أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين شبّر - قراءة تحليلة في رؤيا يوحنا 1















المزيد.....

قراءة تحليلة في رؤيا يوحنا 1


حسين شبّر

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 4 - 15:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قراءة تحليلة في رؤيا يوحنا ـ 1 ـ

كنت دائما وأنا أقرأ ما يسمى بالعهد الجديد من الكتاب المقدس مسكونا بهاجس تلك الرؤيا ليوحنا وكنت اقرأ هذه الرؤيا وأعيد قرأتها علني أصل الى نتيجة ما من خلال الهدف الذي قصده يوحنا من وضع هذه الرؤيا ـ الحلم ـ في الكتاب المقدس ثم راحت تعتبر اصلا من أصول الأناجيل الأربعة المعروفة وأصدقكم القول أنني لم أقف على مبرر واحد يمكن أن تأنس اليه النفس أوالفكر معا . ذلك أن هذه الرؤيا هي أقرب الى الهلوسة المنامية ، هذا اذا صحت أنها رؤيا على اي وجه من الوجوه . وسيتضح من خلال هذه الرحلة التي سنقوم بها في ثنايا الرؤية المزعومة أنها إنما اقحمت عنوة على النصوص الأنجلية السابقة عليها تاريخيا لغايات سنتبينها لاحقا .
ومع التحليل المبدأي لهذا الحلم العجيب الغريب الذ ي كان نتاجه نسق لا يتماهى أو لايتفق معرفيا مع ما راح يكتبه في إنجيله المسمى بإنجيل يوحنا . ثم وقع بسلسلة من التناقضات الخطيرة والكبيرة التي تؤكد على قصة الرؤيا هذه هي من وضعه حتما .
تبدأ الرؤيا المنامية العجيبة الغريبة :
هذه الرؤيا التي أعطاها الله لعيسى المَسيحُ ليكشف لعبيده عن أمور لا بد أن تحدث عن قريب وعيسى أعلنها بأن أرسل ملاكه الى عبده يوحنا ويوحنا أخبر بكل ما يرى ... فهذه هي كلمة الله ورسالة عيسى المسيح ... ثم يقول هنيئا لمن يقرأ كلام هذه النبؤة وهنيئا لمن يسمعون ما جاء فيها لأن ساعة اتمامها اقتربت ....
في هذا المقطع نرى أن يوحنا يؤسس لرؤياه بأن مصدرها من الرب وكون مصدرها من الرب فإن ذلك يعطها شرعية قدسية لا يتم مناقشتها أو اخضاعها للتدبر العقلي والتثبت التاريخي بمنهجية زحزحة الفكرة ـ الهلوسة المنامية ـ نحو تأكيد يومياته التي كتبها عن ربه يسوع المسيح وهذه الزحزحة جاءت بغرض توجية رسائل الى الكنائس السبعة لتثبيتها في مواجهة الأخطار التي كانت تتعرض لها .
مِنْ يوحنَّا إلى الكنائِسِ السَّبعِ في آسيَّا. علَيكُمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِنَ الكائِنِ والذي كانَ والذي يأتي، ومِنَ الأرواحِ السَّبعَةِ التي أمامَ عَرشِهِ،
فكل كنيسة من هذه الكنائس كانت روحا موجودا أمام عرش الله . نلاحظ هنا مدى قلق العبارة فهو يقول أن الكنائس تملك أرواحا موجودة أمام العرش وبنفس الوقت هي موجودة في آسيا . ثم أن هذه الكنائس تملك أرواحا فهل المقصود هم البشر ام المقصود المباني ، لم يوضح هذا الكاذب ذلك وترك العبارة تحتمل أكثر من معنى بحيث يتهتك النص تماما أمام محاولة لأية قراءة جادة .
تتابع الرؤيا سردها : ومِنْ يَسوعَ المَسيحِ الشاهِدِ الأمينِ وبِكرِ مَنْ قامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ ومَلِكِ مُلوكِ الأرضِ. هوَ الذي أحَبَّنا وحَرَّرنا بِدَمِهِ مِنْ خطايانا، وجعَلَ مِنا مَلكوتًا وكَهنَةً لله أبيهِ، فلَهُ المَجدُ والعِزَّةُ إلى أبَدِ الدُّهورِ. آمين.
سرد يشي بالكثير من الدوال ـ المسيح شاهد على من ولماذا يشهد وهو الرب الذي جاء الى الارض ليفدى الناس من خطيئة لم يرتكبوها ، وهو ملك الملوك قام من بين الأموات بعد أن صلب على الخشبة وهذا كله موضع شك تاريخي فلم تبين لنا هذه الرؤيا التي تحدثت عن تفاصيل ممله كما سنرى ذلك .
يقول : ها هوَ آتٍ معَ السَّحابِ! سَتَراهُ كُلُّ عينٍ حتى عُيونُ الذينَ طَعَنوهُ، وتَنتَحِبُ علَيهِ جميعُ قَبائِلِ الأرضِ. نَعم، آمين.
إنظر لهذا النص المتناقض بشكل عجيب ، هو قادم مع السحاب ما علاقة ذلك مع الفقرات السابقة التي تتحدث عن سياق مختلف . قادم مع السحاب وفي أنجيله راكب على السحاب ... ثم تأتي الفقرة ستراه كل عين حتى عيون الذين طعنوه . بمعنى أن الذين طعنوه سيقومون من قبورهم ليروا الرب القادم مع السحاب . وتنتحب عليه جميع قبائل الأرض ... تنتحب بمعنى تبكي لفقد شخص بموته وكان المفروض أن تفرح البشرية لمقدمه هذا ... فالرب قادم للفرح الآتي من بعيد والسلام القائم على الأرض والمسرة في قلوب الناس .
وتتابع الرؤيا :
يَقولُ الرَّبُّ الإلهُ: «أنا هوَ الألِفُ والياءُ«. هوَ الكائِنُ والذي كانَ والذي يأتي القادِرُ على كُلِّ شيءٍ.
ماذا يعني بالألف والياء ، سوى أنه هو الموجود الوحيد . بمعنى أنه الكائن الذي كان وهو لذلك صاحب قدرة مطلقة اين كانت هذه القدرة المطلقة عندما علق على خشبة الصليب كما تقول
الأناجيل ؟
ويتابع : أنا يوحنَّا، أخاكُم وشَريكَكُم في المِحنَةِ والمَلكوتِ والثَّباتِ في يَسوعَ، كُنتُ في جزيرَةِ بَطْمُسَ مِنْ أجلِ كلِمَةِ الله وشهادَةِ يَسوعَ، فاَختَطَفَني الرُّوحُ في يومِ الرَّبِّ، فسَمِعتُ خَلفي صوتًا قَوِيُا كصوتِ البُوقِ.
إذا الرجل كان موجودا في جزيرة بطمس يكرز أي يبشر وهذه الجزيرة والكرازة منامية بطبيعة الحال إ ذ هو سمع صوت البوق . ثم حل عليه روح الرب القدس ثم اختطفه هذا الروح الى أين لم يذكر لنا هل الى السماء أو الى مكان آخر حيث مصدر الصوت الآتي من البوق ؟ هذا في عهدت يوحنا الرسول .
ثم يَقولُ: «أُكتُبْ ما تَراهُ في كتابٍ وأرسِلْهُ إلى الكنائِسِ السَّبعِ في أفسُسَ وسِميرْنَةَ وبَرْغامُسَ وثياتيرَةَ وسارْديسَ وفيلادَلْفيةَ ولاوُدِكيَّةَ«. كان الرب مشغولا بهذه الكنائس التي من المفترض أن يحل عليها روح القدس دونما وساطة يوحنا بإبلاغ الرسالة التي يريدها ........

يقول يوحنا : فاَلتَفَتُّ لأنظُرَ إلى الصَّوتِ الذي يُخاطِبُني، فرَأيتُ سَبعَ مَنائرَ مِنْ ذَهَبٍ......
تُحيطُ بِما يُشبِهُ اَبنَ إنسانٍ، وهوَ يَلبَسُ ثَوبًا طويلاً إلى قَدَمَيهِ، وحَولَ صَدرِهِ حِزامٌ مِنْ ذَهَبٍ، وكانَ شَعرُ رأْسِهِ أبيضَ كالصُّوفِ الأبيضِ أو كالثَّلجِ، وعَيناهُ كشُعلَةٍ مُلتَهِبَةٍ،
ورِجلاهُ كنُحاسٍ مَصقولٍ مُحمُى في أتونٍ، وصَوتُهُ كصوتِ مِياهٍ غَزيرَةٍ.
وكانَ في يَدِهِ اليُمنى سَبعةُ كواكِبَ، وفي فَمِهِ سيفٌ طالِعٌ مَسنونُ الحَدَّينِ، وَوَجهُهُ كالشَّمسِ في أبهى شُروقِها.
فلمَّا رأيتهُ وقَعتُ عِندَ قَدَمَيهِ كالمَيْتِ، فلَمَسَني بيَدِهِ اليُمنى وقالَ: «لا تخَف، أنا الأوَّلُ والآخِرُ، أنا الحيُّ! كُنتُ مَيتًا، وها أنا حيًّ إلى أبَدِ الدُّهورِ. بِيَدي مَفاتيحُ الموتِ ومَثْوى الأَمواتِ
.فاَكتُبْ ما رَأيتَ، وما يكونُ الآنَ، وما سيَكونُ بَعدَ ذلِكَ.
أمَّا سِرُّ الكواكِبِ السَّبعَةِ التي تَراها في يَميني ومَنائِرِ الذَّهَبِ السَّبعِ، فهوَ أنَّ الكواكِبَ السَّبعةَ هِيَ ملائِكَةُ الكنائِسِ السَّبعِ، والمَنائِر السَّبع هِيَ الكنائِسُ السَّبعُ.

هذا نص عجيب اي يوحنا الكاذب رأى سبع منائر من ذهب والتي ربما هي الكنائس السبعة تلك التي حدثنا عنها . فرأى الرب على شكل مجسد :
يلبس ثوبا طويلا الى قدميه ويئتزر بحزام من ذهب وشعر رأسه من الصوف الأبيض وعيناه شعلة ملتهبة ورجلاه كنحاس مصقول .... وصوته كصوت مياه غزيرة ..
ما هذا الرب إنه الذي يصوره يوحنا بصورة هي أقرب الى صورة الشيطان ثم كيف رأى رجلية النحاسيتين وهويلبس ثوبا طويلا الى قدمية هل كشف له عن ساقيه تلك ؟ ثم لماذا هذه الصورة المغرقة في التجريد والتجسد إن لم تكن من هلوسات منامية أو حلم مستيقظ كاذب ثم عيناه كشعلة ملتهبة ..... وفي يده سبعة كواكب .... وفي فمه سيف طالع أي خارج فم الرب مسنون حاد قاطع ، كناية عن لسان الرب الذي يقذف رعبا وموتا ودمارا ... بحسب رؤيا أشعياء في العهد القديم .....
ثم بعد ذلك وجهه كالشمس في أبهى شروقها ... وبعد هذا الوصف المرعب للرب يقع يوحنا عند القدمين النحاسيتين للرب كالميت فيلمسه الرب بيده اليمنى التي تحمل الكواكب السبعة فكيف لمسه بيدة وهو يحمل بها تلك الكواكب العجيبة الغريبة .... فقال له لا تخف أنا الرب الأول ولآخر وانا الحي كنت ميتا وها أنا حي الى الأبد اكتب كل ما رأيته وما يكون وما هو كائن .... وهنا يأتي التوظيف الدلالي للقص الأسطوري الذي يتجسد في الخطاب الديني دائما على هذه الشاكلة .ليصبح المعنى المراد توظيفه متجسدا كحقيقة ماثلة وليس كتصور ممكن وفق اعتبارات الخطاب النصية والدلالية المباشرة ...
ومن هنا وعلى مدار هذه الرؤيا كما سنلاحظ في المقالات القادمة كيف ظل هذا النص ـ الرؤيا ـ يؤدى هذا الغرض مع تتابع توظيفاته الطقسية في الفضاء الديني المسيحي حتى يومنا هذا .
ولنا عودة الى قرأء أكثر من ممتعة في هذا الحلم السخيف ........








#حسين_شبّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف حجرت الكنيسة على العقل ولا زالت
- المسيحية دين لا يعرف المحبة.. جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلَى الأَرْض ...
- مهزلة تجسد الإله في الأديان الثلاث
- رد على ردود المسيحيين في الحوار المتمدن
- الثقافة السمعية القصاصون فى المساجد
- خرافة الفداء في المسيحية
- نبؤة المسيح عن نهاية الكون وزال الحياة !!!!!
- موقف علي الخفي في مقتل عثمان بن عفان
- السؤال المحرم هل تمت خلافة ابي بكر بالنص أم بالأختيار وهل تم ...
- أزمة الحوار بين المثقفين
- نظرية الانفجار العظيم بين العلم و الدين والفلسفة
- أعذرني أيها السومري سلام طه فأنا لم أفهمك
- اللامرجوع عنه في وعي المثقفين العرب
- وقفة قصيرة مع الحلاج
- إشكالية الأستشراق عند الكاتب تيسير الفارس


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين شبّر - قراءة تحليلة في رؤيا يوحنا 1