عمدة كفر البلاص 4

محمد سنجر
singerbasha@yahoo.com

2010 / 1 / 18


( جلس العمدة على كرسيه و جلس شيخ الخفر بجواره إلى إحدى الطاولات التي افترش عليها أوراقه ، ممسكا قلمه في يده ،
على الباب وقف أحد الخفر )
ـ نادي أول واحد يا غفير .
( الخفير مناديا )
ـ حســـــان أبو شــــــوشة .
( يدخل حسان )
ـ أفندم .
( يسأله شيخ الخفر )
ـ اسمك إيه ياوله ؟
ـ هههههه ، ما انت لسه مناديني دلوقتي يا شيخ الغفر ، لحقت نسيته ؟
( عندها يضربه الخفير على قفاه )
ـ رد عدل على حضرة شيخ الغفر يا وله .
( عندها ينتفض العمدة من مكانه ممسكا (خيزرانته) ، يضرب بها الخفير)
ـ أنت بتضربه قدامي يا دغف ؟
ـ مش شايف بيرد على شيخ الغفر إزاي يا عمدة ؟
ـ و أنت مالك أنت ؟ هو شيخ الغفر جابك محامي ؟ يلا بره ، تلاتة بالله العظيم لاخصم منك شهر بحاله ، يلا من هنا يلا .
( يخرج الخفير مسرعا ،فارا بنفسه من ثورة العمدة ، عندها يتجه العمدة لشيخ الخفر رافعا الخيزرانة )
ـ و أنت فاشخ لي ضبك و قاعد لي تتفرج ؟
( يرفع شيخ الخفر يده عاليا يحمي نفسه )
ـ طب و أنا مالي يا حضرة العمدة ، ذنبي إيه بس ؟
ـ أكيد أنت اللي مأخدهم على كده ...
ـ و الله ما حصل ، طب إيه رأيك لخاصم منه شهر أنا كمان عشان يعرف إن الله حق .
ـ و هو أنا يعني مش قادر أخصم منه شهرين ؟ لا كفاية شهر واحد عشان يتعلم الأدب ، قوم فز هات لنا غفير تاني بداله .
ـ أوامرك يا حضرة العمدة .
( يذهب شيخ الخفر ينادي )
ـ أبو سليمان .
ـ أفندم يا شيخ الخفر .
ـ تعالى أقف هنا على الباب عشان تنادي أنت .
ـ حاضر يا شيخ الغفر .
( يعود العمدة و شيخ الخفر إلى مكانهما ،
يوجه العمدة كلامه لشيخ الخفر )
ـ أنا اللي ها أسأل يا شيخ الغفر ، و أنت تكتب بس .
ـ أوامرك يا حضرة العمدة .
( يوجه العمدة كلامه لحسان أبو شوشة )
ـ رد على الأسئلة اللي ها اسألها لك يا أبو شوشة ،عشان ده محضر رسمي .
ـ حاضر يا عمدتنا ، انت تأمر .
ـ اسمك .
ـ حسان حسان أبو شوشة .
ـ بتشتغل إيه ؟
ـ فلاح بالأجرة.
( يقاطعهما شيخ الخفر )
ـ و لما أنت فلاح بالأجرة بتاخد إعانة ليه من اللي عاملها حضرة العمدة ؟
( ينظر العمدة شزرا إلى شيخ الخفر ، فيضع شيخ الخفر يده على فمه )
ـ و هو فيه حد راضي يشغلني عنده يا شيخ الغفر ، ده أنا حفيت ، كل ما أسأل واحد على شغل يقول لي جحا أولى بلحم توره و يفلح أرضه بنفسه هو وعياله .
( يسأله العمده )
ـ طب ليه ما بتدورش على شغلانة تانية تاكل منها عيش أنت و عيالك ؟
ـ أيدي على كتفك يا حضرة العمدة ، بس شغلني كده أنت في أيتها حاجة ،
و أني مش ها أقول لأ .
ـ ما فكرتش تزرع الشط بتاع الترعة يا أبو شوشة ؟
ـ و مين اللي ها يرضى أزرعه يا عمدة ؟
ـ انا اللي بأقولك ازرعه ، يعني عاجبك الحشيش و الهيش اللي حواليها اللي لامم تعابين و بلاوي سودة .
ـ أيوة و بكرة لما أزرعها تيجوا تاخدوها مني و تأمموها ؟
( انفجر العمدة في الضحك )
ـ ههههههه ، لا ما تخافش يا ناصح ، ها أكتبلك بيها ورقة من دلوقتي .
ـ يا سلام ؟ و بعد ما تموت أنت بقى يجي عمدة تاني و يأممها ؟
(عندها ينتفض شيخ الخفر واقفا )
ـ الملافظ سعد يا وله ، إيه لما تموت دي ؟ ربنا يطول لنا في عمره .
( يشير العمدة إلى شيخ الخفر بخيزرانتة ، عندها يجلس و يضع يده على فمه ، عندها يستدرك أبو شوشة خطأه )
ـ لا مؤاخذة يا حضرة العمدة ، ربنا يديك طولة العمر ، مش قصدي و الله .
ـ الأعمار بيد الله يا أبو شوشة ، بس إحنا نسعى ، و ربك يقدم اللي فيه الخير ، مش أحسن ما أنت قاعد لا شغلة و لا مشغلة ؟
ـ أيوة يا عمدة بس ....
ـ و لا بس و لا حاجة ، قوم ياله توكل على الله .
ـ أوامرك يا حضرة العمدة حاضر ، بس ها تكتبها لي إمتى ؟
ـ بكرة إن شاء الله تيجي تاخد منى الورقة بتاعتها ، و لا يهمك .
( ينحني أبو شوشة يقبل يد العمدة )
ـ ربنا يخليك لينا يا أبا العمدة ....
( ينزع العمدة يده )
ـ استغفر الله العظيم ، بس يلا بقى ورينا همتك .
( يخرج أبو شوشة يدعو بصوت مرتفع )
ـ روح يا شيخ إلهي لا يعري لك جسد و لا يجوع لك كبد قادر يا كريم ، ربنا يسترك دنيا و آخرة ......
( شيخ الخفر يسأل العمدة )
ـ و المحضر و القضية يا حضرة العمدة ؟
ـ ما هو كده بنحلها يا وله .
ـ أيوة بس كده لا عرفنا إذا كان هو اللي ولع في الدوار و الا لأ .
ـ إنت فاكر هم بيحققوا و يعملوا قضايا ليه يا شيخ الخفر ؟
ـ عشان المجرم ياخد جزاءه .
ـ أيوة و و إيه اللي إحنا كسبناه لما المجرم ياخد جزاءه ؟
ـ ما عدش حد يسجر يعملها تاني يا عمدة .
ـ الله ينور عليك ، هو ده مربط الفرس ، طب و لما أنت توفر لكل واحد شغلانة ياكل منها هو و عياله لقمة عيش حلال ، تفتكر إنه يفكر ياخد إعانة أو يولع في الدوار إذا ما أخدش ؟
ـ مش عارف ، أمال هم عملوا التحقيقات و القضايا ليه بس ؟
ـ لما تسد جوعهم و تكسيهم الأول ، ساعتها بقى اللي يعمل أيتها حاجة مش و لابد ، ده يبقى يستاهل المشنقة مش الحبس ، يلا نادي لنا على التاني .
ـ محمود أبو اسماعين .
( يدخل )
ـ سلام عليكم .
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
ـ اسمك بالكامل .
ـ محمود فريد أبو اسماعين .
ـ بتشتغل إيه يا أبو اسماعين .
ـ عاطل .
ـ أيوة ، كنت بتشتغل إيه قبل ما تعطل .
ـ صياد .
ـ و عاطل ليه بقى يا أبو اسماعين ؟
ـ من يوم ما العيال بتوع كفر أبو حطب ولعوا لي في المركب و أنت سيد العارفين بقيت زي ما أنت شايف .
ـ أيوة بس أنت و أخوك عوض اللي كنتم غلطانين .
ـ ما هي كلها أرض الله يا عمدة .
ـ أيوة بس إيه اللي يخليكم تسيبوا ترعتنا و تروحوا تصطادوا من هناك ؟
ـ الترعة هنا يوم ما نقعد نصطاد يوم بحاله ، يدوب يكفينا ، لكن هناك ساعة زمن واحدة و بنرجع بايعن و شارين و القاشية معدن .
ـ و إيه الفرق بقى بين هنا و هناك ؟
ـ هناك الهاويس يا عمدة ، يعني كل يوم سمك داخل خارج م البحر .
ـ طب ما هي ترعتنا هي نفسها ترعتهم ، و السمك بيعدي من عليهم و علينا .
ـ لا يا عمدة ، الصيادين هناك بيحطوا شبكهم بعرض الترعة عشان السمك ما يعديش من عندهم و يجي هنا .
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، ده رزق يا عالم ، حد يمنع الرزق ؟
ـ تقول إيه بقى يا عمدة ؟
ـ على العموم أنا ها أقعد مع عمدتهم و أكلمه في الموضوع ده ، وبكره تيجي تاخد فلوس و تشتري لكم شبكة جديدة .
ـ شبكة بس ؟ ما فيش مركب ؟
ـ لا يا أخويا هي شبكة تصطاد بيها أنت و أخوك لغاية لما تحوشوا لكم قرشين و تجيبوا مركب ، قلت إيه .
ـ ماشي يا عمدة ، شبكة شبكة ، المهم نلاقي ناكل .
ـ يلا ، و عدي عليا بكرة إن شاء الله .
( يخرج أبو إسماعيل ،
ينظر العمدة إلى شيخ الخفر فيجده و قد علا صوت شخيره ،
يصرخ العمدة )
ـ فين المتهم يا شيخ الغفر ؟
( عندها يقفز شيخ الخفر واقفا ، يبحث حوله ،
يجري خارج الدار ، يأتي و قد أمسك بأحد صبيان القرية )
ـ تمام يا جناب العمدة ، هو الواد ده اللي عملها .
( عندها يضرب العمدة كفا بكف )
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، سمعت المثل اللي بيقول نوم الظالم عبادة ؟
ـ طبعا يا حضرة العمدة .
ـ طب سيب الواد يروح لحاله ، و روح نام نامت عليك حيطة يا حضرة سعادة جناب شيخ الغفر .


( يتبع )



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن