل مكان في الهاتف النقال في الدائرة و البيت و الشوارع و المخازن لاجل المراقبة و القاء القبض على اللصوص و المجرمين والتجسس على الابرياء. جميع الدوائر الحكومية و المحلات التجارية تحولت الى scanner ، ماسحة. الماسحات قادرة ان تكشف حتى على السكين المصنوع من الخزف او الفخار في الشنطة في المطارات اضافة الى تصويرك عاريا بهدف القضاء على الارهابيين. جميع المعاملات الحكومية والسياسية و التجارية و المالية و الصحية و الاجتماعية اليوم تسجل رقميا و تحفظ. جميع الاجهزة و الالات و البرامج تسجل. لكل شئ بضمنه الانسان اصبح رقم يمكن مسحة في ثواني لكشف تأريخ حياته الصحي و المالي و العملي.
كل شخص يستعمل الانترنيت يترك اثر و كانما هو يمشي في الطين. الجاسوسية قديمة بقدم الانسان و لكنها اتخذت اشكالا جديدة في عصر الانترنيت. الهدف الاول عند الحكومات و الشركات التجارية هو السيطرة بشكل افضل و اسرع و ارخص. تستطيع الشرطة اليوم ان تتجسس عليك وما لديك على قرص الكومبيوترفي البيت بواسطة الانترنيت دون علمك. يقول انصارو حمل السلاح في امريكا: الاسلحة لا تقتل البشر. الانسان يقتل الانسان. و على نفس المنوال نستطيع ان نقول: الاجهزة لا تتجسس على البشر. الانسان يتجسس على الانسان.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟