بولس رمزي
الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 09:09
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
مما لا شك فيه ان مصر تشهد في الوقت الراهن حراكا سياسيا ممتدا الي شهر اكتوبر من عام 2011 سوف تشهد ثلاث مناسبات سياسيه هامه للغايه بموجبها سيتحدد الخط السياسي للدوله لعدة عقود زمنيه قادمه
والجديد في الامر والذي لا يمكن ان يمر علينا مرور الكرام هو تصريحات نيافة الانبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس حيث صرح نيافته بتصريحا خطيرا لا يجب ان يخرج من مسئول في حجم الانبا بيشوي حيث صرح للمصري اليوم في عدده الصادر يوم السبت الموافق 11-4-2010 بالتصريح التالي : ( الكتاب المقدس يدعونا الي انتخاب الرئيس مبارك ) وفي تصريح نيافته مخالفة دستوريه صريحه ولتوضيح ذلك من خلال التساؤلات التاليه :
اولا – هل تسمح الماده الخامسه من الدستور المصري بمثل تلك التصريحات؟
ثانيا – هل مثل تلك التصريحات تدعم الرئيس مبارك؟
ثالثا - هل الكنيسه القبطيه جاده في مطالبتها بفصل الدين عن الدوله ؟
التساؤل الاول : هل تسمح الماده الخامسه من الدستور المصري بمثل تلك التصريحات ؟
تنص الماده الخامسه من الدستور المصري علي ): يقوم النظام السياسي في جمهورية مصر العربية على أساس تعدد الأحزاب وذلك في إطار المقومات والمبادئ الأساسية للمجتمع المصري المنصوص عليها في الدستور. وينظم القانون الأحزاب السياسية وللمواطنين حق تكوين الأحزاب السياسية, وفقا للقانون, ولا تجوز مباشرة أي نشاط سياسي أو قيام أحزاب سياسية علي أي مرجعية أو أساس ديني, أو بناء علي التفرقة بسبب الجنس أو الأصل.)
ومن خلال نص الماده الخامسه نجد ان المشرع وضع في نص الماده الخامسه مجموعه من المحظورات في ممارسة الانشطه السياسيه وهي :
1- لا يجوز مباشرة اي نشاط سياسي علي اساس مرجعيه دينيه .
2- لايجوز قيام احزابا سياسيه علي اساس مرجعيه دينيه
3- لايجوز مباشرة نشاطا سياسيا او قيام احزابا سياسيه بناء علي التفرقه بسبب الجنس او الاصل
وفي موضوعنا هذا فاننا امام الفقره رقم (1) من المحظورات ولكي نتحقق من هذا الحظر لابد وان يتوافر ركنان اساسيان معا وهما :
الركن الاول : مباشرة نشاطا سياسيا
الركن الثاني : استخدام مرجعيه دينيه لدعم ذلك النشاط السياسي
وعندما يصرح نيافة الانبا بيشوي رئيس المجمع المقدس بالكنيسه القبطيه الارثوزوكسيه الذي يتكون من جميع اساقفة مصر الذين يشرفون اشرافا مباشرا علي جميع الكنائس الارثوزوكسيه في كل شبر في مصر في احدي الصحف المصريه واسعة الانتشار فيما يختص بالانتخابات الرئاسيه فانه قد باشر نشاطا سياسيا محققا للركن الاول من ركني الحظر
وعندما يدعم تصريحه باستخدام نصوص الكتاب المقدس بقوله ( أن الكتاب المقدس يدعونا الي انتخاب الرئيس مبارك ) فانه بذلك تحقق الركن الثاني وبتحقق الركنان معا فان تصريحات نيافة الانبا بيشوي جاءت مخالفه لنص الماده الخامسه من الدستور المصري وان نيافته باشر نشاطا سياسيا مستخدما مرجعيه دينيه
التساؤل الثاني : هل مثل تلك التصريحات تدعم الرئيس مبارك؟
انا لا اعتقد ان الرئيس مبارك في حاجه لمثل هذه التصريحات لانها غير مفيده لسيادته بل علي العكس فان لها الكثير من المردودات السلبيه – فقد يستخدمها بعض خصومه السياسيين في ترويج افكارا معينه تستهدف استقطاب الكثير من العامه الذين ينساقون وراء العاطفه الدينيه والتجارب علمتنا الكثير في هذا الموضوع .
كثيرا ما نري بعض الصحفيين لهم اساليبا رخيصه في استنطاق البعض بتصريحات بعينها بهدف استخدام هذه التصريحات من اجل هدفا غير نبيلا فعلي رجال الدين الحذر في اجاباتهم فانهم تنقصهم الحنكه السياسيه ولذلك فانني اري ان تصريحات نيافة الانبا بيشوي لا تدعم الرئيس مبارك مطلقا وفخامته في غير الحاجه الي مثل هذه التصريحات من رجال الدين الاسلامي والمسيحي علي السواء.
التساؤل الثالث : هل الكنيسه القبطيه جاده في مطالبتها بفصل الدين عن الدوله؟
في حقيقة الامر انا كثيرا ما احتار في امر بعض قيادات الكنيسه القبطيه ففي الوقت الذي تنادي فيه الكنيسه بضرورة فصل الدين عن الدوله وكثيرا ما يبدون انزعاجهم من تدخل رجال الدين الاسلامي في امور الدوله نجدهم هنا يتدخلون تدخلا مباشرا في الامور السياسيه .
انا اعتقد ان جميع رجال الدين سواء كان اسلامي او مسيحي يرغبون في تاسيس مبدأ تدخلهم في امور الدوله لانهم الفئه الاولي المستفيده من استمرار هذا الخلل الهيكلي في الدوله الذي اعطاهم الوصايه علي الشعب المصري والطرفان المستفيدان من استمرار هذا الاحتقان الطائفي في البلاد لانه يعزز مكانتهم ويقوي قبضتهم علي الشعب المصري ويعطيهم سلطه داخل السلطه
وبالتالي فانني اري وبكل وضوح ان الكنيسه القبطيه غير جاده في مطالبتها بفصل الدين عن الدوله فهي ترحب باستمرارها المتحدث والمحرك الاساسي للاقباط والزعامه الوحيده التي تتعامل معها الدوله في الشأن القبطي فان الكنيسه ترفض اندماج الاقباط في الحراك السياسي من خلال المؤسسات الحزبيه واندماج الاقباط وانصهارهم كمصريين مع جميع المصريين من جميع الديانات والتوجهات السياسيه , دائما تزرع بداخلهم الخوف علي هويتهم الدينيه من هذا الانصهار في الشارع السياسي
وللاسف الدوله تشجع علي هذا وتستخدمه فهي ترفض علي اي معارض استخدام دور العباده في الترويج لنفسه من خلالها وفي الوقت نفسه نجد ان الدوله نفسها تقبل من رجال الدين الترويج لها من خلال تلك المنابر الدينيه
اذا كنا جادين في تطبيقا فعالا للماده الخامسه من الدستور المصري لابد وان ينطبق ذلك علي الجميع واولهم الحزب الحاكم نفسه والا الامور ستنفلت وسنجد البرادعي سوف يدخل المساجد ويعقد الندوات داخل باحات المساجد والكنائس من اجل الترويج لافكاره السياسيه
متي نجد دور العباده تحترم ؟؟ متي يأتي المسيح بسوطه قائلا بيتي بيت الصلاة يدعي جعلتموه مغارة للصوص؟
نريد دور عباده للصلاه فقط ؟ نريد رجل دين للدين فقط ؟ نريد رجل سياسه للسياسه فقط نريد رجل اقتصاد للاقتصاد فقط!!!! نريد كل رجلا في مجال تخصصه, لا نجد رجل الدين يتكلم في السياسه والاقتصاد والعلوم العسكريه والاستراتيجيه والطب والفلك والفضاء والذره
نريد دولة مدنيه بمعني الكلمه وعلي الحزب الوطني دراسة التغيير الي الافضل , ودراسة مشاكل الشباب التي تمثل قنبلة موقوته جاهزه لاي مغرض يضع فتيل الانفجار لتحرق الاخضر واليابس وقد اعذر من انذر
بولس رمزي
#بولس_رمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟