أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيدي المولودي - -أولاد عبد الواحد-














المزيد.....

-أولاد عبد الواحد-


سعيدي المولودي

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 08:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"أولاد عبد الواحد"

كأن المشهد السياسي المغربي يتسلق انطفاءاته ويشرب ارتكاساته المعتقة، حيث يغور في "سيبته" فوضاه التي تلبس الآن كل "تكاشيط" الديموقراطية وألوان غروبها وشروقها، وتغشاها القبائل المحملة ببخور الاقتراعات الخيالية وأرقام المشاركات الأسطورية في التهليل والتصويت، تتعقب في مناكبها فتات حوافر الوصول وشظايا الأغلبيات المغلوبة على أمرها، ولا غالب إلا لهاثها، والأقليات التي تتهجى جمر المعارضة تحت شجرة يقطين تواطؤ رهيب له طعم الغزاة. تتعانق السيوف الراكدة، الراكضة نحو ينابيع اليانصيب المخفي في المناصب المحشوة بجبال من حرير وهوى أرجواني يعقر الناقة على أعتاب محراب الوصول.والتأخر في الوصول خدعة قديمة، وموقف هدام لا معنى له...
تصل الوفود المعطرة بريش الثراء والأعشاب الاصطناعية وتبييض مغاور السيرة ومجاهيلها على طريقة التوابين، وتجلس حقائبها في رصيف الانتظار، يتعاقب كالعادة الشعراء الصامتون القادمون من كل المناطق العمياء يلوحون بأصوات بني جلدتهم المتهالكة تحت بريق المسكنة والزيف المستجير بضريح الديموقراطية الذاوية يضاجعها كل العابرين لسرير تقوى السلطة والامتيازات الموغلة في القهر، وأكل أموال اليتامى وذوي الكربة في شراهة واضحة النهار، ويمضي هراؤهم في هوادة السراب، ولا أحد منا سمع أو رأى أو رضع الباب.
لا تبرح القبائل سيبتها، القارعة المسيجة بالخوف الأسود، والحروب الخاطفة والشتائم القصديرية المنتقاة من خوابي الصعود الآمن لأكل التين.تشتعل الحروب وتملأ الأعماق، اليمين يمضي في كبد اليسار، واليسار يتمهل الخطو من الحائط للحائط، وتينع الرؤس وتلتوي الأعناق الحاملة لها من ثقل نضجها، ويعلو غبار طحين المعارك المختارة، يسار يغلق باب اليسار، ويمين يقطع يد اليسار، ومخالب من يسار تداعب حوافرمن يمين، ووسط، حيث لا توجد مرحلة وسطى، يتربص خيمات الموائد، وتكون طعنته حيث كل شقوق الخيانات تضرب أطنابها.
يقول المسافرون العائدون من ريح الموج، لا يمين ولا يسار، هذه الديموقراطية الجوفاء تملي ما تشاء، تذل وتعز من تشاء، ولا حدود بين الماء والهواء، كل المشاة يركبون خيلهم ويتمددون فوق نشوة الانكسار، ولا أحد يلتفت إلى تفاصيل الهزيمة المودعة في خرصات كل الأبواب.
قال اليمين لليسار: اخلع ثيابك أيها المترف، وتذكر شكل الحبال والمقامات المعتمة، وطعم تفاحات الخطيئة، وتراويق الطاعة ومزارع الملح والسلال المثقلة بطعم الثورة المغدورة التي تستحم غير بعيد من سواحل التعب..
قال اليسار لليمين: إنك منحدر من ذريتي، ماذا تقول للفصول القادمة أرهقها السير، أنت من تمعن في الصراخ، ولا تدنو من نزيفي لتستبد بالعرض والطلب واكتناز الفضة والذهب.
قال الجميع للجميع: ليبدأ المخاض، ونكون الجميع، يسار من أقصى اليمين لليمين، ويمين من أقصى اليسار لليسار، ولندخل خيمتنا، ويضرب صوتنا في موج واحد.ونكون الطلقة الواحدة.
الجميع مولع بالحروب الخاطئة، ونادى مناد في العالمين أن فاض الهم وفرت من مرابعها بهائم الوقت، ولا مناص من المواجهة، واشتعلت الحرب، بما يعز عن نقمة الأوصاف، وخرج الرجال الصناديق الشداد اللائقون بالوقت، مدججين بمواعين الأحوال، مرتدين غسيل لباسهم التقليدي المكدس: جلابيب بيضاء مشتقة من كل صفات الحليب، وطرابيش ممشوقة كتفاصيل الدم، وكانت الصيحة البرلمانية، وجاء الزحام كثيفا على نمارق الاستوزار المبكر، اختلط النابت بالبائت والحالب بالصاعد والنازل، ووضعت السياسة أوزارها باتساع خرائط شهوة الوصول، وتفرقت القبائل تأكل المشاش وبقايا عظام الديموقراطية النخرة الواقفة على باب الله، ووزعت الغنائم: لليمين مثل حظ اليسار، ولليسار مثل خطو اليمين، ولهما معا حظ الجلوس للمأدبة ليأكلوا ويشربوا على هواهم..
قال المواطن المنسي في ممرات القفر والغلاء الكاسر: ما لهذه الديموقراطية لا تصيب الهدف؟ وجاءه الرد على التو: ياأيها العدو الحميم، إنا نراك، فمت بغيظك، أنت أولى ببؤسك، وعين الحسود فيها عود الماء.. وسمع دوي طلقات كانت توقظ الصمت في بهو الأعالي وزغاريد من قبائل ملونة تخترق الطريق وتصطف في جبهة ولاء غامض يبيع كل شيء مما ادخرته دماء السياسة والمثل العليا والمباديء في آخر لحظة، بأبخس الأثمان، ويرحل في كل الاتجاهات المتعاكسة المبددة ..
كان دخان الديموقراطية يعلو الأفق داكنا، تمشي في سويدائه ركائب متشحة بكيد الحملات الانتخابية الرثة، ومخاط صناديق الاقتراع الحائل، ترفع عقيرتها في وجه التاريخ، وتمضي في اتجاه الأمر بالمنكرات والنهي عن كل المعروفات، الطريق الأقصر لجمع شتات القبائل على مائدة واحدة، ليكون الجميع وبلا استثناء أولاد عبد الواحد، المكللين يتيجان التواطؤ وعادات الخروج من الأبواب والعودة من شقوق النوافذ.
عراة حفاة تسير هذه النخب الملبدة سيرها البغيض، ولا أحد يقاوم رغبته في الخيانة !



#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خشب الدرويش
- هل للجمعيات حق الدعوة للإضراب؟
- وزارة التعليم العالي والتحريض على التمييز
- ترقية الأساتذة الباحثين ومأزق اللجان العلمية
- الإصلاح الجامعي الجديد ووضع العصا في العجلة
- الإصلاح الجامعي الجديد:مقاربات تقوية شهوة الإجازة
- - إكراميات- الحكومة المغربية والتصنيف الجديد للأساتذة الباحث ...
- جامعة مولاي إسماعيل .مكناس: انقلاب صغير في رأس الهرم
- وزارة التعليم العالي ولعبة التماهي
- الإصلاح الجامعي الجديد والمجازفة بمستقبل الجامعة المغربية
- مرثيات -فلاديمير- العشر
- اشتعال المرارة
- ترقية الأساتذة الباحثين وإرادة التقويض
- كلية الآداب،مكناس استقالة جماعية من مجلس المؤسسة
- المطالب المفخخة: نظام الإطارين في التعليم العالي.
- لبن الوظيفة العمومية
- الإصلاح البيداغوجي الجديد وسحر المقاربات الجديدة
- مروج الذهاب
- المشي بحالتنا
- الذكريات والحجارة


المزيد.....




- أزياء الممثلّة التركية هاندا أرتشيل.. بين أنوثة هادئة وجرأة ...
- مظاهرات في مدن إيرانية تنديدا بالهجمات الإسرائيلية ودعما للن ...
- -يا لسذاجتهم-.. خطيب الجمعة في طهران يشحن المشاعر وخروج آلاف ...
- ما فرص نجاح الدبلوماسية في نزع فتيل الحرب بين إسرائيل وإيران ...
- شاهد اللحظات الأولى لآثار القصف الإسرائيلي لمقرّ التلفزيون ا ...
- خل التفاح.. هل يساعد فعلا على إنقاص الوزن؟
- ماذا يعني استهداف المرشد الايراني إن حصل؟
- السلطات الصحية الأمريكية تمنح الضوء الأخضر لعلاج وقائي واعد ...
- زيارة -تاريخية-... رئيس وزراء أرمينيا في تركيا تلبية لدعوة أ ...
- دول عديدة تجلي رعاياها من إسرائيل وإيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيدي المولودي - -أولاد عبد الواحد-