|
عمدة كفر البلاص ( 20 )
محمد سنجر
الحوار المتمدن-العدد: 2982 - 2010 / 4 / 21 - 14:22
المحور:
الادب والفن
( نشاط غير عادي يدب في القرية ، رجال أشداء من ذوي البشرة البيضاء يرتدون ملابس زرقاء و على رؤوسهم خوذات صفراء ، يعملون بجد و نشاط ، تحول الكفر إلى معسكر حربي ، معدات و سيارات و آلات حفر عملاقة تنتشر هنا و هناك ، تجمهر الأهالي عن بكرة أبيهم حول السياج الذي ضربه الرجال حول المكان ) ـ يا حلاوة يا ولاد . ـ علي الطلاق بالتلاتة ما هم أجانب ، تلاقيهم صابغين شعرهم أصفر . ـ يا سلام ، و صابغين جلدهم أبيض كمان ؟ ـ طب حد فيكم سمعهم و همه بيتكلموا انجليزي ؟ ـ و الله العظيم أجانب ، أقطع دراعي من هناهو إن ماكانوش أجانب .. ـ ياراجل حرام عليك ده أنا سامع بوداني اللي ها ياكلها الدود الراجل اللي واقف هناك جنب الونش دهو و هو بيقول ( نو ) و (يس) كمان ... ـ ما يمكن تكون قطة مستخبية تحت الونش بتنونو و هو بيقولها ( بس ).. ـ طب بص بص بص ، السيجارة اللي بيشربها عاملة إزاي .... ـ يا حلاوة يا ولاد ، تلاتة بالله العظيم شيخ الغفر ده مرزق ، شوف حصل إيه أول ما مسك البلد ... ـ و الله و ها تتنغنغي يا بلد ... ـ أمال فين شيخ الغفر يا وله . ـ قاعد مع البهوات جوه عشان يتفق معاهم . ـ و المصحف ما ها نشوف أيام أحلى من أيامك يا شيخ الغفر . ـ شوف قلب حال البلد إزاي . ـ طب و رحمة أمي ربنا بيحبنا عشان بعت لنا الراجل دهو ، قولوا ورايا بسرعة يا ولاد الوزة ، شيخ الغفر يا فتوة ، يا اللي قتلت لنا السلعوة . ( يهتف الأهالي باسم شيخ الخفر ) ـ شيخ الغفر يا فتوة ، يا اللي قتلت لنا السلعوة . ـ شيخ الغفر يا كبير ، طلع نغنغنا من البير . ـ شيخ الغفر يا كبير ، طلع نغنغنا من البير . ( داخل الدار ، جلس شيخ الخفر على كرسيه ، جلس إلى يمينه امرأة شقراء و عن يساره يجلس رجل أشقر يرتدي بنطال (جينز) أزرق و قميص أبيض أنيق ، يقف وراءهم رجل بملابس زرقاء و على رأسه خوذة صفراء ، تضع المرأة أمام شيخ الخفر بعض الأوراق ) ـ جرى إيه يا حاجة ؟ ها أمضي عمياني يعني ؟ لا معلش ، مش ها أمضي على أيتها حاجة إلا لما أعرف الأول إيه اللي لينا و إيه اللي علينا . ( يتكلم الرجل الجالس بجواره بالإنجليزية ، عندها يقوم الرجل الواقف وراءهم بترجمة كلامه ) ـ سنأخذ حك استخراج البترول و تكريره و تصديره مكابل خمسة دولارات للبرميل الواحد ، و سنضع هذه الأموال في حسابكم الذي سنفتحه لكم ببنوك سويسرا ، علاوة على ذلك سنقوم بإعلان استقلال بلدكم ، لتصبح دولة ذات سيادة و تعيينكم زعيما لهذه الدولة .... ـ نعم نعم ؟ طب و العمدة الله يطول لنا في عمره ؟ ـ لا عليك سيدي الزعيم ، سنأخذه في طائرة خاصة و نعالجه في مستشفياتنا و سيلقى العناية اللازمة . ـ أيوة بس هو العمدة برضك ، و المفروض يفضل عمدة . ـ و من قال أننا سنقيله من العمودية ، سيظل كما هو بنفس مسماه ، عمدة كفر البلاص ، و لكن دولة كفر البلاص شيء آخر و كيان آخر ، فلن يعترف المجتمع الدولي بكفر البلاص ، و لكن أمام العالم ستكون دولة كفر البلاص ، دولة مستقلة ذات سيادة ، مجرد مسميات لا أكثر يا أخي الزعيم ، و لك طبعا مطلق الحرية في اختيار من يساعدوك في هذه المهمة ، كما أننا سنقوم كذلك بتوفير الحماية لبلدكم . ـ حماية ؟ ليه إن شاء الله ؟ ـ سيدي الزعيم ، أنت تعلم جيدا أن بلدكم لصغر حجمها من الممكن أن تكون مطمعا لأية قوة غريبة تقوم باحتلالها و نهب ثرواتها ، لذلك لن تستطيعوا حماية أنفسكم بهذه البنادق الخشبية ، و لكن سنمدكم بكل الآلات العسكرية اللازمة من دبابات و صواريخ و طائرات و جنود ... ـ طيب ، بس أني برضه عاوز أهالي الكفر ينوبهم م الحب جانب ، الأرض اللي انتم ها تحفروا و تدوروا فيها دي برضه أرضهم و وارثينها أبا عن جد . ـ أكيد ، فسنكوم بتوفير بيت و سيارة و راتب شهري كبير لكل فرد مكابل حرية التنقيب في أي مكان تختاره الشركة . ـ عظيم ، طيب و الأكل و الشرب و الذي منه ؟ ـ سنقوم ببناء مجمعات استهلاكية لكل أصناف الأطعمة و المشروبات ، يشترون منها ما يلزمهم ، علاوة على توزيع حصة تموينية لكل منهم مجانا . ـ كده بقى ممكن أمضي و أبصم لكم بالعشرة كمان . ( يوقع شيخ الخفر على الأوراق التي أمامه ، يصيح الرجل الأشقر ) ـ ما تسمعينا زغروتة يا جاكلين . ( تتعالى الضحكات بينما تضع المرأة الشقراء يدها على فمها تزغرد ، تنطلق على إثرها الزغاريد و التصفيق و التهليل خارج الدار ، و تعزف الموسيقى و يتراقص العمال فرحا ، أخذ الأهالي يهتفون و يرددون ) ـ شيخ الغفر يا فتوة ، يا اللي قتلت لنا السلعوة . ـ شيخ الغفر يا كبير ، نغنغنا و طلع م البير .
#محمد_سنجر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عمدة كفر البلاص ( 19 )
-
عمدة كفر البلاص ( 18 )
-
سواق الأتوبيس
-
عمدة كفر البلاص ( 17 )
-
عمدة كفر البلاص ( 16 )
-
عمدة كفر البلاص ( 15 )
-
عمدة كفر البلاص ( 14 )
-
عمدة كفر البلاص ( 13 )
-
عمدة كفر البلاص ( 12 )
-
عمدة كفر البلاص ( 11 )
-
عمدة كفر البلاص ( 10 )
-
عمدة كفر البلاص ( 9 )
-
عمدة كفر البلاص ( 8 )
-
عمدة كفر البلاص7
-
عمدة كفر البلاص ( 6 )
-
عمدة كفر البلاص ( 5 )
-
عمدة كفر البلاص 4
-
عمدة كفر البلاص (3)
-
عمدة كفر البلاص (2)
-
عمدة كفر البلاص
المزيد.....
-
فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي
...
-
الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب
...
-
خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو
...
-
سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح
...
-
منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز
...
-
فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي
...
-
سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
-
وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي
...
-
-كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟
...
-
ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق
...
المزيد.....
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
-
الهجرة إلى الجحيم. رواية
/ محمود شاهين
المزيد.....
|