أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - ضعف السياسة العربية














المزيد.....

ضعف السياسة العربية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2941 - 2010 / 3 / 11 - 23:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارتكبتْ الدولُ العربية والإسلامية أخطاءً جسيمةً بصراعاتِها المستمرة كمحورين متعاديين، فارغين من المعنى، ونتجتْ هذه الصراعات عن المزايدات الاستعراضية، وعدم وجود قواعد وطنية داخلية وطنية تحولية صلبة في كل دولة.
هي جميعاً في حالاتِ رأسمالياتٍ حكومية تجمدتْ في بيروقراطياتها وفسادها (ما عدا لبنان المعتمد على رأسمالية خاصة هي نتاجُ المنطقةِ الحكومية العربية كذلك)، لقد عجزتْ أن تقدمَ لكلِ شعبٍ برنامجَ التغيير الذي يطورُ الاقتصادَ ويخففُ من ثقلِ الدولة على كواهلِ المواطنين بنزفِ أجورهم القليلة، وبتقديمِ خدماتٍ سيئة عموماً، وبعدم القدرة على مقاربة الديمقراطية الحديثة بكل أجندتها.
ولهذا ركزت في السياسة الخارجية بطرق استعراضية. ان هروبها نحو السياسة الخارجية هو بحدِ ذاته، دليلُ فشلِ السياساتِ الداخلية، فهي تمضي للسياسة الخارجية ليس بهدف حل مشكلات الأمة العربية والأمم الإسلامية المتداخلة معها حياة ومصيراً، وإنما بقصد الهروب من أسئلة السياسة الداخلية التي وصلت إلى طريق مسدود، نظراً لتجمد الديمقراطية الداخلية.
ومن هنا كان تشكيلُ المحورين في المنطقة، المتصادمين، خاصة في منطقة المشرق، الذي تجسد في حروبٍ عشوائية غبية وبإضاعة لوقتِ الأمة وبتدمير لقليل الموارد التي لديها كما في لبنان واليمن والعراق وفلسطين، يجسد هذا الهروب إلى الأمام، والمتشكل في لغة استعراضية دموية هنا، فوق أشلاء خرائط البلدان وتمزيقاً للإرادات الوطنية الشاحبة الأخيرة!
ما هي النتائج (الكبرى العظيمة) من تشكيل هذين المحورين؟ ما هي الثمار التي طلع بها مثل هذين التكتلين المبهمين الذائبين للوجود العاجز لهذه الأمم أمام التدخلات الأجنبية والتحديات الحضارية؟
لا شيء سوى المزيد من النفقات وهدر الثروات على المؤامرات مرة، وعلى دغدغة بعض دول الغرب والخوف من الجبروت الإسرائيلي مرات، والادعاءات الكثيرة بالحداثة والثورة والرفض والتغيير والتدين، ولا شيءَ من ذلك يحدث على أرض الواقع الهاربة دوماً نحو ضياع المال العام!
أما في دواخل بلدان المحورين فالواضح هو تصاعد الأزمات والانقسامات، والتوقف عن الاستمرار في التحولات التحديثية بأفقٍ ديمقراطي صغيرٍ شاحب، وتأجيل الانتخابات في دول وتزوير الانتخابات في دول، وبقاء الطاقم القديم الأبدي مستمراً رغم كل زوابع الانتخابات في كل الدول!
كان يفترض بدلاً من هذا الصراع اللامجدي اتفاق هذه الدول على معارك التنمية الداخلية، وإحداث علاقات اقتصادية بنائية كبيرة بينها.
الدولُ الكبيرةُ هي التي تقودُ هذا الصراعَ اللامجدي، ودبلوماسيتها خاصةً في مصر وإيران، متجمدةٌ عن الإبداعِ السياسي، متشبثةٌ بمواقف قديمة، متكلسةٌ بأحقادٍ صغيرةٍ تافهة، وأراضي العرب والمسلمين نهبٌ لكلِ دبابة غريبة وآفاقهم مفتوحة لكلِ سرب من الطائرات الأجنبية!
أما الدول الصغيرة التي حصلت على بعض الثروات الطائرة، الطارئة، فهي قوى الاستعراض على مسرح الشرق الأوسط المتمدد نحو العالم الغربي خاصة، تنفخُ ريشها، وتتحولُ إلى إمبراطوريات بعد كلِ سكرةٍ من ارتفاع النفط، ثم تتحول بعد زوال سكرة الاسعار إلى برامج التقشف وشد الأحزمة على الهياكل العظمية لشعوبها.
ومشكلات المحورين كلها مفتعلة، فردية، مرتبطة بصداع لرؤوساء أو بغيابِ نظاراتهم الإبصارية الشخصية، فسرعان ما انتهت صراعاتُ لبنان السياسية الهادرة بتبادلِ زياراتِ مسئولين من المحورين، وكادت الجماهير قبل سويعات أن تتذابح في كل المدن والساحات؟!
الأساس هو سياسات داخلية لا تقعدُ فوقَ علومٍ بحثية ومواقف شعبية متبصرة متجذرة تراكم الموارد لمزيدٍ من التطور الداخلي والتعاون مع الأشقاء والأصدقاء، وتغدو السياسات الخارجية هي انعكاسات مرضية لغياب هذه الرؤى الديمقراطية الوطنية الداخلية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجماتُ مستمرةٌ على إخوان مصر
- المبحوح والبلطجة الإسرائيلية العالمية
- الليبرالي- يحتاج أولاً إلى الحرية
- (القوقعة) أو كيف يتمُ سحل الإنسان؟
- تمهيد الثورة الخضراء الإيرانية ( 2 - 3)
- التحولات السياسية في تركيا (1-2)
- التحليل والتغيير
- خطاب للعامل الذكي
- انتهاء زمن الدولة الأبوية
- الخلاص هو في التحالف مع اليسار الديمقراطي
- غياب الجدل من تاريخ اليمن
- الولادة العسيرة لليسار الديمقراطي الشرقي (1)
- الرأسمالية الخاصة في البحرين (2)
- صراع الغرب والإسلام الآن
- الرأسمالية والبداوة
- الطبقة العاملة الهندية في البحرين (2)
- الثورات والاقتصاديات المشوهة
- الحرس: عقدة المشكلة
- حوار مع العفيف الأخضر (3 - 3)
- حوار مع العفيف الأخضر (2 - 3)


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - ضعف السياسة العربية