أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين شبّر - العباءه الطائفية في وعي المثقف العربي















المزيد.....


العباءه الطائفية في وعي المثقف العربي


حسين شبّر

الحوار المتمدن-العدد: 2968 - 2010 / 4 / 7 - 17:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاءتني هذه الرسالة من الصديق الكاتب تيسير الفارس الذي أحبه واحترم قلمه وفكره لكنها وياللأسف حملت هجوما شديدا على شخصي اذ راح أخي تيسير يتهمني بالطائفية بشكل واضح وصريح باسلوبه التهكمي والذي لم أكن أتوقعه .. مرارة صبت في قلبي, وجحيم استعر في نفسي حتى كاد يحرقني ويأتي على كل كياني وأنا اقرأ هذه العبارات التي راح يلويها ليّ السجل ويخبأ فيها ما أراده وما لا يريده وكأنما حاله معي أستمرئ الأبداع على جثتك يا صديقي ، سأحمل مبضعي واشرط الجثة نصفين نصف للحسين ونصف للمالكي .. لن أتركك سوى بقايا من أثر مرّ منها ذات يوم .. لماذا لأن العراق مات يوم مات الحسين ... هكذا .. هكذا ... وسأترك القارئ مع مقتطفات من الرسالة على طولها .....
قال...... الى حسين شبر قدس الله سره ....
الحياة لا تفهم بغير جنون الحسين ذات مساء أتى هذا الكائن الأسمى على صهوة الريح الجنوبية متسربلا باسراره النبويه متقمطا بأرديته اللاهية جاء من بعيد من سكينة المعنى ودفء الكلمة ونور المحبة ليروي ضمأ البشرية فقتله شمر.
وإني ألعنكم كما ألعن شمر وزياد ويزيد ومعاوية والعرب وغير العرب من العجم وبني الأصفر والديلم والترك والعن الريح والمطر والتراب والصخر والجبال والوديان والصحارى والقفار والأرض كل الأرض والسماء كل السماء .. وألعن أسفار التاريخ وكتبة التاريخ
آه .. آه .. أيها الجرح الغائر في الروح
لو رُفعت الأستار عن مشاهد الحياة..
لأغمي على كل حي يُرزق..
ما بين الفجر والفجر فجر ها أنه أتى .. نعم أتى ..
المظلومين... المظلمون انتفضوا وهم الآن يرقصون على اشلائكم وأشلاء تاريخكم وسينزون عليكم نزو الذئاب
هاهم قادمون ليذبحوا أسفاركم ويريقوا مدادها الأسود دما أسود
جائوا من مآقيكم كلمات بغير حروف
جاؤا تدلوا من أردية النص السماوي
عناقيد من زهو وفجر اطل من وراء الأفق
يحملون سيف بغير مقبض
..... الخ

ومع احترامي الكبير الى الأخ والصديق الكاتب الفارس ومع الابتعاد ايضا عن تحليل هذه الرسالة وفض خاتمها ... فأنني اقول الى أخي تيسير الفارس ان هذه الترسانة المعرفية اللاهوتية التي رحت تضمنها خطابك لي لها مذاق من نوع خاص أنا احب جدلك مع نصوصك فلا تجعلني نصا تفككه وتحلله وتكشف خباياه ثم تعيد بنائه كيفا يحلو لك .. ولا تجعلني بعض جدلك فأنا لست نصا ولا مكانا ولا زمانا ولا روحا ولا جسدا ولا فضاء ولا كيانا ولا صيرورة فقط وإنما انسان يفكر ويعي أنه يفكر وهذا سبيلي الى الحياة أو سبيلي الى الأقتراب من الحياة بكافة وجوهها ...
لم أكن ياصديقي العزيز في يوم من ألايام طائفيا بالمعنى المنكر للكلمة او السيء للمصطلح .. ولم أكن في يوم من ألايام مذهبيا ... لا يقلقني المذهب ..لأنك تعرف أني قارئ للتاريخ الاسلامي وأعرف ما تعرفه .. أعرف ماذا حدث قبل السقيفة و اثناء السقيفة وما بعد السقيفة وأعرف كيف دار الصراع ومن أداره وكيف أدير وكيف استثمر ومن هي الجهات التي استفادت منه وكيف تحرك التاريخ بعد ذلك ليمزق الأمة الاسلامية شر ممزق وللتتطاير الاشلاء حتى بلغت أعنت السماء أعرف من الذي وظف هذه التراجيديا حتى طغت وعمت وطمت حتى اصبحت هذه الأمة أمة البكائيين أحدها تبكي على الحسين والآخرى تبكي على التاريخ وعلا النواح واصطكت الحناجر وبلغت الروح الحلقوم مع مرور الزمن .. وبتنا في ذيل الأمم نمسك بعقابيلها ولا نجاة من المصير المهلك ... أو كما قيل ولات حين مناص ....
أحببت الحسين لا للمظلومية أحببته لأنه قتيل الكبرياء.. ونتقدت المسيح لأنه مات ذليلا على الخشبة يستجدي العفو من قاتليه .. وتلك مفارقة في حجم الممكن وقوة وعظمة الارادة والسطوة على النفس وانظر كيف تحول المسيح الى اله يعبد والحسين الى متهم بشق عصا الطاعة على الخليفة المؤمن ... لا يهمني كيف يتجسد الحدث في الوعي الاسلامي الذي انقسم طائفيا ومذهبيا منذ تلك اللحظة ولا يهمني هذا الغطاء الأيديولوجي السافر والمفضوح الذي هتك سره من زمان بعيد .. احببت الحسين كما أحببت الحلاج والجعد بن درهم لذات السبب ياعزيزي ....
,انا اعرف أن الهوية في العراق اليوم في أشدّ أزماتها وأحلك لحظاتها ،لكن الأزمة مزمنة في العراق ، وتزداد تعقيدًا واستعصاء.
إنهاحصيلة التعامل مع الذات بعقلية الاصطفاء،مقابل التعامل مع الآخر بمنطق لإقصاء أوالأخصاءلا فرق .
هذه الثنائيات قد استهلكت ولم تعد أداةً فاعلة في الفهم والتشخيص والمعالجة، بقدر ما استخدمت على سبيل التبسيط والاختزال أوالخداع. فلا مجتمع يثبت على حاله، وإنما هو في حراك دائم،أو أزمة وجودية دائمة .
هكذا ليست المسألة أن نختار بين رحى ورحى أو بين بعد وبعد، لكي نقع بين فكّي الكماشة، بل أن نحسن إدارة قضايانا باجتراح المساحات المشتركة واللغة الجامعة والصيغ المركّبة الفاعلة والتواصلية البناءة .وإذا كانت مشكلة كل شيء تكمن في مفهومه، فالمعالجة تحتاج إلى كسر المنطق الأحادي وتجاوز الثنائيات ، للتعامل مع الهوية ببعدها المتعدد وبنيتها المركّبة. أؤثر أن لا أعرّف نفسي من خلال هويتي الدينية، وإن كانت بعدًا من ابعاد شخصيتي بتراثها وتقاليدها ورأسمالها. وإنما اعرّف بنفسي من خلال أطر ثلاثة: أولاً بلدي الذي هو مسقطي العراق وهو حلمي ليس لأنه قطعت ارض ولدت بها وليس لأنه جميل وليس لأنه ديمقراطي ويمتلك ارثا تاريخيا.. لأنه مجموعة من العلاقات تلك وغيرها . ثانيًا، مهمتي في هذه الحياة وهي الحدس الأكبر الذي يشغل علي المساحة الكبرى من هويتي. ثالثًا، كينونتي كإنسان منشغل بهم الوجود والحياة الفضلى كما أتصورها وأحب أن يعيشها غيري.لا حظ أنني لم أقل شيعيتي أو مذهبي أو طائفتي ....
ما هو الذي يحدد مفهوم الوطن هنا ؟ وما الذي يعنيه مفهوم الانتماء للوطن ؟ كيف نستطيع تعميق القيمة اوتسطيحها بما يخص هذه المعاني ؟ ثم كيف نجعل الشعور شعورا اكثر حساسية تجاه الوطن؟الوطن قطعة أرض من تراب وصخورواناس وطفولة وعلاقات وعي وارتباطات لها معنى مافي الذات...شاءت الحياة بدون ارادة منها أو بإرادة ان تنبثق بذرة وجودك هناك في وطن.وقد تكون في مكان آخر لكنك لا تحمل هذا الاحساس الطاغي بالأنتماء اذا ما ولدت في مكان وعشت في مكان آخر طفولتك .. المسألة بحاجة الى شرح يطول لو تتبعناها
أعودالى صلب الموضوع مدار الجدل الصاخب والذي أحدث سوء الفهم هذا ... حكم العراق طاغية من طواغيت التاريخ مرالمذاق صدام حسين ... وقد اتكأ صدام في حكمه الجنوني على ثلاثة قواعد شكلت شرعيته .. حزب البعث .. السنة الذين تحالفوا مع هذا الحزب وشكلوا الغطاء الديني والثقافي .. والكارزما للقائد ... وكان طبيعيا أن لا يستبعد الشيعة الشروكيةالصفويين من هذه المعادلة فقط وانما تحويلهم الى كائنات مسخ مدانة مستبعدة متهمة خائنة للوطن وللقائد الضرورة ولرب القائد ولعموم امة العرب القومجية ... وكونهم خونة فلا بد من قتلهم وتعذيبهم وسجنهم وسلخهم .. فهم أعداء الأمة التاريخيين أعداء الله ... وللمفارقة كانوا في عهد صدام وقود للحروب صدام كما كانوا وقودا لحروب الحجاج بن يوسف الثقفي يقدمون قرابين في مذبح ابن أبي صفرة .. كما كانوا قرابين نجسة للهادي وهارون وقبلهم ابي جعفر المنصور الذي اجتز في يوم واحد كما تفتخر كتب التاريخ 100ألف رقبة بلا فخر ...
تاريخ الشيعة تاريخ مؤلم قبل صدام وأثناء حكم صدام .. ستقول أن صدام اغتال العراق كله فلم يفرق بين سني وشيعي .. ,انا اقول لك لا السنة كانوا جزءا من الشرعية والنظام ومن مؤسسة الحكم ولا يمكن لهذا الطاغية ان يعادي العراق كله بمثل هكذا جنون .. بغير الاتكاء على احد جناحيه . انني ابن هذا البلد واعي ما اقوله ... شيعة الفرات الاوسط و الجنوب في عهد صدام أصبحوا من المحرمات التي لا يمكن الاقتراب منها لأسباب كثيرة اصبحوا لعنة ووباء وشرا قمطريرا ... وكل من يقترب من هذه المسألة التهمة جاهزة الدعوتيةالمذهبية والشروكية والاصول الايرانية الصفوية .. الى آخر قائمة التهم المعدة سلفا والجاهزة للتعليب والتغليف .... وبسبة الطائفية هذه تكمم الأفواه وتصادر الحريات وتنتهك الحقيقة ويقفز فوق التاريخ ... ويغتال الحق .. نحن لا نريد الا قول الحقيقة عدد القتلى في العراق بعد سقوط نظام صدام بلغ مئات الالاف من كان وراء ذلك ؟القاعدة .. ومن هي القاعدة ؟.. .. من هم البعث؟ سيجبونك مخلوقات هبطت من الفضاء الخارجي ... لكن الشيعة خونه خونة الدم ألم يستقبلوا بوش بأكاليل الورود ؟ نعم لكن من ذبح الشيعة من الوريد الى الوريد ؟ من ايقض الحلم البعيد ؟ من اثكل النساء الماجدات إلا من اعراضهن ؟ من صيرّ الريح الشروكي نسائم هادئة تمس وجنتي العراق بشفيف عطرها ؟ وسيظل صوت القتيل صارخ في البرية على رغم هدأت النسائم تلك يصرخ في بطن الفرات وأخيه دجلة حتى يتوقف مسلسل القتل والأجرام وتدلف الستارة على مسرح العبث العراقي حتى لا يستمر المسلسل الى غير ما نهاية وقد تكون النهاية مفجعة ...اذا ما استمر ... تقولون أن الشيعة طائفيين .. والطائفة مذهب .. والمذهب لا يقبل بمذهب غيره .. لأنه هو الطريق الوحيد الى الحقيقة التي يراها المذهب ... هذا صحيح لكن في المقابل أليس السنة مذهب كذلك ؟؟؟؟
يقول المثقفون ( والوطنيون ) والعلمانيون ومن لف لفهم وتزود بزادهم وشرب من نقيع خمورهم وحلت عليه بركات آلهتهم نحن نريد عراقا لكل العراقين .. هل الشيعة الشروكية قالت غير ذلك ؟ ثم اليست هذه الفئات المباركة هي مذاهب وأديان وأجندات ومصالح وارتباطات بالغرب والشرق والشمال والجنوب والفوق والتحت وما بين الفخذين والنهدين والصدغين ؟
عندما نقول احتكمنا الى الديمقراطية ... يمطرونا سبابا ولعنة ويقولون أن هذه الديمقراطية مزيفة ؟ كيف زيفت ومن زيفها ولماذا زيفت ؟ لا جواب .. أن هذه الديمقراطية جاءت على ظهر الدبابة الأمريكية ... نعم ... لا يهم كيف جاءت ولكنها جاءت وهلت وأهلت بفضاءها وفضائلها بخيرها وشرها .. ستقلون ان الشعب العراقي لم يتعلم بعد وليس مستعدا بعد لهذا الكائن القادم من وراء الحدود ... لأنهم شيعة متخلفون يحكمون بالحجة المقدسة الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفة ظل الله على أرضه .. هم لا يحسنون غير اللطم والبكاء والزعيق والنهيق فكيف يتحول هذا المسخ البشري الى كائن ديمقراطي ؟ الديمقراطية اسمى من يلتف بعبائتها أمثال هؤلاء ؟ نسألكم ما العمل ؟ ستقولون أن الديمقراطية يجب أن تمر في مسار تاريخي حتى تكتمل صورتها ذلك انها نظام حكم وطريقة حياة أنتم جهلة أميون لاتعرفون سبل وطرق الحياة والحرية والأخاء والبغاء المقدس بمباركة القادة العظام وان كانوا جلاديكم .. اذا علينا أن ننتظر مئات السنين حتى نشكل ديمقراطيتنا الخاصة العجيبة هذه ولا نستوردها معلبة من الغرب ... كلام غريب وعجيب ...
إن العلمانويون باركهم الله.. جل اهتمامه فصل الدين عن الدولة .. ويستوردون هذه المفاهيم من الغرب ويرون أنه في عملية الفصل هذه ستحل مشكلة العراق .. ونحن مع أصدقائنا ورؤيتهم تلك نباركها ونعمل لها لكن أتحداهم مجتمعين أن يعطوننا آلية لفعل ذلك في العراق ما هي الوسيلة في مجتمع مثقل بالدين ومسجونا بالنص ومنتهكا بالتأويلات .. في مجتمع تطالبونه بأن يعبر قطار التاريخ الى الديمقراطية والقطار لم يصنع بعد ... في مجتمع لا تزال الحرب تطحنه الى هذا اليوم حرب من كل الأنواع .

أتخمنا المثقفون من أبناء وطننا بالشعارات الفارغة الطنانة . فتارة يريدون الاشتراكية؛ وبعد أن تثبت اشتراكيتهم الفشل ، يرمون بالاشتراكيّة في صندوق القمامة ويبدأون البحث عن شعار جديد يضحكون به على الناس. . وتارة بالقومية وأخرى بالعلموية ورابعة بالرأسمالية وماذا نقول لهذا المواطن الذي دفع من عرق جبينه وقوت أطفاله ثمن تلك الشعارات التي تحيي كل الأبواق باعتبارها الحلّ الوحيد الذي سيخرج كلّ الوطن من جحيم العبوديّة والاستغلال والظلم إلى نعيم التقدّم والمساواة والتحررّ؟ ؟
اصحاب العقيد العلمانوية .. عقيدة تقوم على افكار ظاهرها ينبي بوجه حسن وباطنها خبيث .. العلمانية كما راحوا يزعمون هي دين القرن الحالي . هي دين من أنواع الأديان عقيدة من أنواع العقائد المعروفة وغير المعروفة .. لكنها بحسب هؤلاء المبشرين السحاقيين دين ذو خطاب مفتوح أو مفضوخ لا ضير ولكنها بالنهاية هي خطاب .. لم يقم على انقاض خطاب الدين .. ولكنه قام على جدل وصراع مع الدين وهنا تكمن مفارقة.. مفارقة لا يعيها العلمانيون الأجلاء اذ الصدام الفج بين خطابين يعني بأن يتأثر اللاحق بالسابق ويعش ويعتاش علية .. وكل أنواع التبشير التي يسوقها هذا الخطاب تقوم على فصل الدين عن الدولة .. لن نناقش علمانية الغرب وما حدث من جدل صاخب في الغرب حيال هذه القضية التي لم تكتمل الى غاية هذه اللحظة التي اكتب بها مقالي هذا فالغرب دخل في جدل تاريخي مع الحقيقة التي افرزها الدين ولا يزال المفكرون يرتدون الى هذا الجدل ويتمترسون خلف هذه المعركة لتأكيد نظرتهم الواحدية في هذا الصراع الذي لن ينتهي ابدا ما دام الانسان موجودا يقول مفكري العرب ومنظريهم الأغبياء إن الغرب استطاع أن يحصر الدين في الزاوية المظلمة . وأن يفصل الدولة عن الدين .. بمعنى أن الدين لا يتدخل في في ادارة الدولة.. فالدين هو ممارسة شخصية للفرد ..وتناسى هؤلاء أن الدين في اللحظة التي يصوغ فيها الوعي الفردي هو يصوغ حياة الفرد وتجربته الشخصية وخلاصه الفردي وهذا مع الفارق بين الدين المسيحي الذي يسعي الى خلاص الفرد كفرد ولا يسعى الى خلاص المجتمع بينما الأمر مختلف في الاسلام الذي مزج بين الخلاصين خلاص المجتمع وخلاص الفرد وهنا تسقط كل أنواع الدعوات والتنظيرات التي تدعو الى فصل الدين عن الدولة في المجتمعات الاسلامية والعربية وهنا يبرز كذلك منطق التدخل الفج بين الموسسة الدينية والنظام الحاكم....وأن الدعوة الى استعادة التجربة الغربية بأي شكل من الأشكال لا يمكن أن تنجح .. ستقلون ما العمل ..؟ اقول لكم أنا أدري ما العمل .. لكنكم سترجمونني.. وانا لا أريد أن أرجم وأتحول الى ضحية من ضحاياكم التاريخيين .. أن مشروع العلمانية في العالم العربي لن يكتب له النجاح ... وإن الرهان على التاريخ رهان زائف والراهن على الانفتاح التقني والتواصل عبر شبكة الانترنت لن يجدي نفعا وهذا خطاب العاجز وأماني فارغة من مضمونها أوهي أقرب الى الآمال والأمنيات وأحلام مجنونة اٌقرب الى الهراء الفارغ ...
ستقولون اذا كيف نلحق بالعصر كيف نصبح جزأ من المدنية كيف نتقدم كيف نكون ديمقراطيين .. أننا لا يمكن أن نظل كذلك حيوانات في مزرعة القائد الملهم .. وكيف وكيف ؟؟ اقول فاليستمر هذا السؤال المؤلم واحترقو بناره .. لكن عليكم أن تجدوا الإجابة .. أن تعودوا الى كينونتكم الخاصة.. لا ان يصبح همكم الوحيد حرق المسجد ..فالمسجد هو حالة وعيكم الذي لا يمكن لكم الانفكاك منة ابدا
اذا والحالة كذلك عليكم أيها العلمانيين أن تطوروا مفاهيمكم الخاصة النابعة من البيئة والعقلية العربية لا تستوردوا مفاهيم الغرب ومصطلحاته الفكرية وتجربته التاريخية وتسقطوها على مجتمع هو حالة مختلفة تماما .. أن مسألة النهضة يحب أن تنبع من الذات والكينونة والخصوصية الفكرية والتجربة التاريخية .. اننا تحدث عن النقلة الكيفية .. كما حدث في الصين والهند .. على سبيل المثال لا الحصر . هذا هو منطقكم وجدلكم ومآخذكم على التجربة الديمقراطية العراقية احببت أن اثير يعضا من جدل الممكن هنا فلا تنزعجوا ..
العراقيين قبلوابأن يستورد الديمقراطية الغربيةوأن يجعلوها جزأ من حياتهم مدركين تماما أنها تجربة عليهم أن يحيوها دون الدخول في مرارة هذا الجدل الصاخب. قبلوا الديمقراطية وأن كانت زائفة على حد قولكم .. قبلها العراق كنظام حكم وادارة دولة مع البقاء على خصوصية هذا المجتمع وارتباطاته الدينية والعشائريةواعتبروا ذلك طريقا لحياة جديدة.. قد تكون هنالك سلبيات كثيرة وعوائق عديدة تعترض هذا المشروع القومي العراقي لكنهم سيتجاوزه اليوم أو غدا .. أما مسألة التنظير من سادة العلمانية لمجرد التنظير فهذا لن يؤدي الى نتيجة ولن يخرج العراق من أزماته ..
ونعود الى ايران التي هي الاخرى ذلك الحمار الأعرج الذي ركبه بعضهم – معززين مقولة الطائفية.. ايران الشيعية الصفوية المارقة التي لا ولن تنسى ثاراتها التاريخية يوم أن دمر سعد كيانها وأتى على بنيانها،اذا اقتلوا هذا الحمار ان استطعتم فكريا وثقافيا وسياسيا وأن استطعتم عسكريا بعد أن تتعاضدوا وتتعاونوا مع الغرب .. فهؤلاء عجم أعداء الأمة التاريخيين وأن اطماعهم لن تقف عند حد في العراق فالعراق هو المدائن والخليج بحيرة فارسية .. ويقول المنظرين العظماء ومثقفينا الاجلاء إن اطماع ايران تمتد الى كافة الدول المقدسة وغير المقدسة وهي هجمة رهيبة ومخطط بغيض للهجوم على السنة هجوما أخير لا يبقي بقية لهم ويستشهدون بقول للمفكر النحرير والقائد الذي لن يجود الزمان بمثلة.... وهو بالمناسبة لا يحسن العربية ... بنظرية الهلال الشيعي الذي سليتهم الأخضر واليابس .. وسيشكل خطرا على اسرائيل ..... اذا دعوة مفكرينا العظام .. بما أن العراق ضعيف وهو لقمة سائغة بين فكي هذه الاسد الايراني وبما أن الدول العربية هي ليست بأحسن حال من العراق .. لا بد والحال كذلك الاصطفاف وراء امريكيا والغرب المسيحي أهل الكتاب في الوقوف في وجه حكم الملالي وتحطيمه بأية وسيلة من الوسائل الممكنة وغير الممكنة وظل هؤلاء المثقفين المتنورين ابواقا للسلطات الحاكمة في الدول العربية في تغذية هذا العداء والهاب الصراع للوصول الى تدمير ايران في نهاية المطاف .
.ارجو أن لا يفهم من قولي ها انني أدافع عن ايران ولكنني أردت أن اكشف ذلك الخطاب المتواري في قلوب وعقول المثقفين العرب ابواق السلطة الذين لا يحسنون غير هذا النوع من الخطاب الجهنمي نحن نعلم أن هنالك أطماع لأيران في العراق ,ان ايران لاعب أساسي في الساحة العراقية كما أن أمريكيا الدولة المحتلة للعراق هي اللاعب الأكثر قذارة في العراق وكما أن السعودية هي ايضا لها مصالحها الكشوفة وغير المكشوفةولكل مصلحته والكل يدافع عن مصلحته بل ويسعى اليها فلماذا فقط نتهم ايران وحدها شيطانا كبيرا يريد تمزيق العراق وفصل جنوبه عن شمالة الى آخر المدونة العجيبة ... وهل بمستطاع ايران فعل ذلك هذا سؤال جوهري .. أن ايرادة العراقين هي وحدها الكفيلة أن تتحطم على صخرتها كافة تلك الأطماع سواء كانت ايرانية أو امريكية أو سعودية ... الخ
أن الذي يعنيني هو أن يتقدم هذا البلد ويتطور ويتحرر من نير العبودية أنا كانت ومن أية جهة أتت وأن يستقل قراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي وأن يتحرر كذلك من الهيمنة الأمريكية والعربية والايرانية على السواء ..
ستقول كيف للعراق أن يتحرر ويتقدم وهو يحكم من قبل الطغمة المرتبطة بأجندات أجنبية ؟ الجواب بسيط أننا نراهن على الوعي والتاريخ العظيم للعراق ولانسان العراق وعلى الديمقراطية الوليدة في هذا البلد العظيم وعلى منجزات هذا البلد الذي اذا صحى من كبوته سيتألق كائنا جميلا شاء من شاء وابى من أبى هذا قدر العراق الذي تعرض بتاريخة الطويل الى نكسات اشد من هذه وويلات افضع من تلك ...
وهذه ليست اماني ولا ابر تخدير ولكنها الحقيقة.. حقيقة مسار التاريخ.. حقيقة اتجاه التاريخ العراقي الصاعد .. وأنه اخيرا لمن الظلم ان يتهم كل من أحب العراق وغسل روحه قبل جسده بمياه دجلةوالفرات بانه طائفي .. وكأن شيئا لم يتغير وكأن صدام لا يزال يحكمنا من قبره ولا تزال جثتة تبعث الينا برسائلها .. هؤلاء لا يريدون أن يعلموا أن صدام أصبح من التاريخ وعجلة التاريخ لا يمكن ان تعود الى الوراء .
أرجو منك أخي الكاتب تيسير الفارس أن لا ترد على هذا المقال فأنا لا ارغب في الدخول بحوار معك حول العراق وما يجري في العراق اليوم ..
وأنني أعتذر عن اي سوء فهم قد يلاحظ بين سطور أو كلمات جاءت عن غير قصد في هذا المقال ولك احترامي وتقديري

حسـين شـبّر



#حسين_شبّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى أنون بيرسون رد على رد
- قراءة تحليلة في رؤيا يوحنا-7- ثلث الملائكة شياطين
- قراءة تحليلة في رؤيا يوحنا- 6 -الشواذ جنسيا
- يوحنا- 5 - ملائكة سبعة امام الله يبوقون وملاك اخر معه مبخرة
- قراءة تحليلة في رؤيا يوحنا- 4 – يصور الله على شكل دجاجة
- قراءة تحليلة في رؤيا يوحنا 3
- قراءة تحليلة في رؤيا يوحنا 2
- قراءة تحليلة في رؤيا يوحنا 1
- كيف حجرت الكنيسة على العقل ولا زالت
- المسيحية دين لا يعرف المحبة.. جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلَى الأَرْض ...
- مهزلة تجسد الإله في الأديان الثلاث
- رد على ردود المسيحيين في الحوار المتمدن
- الثقافة السمعية القصاصون فى المساجد
- خرافة الفداء في المسيحية
- نبؤة المسيح عن نهاية الكون وزال الحياة !!!!!
- موقف علي الخفي في مقتل عثمان بن عفان
- السؤال المحرم هل تمت خلافة ابي بكر بالنص أم بالأختيار وهل تم ...
- أزمة الحوار بين المثقفين
- نظرية الانفجار العظيم بين العلم و الدين والفلسفة
- أعذرني أيها السومري سلام طه فأنا لم أفهمك


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين شبّر - العباءه الطائفية في وعي المثقف العربي