أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين شبّر - كيف حجرت الكنيسة على العقل ولا زالت















المزيد.....

كيف حجرت الكنيسة على العقل ولا زالت


حسين شبّر

الحوار المتمدن-العدد: 2811 - 2009 / 10 / 26 - 13:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف حجرت الكنيسة على العقل ولا زالت
لنا هنا ونحن نتابع مقال الكاتب تيسير الفارس حول المذابح الرهيبة التي وقعت بين الكاثوليك والبروتستانت على مدار قرون عديده والتي ذهب ضحيتها الملايين من البشر لأنهم اختلفوا معهم في بعض المسائل حول عصمت البابا التي اعتبرتها هذه الفرقة وغيرها محض خرافة قامت على اسطورة صكوك الغفران. وأن تفسير الكتاب لايجب أن يمر الا من خلال البابوات وان علاقة الانسان هي مباشرة مع الله لاتحتاج الواسطة بين الله والبشر .
واستكمالا لما طرحه الحفار المعرفي الفارس في المقال( الصرعات الدموية بين الفرق المسيحية) وكشفه عن المذابح التي يندى لها جبين التاريخ, لقد وضعنا على المحك قضية هذه الديانة التي لا تقوم على المحبة ولا علاقة لها بالمحبة من قريب أو بعيد في حال تهديد سلطة رجال الدين أي تهديد مراكزهم والعبث بحقيقتهم التي سجنوها في الردهات المظلمة من عقولهم وكنائسهم . والتاريخ شاهد على هذه الممارسات المقيته على كل من يختلف معهم . ونحن نعلم أن هناك فرق كثيرة انشقت عن الكنيسة وخالفتها في أمور العقيدة غير البروتستانت, كان قد صدر بحقها من قبل الفاتكيان اتهمت الفرق المهرطقة وهي أكثر من أن تعد, واحيلكم الى كتاب السير السمث في كتابه تاريخ انشقاق الفرق المسيحية الصادر في عام 1997 عن بيرث في بريطانيا والذي ترجمه محمد المحسن وصدر عن دار ابن سينا 2002 .
لقد قامت الكنيسة في عصورها المنحطة فكريا ومعرفيا بالحجر على العقل ومنعت التفكير في أمر الدين تحديدا, كما حجرت على البحث العلمي وعلقت العلما ء على أعواد المشانق بتهمة أن العلم يتناقض مع الحقيقة المسيحية الدينية . ظلت المسيحية تمارس غباءها وظلت تحصد رقاب الخراف التي لا ذنب لها الى أن ثارت الخراف بنهاية المطاف فشحذت قرونها وهو سلاحها المتوفر ومزقت صكوك الغفران وكفرت بالبابا وحطمت أسطورة هذا الدين وكذبه وتهافته, وقد اشتعلت هذه الثورة عندما راح علماء الغرب وفلاسفته يقرأون الكتاب المقدس ليكشفوا عن تاريخيته وضلالاته وكذبه وشككوا في وجود يسوع اي راحوا يدمرون الكنيسة من الداخل . وأمام هذه الكشوف المرعبة تراجعت الكنيسة الى كنائسها وخرجت من الساحة السياسية والاجتماعية والتاريخية . واصبحت المسيحية في الغرب مثار السخرية والتهكم واصبح رجل الدين متهم بعد أن كان سيدا تخضع له الرقاب . أصبحت المسيحية لعنة العصر في الغرب لأن تاريخ جرائمها لا تزال ماثلة في وعي الغربي ووجدانه. ولا تزال كليات الدراسات التاريخية والاجتماعية والإنسانية تدرس تاريخ جرائم الكنيسة في مناهجا الى اليوم .
لقد شنت الكنيسة القديمة حربا شعواء على الساحرات ولقد نشرت العديد من الكتب في الغرب عن هذه الظاهرة ، ظاهرت قتل الساحرات . وكانت عملية قتل الساحرة تتم من خلال طقوس مغرقة في التخلف . تتنتهي بحرق الساحرة أمام الناس . وتتم عملية الحرق لقتل الشيطان داخل الساحرة . والسحر الأن بات معلوما أنه ماهو إلا الاعيب الخفة التي يقوم بها بعض الأشحاص الموهوبين في الاعاب الخفة. ولأن يسوع راح يخرج الشياطين من الناس وعندما تقرأ الأنجيل سوف تلتقي بمئات الحالأت التي اخرج يسوع الشياطين من البشر .
كان رجال الكنيسة يعتقدون ان الامراض من فعل الشياطين, وهي سبب القحط والعقم وان الشياطين تحوم بالجو ممتطية خيول السحاب وتاتي لمن يطلبها عن طريق السحر او لمن ياتي اثما او خطيئه. امر( البابا بيوس الخامس) ان يدعى الاطباء باطباء الروح لان الامراض تاتي من الشياطين ولارواح الشريرة.
في عام 1770م ظهرت خاصية عجيبة فى عدة أماكن فى أوربا وأرسلت عدة تقارير إلى الأكاديمية الملكية للعلوم في السويد, بأن الماء قد تحول فى عدة أماكن إلى دماء
وسارع رجال الكنيسة بإعلان أن سبب حدوث هذا يرجع إلى غضب الاله. الذي أرسل الشياطين لأن تحول هذا الماء الى دم . ثم قامت قيامة الكنيسية أن الرب قد غضب على السويد كما حصل في التاريخ القديم عندما تحول نهر النيل الى دم أحمر ثم راحت الكنيسة تحذر من أن هذا مقدمة ليوم الدينونة ونزول يسوع علما أن الأناجيل لم تذكر هذه العلامة كمقدمة لمجيئ يسوع الثاني .
وعندما قام العلماء بفحص هذه الظاهرة كانت المفاجأة . وجدوا أن إحمرار المياة يرجع إلى وجود حشرات دقيقة صغيرة لونها أحمر كانت قد غطت وجه الماء . وهذا ما جعل الماء في البحيرات يبدو أحمرا ثم قامت الدوله برش مواد كيماوية على هذه الحشرة فعادت المياه الى حالتها. وعندما وصلت الأنباء إلى الكنيسة , قالوا بأن هذا عمل شيطانى ورفض تفسير العلم وأقر بأن ظاهرة المياة الحمراء هى ظاهرة غير طبيعية وانها غضب الاله لقلة الايمان بيسوع الرب وقلة التبرع لبناء الكنائس للرب..

كانت الرياح والبرق تفسر من قبل الكنيسة القديمة بانها من اعمال الشيطان وقد امر البابا (جورجي الثالث عشر) ان تدق الاجراس بالكنائس عند حصول تلك الضواهر.
وفي القرن الخامس عشر ظهر اعتقاد ماساوي بان النساء الساحرات يقومن بمساعدة الشياطين في ظهور الاعاصير والعواصف وغيرها من الكوارث
لذلك أصدر البابا( "أنوسنت" الثامن) فى السابع من شهر ديسمبر عام 1484م أمرا بالقضاء على كل الساحرات فقام رجال الكنيسة بحرق الاف النساء بتهمة السحر حتى تتطهر ارواحهن من الشيطان اللعين.وكان كل مخالف لاراء الكنيسة يتهم بالهرطقة وان عقوبتة الحرق بالنار وهو حي,
في حفل زواج وصي العرش للويس الرابع عشر ملك فرنسا على ابنة ملك اسبانيا كانت هدية العرس حرق 80 مهرطقا امامهم.ولم يسلم العلماء والمفكرين من عقوبة التحريق بالنار حيث.
حرق العالم كوبرنيكوس لانة قال ان الارض كروية ولم يتنازل عن رايه وكاد ان يتكرر الحدث مع غاليلو لولا انة تراجع وقال لهم لا تريدونها كروية اذت هي ليست كروية.
اما محاكم التفتيش وادعاء رجال الكنيسة انهم يمتلكون الحقيقة المطلقة,
ادى ذلك الى ان يعيش مفكري اوربا الأحرار حياتهم كلها متخفين عن الانظار خوفا من ان يقتلهم احد من البسطاء تأثرا بكلمة قالها رجل دين مسيحي او خوفا من الحكومات المرتبطة ارتباطا وثيقا بالكنيسة لان الكنيسة كانت تتوج الطغاة وتسندهم ,
لقد عاش ديكارت في هولندا و خاف ان ينشر الكثير من اراءه حتى قرب موته وعاش فولتير في انجلترا فترة وهولندا فترة اخرى وكانت هولندا ملجأ للفلاسفةوالمفكرين بعد ان تمكنت منها البروتستانتية و اصبحت اكثر ليبرالية من الدول الكاثوليكية المجاورة.
ان ظهور اول دعوة بعيدا عن قرارات واوامر الكنيسة جاءت على يد المفكر الانكليزي جون لوك في كتابة الشهير القانون المدني.
ان انتشار المطابع ابان الثورة الصناعية ساعد على نشر افكار الفلاسفة والمفكرين بالتخلص من افكار الكنيسة البالية و من هنا تم الحجر على الكنيسة العظيمة بعد ان فقدت المصداقية بتفسيرتها السابقة لان اراء المفكرين انتشرت و دخلت حتى بالمدارس اليسوعية.
انتشرت الثورة الصناعية في إنجلترا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر وانتشرت بعد ذلك إلى دول غرب أوربا ثم إلى جميع انحاء العالم اسهمت الثورة الصناعية في القضاء على المجتمع القديم الذي تتحكم بة الكنيسة بكل المفاصل للحياة وأقامت مكانه مجتمعا جديدا تميز ببروز طبقتين :
طبقة أرباب العمل المنتسبين إلى البرجوازية والتي تكونت من أصحاب المؤسسات الصناعية والتجارية والمصرفية وقد سيطرت هذه الطبقة على الحياة الاقتصادية بامتلاكها لوسائل الإنتاج وطبقة العمال التي تكونت من سكان المدن والنازحين من الأرياف بحثا عن فرص العمل التي وفرتها المصانع لسد رمق العيش بعد ان كانت الكنيسة توزع الحساء على الفقراء وهم يقفون طوابير على ابواب الكنائس اصبح لديهم الان اجور يمكن شراء اللاكل وهنا تخلص الفقراء من استغلال الكنيسة لهم.
ولعل أكبر الأحداث الفكرية في أول القرن هو ظهور الفلسفة الوضعية التي نادى بها كونت عام (1857م) ديناً جديداً للإنسانية
ثم تلاها البركان الذي تجاوبت أصداؤه في أنحاء القارة كلها، وأحدث انقلاباً عاماً في الأفكار والآراء والمعتقدات التي توارثتها اوربا المسيحية قرونا طويلة وهو صدور كتاب دارون اصل الانواع في التطور العضوي والانتقاء الطبيعي.
هذا الحدث المذهل أثار حفيظة دعاة القديم وبالأخص رجال الكنيسة فاستجمعوا قواهم واستنجدوا بكل حميم وخاضوا معركة كان فيها حتفهم وانقشع الغبار عن سقوط آخر قلاع الكنيسة وخروجها كلياً عن ميدان الصراع الفكري العام .
واندحار الدعاة الأخلاقيين ودعاة الالتزام بالمسيحية ولم يبق لهم إلا شراذم في (حزام الإنجيل) وكانت نهاية المطاف ظهور النظرية النسبية في أوائل القرن العشرين عام
(1905)
وقد وصلت سيول الحمم التي قذفها البركان المعرفي إلى أرجاء المعمورة كافة نتيجة جهود عظيمة قام بها أناس متعددو الاتجاهات ومن أبرزهم ماركس وفرويد,
الى ان جاءت الثورة الصناعية والثاقفية وعصر الانوار الذي قلب كل المفاهيم القديمة للمسيحية التي مثلت عصر الانحطاط ولبذء المعرفي اللعين ومع فديريك نتشة اصبح الله في عداد الموتى وهو يرمز هنا الى موت المسيحية العضوي( اننا قتلنا الاله واقمنا الانسان المتفوق بدلا عنه) فاي فضيلة للكنيسة تضل قائمة هنا والى هذا البابا المعصوم الذي يطل من شباكه على الجماهير المستلبة عقلا وفكرا ملوح بيده ليشفي امراضهم ويخرج شياطينهم من روؤسهم وما كل ذلك الا بقية من الغثاء المسيحي في ساحة الجهل والتخلف والضلال والكذب.
ولنا عودة ...



#حسين_شبّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحية دين لا يعرف المحبة.. جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلَى الأَرْض ...
- مهزلة تجسد الإله في الأديان الثلاث
- رد على ردود المسيحيين في الحوار المتمدن
- الثقافة السمعية القصاصون فى المساجد
- خرافة الفداء في المسيحية
- نبؤة المسيح عن نهاية الكون وزال الحياة !!!!!
- موقف علي الخفي في مقتل عثمان بن عفان
- السؤال المحرم هل تمت خلافة ابي بكر بالنص أم بالأختيار وهل تم ...
- أزمة الحوار بين المثقفين
- نظرية الانفجار العظيم بين العلم و الدين والفلسفة
- أعذرني أيها السومري سلام طه فأنا لم أفهمك
- اللامرجوع عنه في وعي المثقفين العرب
- وقفة قصيرة مع الحلاج
- إشكالية الأستشراق عند الكاتب تيسير الفارس


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين شبّر - كيف حجرت الكنيسة على العقل ولا زالت