أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - بُنى اقتصاديةٌ جديدةٌ














المزيد.....

بُنى اقتصاديةٌ جديدةٌ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2968 - 2010 / 4 / 7 - 00:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن التقلصَ الكبيرَ للرأسماليات الحكوميةِ الشرقية قادَ إلى توسع للرأسماليات الخاصة.
في حال غياب تلك الرأسماليات الحكومية بخدماتها وقوتها الاقتصادية وأجهزة أمنها الهائلة، تتحولُ الأوضاعُ إلى اضطراب هائل كالعراق وافغانستان واليمن وبعض جمهوريات الاتحاد السوفيتي الآسيوية الخ، رغم أن هذا الغياب يفتحُ لتطوراتٍ جديدة مهمة لكن المظهرَ الفوضوي والاضطراب هما نتاجان لعدم التطور الواسع الديمقراطي للرأسماليات الخاصة المنتجة وظلالها من صحافة حرة وبرلمان حقيقي.
إن نمو البنية الاقتصادية الجديدة في العديد من الدول يستتبع تحولات سياسية وثقافية واجتماعية كبيرة مقاربة لتحولاتها.
إن هذا يؤدي إلى تآكلِ أو انهيار الأحزاب الشمولية التي عاشت تحت هذه المظلات وتشبثتْ بها.
إن نمو البرجوازيات الخاصة مرةً أخرى في الشرق على نطاقٍ واسع يتحددُ كذلك بأشكالِ العلاقاتِ الاقتصادية التي ظهرتْ عليها هذه البرجوازيات المتعددةُ الأحجام، أي مدى صلاتها بالرأسمالياتِ الحكومية، أو مدى اعتمادها على الرساميل البنكية أو الانتاجية كبيرة أو متوسطة أو صغيرة، وعلى التمويل وعلى التبادل، وكيفية ظهور الاستهلاك، فهل يتوسعُ الاستهلاكُ الإنتاجي أم الاستهلاك الفردي العادي أم الاستهلاك البذخي؟
وكذلك ضرورة معرفة العلاقات التي تتم في كل هذه البنى الاجتماعية المختلفة، فثمة تباينٌ كبيرٌ بين البُنى الاجتماعية من بلدٍ إلى آخر، والدولُ التي انجزتْ التحولَ للرأسمالية التي لم تصبحْ بعدُ رأسمالية(حرةً) غير الدول التي تعيشُ بين الإقطاع والرأسمالية كالدولِ العربية والإسلامية، غير الدول التي تنمو باتجاه الرأسمالية الحرة.
أي ما هو مدى بقاء الهياكل الاقتصادية الشمولية، وظلالها من الأفكار والجماعات السياسية؟ وإلى أي مدى تبقى هيمنة القطاعات الحكومية على القطاعات الخاصة؟ وأين تذهبُ الفوائض؟ وهل هي لدعم التطور الإنتاجي الوطني أم للهدر على البيروقراطيات والبذخِ الخاص للطبقات الحاكمة وعلى أجهزتها العسكرية؟
ومن المؤكد ان هذه الظاهرات السياسية - الاقتصادية - الاجتماعية بحاجةٍ إلى تحليلاتٍ كميةٍ موثقة، ولكن لابد من تحقيقاتٍ أوليةٍ، ومن ملاحظاتٍ اجتماعيةٍ تُسجل، هي من معين الرؤية المباشرة ومن المادة الوثائقية التي توفرها الصحافة.
فحين ترى قادة الأحزاب اليسارية والرأسمالية الجديدة والأحزاب القومية والدينية وهم يشترون المنازلَ الفارهةَ والسيارات الثمينة أو حتى يتزوجون بكثرة، ويماثلون الطبقات القديمة في الرفاه البذخي فهذا مؤشرٌ على اتجاه جماعات الرأسمالية الخاصة الجديدة تحت اللافتات السياسية القديمة والحديثة.
يُصاب الشبابُ باضطرابٍ خاصةً لما يَرونهُ من تناقضاتٍ حادة في سلوكِ الأحزاب والقادة، ولا يستطيعون فرزَ الشعارات وتحديدَ مساراتِ التطور السياسي العالمي، فهم يرون هجمةً رأسماليةً بذخية لدى القيادات، وتحولاً لبعضِ آبائهم وقادتهم نحو الأعمال الخاصة وأرباحها وعالمها الجديد المتلون المتنوع، وكذلك من بقاء للشعارات القديمة الاشتراكية والقومية والدينية خاصة شعارات مثل (لا شرقية ولا غربية)،(وعاشت الاشتراكية!) فهم يرددون ذلك لكنهم يغرقون في العالم الغربي بشركاته وأمواله ودعاياته! والأخطر حين يرتبطون بفساد الشركات والأجهزة الحكومية وينقلبُ حالُهم بين لحظة وأخرى إلى سلوك آخر، باطني تملكي، وظاهري ثائر زاعق في الخارج!
إذا كان ذلك يجري عبر استمرار الوعي القديم والحفاظ على القشرة الخارجية البطولية وأن تتوقف التحليلات الموضوعية لتطور الرأسماليات بأشكالِها المختلفةِ، كما سَبق عرضها، فالأمرُ يعبرُ عن أزمةٍ لابد من تلافِيها بمطابقةِ الكلام مع السلوك، وبعرضِ المشكلات والأخطاء، وبتوقيف سير(الملاحم البطولية)، واتخاذِ سياساتٍ نقديةٍ للمسيراتِ السابقة وبدرسِ الأبنية الاقتصادية الجديدة ورؤية كيفية تطورها لما يلائم استقلال ونهضات الشعوب، اي اتخاذ سياسات ديناميكية مؤيدة للرأسماليات الخاصة والعامة الإنتاجية وناقدة لها في جوانب التعثرِ والفسادِ وعدم مطابقة الخطط الوطنية وبعدمِ رفع مستوى حياة الشعوب وصحتها وتعليمها وإسكانها!
أي أن تلغي هذه الأحزابُ لغةَ البيانات التي عفى عليها الزمن: (نحن نشجب وعاش الشعب وعاشت الاشتراكية والقومية والإسلام) وتنزل لمعرفة الحياة في الشركات والأزقة وتقرأ البيانات الاقتصادية والدراسات الاجتماعية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات العراق والاستقطاب
- توريط مجتمعنا في انهيارات كلية
- في الوعي النهضوي الأولي (3 - 3)
- في الوعي النهضوي الأولي (2)
- في الوعي النهضوي الأولي (1 - 2)
- هل تظهر طبقةٌ وسطى حرةٌ في العراق؟ (2 - 2)
- هل تظهر طبقةٌ وسطى حرةٌ في العراق؟ (1 - 2)
- فرصة مهمة لأهل الخليج
- المحرمات الهامشية والأصل المنسي
- النساء و-الديمقراطية- الدكتاتورية الذكورية
- ضعف السياسة العربية
- الهجماتُ مستمرةٌ على إخوان مصر
- المبحوح والبلطجة الإسرائيلية العالمية
- الليبرالي- يحتاج أولاً إلى الحرية
- (القوقعة) أو كيف يتمُ سحل الإنسان؟
- تمهيد الثورة الخضراء الإيرانية ( 2 - 3)
- التحولات السياسية في تركيا (1-2)
- التحليل والتغيير
- خطاب للعامل الذكي
- انتهاء زمن الدولة الأبوية


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - بُنى اقتصاديةٌ جديدةٌ