أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الليبرالي- يحتاج أولاً إلى الحرية














المزيد.....

الليبرالي- يحتاج أولاً إلى الحرية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 17:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مفكر وروائي بحريني (سياسي)

إن الليبرالي يدعو إلى الحرية وهو بحاجة إليها.
إن أغلب متحدثي الليبرالية واليسارية الناعمة هم أناسٌ يطمحون إلى مشروعات رأسمالية، لكنهم عاجزون عن إنتاج رأس المال.
ولكي يصير الموظف ليبراليا يجب أن يترك وظيفته الحكومية ويعبر عن التاجر وعن المالي والصانع، فالكلمات المجردة لا تصلح للتعبير عن ليبرالية وطنية في بلد ما.
إن وظيفته الحكومية وإنتاجه الفكري داخلها لا يسمحان له بمعرفة هموم طبقته، وبتأسيس مقاربة فكرية للحياة الاقتصادية والاجتماعية.
لابد أن يتعرف مشاكل الصناعيين والتجار ورؤاهم، ويغزلها برؤاه الانتقادية السياسية، لكي يكون لهذه الطبقة موقع سياسي مؤثر، ولكي يكون لها معبر من خلال بيانه.
ولكي ينقل كذلك لهذه الطبقة مشكلات الناس والعمال والوطن، ولكي ينشئ جسوراً بين اندفاعِها الربحي وأوضاعِ المعسرين والمعدمين والعمال والميسورين، حتى لا تجمع الكرهَ لها، ولكي تدري بأوضاع الناس، ولكي تحصل على جمهور مؤيد من بين المواطنين، يزكيها لانتخابات وتطورات اجتماعية قادمة.
حين يقوم الموظف الصغير الحكومي بإنتاج أفكار ليبرالية لا يصارع وظيفته بطبيعة الحال، فهو نتاجُ الوظيفةِ الحكومية التي لا تنتجُ أفكاراً ليبرالية إلا عبر القراءة لا عبر الإنتاج ودرس الواقع.
إنتاجُ الأفكار الليبرالية يتشكلُ بالصراع من أجل البرجوازية الخاصة وحرياتها. هذا مثله مثل اليساري المتحالف مع الدينيين، لا تنشأ يساريته ولا تنمو إلا من خلال الصراع الفكري مع الدينيين، فالجمهور لكي يتطور لابد له من تقييد الحكم المطلق لشيوخ الدين كذلك في شؤون الحكم العام، بمعنى ألا يفرضوا سطوةً كليةً في الحياة السياسية الاجتماعية التي هم متخلفون عن إدراك طبيعتها المعقدة.
مثلما أن للرأسمال الحكومي حدا يجب الوقوف عنده، والحد لا ينزل من السماء بل من فعل النضال البرلماني الديمقراطي الوطني العام.
هناك مراحل نشوء وتطور لليبرالية، فالليبرالية هي جسمٌ اجتماعي تاريخي يتكون عبر مراحل، إنها تعيشُ الآن حالةً تكوينية غير محددة، لأنها لاتزال في المجال الثقافي، وفي المجال السياسي الكامن، ثم تنتقل للمجال السياسي الظاهر، عبر تجمع عناصر الوعي الليبرالي والاقتصاد. وهذا نتاج العلاقات بين الجانبين، ولمدى تطور العقول الليبرالية الحرة، ولمدى تطور الرساميل الوطنية.
إنها نتاجٌ لتطور الرأسمالية الوطنية التي تجمعُ ثمارَ فكر القطاع العام الديمقراطي المنفصل عن البيروقراطية وثمرات الرأسمالية الخاصة المنفصلة عن الأنانية الكلية.
لابد من تقليصِ هيمنةِ الحكومة على الاقتصاد وعلى الحياة الاجتماعية ولابد من تحولها إلى إدارة سياسية فقط، والليبرالي - حين يقوم بذلك - يتطور سياسيا، أي عبر نمو الشركات الخاصة البحرينية فعلاً، وعبر تغلغلها في مجالات جديدة في الاقتصاد والعلوم والثقافة والإعلام، وقدرتها على إعادة تغيير الواقع.
التطور الرأسمالي القادم يتطلب هذا النمو، وتضخم المؤسسات الحكومية العددي، يعرقل التطور، ويعرقل إعادة توزيع عمل السكان، وتقليص العمالة الأجنبية، وتثوير قوى الإنتاج العلمية، وتغيير طابع السكان الإنتاجي، وتغيير تقسيم العمل بين العمل الذهني والعمل اليدوي، عبر توسيع الأول وتقليص الثاني الخ.
إن الليبرالي الحكومي هو ليبرالي لايزال شموليا، ولذا فإن مفرداته أدبية، غير اقتصادية، لا يعرف ما هي الرأسمالية العامة والرأسمالية الشرقية وقوانين تطورها.
إنه يعتبر التغلب على الشموليين مسألة ثقافية، وليس نتاج التحجيم الديمقراطي للقطاع العام البيروقراطي وتوسع الحريات والأعمال في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة وتوسيع حريات العقل في البحث والنقد وتجذرها في البلد.
لماذا نركز هنا في الليبرالي؟ لأنه الذي يقدر أكثر من غيره على إنتاج الديمقراطية بمعايير الواقع الممكن.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (القوقعة) أو كيف يتمُ سحل الإنسان؟
- تمهيد الثورة الخضراء الإيرانية ( 2 - 3)
- التحولات السياسية في تركيا (1-2)
- التحليل والتغيير
- خطاب للعامل الذكي
- انتهاء زمن الدولة الأبوية
- الخلاص هو في التحالف مع اليسار الديمقراطي
- غياب الجدل من تاريخ اليمن
- الولادة العسيرة لليسار الديمقراطي الشرقي (1)
- الرأسمالية الخاصة في البحرين (2)
- صراع الغرب والإسلام الآن
- الرأسمالية والبداوة
- الطبقة العاملة الهندية في البحرين (2)
- الثورات والاقتصاديات المشوهة
- الحرس: عقدة المشكلة
- حوار مع العفيف الأخضر (3 - 3)
- حوار مع العفيف الأخضر (2 - 3)
- حوار مع العفيف الأخضر ( 1 3)
- جذور الرأسمالية في الخليج
- العمال بين الرأسماليتين


المزيد.....




- شي وبوتين يتفقان على أولوية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائ ...
- وول ستريت جورنال: تكلفة خيالية تتكبدها إسرائيل لاعتراض صاروخ ...
- سحب عشرات الطائرات العسكرية من قاعدة أميركية في قطر
- صفارات الإنذار تدوي بشكل مستمر في منطقة البحر الميت بسبب هجو ...
- مستشار وزير الخارجية الإيراني يكشف عن فشل -مؤامرة إسرائيلية ...
- صحافية أمريكية: استخدام سلاح نووي تكتيكي لضرب موقع فوردو الإ ...
- -الخلايا النائمة- المرتبطة بـ-حزب الله- والمدعومة من إيران ت ...
- مخاطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في علاج المشاكل النفسية ...
- سحب مكملات فيتامين شهيرة من الأسواق الأمريكية بسبب خطر يهدد ...
- اكتشاف آلية جينية تساعد على استعادة الأطراف المفقودة بالكامل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الليبرالي- يحتاج أولاً إلى الحرية