|
عمدة كفر البلاص ( 14 )
محمد سنجر
الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 09:12
المحور:
الادب والفن
( صوت طلقات نارية تشق سكون الليل ، استيقظ الأهالي مذعورين ، أسرع الرجال بالخروج ، النساء ينظرن من خلف النوافذ ، يتساءلون ) ـ فيه إيه ياد يا توفيق ؟ ـ شايفني يعني باشم على ضهر إيدي ؟ الله أعلم . ـ يا ساتر استر يا رب . ( يشاهدون شبحا يجري مبتعدا في الظلام ، يدخل مسرعا بين أعواد الذرة ، صوت طلقات نارية تدوي ) ـ ده مين ده يا وله اللي دخل في الدرة ؟ ـ فيه إيه ياعم الحاج ؟ هو انته فاكرني مين بالظبط ؟ شايف نظري سته على سته ؟ ـ لا حول و لا قوة إلا بالله . ( يمر عليهم أحد الخفر ، يلتقط أنفاسه ، يسألهم ) ـ ما شفتوش الواد سليمان جري منين ؟ ـ سليمان مين يا حضرة الغفير ؟ ـ الواد سليمان أبو سليمان الغفير اللي اتعرض للبت خضرة و العمدة طرده م البلد . ـ و ده راجع ليه إن شاء الله ؟ ـ المهم حد فيكم شافه ؟ ـ إيوه شفناه ، كان جاي من هناك هناهو ، و قام جاري و داخل مستخبى جوه الدرة اللي هناك دهوه بتاع أبويا العمدة . ـ طب كل واحد فيكم يدخل داره عشان ما يتعورش ، لأن الواد ده معاه سلاح و لسه ضارب علينا النار دلوقتي . ( يجري الأهالي إلى بيوتهم ، يتابعون ما يحدث من خلف النوافذ ) ـ الله يعمر بيتك يا شيخ الغفر . ـ طول ما الراجل ده موجود يبقى نامي في العسل يا بلد . ـ ده ما بيسبش كبير و إلا صغير إلا ما يسأل عنه . ـ ده كفاية انه كرش الدكتور عادل و قرايبه بتوع السل م البلد ، الله يسترك دنيا و آخرة يا شيخ الغفر . ( صوت طلقات نارية متتابعة هنا و هناك ، أحد الغفر يجري إلى اليمين ، يتبعه آخر يجري إلى اليسار ، يصرخ أحد الغفر ) ـ الله أكبر ، جبت لك أجله يا شيخ الغفر . ( يصرخ آخر ) ـ تلاتة بالله العظيم ما حد جاب داغة إلا اني . ( يصرخ ثالث ) ـ إلحق يا شيخ الغفر ، حضرة العمدة عاوزك بسرعة . ـ و ده وقته ؟ طيب ، حاضر ( يوجه حديثه للخفر ) إياكم حد فيكم يسيب مكانه لغاية لما أرجع . ( يذهب شيخ الغفر مسرعا إلى دار العمدة ، يجد العمدة في انتظاره ممسكا ببندقيته ) ـ فيه إيه يا شيخ الغفر ؟ ـ الواد سليمان أبو سليمان اللي كان غفير و انته طردته م البلد ... ـ ماله ؟ ـ لامم لي شوية قلاضيش و عاوزين يقتلوك يا عمدة . ـ يقتلوني اني ؟ ـ التحريات اللي عملناها كلها كانت بتأكد الموضوع ده .... ـ و لما انته عامل تحريات ، سايبني على عمايا يا شيخ الغفر ؟ ليه ما نبهتنيش من بدري ؟ ـ ما حبيتش أقلقك بس يا أبا العمدة . ـ ابقى هاتهولي هو و القلاديش اللي مسكتوهم معاه عشان ما حدش ها يحقق معاهم إلا اني . ـ لا ، هو انا ماقولتلكش ؟ ما هم هربوا لما عرفوا إن عينينا مفنجلة و قاعدين لهم . ـ هربوا منكم ؟ ـ و هو إحنا كنا مسكناهم و هربوا مننا ؟ احنا أول ما شفناهم ضربنا عليهم نار ، و همه ردوا علينا ، بس الواد العوادلي بيحلف إنه ضرب أبو سليمان بالنار و جت في رجله اليمين و الناس شايفينه و هو بيجري بيزك ، و الواد التوابتي كمان بيحلف إنه ضربه بالنار في راسه ، بس لما رحنا ندور عليه في الدرة لقيناه فص ملح و داب . ـ أيوة بس كده ممكن يرجعوا تاني ، و طبع اللي اتجرأ و عملها مرة ، يبقى أكيد ها يعملها تاني و تالت و رابع . ـ ما هو عشان كده بعد إذنك يعني ، ها أعمل بعض الحاجات كده عشان نقدر نشتغل صح بقى . ـ حاجات إيه دي ؟ ـ يعني بعد إذنك يا حضرة العمدة ، أولا : ما حدش يمشي في البلد بعد صلاة العشا إلا اما يكون معاه تصريح مني شخصيا ، ثانيا : ما حدش يخرج م البلد و لا يدخل إلا لما أبقى عارف الخارج خارج ليه و الداخل داخل ليه ، ثالثا : أي غفير له الحق انه يمسك و يحبس أي حد في البلد للاشتباه فيه.... ـ أيوة بس ده احنا ما صدقنا الناس شمت نفسها حبتين بعد الحبسة بتاع موضوع السل ده . ـ ما هو حضرتك شايف أهو بمجرد ما هوينا لهم الحبل شوية إيه اللي حصل أهو ، و بعدين الصراحة بقى أنا مش مستعد أدخل عليك في مرة ألاقيك واخد لك عيارين لا قدر الله يا أبا العمدة . ـ أيوة بس براحة على أهالينا يا شيخ الغفر . ـ ما تقلقش يا أبا العمدة ، دول أهلي و ناسي ، و عشان كده عندي اقتراح كده ها يبسط البلد و يا ريت حضرتك توافق عليه . ـ خير إن شاء الله ؟ ـ طبعا إحنا لما نضيق على الناس بالشكل ده ، فياريت برضه نبحبحها عليهم من الناحية التانية . ـ عروستي ؟ ـ كنت بأقول يعني نخلي التليفون للأهالي مجانا يتكلموا براحتهم . ـ تليفون إيه ؟ ـ تليفون العمدة . ـ نعم ؟ تليفون العمدة ؟ ـ لا ، ما هو احنا ها نجيب لهم عدة تانية نحطها في القاعة و هانخلي واحد م الغفر قاعد عليه عشان الناس تتكلم بالدور . ـ آه ، بحسب ، و ماله ، ما عنديش مانع ، بس هي دي البحبحة اللي تقصدها ؟ ـ يعني ، أهي حاجة برضه تسعدهم و توسع عليهم . ـ الأهم من كده تنبه على الغفر ما حدش يضايق الناس . ـ لا ، من الناحية دي اطمن ، طول ما أنا موجود و لا يكون عندك أيتها فكرة ، أنا عاوزك انته بس كده تنام و تمدد رجليك و تشخر براحتك خالص و على كيف كيفك يا أبا العمدة . ـ حسك عينك أسمع أيتها شكوى من أي حد في البلد يا شيخ الغفر . ـ برقبتي ، و لا تشغل بالك انته يا أبا العمدة . ـ مش عارف كنت ها أعمل إيه من غيرك يا وله يا طاهر ، قصدي يا حضرة شيخ الغفر . ـ إحنا مش عاوزين غير رضاك علينا يا أبا العمدة . ( يتبع )
#محمد_سنجر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عمدة كفر البلاص ( 13 )
-
عمدة كفر البلاص ( 12 )
-
عمدة كفر البلاص ( 11 )
-
عمدة كفر البلاص ( 10 )
-
عمدة كفر البلاص ( 9 )
-
عمدة كفر البلاص ( 8 )
-
عمدة كفر البلاص7
-
عمدة كفر البلاص ( 6 )
-
عمدة كفر البلاص ( 5 )
-
عمدة كفر البلاص 4
-
عمدة كفر البلاص (3)
-
عمدة كفر البلاص (2)
-
عمدة كفر البلاص
-
ذهب مع الريح
-
الرقص على إيقاع كلمات سبارتكوس الأخيرة
-
جيفارا الذي لا يعرفه أحد ( دقات بقلم : محمد سنجر )
المزيد.....
-
خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو
...
-
سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح
...
-
منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز
...
-
فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي
...
-
سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
-
وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي
...
-
-كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟
...
-
ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق
...
-
رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة
...
-
الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
المزيد.....
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
-
الهجرة إلى الجحيم. رواية
/ محمود شاهين
المزيد.....
|