محمد سنجر
الحوار المتمدن-العدد: 2892 - 2010 / 1 / 18 - 17:36
المحور:
الادب والفن
( جلس العمدة على كرسيه و جلس شيخ الخفر بجواره إلى إحدى الطاولات التي افترش عليها أوراقه ، ممسكا قلمه في يده ،
على الباب وقف أحد الخفر )
ـ نادي أول واحد يا غفير .
( الخفير مناديا )
ـ حســـــان أبو شــــــوشة .
( يدخل حسان )
ـ أفندم .
( يسأله شيخ الخفر )
ـ اسمك إيه ياوله ؟
ـ هههههه ، ما انت لسه مناديني دلوقتي يا شيخ الغفر ، لحقت نسيته ؟
( عندها يضربه الخفير على قفاه )
ـ رد عدل على حضرة شيخ الغفر يا وله .
( عندها ينتفض العمدة من مكانه ممسكا (خيزرانته) ، يضرب بها الخفير)
ـ أنت بتضربه قدامي يا دغف ؟
ـ مش شايف بيرد على شيخ الغفر إزاي يا عمدة ؟
ـ و أنت مالك أنت ؟ هو شيخ الغفر جابك محامي ؟ يلا بره ، تلاتة بالله العظيم لاخصم منك شهر بحاله ، يلا من هنا يلا .
( يخرج الخفير مسرعا ،فارا بنفسه من ثورة العمدة ، عندها يتجه العمدة لشيخ الخفر رافعا الخيزرانة )
ـ و أنت فاشخ لي ضبك و قاعد لي تتفرج ؟
( يرفع شيخ الخفر يده عاليا يحمي نفسه )
ـ طب و أنا مالي يا حضرة العمدة ، ذنبي إيه بس ؟
ـ أكيد أنت اللي مأخدهم على كده ...
ـ و الله ما حصل ، طب إيه رأيك لخاصم منه شهر أنا كمان عشان يعرف إن الله حق .
ـ و هو أنا يعني مش قادر أخصم منه شهرين ؟ لا كفاية شهر واحد عشان يتعلم الأدب ، قوم فز هات لنا غفير تاني بداله .
ـ أوامرك يا حضرة العمدة .
( يذهب شيخ الخفر ينادي )
ـ أبو سليمان .
ـ أفندم يا شيخ الخفر .
ـ تعالى أقف هنا على الباب عشان تنادي أنت .
ـ حاضر يا شيخ الغفر .
( يعود العمدة و شيخ الخفر إلى مكانهما ،
يوجه العمدة كلامه لشيخ الخفر )
ـ أنا اللي ها أسأل يا شيخ الغفر ، و أنت تكتب بس .
ـ أوامرك يا حضرة العمدة .
( يوجه العمدة كلامه لحسان أبو شوشة )
ـ رد على الأسئلة اللي ها اسألها لك يا أبو شوشة ،عشان ده محضر رسمي .
ـ حاضر يا عمدتنا ، انت تأمر .
ـ اسمك .
ـ حسان حسان أبو شوشة .
ـ بتشتغل إيه ؟
ـ فلاح بالأجرة.
( يقاطعهما شيخ الخفر )
ـ و لما أنت فلاح بالأجرة بتاخد إعانة ليه من اللي عاملها حضرة العمدة ؟
( ينظر العمدة شزرا إلى شيخ الخفر ، فيضع شيخ الخفر يده على فمه )
ـ و هو فيه حد راضي يشغلني عنده يا شيخ الغفر ، ده أنا حفيت ، كل ما أسأل واحد على شغل يقول لي جحا أولى بلحم توره و يفلح أرضه بنفسه هو وعياله .
( يسأله العمده )
ـ طب ليه ما بتدورش على شغلانة تانية تاكل منها عيش أنت و عيالك ؟
ـ أيدي على كتفك يا حضرة العمدة ، بس شغلني كده أنت في أيتها حاجة ،
و أني مش ها أقول لأ .
ـ ما فكرتش تزرع الشط بتاع الترعة يا أبو شوشة ؟
ـ و مين اللي ها يرضى أزرعه يا عمدة ؟
ـ انا اللي بأقولك ازرعه ، يعني عاجبك الحشيش و الهيش اللي حواليها اللي لامم تعابين و بلاوي سودة .
ـ أيوة و بكرة لما أزرعها تيجوا تاخدوها مني و تأمموها ؟
( انفجر العمدة في الضحك )
ـ ههههههه ، لا ما تخافش يا ناصح ، ها أكتبلك بيها ورقة من دلوقتي .
ـ يا سلام ؟ و بعد ما تموت أنت بقى يجي عمدة تاني و يأممها ؟
(عندها ينتفض شيخ الخفر واقفا )
ـ الملافظ سعد يا وله ، إيه لما تموت دي ؟ ربنا يطول لنا في عمره .
( يشير العمدة إلى شيخ الخفر بخيزرانتة ، عندها يجلس و يضع يده على فمه ، عندها يستدرك أبو شوشة خطأه )
ـ لا مؤاخذة يا حضرة العمدة ، ربنا يديك طولة العمر ، مش قصدي و الله .
ـ الأعمار بيد الله يا أبو شوشة ، بس إحنا نسعى ، و ربك يقدم اللي فيه الخير ، مش أحسن ما أنت قاعد لا شغلة و لا مشغلة ؟
ـ أيوة يا عمدة بس ....
ـ و لا بس و لا حاجة ، قوم ياله توكل على الله .
ـ أوامرك يا حضرة العمدة حاضر ، بس ها تكتبها لي إمتى ؟
ـ بكرة إن شاء الله تيجي تاخد منى الورقة بتاعتها ، و لا يهمك .
( ينحني أبو شوشة يقبل يد العمدة )
ـ ربنا يخليك لينا يا أبا العمدة ....
( ينزع العمدة يده )
ـ استغفر الله العظيم ، بس يلا بقى ورينا همتك .
( يخرج أبو شوشة يدعو بصوت مرتفع )
ـ روح يا شيخ إلهي لا يعري لك جسد و لا يجوع لك كبد قادر يا كريم ، ربنا يسترك دنيا و آخرة ......
( شيخ الخفر يسأل العمدة )
ـ و المحضر و القضية يا حضرة العمدة ؟
ـ ما هو كده بنحلها يا وله .
ـ أيوة بس كده لا عرفنا إذا كان هو اللي ولع في الدوار و الا لأ .
ـ إنت فاكر هم بيحققوا و يعملوا قضايا ليه يا شيخ الخفر ؟
ـ عشان المجرم ياخد جزاءه .
ـ أيوة و و إيه اللي إحنا كسبناه لما المجرم ياخد جزاءه ؟
ـ ما عدش حد يسجر يعملها تاني يا عمدة .
ـ الله ينور عليك ، هو ده مربط الفرس ، طب و لما أنت توفر لكل واحد شغلانة ياكل منها هو و عياله لقمة عيش حلال ، تفتكر إنه يفكر ياخد إعانة أو يولع في الدوار إذا ما أخدش ؟
ـ مش عارف ، أمال هم عملوا التحقيقات و القضايا ليه بس ؟
ـ لما تسد جوعهم و تكسيهم الأول ، ساعتها بقى اللي يعمل أيتها حاجة مش و لابد ، ده يبقى يستاهل المشنقة مش الحبس ، يلا نادي لنا على التاني .
ـ محمود أبو اسماعين .
( يدخل )
ـ سلام عليكم .
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
ـ اسمك بالكامل .
ـ محمود فريد أبو اسماعين .
ـ بتشتغل إيه يا أبو اسماعين .
ـ عاطل .
ـ أيوة ، كنت بتشتغل إيه قبل ما تعطل .
ـ صياد .
ـ و عاطل ليه بقى يا أبو اسماعين ؟
ـ من يوم ما العيال بتوع كفر أبو حطب ولعوا لي في المركب و أنت سيد العارفين بقيت زي ما أنت شايف .
ـ أيوة بس أنت و أخوك عوض اللي كنتم غلطانين .
ـ ما هي كلها أرض الله يا عمدة .
ـ أيوة بس إيه اللي يخليكم تسيبوا ترعتنا و تروحوا تصطادوا من هناك ؟
ـ الترعة هنا يوم ما نقعد نصطاد يوم بحاله ، يدوب يكفينا ، لكن هناك ساعة زمن واحدة و بنرجع بايعن و شارين و القاشية معدن .
ـ و إيه الفرق بقى بين هنا و هناك ؟
ـ هناك الهاويس يا عمدة ، يعني كل يوم سمك داخل خارج م البحر .
ـ طب ما هي ترعتنا هي نفسها ترعتهم ، و السمك بيعدي من عليهم و علينا .
ـ لا يا عمدة ، الصيادين هناك بيحطوا شبكهم بعرض الترعة عشان السمك ما يعديش من عندهم و يجي هنا .
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، ده رزق يا عالم ، حد يمنع الرزق ؟
ـ تقول إيه بقى يا عمدة ؟
ـ على العموم أنا ها أقعد مع عمدتهم و أكلمه في الموضوع ده ، وبكره تيجي تاخد فلوس و تشتري لكم شبكة جديدة .
ـ شبكة بس ؟ ما فيش مركب ؟
ـ لا يا أخويا هي شبكة تصطاد بيها أنت و أخوك لغاية لما تحوشوا لكم قرشين و تجيبوا مركب ، قلت إيه .
ـ ماشي يا عمدة ، شبكة شبكة ، المهم نلاقي ناكل .
ـ يلا ، و عدي عليا بكرة إن شاء الله .
( يخرج أبو إسماعيل ،
ينظر العمدة إلى شيخ الخفر فيجده و قد علا صوت شخيره ،
يصرخ العمدة )
ـ فين المتهم يا شيخ الغفر ؟
( عندها يقفز شيخ الخفر واقفا ، يبحث حوله ،
يجري خارج الدار ، يأتي و قد أمسك بأحد صبيان القرية )
ـ تمام يا جناب العمدة ، هو الواد ده اللي عملها .
( عندها يضرب العمدة كفا بكف )
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، سمعت المثل اللي بيقول نوم الظالم عبادة ؟
ـ طبعا يا حضرة العمدة .
ـ طب سيب الواد يروح لحاله ، و روح نام نامت عليك حيطة يا حضرة سعادة جناب شيخ الغفر .
( يتبع )
#محمد_سنجر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟