درويش محمى
الحوار المتمدن-العدد: 2984 - 2010 / 4 / 23 - 08:02
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
كلنا يتذكر ردود الفعل القوية التي صدرت بعد تنصيب السيد جلال الطالباني رئيساً للعراق, واليوم بعد مرور خمسة اعوام من رئاسة الرجل, وبعد ان افلح في مهماته وكان خير رئيس يجمع بين طوائف العراق وقومياته ومذاهبه, ويحرص على وحدة العراق ولم شمله وشتاته, لم تأت تصريحات نائب الرئيس العراقي السيد طارق الهاشمي بجديد, عدا عن كونها تصريحات اختلطت على صاحبها الامور و"تخربطت" لدرجة لم يعد يفرق بين منصب رئيس الوزراء الذي يعتبر رأس السلطة, وبين منصب رئيس الدولة كثاني اكبر منصب رئاسي بعد منصب رئاسة الوزراء.
تصريح طارق الهاشمي "ان العراق بلد عربي ويجب ان يكون على رأس السلطة شخص عربي", له وقع خاص ويتميز عن غيره من التصريحات المماثلة, ربما لان السيد الهاشمي يشغل اليوم منصباً مهما في العراق الجديد, وربما لان الهاشمي كان اول من مثل طائفة"السنة العرب" في العملية السياسية, وربما لان الاستاذ الهاشمي يأتي من"طينة"اسلامية حيث شغل منصب الامين العام للحزب الاسلامي "إخوان العراق" بين عامي 2004 و 2009, وربما لكل تلك الاسباب مجتمعة, لكن من المؤكد ان تلك التصريحات لا تنسجم مع عراق "المواطنة لا الطائفة", المبدأ الذي يقول عنه السيد الهاشمي انه يلتزم به ويتبناه.
الكاتب العراقي المعروف الأستاذ رشيد الخيون, تعرض لتصريحات الهاشمي في مقالة نشرت أخيرا في صحيفة "الاتحاد" الامارتية, أعرب فيها الخيون عن امتعاضه من دعوة الهاشمي اللامبدئية واعتبرها غير سليمة ومتعارضة مع شعار"دولة المواطنة لا دولة المكونات", لا شك ان الأستاذ رشيد الخيون محق في انتقاده للسيد طارق الهاشمي, فهذا الأخير لم يتراجع عن مواقفه السابقة فقط, بل يريد إعادة العراق الى ايام زمان, عراق القومية الواحدة والطائفة الواحدة, لكن هذا لا يعني ان الأستاذ الخيون نفسه على الصواب, فاذا كان الهاشمي يعمل لإعادة عقارب الساعة الى الوراء, فالاستاذ الخيون مثالي اكثر من اللازم, ولا يعترف بالواقع العراقي المتعدد القوميات والطوائف, ولان الجميع متفق ضمنياً او علنياً بما فيهم الهاشمي والخيون, على ان منصب رئيس الوزراء كمنصب اول من المناصب الرئاسية في العراق, هو من حق الشيعة العرب بوصفهم يشكلون الغالبية, فان منصب رئاسة الجمهورية كثاني منصب رئاسي في العراق, هو حق للكرد بوصفهم ثاني اكبر قومية في البلاد, واذا كانت المحاصصة الطائفية بغيضة ومكروهة, فالمحاصصة القومية في عراق اليوم امر لابد منه للحفاظ على وحدة البلاد والعباد.
#درويش_محمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟